أسلوب الوصف في الشعر العربي

كتابة:
أسلوب الوصف في الشعر العربي

الوصف في الشعر

الوصف من الأغراض الشعريّة التي استخدمها الشعراء في الشعر العربيّ، ممّا خصص مفهوم أسلوب الوصف في الشعر العربي، فأصبح الشاعر يتميّز بخياله العميق وسُميّ بالشاعر الواصف؛ وذلك لشدّة دقته وقدرته على ابتكاره في الوصف، فكان الوصف يتطور من عصر إلى آخر حتّى وصل إلى العصر الأندلسي وأُصِّلت قواعده حينها، ومن ثمّ طرأ على فنّ الوصف تطوّر ملحوظ، وقد يتفاوت الشعراء في براعتهم الشعريّة، فلكلٍّ منهم أغراض معيّنة يتفرّد في وصفها، كما يشتهرون في غرض واحد، مثل شهرة المتنبي في شعر المديح مثلًا.

مفهوم الوصف في الشعر

إنَّ مفهوم أسلوب الوصف في الشعر العربي هو الإظهار والكَشف، والوصفُ هو ذكرُ الشيءِ بما فيه من الأحوال والهيئات، وأشار ابن رشيق إلى أن الشعر -إلّا أقلّه- راجعٌ إلى باب الوصف، وفي ذلك أن أغلب الشعر هو في أسلوب الوصف، وفي مفهوم أسلوب الوصف في الشعر العربيّ سيُلاحَظ أنه خُصَّ بالحيوان، والنبات، والأرض، والماء، والنار، والسماء، وأدخلوا الخمرَ فيه أيضًا، فنظر النقاد المحدثون في الوصف، وقالوا إنّ الشعر يكشف عن الموصوف وعن هيئته وحاله، ويزداد الوصف دقّة بازدياد المفردات الدالّة في اللغة، والوصف الشعريّ هو الأكثر وقعًا من الشاعر في المتلقّي أو السامع.[١]

قدرة الشاعر على الوصف

تميّز الشعر العربي باستخدام الوصف في تركيب ألفاظه، فكان الشاعر متمكنًا بحجم قدرته على الوصف الصادق الدقيق، إذ وصَف الشاعر العربيّ ما حوله بفطرته وواقعيّته، لكن تتفاوت قدرة الشعراء على الوصف، إمّا باختلاف قرائحهم، وإمّا بدرجة اختيار المعاني والأساليب، وإما بمستوى الرغبة في الأداء الوصفيّ، ففي مفهوم أسلوب الوصف في الشعر العربي وتتبعه سيُلاحَظ أنهم كانوا في الجاهلية يُحسنون وصف الصحراء والناقة والأطلال، وحين جاء الشعراء المولدون لم يحسنوا في تقليدهم من غير احتكاك أو معاشرة.[٢]

الوصف من أهمّ ما يميز شعر الشعراء، فكلّما كثر في شعره دلَّ ذلك على رقيّ فنه، وزخامة صوره ودلالاتها، وقوة قدرته على تتبع الأغراض وتفسيرها، ومفهوم أسلوب الوصف في الشعر العربيّ غزير ويبلغ في يد كبار شعراء العربية، الذين يجيدون استخدامه في غاية الإجادة، والشاعر الوصّاف يستخدم الألفاظ ذات الحروف اللينة، ويكثر من العطف والتكرار، ويتميز مفهوم أسلوب الوصف في الشعر العربي بصيغ الألفاظ والتراكيب، فيحسن الشاعر التشبيهات، فتستطيب حينها للقارئ.[٣]

علاقة الوصف بأغراض الشعر

لقد كان فن الوصف هو أول ما نطق به الشعراء، والشاعر هو الوصّاف الذي يعبر عن خلجات النفوس، وأسارير الجباه، فهو قادر على تصوير كل شيء ويخرج صورًا فتانة يدركها الحس، ويتأملها الشعور، فارتبط مفهوم أسلوب الوصف في الشعر العربي بأغراض الشعر ارتباطًا ظاهرًا، فالمدح وصف نُبْل الرجال، والنسيب وصف النساء والحنينَ إليهنّ، والرثاء وصف محاسن الميت، والهجاء وصف سوءات المهجو، وتصوير نقائصه ومعايبه، وبذلك نرى الترابط بين فنون الشعر وأغراضه ودخولها المستمر تحت سقف الوصف، فالوصف هو عمود الشعر وعماده.[٤]

المراجع

  1. محمد التونجي (1999)، المعجم المفصل في الأدب (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 883، جزء 1. بتصرّف.
  2. محمد التونجي (1999)، المعجم المفصل في الأدب (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 884، جزء 1. بتصرّف.
  3. فخري أبو سعود (27/01/2008)، "التصوير في الشعر العربي"، www.alukah.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-08-2019. بتصرّف.
  4. عبد العظيم علي قناوي (1949)، الوصف في الشعر العربي، القاهرة: مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، صفحة 43، جزء 1. بتصرّف.
6757 مشاهدة
للأعلى للسفل
×