أسماء أركان الكعبة

كتابة:
أسماء أركان الكعبة

أسماء أركان الكعبة

للكعبة المشرفة أربعة أركان، وتتجه الأركان إلى الاتجاهات الأربع (شمال، جنوب، شرق، غرب)، مع انحراف يسير، وهي كما يأتي:

الركن العراقي

يتجه الركن العراقي إلى جهة الشمال، وسمي بهذا الاسم لأنه يتجه نحو بلاد العراق، ويسمى أيضًا بالركن الشمالي، والمساحة بين الحجر الأسود والركن العراقي أربعة وخمسون شبرًا.[١]

الركن الشامي

يتجه الركن الشامي إلى جهة الغرب، وسمي بهذا الاسم لأنه يتجه نحو بلاد الشام، وليس من السنة لمس الركن الشامي والعراقي، أو الإشارة إليهما، لأنهما ليسا نهاية الكعبة، ولأنه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لمسهما أو نحو ذلك.[٢]

الركن اليماني

يتجه الركن اليماني إلى جهة الجنوب، وسمي بهذا الاسم لأنه يتجه نحو اليمن، وهو آخر ما يمر عليه الحاج أو المعتمر من الأركان الأربعة، ومن السنة في الطواف أن يتم استلام الركن، دون تقبيله،[٣] وأن يقول بينه وبين الحجر الأسود: (رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٤]

ويكون استلام الركن اليماني في الطواف في كل شوط عند الاستطاعة؛ بأن يمسح الحاج أو المعتمر بيده عليه، ثم يقول: "بسم الله والله أكبر"، فإن لم يستطع؛ يمضي ولا يشير إليه ولا يكبر، لأنه لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك.[٥]

وأما في بيان فضله؛ فمسح الركن اليماني مغفرة للذنوب والخطايا، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ مسحَ الحجرِ الأسودِ ، و الركنَ اليمانيَّ ، يحُطَّان الخطايا حطًّا).[٦]

الركن الأسود

يتجه الركن الأسود إلى جهة الشرق، وسمي بالركن الأسود لوجود الحجر الأسود فيه، وكونه على قواعد سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، ويبدأ الطواف من الركن الأسود لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويكون استلام الركن الأسود بلمس الحاج أو المعتمر الحجر الأسود بيده وتقبيله، ويقول: "الله أكبر"، فإن لم يستطع تقبيله استلمه بيده، فإن لم يستطع بيده أشار إليه من بعيد وكبر.[٧]

أما الحجر الأسود فهو حجر أنزله الله -سبحانه وتعالى- من الجنة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نزلَ الحجرُ الأسوَدُ منَ الجنَّةِ وَهوَ أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ فسَوَّدَتهُ خطايا بَني آدمَ)،[٨] أي إن الحجر الأسود كان أبيض اللون عندما نزل من الجنة، ثم اسودّ من خطايا الناس وآثامهم.

والمسلمون يمسحون الحجر الأسود ويقبّلونه اقتداءً بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، فكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يستلم الحجر الأسود ويقبله، ويقول: "وَاللَّهِ، إنِّي لأُقَبِّلُكَ، وإنِّي أَعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، وَأنَّكَ لا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ، وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قَبَّلَكَ ما قَبَّلْتُكَ"،[٩] وفي هذا بيان لتسليم الصحابة وشدة إيمانهم واتباعهم للنبي -صلى الله عليه وسلم-.[١٠]

وأما مقام إبراهيم -عليه السلام- فهو الحجر الذي قام عليه عند بنائه للكعبة المشرفة، قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)،[١١] فقد أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- قصة بناء إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- للكعبة المشرفة، وقد فضّل الله مقام إبراهيم فأمر أن يُصلّى عنده، قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى).[١٢][١٣]

أهمية الكعبة المشرفة

الكعبة المشرفة هي أول بيت وضع في الأرض لعبادة الله تعالى وحده، فقال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)،[١٤] وهي قبلة المسلمين، ومن المساجد المقدسة التي تشد إليها الرحال.[١٥]

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هذا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأقْصَى)،[١٦] وسميت الكعبة المشرفة بهذا الاسم؛ لأنها مكعبة الشكل مدورة، فقد كان أغلب العرب يبنون بيوتهم مدورة الشكل؛ تعظيمًا للكعبة.[١٥]

المراجع

  1. ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، المغرب:أكاديمية المملكة المغربية، صفحة 371، جزء 1. بتصرّف.
  2. "مسميات أجزاء الكعبة وسبب تسميتها بذلك"، إسلام ويب، 19/4/2006، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2022. بتصرّف.
  3. "مسميات أجزاء الكعبة وسبب تسميتها بذلك"، إسلام ويب، 19/4/2006، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2022. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:102
  5. "كيفية استلام الركن اليماني والحجر الأسود "، طريق الإسلام، 2/10/2014، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2022. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2194، صحيح.
  7. عبد الكريم الخضير، شرح الموطأ، صفحة 1، جزء 82. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:877، صحيح.
  9. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1270، صحيح.
  10. سيد حسين العفاني، كتاب دروس الشيخ سيد حسين العفاني، صفحة 29، جزء 3. بتصرّف.
  11. سورة البقرة، آية:127
  12. سورة البقرة، آية:125
  13. إسلام ويب (28/8/2016)، "مقام إبراهيم عليه السلام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/1/2022. بتصرّف.
  14. سورة البقرة ، آية:96
  15. ^ أ ب محمد بن أحمد بن الضياء (2004)، تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف (الطبعة 2)، لبنان:دار الكتب العلمية، صفحة 122. بتصرّف.
  16. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1397، صحيح.
6129 مشاهدة
للأعلى للسفل
×