محتويات
أسماء الجبال في القرآن
ذكر الله -تعالى- الجبال في القرآن للدلالة على عِظم الخالق سبحانه؛ فإذا سار الإنسان في الأرض متفكرًا متأملًا رأى أصنافًا مختلفة من الجبال بألوانٍ وأحجامٍ وخصائص شتى، يقول -تعالى- في سورة فاطر: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ).[١]
وقد ذكر الله تعالى أمور ذات أصل واحد ومادة واحدة؛ كالثمرات أصلها واحد وهو الماء، لكنها تختلف وتتنوع بالصفات والأشكال، وكذلك الجبال أصلها واحد، ولكنها تختلف وتتنوع، ففيها الطرائق البيض والصفر والحمر، وفيها ما هو شديد السواد، وتفاوتها دليلٌ عقلي على قدرة الله تعالى،[٢] وقد خصّ الله -سبحانه- بعض الجبال بالذكر في القرآن بأسمائها.
جبل الجودي
ذكره الله تعالى في سورة هود في مَعرِض الحديث عن قصة نوح عليه السلام ونجاته ومن آمن معه في الفلك، وغرق القوم الكافرين ثم استواء السفينة على جبل الجودي، يقول تعالى: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)،[٣] وقال مجاهد: "وَهُوَ جَبَلٌ بِالْجَزِيرَةِ، تَشَامَخَتِ الْجِبَالُ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْغَرَقِ وَتَطَاوَلَتْ، وَتَوَاضَعَ هُوَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَمْ يَغْرَقْ، وَأُرْسَتْ عَلَيْهِ سَفِينَةُ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ".[٤]
جبل الصفا والمروة
جبل الصفا والمروة ذُكر في معرض قصة السيدة هاجر، فقد هاجرت إلى مكة، وقد أجدبت الأرض، فلا ماء ولا زرع، وهناك على مقربة من الكعبة كانت السيدة هاجر تجري بين الصفا إلى المروة بحثًا عن الماء من أجل طفلها الصغير سيدنا إسماعيل -عليه السلام-، وقد اشتدّ بهما العطش، لكنها كانت مؤمنة أنّ الله لن يضيعهما، ومطمئنة لقدر الله.[٥]
وكانت تسعى جاهدة لتأمين الماء لولدها، فأجرى الله زمزم بين قدميه، وبقيت زمزم وحجر إسماعيل والجبلان من الشعائر الخالدة إلى يومنا هذا تذكيراً للمسلمين في كل زمان ومكان بأهمية التوكل على الله والرضا بقضاء الله وقدره، يقول تعالى في سورة البقرة: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّـهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).[٦]
جبل الطور
يقول تعالى في سورة القصص: (وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَـكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)، [٧] وفي هذا تذكير وإشارة للمشركين بعلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأمورٍ غيبية لم يكن ليعلمها لولا وحي الله عز وجل له، فلم يكن النبي الكريم إلى جانب سيدنا موسى -عليه السلام- حينما أوحى الله عز وجل له، وما جاء هذا الوحي إلّا رحمة للعالمين إلى يوم القيامة.
جبل عرفات
يقول تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ)[٨] وقيل: إنّ معنى"ابتغاء الفضل من الله"؛ أي التماس رزق الله بالتجارة، وهذه الآية نزلت في قوم كانوا لا يرون جواز التجارة إذا أحرموا، فكانوا يلتمسون البر بذلك.[٩]
المراجع
- ↑ سورة فاطر، آية:27
- ↑ عبد الرحمن السعدي، كتاب تفسير السعدي، تيسير الكريم الرحمن، صفحة 688. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:44
- ↑ ابن كثير، كتاب تفسير ابن كثير ، ت السلامة، صفحة 323.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 267. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:158
- ↑ سورة القصص، آية:46
- ↑ سورة البقرة، آية:198
- ↑ "تفسير آية 198 من سورة البقرة"، المصحف الإلكتروني. بتصرّف.