محتويات
هل ثبتت ردة عبد الله بن سعد بن أبي سرح؟
لقد ثبتت ردَّة الصحابي عبد الله بن أبي سرح في كتب الفقه والتاريخ، فقد ذكرَ ابن الأثير في كتاب أسد الغابة أنَّ عبد الله بن سعد كان كاتبًا للوحي بعد أن أسلم وهاجر قبل الفتح إلى المدينة، ولكنَّ الشيطان أزلَّه وارتدَّ مشركًا وعاد إلى مكة، وادَّعى أنَّه كان يصرفُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما يشاء عند نزول الوحي، كأن يقول له رسول الله أن يكتب: عزيز حكيم، فكان يخالفه ويكتب: عليم حكيم، فيؤكد الرسول كلامه ويقول: كلٌّ صواب،[١] وأكد تلك القصة ابن تيمية في كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول،[٢] ولكن هل عاد عبد الله بن سعد إلى الإسلام؟
وتؤكدُ الأحاديث أنَّ رسول الله أمَّن جميع الناس يوم الفتح إلا أربعة رجال وامرأتين، وكان منهم عبد الله بن سعد، وهذا دليل على ثبوت ردَّته، فعن سعد بن أبي وقاص قال: "لما كان يومُ فتحِ مكةَ اختبأَ عبدُ اللهِ بنُ سعدِ بنِ أبي سرحٍ عند عثمانَ بنِ عفانٍ ، فجاء به حتى أوقفَه على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال : يا رسولَ اللهِ بايِعْ عبدَ اللهِ"،[٣] وقد عفا عنه رسول الله وعاد عبد الله بن سعد إلى الإسلام وحسَن إسلامه، وكان على يديه فتح بلاد إفريقيا.[٢]
هل ثبتت ردة عبيد الله بن جحش؟
هاجر عبيد الله بن جحش مع من هاجر إلى الحبشة، وقد وردَ أنَّه تنصَّر هناك وارتدَّ عن الإسلام ومات على نصرانيَّته، وبانت منه زوجته أم حبيبة فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر ذلك ابن الأثير في كتاب أسد الغابة،[٤] وروى ردَّته ابن إسحاق في السيرة وابن سعد في كتاب الطبقات الكبرى والحاكم في المستدرك والطبري في تاريخه وغيرهم، لكن لم يثبُت في ردته شيء، إلا أنَّ الأقوال الثابتة هي أنَّه توفي في الحبشة وعادت أم حبيبة مع أهلها وتزوجَّت الرسول صلى الله عليه وسلم.[٥]
هل ثبتت ردة عبد الله بن خطل؟
كان عبد الله بن خطل من الذين أمر رسول الله بقتلهم يوم الفتح حتى لو كان متعلِّقًا بأستار الكعبة،[١] وفي الحديث عن سعد بن أبي وقاص أنَّه قال: "فأمَّا عبدُ اللهِ بنُ خَطَلٍ فأُتِيَ وهو مُتعلِّقٌ بأستارِ الكعبةِ، فاستَبَقَ إليه سعيدُ بنُ حُرَيثٍ وعمَّارُ بنُ ياسرٍ رضِيَ اللهُ عنهما، فسَبَقَ سعيدٌ عمَّارًا، وكان أشَدَّ الرَّجُلينِ فقَتَلَه"،[٦] وفي هذا دليل على ثبوت ردَّته، وقد قتِل يوم فتح مكة.[٧]
هل ثبتت ردة مقيس بن صبابة؟
ثبتت ردَّة مقيس بن صبابة في كتب الفقه، فقد ذكر ابن الأثير أنَّه كان ضمنَ النفر الذين أمر رسول الله بقتلهم يوم الفتح، كما ورد في الحديث عن سعد بن أبي وقاص أنَّه قال: "وأمَّا مِقيَسُ بنُ صُبابةَ فأدرَكَه الناسُ في السوقِ فقَتَلوه"،[٦] وفي هذا دليل صحيح ثابت على ردَّته، فقد قُتِل في السوق يوم الفتح.[٨]
هل ارتد أحد من الصحابة بعد حادثة الإسراء؟
أوردَ الحاكم في مستدركه على الصحيحين حديثًا عن السيدة عائشة أنَّها قالت فيه: "لما أُسرِيَ بالنبيِّ إلى المسجدِ الأقْصى، أصبح يتحدَّثُ الناسُ بذلك، فارتدَّ ناسٌ ممن كانوا آمنوا به، و صدَّقوه"،[٩] وأشار بأنَّه صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولكنَّهما لم يخرجاه، ولكنَّ يظهر أنَّ الحديث منكر كما أشار الإمام أحمد، وقد انتُقِد الحاكم في ذلك، والأرجح أنَّه لم يرتد أحدٌ من الصحابة بعد حادثة الإسراء والمعراج، وأمَّا ما وردَ في غير أحاديث بذلك فالمقصود به أنَّ الكفار لمَّا سمعوا بالمعجزة أرتدوا كفارًا وعادوا إلى كفرهم بعد ذلك ولم يؤمنوا والله أعلم.[١٠]
المراجع
- ^ أ ب ابن الأثير، أبو الحسن، كتاب أسد الغابة ط العلمية، صفحة 3-260. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن تيمية، كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول، صفحة 110. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:4/301، صحيح على شرط مسلم.
- ↑ ابن الأثير، أبو الحسن، كتاب أسد الغابة ط العلمية، صفحة 3-194.
- ↑ ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث 2، صفحة 36-204. بتصرّف.
- ^ أ ب رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:1506، إسناده حسن.
- ↑ ابن تيمية، كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول، صفحة 127. بتصرّف.
- ↑ ابن تيمية، كتاب الصارم المسلول على شاتم الرسول، صفحة 110. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:306، متواتر.
- ↑ ملتقى أهل الحديث، أرشيف ملتقى أهل الحديث 3، صفحة 66-500. بتصرّف.