محتويات
أسماء جواري الرسول
هل كان للرسول -عليه الصلاة والسلام- إماء؟
يمكن تقسيم الجواري في الإسلام إلى قسمين: جواري وإماء، فأمّا الجواري فهنَّ اللواتي كنَّ من العبيد أصلًا يتمُّ شراؤهن وبيعهنَّ في أسواق العبيد ولا يتمّ الاستمتاع بهن من قبل الرجل، وأمَّا الإماء، وهنّ جواري ملك اليمين، فهنَّ من العبيد ولكن يتَّخذهنَّ الرجل ملك يمين ليطأَ منهنَّ من يريد ويتَّمتع بها، شرط أن تكون ملكَه وحده دون شريك، وألّا يكون بها مانع يحرّمها عليه كالرضاعة، عند ذلك تسمَّى سُريَّة ويمكن لسيدها وطأها،[١] وقد كان عدد جواري الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الإماء أربع، وقد تزوّج باثنتين أعتقهما حين سُبيا، وهما: جويرية[٢] وصفية.[٣]
أسماء جواري الرسول اللواتي كنّ من الرقيق
هنالك جاريتان يهوديّتان كانتا من فيء الغزوات ضدّ اليهود، وقد صارتا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعتقهما وتزوَّج بهما، وهما:
السيدة جويرية بنت الحارث
كانت أرملة ماتع بن صفوان الذي قتل في غزوة بني المصطلق، وأبوها هو الحارث بن ضرار سيد قبيلة بني المصطلق، وعندما وقعت في الأسر كانت من نصيب ثابت بن قيس، فطلبت من النبي -عليه الصللاة والسلام- أن يساعدها على أن تحرِّر نفسها؛ لأنَّها بنت سيد بني المصطلق، فأعتقها رسول الله وجعل عتقها صداقها وتزوَّج بها.[٤]
السيدة صفية بنت حيي بن أخطب
لقد وقعت في الأسر بعد أن قتل زوجها في غزوة خيبر، وكانت ابنة سيّد بني قريظة، فدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخيَّرها بين الإسلام فيعتقها ويتزوج بها، أو البقاء على دينها وعسى أن يعتقها لاحقًا وتلحق بقومها، ولكنَّها اختارت الله ورسوله، وقد كان زواج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بها سببًا في إسلام كثير من اليهود بعد ذلك، ونهاية المؤامرات التي كانت تحاك من قبلهم.[٣]
أسماء جواري الرسول اللواتي كنّ ملك اليمين
كان عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربع إماء يمكن اعتبارهن ضمن ملك اليمين، وكانت مارية القبطية التي ولدَت له ولده إبراهيم واحدة منهنَّ، وقد أوردَ ابن القيِّم أنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان لديه أربع من الإماء يطؤهنّ بملك اليمين:
- ريحانة وهي من بني قريظة.
- جارية كانت هبةً من زينب بنت جحش.
- جارية جميلة كان قد أصابها سبيةً من إحدى المعارك.
- السيّدة مارية القبطية، وهي أمّ ولده إبراهيم عليه السلام، وكان المقوقس عظيم مصر آنذاك قد أهدى مارية وأختها لرسول الله بعد صلح الحديبية، وكانت نصرانية ولكنَّها أسلمت وحسُن إسلامها.
والسؤال هو: لماذا لم يتزوج الرسول من مارية القبطية؟، قد يكون عدم زواج رسول الله بها هو أنَّه أراد أن يبيِّن جواز الدخول بالأمَة غير الحرة ووطئها دون أن يكون مضطرًا لإعتاقها والزواج بها كما فعل مع صفية التي جعل عتقها هو صداقها، فجمع رسول الله بين الفعلين لبيان جواز كل منهما والله أعلم.[٥]
من هن النساء الواهبات أنفسهن للنبي؟
لقد وهبت بعض النساء أنفسهنَّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل ببعضهن وتزوجَ بهنَّ وأجَّلَ بعضهنَّ، ولكن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- توفي ولم يقربهنَّ، ولم يتزوجنَ من بعده، ويشير إلى ذلك قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُناحَ عَلَيْكَ}،[٦][٧] وأشار العلماء إلى أنَّه كثيرات هُنّ اللواتي وهبن أنفسهنَّ ولكن الروايات التي وردت في أسمائهنَّ فيها الضعيف والقوي، وتشير بعض الروايات إلى أنَّهنَّ: أم شريك، وخولة بنت حكيم، كما أضافت بعض الأقوال إليهنَّ: ميمونة بنت الحارث، وزينب بنت خزيمة.[٨]
ويؤكّد حديث السيدة عائشة في صحيح البخاري أنَّ النّساء اللواتي قد وهبنَ أنفسهنّ للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كثيرات، والشاهد من الحديث أنَّها قالت رضي الله عنها: "كُنْتُ أغَارُ علَى اللَّاتي وهَبْنَ أنْفُسَهُنَّ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأَقُولُ أتَهَبُ المَرْأَةُ نَفْسَهَا؟"،[٩] وهذا دليل على كثرتهنَّ وإلى ذلك ذهب ابن كثير.[١٠]
هل كان للرسول عبيد؟
لقد كان عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبيد، منهم: زيد بن حارثة الذي أهدته إياه زوجته السيدة خديجة قبل البعثة وبقي معه،[١١] وقد زوَّجه مولاته أم أيمن بعد أن أعتقه فولدت له أسامة بن زيد رضي الله عنهم، ومنهم أيضًا: ثوبان، وأسلم، وأبو رافع، وأبو كبشة، ورباح النوبي، ويسار النوبي، وصالح ويدعى شقران وغيرهم.[١٢]
هل ملك اليمين موجود إلى اليوم؟
لقد أكَّد الإسلام على أنَّ حرية الإنسان هي الأصل، وحرصَ كل الحرص على حمايتها وصونها، فعمل على معالجة مسألة الرق تدريجيًّا، ووضع خطواتٍ للقضاء على الرق، وجفَّف مصادره التي كانت رائجة بكثرة قبل الإسلام، ولم يبقِ الإسلام من الرّقيق إلا الرق الذي يأتي من أسرى الحروب وذلك للرد بالمثل على الأعداء وإقامة توازن بين الأمة الإسلامية والأمم الأخرى، وشرعَ بالحث على إنهاء الرق من خلال العتق وتحرير الرقاب، وجعل ذلك كفارة لكثير من الذنوب والجرائم، عدا عن كونه قربة إلى الله تعالى، وخصص جزء من الصدقات لمسألة إعتاق الرقاب.[١٣]
أدَّت تلك الخطوات إلى تثبيت حقيقة أنَّ الإسلام يؤكدُ إلغاء الرق ويحضُّ عليه ولا يتعارض معه، ولكنَّه لم يحرِّمه حتى لا يصطدم مع أمر مألوف بشدة في النفوس، وخوفًا من حدوث اضطرابات اقتصادية واجتماعية، فبقيَ الرقُّ قائمًا خلال العصور الوسطى في أنحاء العالم، حتَّى بدأت الدول الأوربية باستنكار تجارة الرقيق وخصوصًا في مؤتمر فيينا عام 1815م، وتمَّ توقيع العديد من الاتفاقيات منذ ذلك الوقت، كان آخرها عام 1956م في جنيف حيثُ ألغت الرقَّ والإتجار بالرقيق في العالم.[١٣]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 45-47. بتصرّف.
- ↑ ملك غلام مرتضى، كتاب تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 105. بتصرّف.
- ^ أ ب ملك غلام مرتضى، كتاب تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 107. بتصرّف.
- ↑ ملك غلام مرتضى، كتاب تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 105. بتصرّف.
- ↑ الألباني، دروس للشيخ الألباني، صفحة 9. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:51
- ↑ محمد بن إسحاق، كتاب سيرة ابن اسحاق السير والمغازي، صفحة 269. بتصرّف.
- ↑ أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري جامع البيان، صفحة 286. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4788، صحيح.
- ↑ ابن الملقن، التوضيح لشرح الجامع الصحيح، صفحة 123. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم محمد حسن الجمل، كتاب الرق في الجاهلية والإسلام، صفحة 160. بتصرّف.
- ↑ ابن القيم، كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد، صفحة 111. بتصرّف.
- ^ أ ب وهبة الزحيلي، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 2019-2020. بتصرّف.