جنين
تقعُ مدينة جنين شمالَ فلسطينَ، على أطرافِ مدينةِ نابلس بمسافةِ واحدٍ وأربعين كيلومتراً، وتُشرفُ من موقعها على سهلِ مرجِ بني عامر، وهي تتميّزُ بتنوُّعِ بيئتها؛ حيث تحتوي على الجبالِ، والسُّهول، والمنخفضات، كما أنّها تُعَدُّ من المُدنِ القديمةِ في فلسطينَ، ومن الجدير بالذكر أنّ من أسّسها هم الكنعانيّون، إذ أسموها (عين جنيم) في البداية، ثمّ سُمِّيت في عهد الرومان (حيفا) بعد أن سكنوها، ثمّ خضعت للحكمِ البيزنطيّ الذي اعتُبرَت كنيسةُ جينا من آثاره فيها، وشيئاً فشيئاً صارت تُعرَف باسم (جنين)، ولمدينة جنين تاريخٌ عريق؛ فقد ظهرَ اسمُها في الكثير من آثار الحضارات، كالبابليّة، والمصريّة، والآشورية، وبألفاظ مختلفة، مثل: جانيم، وجيرين، وعين جانيم، وجنين، وهذه أسماءُ ترتبِطُ بالطبيعة الزراعيّة للمدينة؛ حيثُ اشتُهِرت بأرضِها الخضراء.[١]
حيفا
تحتَلُّ مدينةُ حيفا موقعاً جغرافيّاً مُميَّزاً؛ نظراً لوقوعها على الساحلِ الفلسطينيّ من الجهة الشماليّة، وهي تُمثّلُ نقطةً مُهمّةً يلتقي فيها البحرُ المُتوسِّط مع سهلِ مرج بني عامر، وجبلِ الكرمل، حيث ساهم كلٌّ منهما في إعطائها أهمّيةً كُبرى؛ فوقوعُها على البحر الأبيض المُتوسِّط جعلَ منها ميناءً ترسو فيه السُّفُن الكُبرى، وهو الأهمُّ في فلسطين، ورسم لها جبلُ الكرمل مشهداً مذهلاً، وعدَّل من مناخِها، أمّا وقوعُها على المنطقة السهليّة، فقد ساعدَها في الاعتماد على زراعة مُختلَف المحاصيل، وذلك كلُّه أكسبَها أهمّيةً اقتصاديّةً كبيرةً عرَّضتها للاستعمار على مرِّ الزمان؛ فقد استعمرَها الصليبيّون في البداية، لينتهيَ بها المطافُ في أيدي الصهاينة، ولا تزالُ حيفا إلى اليوم تُمثِّلُ بوّابةَ فلسطينَ على العالَم.[٢]
نابلس
تُعرَفُ مدينة نابلس باسم جبل النار، والأحرار؛ نظراً لأنّها صمدَت، وشعبَها في وجِه الغزوِ عبرَ أربعةِ آلاف عام؛ فقد وقفت مُتحدِّيةً للكثير من القُوى العُظمى، كالصليبيّين، والمغول، والتتار، والحضارات المختلفة، علماً بأنّها خضعَت لحُكم الصليبيّين إلى أن حرَّرها المسلمون، ثمّ حُكِمت من العُثمانيّين، والمصريّين، وخضعَت أيضاً لحُكم الإنجليز، وأخيراً احتلَّها الصهاينةُ منذ عام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين، وحتى يومنا هذا، ولمدينة نابلس أسماءٌ عدّة، منها: دمشق الصُّغرى، والقصبة، والبلدة القديمة، وشكيم (وهو الاسم الذي سمّاها به الكنعانيّون عندما أسَّسوها)، ويعني: المدينة المرتفعة، ومن أشهرِ أسمائها التي تُردِّدها ألسنة الناس إلى الآن (جبلُ النار)؛ وسبب تسميتِها به هو حرقُ أهلِها للحقولِ، والبساتين في جبل عيبال أثناءَ جهادهم ضِدّ الفرنسيّين بقيادة نابليون، كما أنّ من أسمائها أيضاً (مدينة الحزن، والجمال).[٣]
طولكرم
تُعَدُّ طولكرم إحدى مُدنِ فلسطينَ الواقعة في الجزءِ الشرقيّ من السهل الساحليّ فيها، ويُعتبَر موقعها استراتيجيّاً بين السهل، والجبل، الأمرُ الذي منحَها بُعداً تجاريّاً، وعسكريّاً منذُ القِدم، فكانت محطّةً مُهمّةً، سواءً لرحلات التجارة، أو لعبور الجيوش الغازية بين مصر، والشام، وممّا ساعدَ على نجاح الزراعة فيها وفرةُ الأمطار، ومناخها المُعتَدل، وبالنظر إلى نشأتُها يتَّضِح أنّها تعودُ إلى الكنعانيّين، وتذكرُ بعضُ المصادر التاريخيّة أنّ فيها قُرىً يعودُ تاريخُها إلى الحضارة الفرعونيّة، مثل: قرية جت كرمل، وقرية مجدوليون، وغيرها من الشواهد على الحضارات المُتتابِعة على هذه المدينة، كالقُرى الآراميّة، أو الرومانيّة، أو العربيّة منذُ فترة ما قَبل الإسلام.[٤]
يافا
تُعَدُّ يافا مدينة فلسطينيّة تُشرِفُ على البحرِ الأبيضِ المُتوسِّط، وهي تبعدُ عن نهرِ العوجا سبعةَ كيلومترات تقريباً باتِّجاه الجنوب، كما تبعُدُ عن مدينةِ القدسِ نحوَ ستّين كيلومتراً في الاتِّجاه الشماليّ الغربيّ، وقد تعدّدت أسماؤها عبرَ الحضارات المُتعاقِبة؛ فكانت بلفظِ يافي (الجميلة) لدى الكنعانيّين، ومن ألفاظها في الحضاراتِ الأخرى: يابو، ويافو، وجافا، وتُعتبَر مدينةُ يافا إحدى حلقاتِ الوصلِ بين فلسطينَ، والعالَم الخارجيّ؛ فمن خلالِها تتّصلُ فلسطينُ مع الدُّول الواقعةِ ضمنَ سواحلِ البحرِ المُتوسِّط، ودُول أفريقيا، وأوروبّا، وأمريكا، كما أنّ القوافل التجاريّة كانت تمرُّ قديماً عبر يافا، ولموقعِها المُتميّزِ في السهل الفلسطينيّ، وسهولة طُرقِها، فقد كانت الرابطَ بين مصرَ، وبلاد الشام، وهي أيضاً جسر لعبورِ القُوّات الحربيّة التي كانت تتّجه إمّا شمالاً، وشرقاً نحو بلاد الشام، أو جنوباً نحو مصرَ، ولطالما اعتُبِرت يافا -ولا زالت- باباً إلى مدينة القدس، ومن الجدير بالذكر أنّ موقعها الاستراتيجيّ جعلها مَطمعاً للكثير من القُوى، حيث تمّ احتلالها من قِبَل قُوى عديدة، وحاصرَتها أخرى، كما أنّها دُمِّرت أكثر من مرّة، إلّا أنّها شُيِّدت من جديد.[٥]
المراجع
- ↑ السلطة الوطنية الفلسطينية، الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (2011)، محافظة جنين الإحصائي، صفحة 29. بتصرّف.
- ↑ "حيفا (مدينة)"، www.palestinapedia.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-26. بتصرّف.
- ↑ أ.مها المصري، تاريخ مدينة نابلس الفلسطينية النضالي... مسيرة من التضحيات والصمود- حصار عام 2002 منوذجا، صفحة 166-167. بتصرّف.
- ↑ "طولكرم (مدينة)"، www.palestinapedia.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-26. بتصرّف.
- ↑ "يافا(مدينة)"، www.palestinapedia.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-26. بتصرّف.