الجولة السريعة
يُعد التّداول بأسواق الأسهم استثمارًا لأن المُتداول أو المُستَثمر يقوم بشراء الأسهم بهدف الربح فمنهم من يكون مضاربًا وهو المتداول الذي يهدف إلى شراء السهم بأقل سعر وبيعه بأعلى سعر ومنهم من يهدف لشراء السّهم بهدف الحصول على الأرباح الّتي تقوم الشركة المُستَثْمَر فيها بتوزيعها وتعد أسواق الأسهم الأمريكية من أكثر الأسواق نشاطًا وقيمةً، لكن التداول والاستثمار بالأسهم ينطوي على مخاطر في حين فقد السهم قيمته أو في حين حصول أزمة اقتصادية، كما حصل في أسواق الأسهم الأمريكيّة في الكساد الكبير ويمكن معرفة أداء أسواق الأسهم الأمريكية عن طريق قراءة مؤشرات الأسهم الأمريكية مثل الداوجونز التي تُعطي فكرة وافيّة عن أداء السوق.
الكساد الكبير في أسواق الأسهم الأمريكية
في عام 1929م انهارت سوق الأسهم وانخفضت قيم أسواق الأسهم الأمريكية بشكل حاد والّذي أطلِق عليه الكساد الكبير أو الانهيار الكبير، حيثُ أثّر هذا الكساد الّذي استمر 10 سنوات على كل البلدان الصناعية وغير الصناعية في العالم، ففي ذات العام ارتفعت أسعار الأسهم في عهد الرئيس هربرت هوفر الذي كان منتخبًا حديثًا إلى مستويات مذهلة وتم سحب المليارات من البنوك في وول ستريت للحصول على قروض وقام النّاس برهن منازلهم لضخ أموالهم في أسواق الأسهم الّذي دفع بمؤشر داوجونز إلى قمّة 381 نقطة في شهر أيلول وفي أواخر أيلول وبداية تشرين الأول بدأت أسعار الأسهم بالانخفاض، لكن المُضاربة قد استمرت على حالها فقد كان الأشخاص الّذين اقترضوا الأموال لشراء الأسهم يُغذّون عمليات المُضاربة[١].
وفي 18 تشرين الأول وقعت أسواق الأسهم الأمريكية في هبوط حر إذ أدى الاندفاع الوحشي لشراء الأسهم برد فعل مماثل في عمليات البيع يُعرف أول يوم من الذعر الحقيقي في 24 تشرين الأول باسم الخميس الأسود، حيث اندفع المستثمرين لإنقاذ خسائرهم، حيث تم في ذات اليوم تداول 12.9 مليون سهم حيث أغلق مؤشر داوجونز 6 نقاط فقط رغم قيام البنوك الكبرى والشركات الاستثمارية بشراء كميّات كبيرة من الأسهم في محاولة لإيقاف الذعر ودعم السوق لكن محاولاتهم لانعاش السوق وايقاف الذّعر، فقد فشلت وعاد الذعر مرة أخرى في 28 تشرين الأول و29 تشرين الأول على التوالي ويُعرفان أيضًا بيوم الاثنين الأسود والثلاثاء الأسود، حيث فقد مؤشر داوجونز 12% من قيمته ليغلق عند 198- ويرجح الخبراء عدة أسباب أدّت إلى الأزمة منها المُضاربة المتفشّية والفيدرالي الأمريكي بسبب سياساته النقديّة وانتشار الشركات القابضة وصناديق الاستثمار والقروض المصرفية الكبيرة والركود الاقتصادي[١].
انتهت أزمة الكساد الكبير في عهد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عن طريق سياسة العهد الجديد، كذلك الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008م وكان لا بد من المرور على تاريخ أسواق الأسهم الأمريكية ليتعرّف المستثمر على المخاطر الّتي من الممكن أن تحل على محفظته الاستثمارية في حال وقعت أزمة اقتصادية جديدة لأنها ستؤثر على معظم إن لم يكن كل أسواق الأسهم.[١]
بورصة نيويورك
تُعتبر بورصة نيويورك للأوراق المالية NYSE أكبر بورصة أسهم ليس في أسواق الأسهم الأمريكية فقط بل في العالم وذلك بسبب القيمة الإجمالية للأوراق المالية المدرجة في البورصة، فقد كانت سابقًا تعمل كمؤسسة خاصة لكن في عام 2005م أصبحت كيانًا عامًا بعد الاستحواذ على بورصة التبادل الإلكتروني وفي عام 2007م اندمجت مع شركة يورو نِكسْت Euronext أكبر بورصة في أوروبا والّذي أدى إلى إنشاء بورصة نيويورك يورو نِكسْت NYSE Euronext ومقرّها في وول ستريت في مدينة نيويورك وتقدّر القيمة السّوقيّة للشركات المُدرجة فيها اعتبارًا من 30 حزيران 2018م نحو 28.5 تريليون دولار تقريبًا وأوقات التّداول في بورصة نيويورك من الاثنين إلى الجمعة من الساعة 9:30 صباحًا ولغاية الساعة 16:00 مساءً بالتوقيت الشرقي "شرق الولايات المتحدة" وتغلق البورصة مع عطل الفيدرالي الأمريكي فإذا كانت عطلة الفيدرالي يوم السبت يتم إغلاق البورصة في يوم الجمعة وإذا كانت عطلة الفيدرالي الأحد يتم إغلاق البورصة يوم الاثنين[٢].
بورصة ناسداك
ومن أسواق الأسهم الأمريكية سوق ناسداك للأوراق المالية والمعروف باسم ناسداك NASDAQ يُعد ثاني أكبر سوق للأوراق الماليّة في العالم من حيث القيمة السوقية خلف بورصة نيويورك ومقرّه نيويورك أيضًا اندمج مع شركة OMX الرائدة في مجال التبادل في بلدان الشمال الأوروبي وغيّرت اسمها إلى مجموعة NASDAQ OMX تكون أوقات التداول العادية من الساعة 9:30 صباحًا ولغاية الساعة 16:00 مساءً بالتوقيت الشرقي " شرق الولايات المتحدة" ويوجد في سوق ناسداك للأوراق المالية ثلاث مستويات سوق رأس المال وهو سوق للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة نسبيًا وتكون المتطلبات أقل صرامة من أسواق ناسداك الأخرى والسوق العالمي ويتكون من 1450 سهمًا تلبي متطلبات سوق ناسداك المالية والسيولة الصارمة والسوق العالمي المختار وهو عبارة عن مؤشر موزون من حيث القيمة السوقية يتكون من أسهم عالمية ومقرها الولايات المتحدة ويتكون من 1200 سهم تلبي متطلبات ناسداك المالية والسيولة الصارمة في شهر تشرين الأول من كل عام يقوم قسم ناسداك لإدراج الأسهم المؤهلة بمراجعة السوق العالمي المركب لتحديد إذا كان أي من أسهم هذه الشركات أصبح مؤهلًا للإدراج في السوق العالمي المختار[٣].
المراجع
- ^ أ ب ت "Stock market crash of 1929", www.britannica.com, Retrieved 22-06-2019. Edited.
- ↑ "New York Stock Exchange (NYSE)", www.investopedia.com, Retrieved 22-06-2019. Edited.
- ↑ "NASDAQ", www.wikiwand.com, Retrieved 23-06-2019. Edited.