محتويات
يُصوَّر الوسواس القهري أحيانًا على أنّه صفة إيجابية ويدلّ على الشخصية الغريبة، لكنّه في الواقع يؤثّر على المصابين به بطريقة سلبية وقد تكون مدمّرة، لكن هل يمكن أن يكون أحد أنواع الواسوس القهري أصعب من غيره؟ وما هي أشد أنواع الوسواس القهري إن وجدت؟ إجابات وتفاصيل أكثر في المقال الآتي.
في حين أنّ شدة الوسواس القهري تختلف بشكل كبير من شخص لآخر، إلّا أنّه قد يكون منهكًا ومعيقًا بدرجة كبيرة، ولمعرفة المزيد وأبرز المعلومات عن أشد أنواع الوسواس القهري تابعوا القراءة:
أشد أنواع الوسواس القهري
في الحقيقة لا يمكن القول بأن أحد أنواع الوسواس القهري هو أشد من غيره، حيث يمكن أن يكون أيّ نوع شديدًا بحدّ ذاته، إذ تظهر أعراض الوسواس القهري تدريجيًّا وتتغيّر شدّتها مع مرور الوقت.
وتتراوح أعراض الوسواس القهري في شدّتها أيًّا كان نوعها بين الخفيفة والمتوسّطة أو الشديدة، أضف إلى ذلك أن شدّة الأعراض يمكن أن تتأثّر ببعض العوامل كأن تزيد عند التعرّض لضغوط كبيرة.
فعوضًا عن إضاعة الوقت في البحث عن أشد أنواع الوسواس القهري، يمكن الاستعانة ببعض الاختبارات التي من شأنها أن تقيس شدّة الوسواس القهري بمختلف أنواعه، ومن أهمّها: مقياس ييل براون الوسواس القهري (Yale-Brown Obsessive-Compulsive Scale).
يتميّز هذا المقياس بدرجة عالية من الموثوقيّة في قياس نطاق واسع من شدة الأعراض وأنواعها دون أن يتأثر بنوع الوساوس والأفعال القهرية التي يعاني منها المصاب باضطراب الوسواس القهري.
تأثير الوسواس القهري
يمكن القول بأن أشد أنواع الوسواس القهري هو الذي يؤثّر بشكل كبير وخطير على الأشخاص الذين يعانون منه في بعض أو جميع مجالات الحياة، مثل: التعليم، والتوظيف، والتطوّر الوظيفي، والعلاقات مع الآباء والأشقاء والأبناء، وتكوين الأسرة.
أضف إلى ذلك، أنّه يمكن لبعض الأفعال القهرية أن يكون لها آثار مدمّرة، وفيما يأتي بعض الأمثلة:
- الإصابة بأضرار جسدية جرّاء الاستخدام المفرط للمنظّفات.
- تعاطي المخدّرات أو إدمان الكحول.
- الإجهاض.
- وقوع الخلافات العائلية أو الزوجية المتكرّرة أو الانفصال والطلاق.
- انخفاض التحصيل العلمي أو المهني.
مضاعفات الوسواس القهري
يمكن أن يسبب أشد أنواع الوسواس القهري المضاعفات الآتية لا سيما إذا تُرك دون علاج:
- قضاء الكثير من الوقت في ممارسة الأفعال القهرية بشكل مفرط.
- الإصابة بمشكلات صحية، مثل: التهاب الجلد التماسي (Contact dermatitis) جرّاء غسل اليدين المتكرّر على سبيل المثال.
- صعوبة الحضور إلى العمل أو المدرسة أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- اضطراب العلاقات.
- تدنّي نوعية وجودة الحياة.
- التفكير بالانتحار أو ممارسة سلوكيات انتحارية.
تشخيص الوسواس القهري
أنواع الوسواس القهري عديدة، لكن لا يمكن تشخيص أي منها على أنها أشد أنواع الوسواس القهري بالاعتماد على نوعها فقط، بل يُشخّص الوسواس القهري من قبل الطبيب إذا وجدت المعايير الآتية:
- توجد وساوس أو أفعال قهرية أو كلاهما معًا.
- تستغرق الوساوس والأفعال القهرية وقتًا طويلًا (أكثر من ساعة في اليوم) أو تسبب الضيق أو مشكلات اجتماعية أو مهنية أو غيرها.
- لا تظهر أعراض الوسواس القهري بسبب استخدام بعض أنواع الأدوية أو تعاطي المخدرات.
- لا يمكن تفسير أعراض الوسواس القهري بمشكلات نفسية أو عقلية أخرى.
أما بالنسبة لشدة الأعراض، فيتم تحديدها باستخدام اختبارات ومقاييس معينة، مثل مقياس ييل براون الوسواس القهري الذي أتينا على ذكره سابقًا في هذا المقال.
علاج الوسواس القهري
يمكن علاج أشد أنواع الوسواس القهري باستخدام العديد من الاستراتيجيات العلاجية، وفيما يأتي أبرزها:
- العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive-behavioral therapy).
- العلاج بالأدوية.
- العلاج باستراتيجية التعرض ومنع الاستجابة (Exposure and response prevention).
قد لا تنجح هذه الطرق الآنف ذكرها في علاج الوسواس القهري، لا سيّما إذا كان شديدًا وترافقه أعراض اكتئاب عند الشخص المصاب به، وهنا قد يلجأ مقدم الرعاية الصحية إلى استخدام بعض الطرق الأخرى للعلاج، ومنها:
- المعالجة بالتخليج الكهربيّ (Electroconvulsive therapy).
- المعالجة بالتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (Transcranial magnetic stimulation).