محتويات
وإذا عصاني الدمع في
يقول العباس بن الأحنف:
- وَإِذا عَصاني الدَمعُ في
- إِحدى مُلِمّاتِ الخُطوبِ
أَجرَيتُهُ بِتَذَكُّري
- ما كانَ مِن هَجرِ الحَبيبِ
يا مَن لِمَهجورٍ قَري
- حِ القَلبِ مَظلومٍ كَئيبِ
أَخَذَ الهَوى مِن جِسمِهِ
- وَفُؤادِهِ أَوفى نَصيبِ
دموع دعاهن الهوى فأجبنه
ويقول العباس بن الأحنف:
- دُموعٌ دَعاهُنَّ الهَوى فَأَجَبنَهُ
- تَحَدَّرنَ شَتّى وَهيَ تَجري عَلى خَدّي
تَكِلُّ جُفونُ العَينِ عَن حَملِ مائِها
- فَتُبدي الَّذي أُخفي وَتُخفي الَّذي أُبدي
أموت إذا شطت وأحيا إذا دنت
يقول قيس بن الملوح:
- أَموتُ إِذا شَطَّت وَأَحيا إِذا دَنَت
- وَتَبعَثُ أَحزاني الصَبا وَنَسيمَها
فَمِن أَجلِ لَيلى تولَعُ العَينُ بِالبُكا
- وَتَأوي إِلى نَفسٍ كَثيرٍ هُمومَها
كَأَنَّ الحَشا مِن تَحتِهِ عَلِقَت بِهِ
- يَدٌ ذاتُ أَظفارٍ فَتَدمى كُلومُها
ألا ساجل دموعي يا غمام
يقول ابن خفاجه:
- أَلا ساجِل دُموعي ياغَمامُ
- وَطارِحني بِشَجوِكَ ياحَمامُ
فَقَد وَفَّيتُها سِتّينَ حَولاً
- وَنادَتني وَرائي هَل أَمامُ
وَكُنتُ وَمِن لُباناتي لُبَيني
- هُناكَ وَمِن مَراضِعِيَ المُدامُ
يُطالِعُنا الصَباحُ بِبَطنِ حَزوى
- فَيُنكِرُنا وَيَعرِفُنا الظَلامُ
وَكانَ بِها البَشامُ مَراحَ أُنسٍ
- فَماذا بَعدَنا فَعَلَ البَشامُ
فَيا شَرخَ الشَبابِ أَلا لِقاءٌ
- يُبَلُّ بِهِ عَلى يَأسٍ أُوامُ
وَيا ظِلَّ الشَبابِ وَكُنتَ تَندى
- عَلى أَفياءِ سَرحَتِكَ السَلامُ
على دمع عيني من فراقك ناظر
يقول بلبل الغرام الحاجري:
- عَلى دَمعِ عَيني مِن فِراقِكَ ناظِرٌ
- يُرَقرِقُهُ إِن لَم تُرِقهُ المَحاجِرُ
فَدَيتُكَ رَبعَ الصَبرِ بَعدَكَ دارِسُ
- عَلى أَنَّ فيهِ مَنزِلَ الشَوقِ عامِرُ
يُمَثِّلُكَ الشَوقُ الشَديدُ لِناظِري
- فأطرِقُ إِجلالاً كَأَنَّك حاضِرُ
وأطوي عَلى حَرِّ الغَرامِ جَوانِحي
- وَأُظهِرُ أَنّي عَنكَ لاهٍ وَصابِرُ
عَجِبتُ لِخالٍ يَعبُدُ النارَ دائِماً
- بِخَدِّكَ لَم يُحرَق بِها وَهوَ كافِرُ
وَأعجَب مِن ذا أن طَرفِكَ مُنذر
- يُصَدِّقُ في آياتِهِ وَهوَ ساحِرُ
أَلا يا لقَومي قَد أَراقَ دَمي الهَوى
- فَهَل لِقَتيلِ الأَعيُنِ النَجلُ ثائِرُ
وَمُذ خَبَّروني أَنَّ غُصناً قَوامُهُ
- تَيَقَّنتُ أَنَّ القَلبَ مِنّي طائِرُ
يَروقُ لِعَيني أَن يَفيضَ غَديرُها
- إِذا اِنسَدَلَت كَاللَيلِ تِلكَ الغَدائِرُ
وَما اِخضَرَّ ذاكَ الخَدُّ نَبتاً وَإِنَّما
- لِكَثرَةِ ما شُقَّت عَلَيهِ المَرائِرُ
يا تاركين للمحب أدمعا
يقول الشاعر ابن نباته المصري:
- يا تاركين للمحب أدمعاً
- قد وقع الحزن له إطلاقها
والذاريات من دموعي خلفةً
- ما نقضت أيدي النوى ميثاقها
لو حنّت الورق حنيني نحوكم
- لمزقت من أسفٍ أطواقها
ولو غدت تملي على الأغصان ما
- في كبدي لأحرقت أوراقها
أبكيك للحسنين الخلْق والخُلُق
ويقول الشاعرابن نباته المصري:
- أبكيك للحسنين الخلْق والخُلُق
- كما بكى الروض صوب العارض الغدق
تبكيك رقة لفظي في مهارقها
- يا غصن فاسْمع بكاء الوُرق في الوَرَق
وما أوفيك يا عبد الرَّحيم وإن
- بكت لك العين بعد الماء بالعُلق
ما زال مبيضّ دمعي داعياً لدمِي
- حتَّى بكيت ظلال الحسن بالشفق
وخدَّدت فوق خدِّي للبكا طرق
- حتى رويت حديث الحزن عن طرق
يا ساكن اللّحد مسرور المقام به
- أرقد هنيئاً فإني دائم الأرق
وإن تعرض في الليل طيف كرى
- فلا تشقني وغيري سالياً فشق
صحّ الوداد لقلبي والأسى فلذا
- أبكيكَ بالبحرِ لا أبكيكَ بالملق
بنيّ لولاك ما استعذبت ورد بكا
- ولا أنست بتسهيد ولا أرق
ليصنع الدمع والتسهيد ما صنعا
- فإن ذلك محمول على الحدق
بنيَّ لا وجبينٍ تحت طرَّته
- لم يخلُ حسنك لا صبحي ولا غسقي
يهيِّج الليل ناراً فيكَ أنكرها
- فإن صدقت فقلبي ليلة الصّدق
ويجلب الصبح لي ممَّا أساء به
- بياض شعر فيا فرقي ويا فَرقي
بنيّ إن تُسْقَ كاسات الحمام فكم
- مليك حسن كما شاء الزمان سقي
بنيّ إن الرَّدى كأس على أممٍ
- ما بين مصطبح منها ومغتبق
وللهلال على الأعمار قاطبة
- فتر يحاول منها كلّ مختنق
والعمر ميدان سبق والحمام له
- مدىً وكلّ الورى جارٍ على طلق
ما ردّ سيف الرَّدى سيفُ ابن ذي يزن
- ولا نجا تبّع في الزعف والحلق
ولا احتمى عنه ذو سنداد في شرف
- ولا اختفت دونه الزَّباء في نفق
كم نائحٍ كالصدى مثلي على ولدٍ
- يقول واحرقي إن قلت واحرقي
ولا كمثليَ في حزنٍ فُجِعتُ به
- لكن أعلق صدري فيه بالعُلق
أدنيت للطرفِ قبراً أنت ساكنه
- عسى أساعد في شجوي وفي قلقي
بالرغم إن باتَ بدر الأفق معتلياً
- وبات بدريَ مدفوناً على الطرق
كأنني لم أغنِّي الليل من طربٍ
- ليل الحمى بات بدري فيكَ معتنقي
يا ترب كم من فُتورٍ قد نثرت بها
- أعضاء حسن كمثل اللؤلؤ النسق
وكم تركت بها كفًّ بلا عضد
- وقد توسَّدها رأسٌ بلا عنق
آهاً لها حسرات لو رميت بها
- ثهلانَ خلّ حصاة القلب لم يطق
وأوجهاً كخلاص التبر قد جليت
- على الحمام عليها لؤلؤ العرق
كانت رياضاً لمستجلٍ فما تركت
- منها الليالي سوى ذكر لمنتشق
بنيّ ليتك لم تعرف ولاءك في
- حبِّي فرحت بدمعي شاكيَ الغرق
وليت نجمك لم يشرق على سحري
- وليت برقك لم يومض على أفقي
ما كان أقصر أوقاتٍ بك استرقت
- فليتَ عمريَ مقطوعٌ على السرق
ما كان أهداك في السنّ الصغير إلى
- فضلٍ تجمَّع فيه كلّ مفترق
فإن يغب منك عن جفني عطارده
- فقد رسيت بفكر فيه محترقي
مضيت حيث بقايا العمر تضعف لي
- واطول حزنيَ ممَّا قد مضى وبقي
لا أهملتك عيونُ السحب هاملة
- ولا بعينيك ما يلقى الحشا ولقي
فما أظنُّك ترضى حالة نعمت
- وإن قلبي بنيران الهموم شقي
قد أخلقت جسدِي أيدي الأسى فمتى
- للأرضِ ترمي بهذا الملبَسِ الخلِق