محتويات
قصيدة: لك الحمد والأحلام ضاحكة الثغر
قال الشاعر غازي القصيبي:
- لك الحمد والأحلام ضاحكةُ الثغرِ
- لك الحمد والأيامُ داميةُ الظفرِ
- لك الحمد والأفراح ترقصُ في دمي
- لك الحمد والأتراح تعصف في صدري
- لك الحمد لا أوفيك حمدًا وإن طغى
- زماني وإن لَجّت لياليهِ في الغدرِ
- قصدتك يا ربّاه، والأفقُ أغبرٌ
- وفوقيَ من بلوايَ قاصمة الظهرِ
- قصدتك يا ربّاه، والعمرُ روضةٌ
- مُروَّعة الأطيار، واجمة الزهرِ
- أجرُّ من الآلام ما لا يطيقه
- سوى مؤمنٍ يعلو بأجنحة الصبرِ
- وأكتم في الأضلاع ما لو نشرته
- تعجّبتِ الأوجاع مني ومن سرّي
- ويشمت بي حتّى على الموت طغمةٌ
- غدت في زمان المكر أسطورة المكرِ
- ويرتجزُ الأعداءُ هذا برمحه
- وهذا بسيفٍ حدّهُ ناقعُ الحبرِ
- لحا الله قومًا صوّروا شرعة الهدى
- أذانا ببغضاء وحجّاً إلى الشرِّ
- يعادون ربّ العالمين بفعلهم
- وأقوالهم ترمي المُصلّينَ بالكفرِ
- يهدّدني دجّالهم من جحوره
- ولم يدر أن الفأر يزأر كالفأرِ
- جبان يحضّ الغافلين على الردى
- ويجري إلى أقصى الكهوف من الذعر
- وما خفت والآساد تزأر في الشرى
- فكيف بخوفي من رويبضة الجحر؟
- ولم أخشَ يا ربّاه، موتًا يحيط بي
- ولكنني أخشى حسابك في الحشرِ
- وما حدثتني بالفرار عزيمتي
- وكم حدثتني بالفرار من الوِزرِ
- إليك عظيم العفو، أشكو مواجعي
- بدمع على مرأى الخلائق لا يجري
- ترحّل إخواني فأصبحت بعدهم
- غريبًا يتيم الروح والقلب والفكرِ
- لك الحمد والأحباب في كل سامرٍ
- لك الحمد والأحباب في وحشةِ القبرِ
- وأشكرُ إذ تعطي بما أنت أهله
- وتأخذ ما تعطي فأرتاحُ للشكرِ[١]
قصيدة: جميع المطارات عندي سواء
قال الشاعر غازي القصيبي:
- جميع المطارات عندي سواء
- جميع الفنادق عندي سواء
- وكل ارتحال قبيل الشروق
- وبعد المساء
- سواء
- وكل الوجوه
- تطاردني عند كل وداع
- تلاحقني عند كل لقاء
- سواء
- ففيم العناء؟
- أفيق مع الفجر
- أشرب شاي الصباح
- أسير إلى عنابة الأمس واليوم
- حيث تسيل الدماء
- أصافح نفس الأيادي المليئة
- بالعطر والمكر ألمح نفس الرياء
- ونفس الخداع
- ونفس الغباء
- ففيم العناء؟
- ففيم العناء؟
- وألهو بنفس القرارات
- أهذي بنفس الخطابات
- أسمع نفس الغناء
- أطوف بنفس الجموع
- وأبصر نفس الدموع
- وأضحك حين يشاء القضاء
- وأحزن حين يشاء القضاء
- ففيم العناء؟
- ففيم العناء؟
- ولا يعرف الفقر أني
- سكبت دموعي عليه
- ولا يعرف الحب أني
- ارتميت لثمت يديه
- ولا يعرف الظلم أني
- تململت في قبضتيه
- ولا يعرف الناس أني
- غضبت وقد عذب الأبرياء
- وحاربت حين طغى الأدعياء
- ففيم العناء؟
- ففيم العناء؟
- وحين أغيب
- وراء المغيب
- يقولون: كان عنيدا
- وكان يقول: القصيدا
- وكان يحاول شيئًا جديدا
- وراح وخلف هذا الوجودا
- كما كان قبل غبيًا بليدا
- ففيم العناء؟
- ففيم العناء؟[٢]
قصيدة: بيني وبينك ألف واش ينعب
قال الشاعر غازي القصيبي:
بيني وبينك ألف واش ينعب
- فعلام أسهب في الغناء وأطنب
صوتي يضيع ولا تحس برجعه
- ولقد عهدتك حين أنشد تطرب
وأراك ما بين الجموع فلا أرى
- تلك البشاشة في الملامح تعشب
وتمر عينك بي وتهرع مثلما
- عبر الغريب مروعاً يتوثب
بيني وبينك ألف واش يكذب
- وتظل تسمعه، ولست تكذب
خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن
- من قبل بالزيف المعطر تعجب
سبحان من جعل القلوب خزائنًا
- لمشاعر لما تزل تتقلب
قل للوشاة أتيت أرفع رايتي
- البيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا
هذي المعارك لست أحسن خوضها
- من ذا يحارب والغريم الثعلب
ومن المناضل والسلاح دسيسة
- ومن المكافح والعدو العقرب
تأبى الرجولة أن تدنس سيفها
- قد يغلب المقدام ساعة يغلب
في الفجر تحتضن القفار رواحلي
- والحر حين يرى الملالة يهرب
والقفر أكرم لا يغيض عطاؤه
- حينًا ويصغي للوشاة فينضب
والقفر أصدق من خليل وده
- متغير متلون متذبذب
سأصب في سمع الرياح قصائدي
- لا أرتجي غنمًا ولا أتكسب
وأصوغ في شفة السراب ملاحمي
- إن السراب مع الكرامة يشرب
أزف الفراق فهل أودع صامتًا
- أم أنت مصغ للعتاب فأعتب
هيهات ما أحيا العتاب مودة
- تغتال أو صد الصدود تقرب
يا سيدي في القلب جرح مثقل
- بالحب يلمسه الحنين فيسكب
يا سيدي والظلم غير محبب
- أما وقد أرضاك فهو محبب
ستقال فيك قصائد مأجورة
- فالمادحون الجائعون تأهبوا
دعوى الوداد تجول فوق شفاههم
- أما القلوب فجال فيها أشعب
لا يستوي قلم يباع ويشترى
- ويراعة بدم المحاجر تكتب
أنا شاعر الدنيا تبطن ظهرها
- شعري يشرق عبرها ويغرب
أنا شاعر الأفلاك كل كليمة
- مني على شفق الخلود تلهب.[٣]
قصيدة: عجبًا كيف اتخذناك صديقًا
قال الشاعر غازي القصيبي:
عجبًا كيف اتخذناكَ صديقًا؟
- وحَسبناك أخًا بَرًّا شقيقًا؟
وأخذناك إلى أضلاعنا
- وسَقيناك مِن الحُبِّ رحِيقًا
واقتسمنا كِسْرةَ الخُبز معًا
- وكتبنا بالدِّما عهدًا وثيقًا
وزرعناكَ على أجفانِنا
- ونشرنا فوقكَ الهُدْبَ الورِيقا
وزَعَمْنَاك ولم تَبْرقْ سنًا
- وكسوناك ولم تلمع برِيقًا
سَيفنا كنت تأملْ سيفنا
- كيف أهدى قلبنا الجُرح العميقا
دِرعنا كنت وهذا دِرعنا
- حَربة في ظهرنا شبت حريقا
جيشنا كنتَ أجبْ يا جيشنا
- كيفَ ضَيَّعْتَ إلى القدس الطريقا؟
ذلك العملاق ما أبشعه
- في الدُّجى يغتال عُصفورًا رقيقًا
مُسِخَ الفارسُ لصًا قاتلاً
- مُسِخَ الفارسُ كَذَّابًا صَفِيقًا
رحمةُ الله عليهِ إنهُ مات
- هلْ عاشَ الذي خانَ الرَّفيقا؟[٤]
قصيدة: يشهد لله أنكم شهداء
قال الشاعر غازي القصيبي:
يشهد الله أنكم شهداءُ
- يشهد الأنبياءُ والأولياء
متمُ كي تعز كلمة ربي
- في ربوعٍ أعزها الإسراءُ
انتحرتم؟ نحن الذين انتحرنا
- بحياة أمواتها أحياءُ
أيها القوم نحن متنا فهيا
- نستمع ما يقول فينا الرثاءُ
قد عجزنا حتى شكى العجز منّا
- وبكينا حتى ازدرانا البكاءُ
وركعنا حتى اشمأز ركوعٌ
- ورجونا حتى استغاث الرجاءُ
وشكونا إلى طواغيتِ بيتٍ
- أبيض ملّ قلبه الظلماءُ
ولثمنا حذاء شارون حتى
- صاح مهلا طعتموني الحذاءُ
أيها القومُ نحنُ متنا ولكن
- أنفت أن تضمنا الغبراءُ
قل لآيات يا عروس العوالي
- كل حسنٍ لمقلتيك الفداءُ
حين يُخصى الفحول صفوة قومي
- تتصدى للمجرمِ الحسناءُ
تلثم الموت وهي تضحك بشرًا
- ومن الموت يهرب الزعماءُ
فتحت بابها الجنانُ وحيّت
- وتلقتك فاطم ُ الزهراءُ
قل لمن دبجوا الفتاوي رويدا
- ربَ فتوى تضجُ منها السماءُ
حين يدعو الجهاد يصمتُ حبرٌ
- ويراعٌ والكتبُ والفقهاءُ
حين يدعو الجهادُ لا استفتا
- ءُ الفتاوى يوم الجهاد الدماءُ.[٥]
مقطوعة: لا تسأل الركبَ بعد الفجر هل آبُوا
قال الشاعر غازي القصيبي:
لا تسأل الركبَ بعد الفجر هل آبُوا
- الرَّكبُ عاد وما في الرَّكبِ أصحابُ
تفرَّقوا في دروب الأرض وانْتَثَرُوا
- كأنَّه لم يَكُنْ عَهْدٌ وأحبابُ
ما في العَناقيد من أشعارهم حببٌ
- والخمر من بعدهم في دنها صابُ
يا طارق الباب رفقًا حين تَلْمَسه
- لو كان في الدار خِلٌّ صفَّقَ الباب
بعضُ الدروب إلى الأوطان راجعةٌ
- وبعضُها في فضاء الله يَنْسَابُ.[٦]
مقطوعة: أجل نحن الحجاز ونحن نجد
قال الشاعر غازي القصيبي:
أجل نحن الحجاز ونحن نجد
- هنا مجد لنا وهناك مجد
ونحن جزيرة العرب افتداها
- ويفديها غطارفة وأسد
ونحن شمالنا كبر أشم
- ونحن جنوبنا كبر أشد
ونحن عسير مطلبها عسير
- ودون جبالها برق ورعد
ونحن الشاطئ الشرقي بحر
- وأصداف وأسياف وحشد.[٧]
المراجع
- ↑ "لك الحمد والأحلام ضاحكة الثغر"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2021.
- ↑ "فيم العناء"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2021.
- ↑ "رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة"، الديوان ، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2021.
- ↑ "مرثية فارس سابق"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2021.
- ↑ "يشهد الله أنكم شهداء"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2021.
- ↑ "لا تسأل الركب"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2021.
- ↑ "أجل نحن الحجاز"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2021.