محتويات
- ١ قصيدة ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ
- ٢ قصيدة لَئن كَثُرَتْ رُقَّابُ لَيْلَى
- ٣ قصيدة هوى صاحبي
- ٤ قصيدة أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ
- ٥ قصيدة أمِنْ أجْلِ غرْبَانٍ تَصايَحْنَ غُدْوَة
- ٦ أيا هجر ليلى
- ٧ أنِيري مَكانَ البَدْرِ
- ٨ أيا ليلَ زَنْدُ الْبَيْن يقدَحُ في صَدْري
- ٩ بِنَفْسِيَ مَنْ لاَ بدَّ لِي أنْ أُهَاجِرَهْ
- ١٠ ألا أيّها الشيخ
- ١١ قصيدة لا أيها البيت الذي لا أزوره
- ١٢ قصيدة فَواكَبِدا مِن حُبِّ مَن لا يَحُبُّني
- ١٣ قصيدة وَمُستَوحِشٍ لَم يُمسِ في دارِ غُربَةٍ
قصيدة ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ
ألاَ لا أرى وادي المياهِ يُثِيبُ
- ولا النفْسُ عنْ وادي المياهِ تَطِيبُ
أحب هبوط الواديين وإنني
- لمشتهر بالواديين غريب
أحقاً عباد الله أن لست وارداً
- ولا صادراً إلا علي رقيب
ولا زائِراً فرداً ولا في جَماعَة ٍ
- من الناس إلا قيل أنت مريب
وهل ريبة في أن تحن نجيبة
- إلى إلْفها أو أن يَحِنَّ نَجيبُ
وإنَّ الكَثِيبَ الفرْدَ مِنْ جانِبِ
- الحِمى إلي وإن لم آته لحبيب
ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر
- حبيباً ولم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُ
لَئِن كَثُرَت رُقابُ لَيلى فَطالَما
- لَهَوتُ بِلَيلى ما لَهُنَّ رَقيبُ
وَإِن حالَ يَأسٌ دونَ لَيلى فَرُبَّما
- أَتى اليَأسُ دونَ الشَيءِ وَهوَ حَبيبُ
وَمَنَّيتَني حَتّى إِذا ما رَأَيتِني
- عَلى شَرَفٍ لِلناظِرينَ يَريبُ
صَدَدتِ وَأَشمَتِّ العُداةَ بِهَجرِنا
- أَثابَكِ فيما تَصنَعينَ مُثيبُ
أُبَعِّدُ عَنكِ النَفسَ وَالنَفسُ صَبَّةٌ
- بِذِكرِكِ وَالمَمشى إِلَيكِ قَريبُ
مَخافَةَ أَن تَسعى الوُشاةُ بِظِنَّةٍ
- وَأَكرَمُكُم أَن يَستَريبَ مُريبُ
فَقَد جَعَلَت نَفسي وَأَنتِ اِختَرَمتِها
- وَكُنتِ أَعَزَّ الناسِ عَنكِ تَطيبُ
فَلَو شِئتِ لَم أَغضَب عَلَيكِ وَلَم يَزَل
- لَكِ الدَهرَ مِنّي ما حَيِيتُ نَصيبُ
أَما وَالَّذي يَتلو السَرائِرَ كُلَّها
- وَيَعلَمُ ما تُبدي بِهِ وَتَغيبُ
لَقَد كُنتِ مِمَّن تَصطَفي النَفسُ خُلَّةً
- لَها دونَ خِلّانِ الصَفاءِ حُجوبُ
وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ حَتّى كَأَنَّما
- عَلَيَّ بِظَهرِ الغَيبِ مِنكِ رَقيبُ
تَلَجّينَ حَتّى يَذهَبَ اليَأسُ بِالهَوى
- وَحَتّى تَكادَ النَفسُ عَنكِ تَطيبُ
سَأَستَعطِفُ الأَيامَ فيكِ لَعَلَّها
- بِيَومِ سُروري في هَواكِ تَؤوبُ
قصيدة لَئن كَثُرَتْ رُقَّابُ لَيْلَى
لَئن كَثُرَتْ رُقَّابُ لَيْلَى فَطالَمَا
- لهوت بليلى ما لهن رقيب
وإن حال يأس دون ليلى فربما
- أتى اليأس دون الشيء وهو حبيب
وَمَنَّيْتِنِي حَتَّى إذَا مَا رَأيْتِنِي
- عَلَى شَرَفٍ لِلنَّاظِرينَ يرِيبُ
صَدَدْتِ وَأشمَتِّ الْعُدَاة َ بِهَجْرِنَا
- أثابَكِ فِيمَا تَصْنَعِينَ مُثيِبُ
أُبَعِّدُ عَنْكِ الْنَّفْسَ والنَّفْسُ صَبَّة ٌ
- بِذكْرِكِ وَالمَمْشَى إليْك قَرِيبُ
مخافة أن تسعى الوشاة مظنة
- وأُكْرمكُمْ أنْ يَسْتَريبَ مُريبُ
أما والذي يبلو السرائر كلها
- ويعلم ما تبدي به وتغيب
لقد كنت ممن تصطفي النفس حلة
- لَهَا دُون خُلاَّنِ الصَّفَاءِ حُجُوبُ
وَإنِّي لأَسْتَحْيِيكِ حَتَّى كَأنما
- علي بظهر الغيب منك رقيب
تلجين حتى يذهب اليأس بالهوى
- وَحَتَّى تَكادَ النَّفْسُ عَنْكِ تَطِيبُ
سأستعطف الأيام فيك لعلها
- بِيَوْمِ سُرُوري في هَوَاك تَؤُوبُ
قصيدة هوى صاحبي
هوى صاحبي ريح الشمال إذا جرت
- وأهوى لنفسي أن تهب جنوب
فويلي على العذال ما يتركونني
- بِغمِّي، أما في العَاذِلِين لبِيبُ
يقولون لو عزيت قلبك لا رعوى
- فَقلْتُ وَهَلْ لِلعَاشقِينَ قُلُوبُ
دعاني الهوى والشوق لما ترنمت
- هَتُوفُ الضُّحَى بَيْنَ الْغُصُونِ طرُوبُ
تُجَاوِبُ وُرْقاً إذْ أصَخْنَ لِصَوْتِهَا
- فَكُلٌّ لِكُلٍّ مُسْعِدٌ وَمُجيبُ
فقلت حمام الأيك مالك باكياً
- أَفارَقْتَ إلْفاً أَمْ جَفاكَ حَبِيبُ
تذكرني ليلى على بعد دارها
- وليلى قتول للرجال خلوب
وقد رابني أن الصبا لا تجيبني
- وقد كان يدعوني الصبا فأجيب
سَبَى القلْبَ إلاَّ أنَّ فيهِ تَجلُّداً
- غزال بأعلى الماتحين ربيب
فكلم غزال الماتحين فإنه
- بِدَائِي وإنْ لَمْ يَشْفِنِي لَطَبِيبُ
فدومي على عهد فلست بزائل
- عن العهد منكم ما أقام عسيب
قصيدة أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ
أيَا وَيْحَ مَنْ أمسَى يُخَلَّسُ عَقْلُهُ
- فأصبح مذموماً به كل مذهب
خَلِيّاً مِنَ الْخُلاَّنَ إلاَّ مُعَذَّباً
- يضاحكني من كان يهوى تجنبي
إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى عَقَلْتُ وَرَاجَعَتْ
- روائع قلبي من هوى متشعب
وقالوا صحيح مابه طيف جنة
- ولا الهمُّ إلاَّ بِافْتِرَاءِ التَّكّذُّبِ
وَلِي سَقَطَاتٌ حِينَ أُغْفِلُ ذِكْرَهَا
- يَغُوصُ عَلَيْها مَنْ أرَادَ تَعَقُّبي
وشاهد وجدي دمع عيني وحبها
- برى اللحم عن أحناء عظمي ومنكبي
تجنبت ليلى أن يلج بي الهوى
- وهيهات كان الحب قبل التجنب
فما مغزل أدماء بات غزالها
- بِأسْفَل نِهْيٍ ذي عَرَارٍ وَحلَّبِ
بِأحْسَنَ مِنْ لِيْلَى وَلاَ أمُّ فَرْقَد
- غَضِيضَة ُ طَرْفٍ رَعْيُهَا وَسْطَ رَبْرَبِ
نَظَرْتُ خِلاَلَ الرَّكْبِ فِي رَوْنَقِ الضُّحى
- بِعَيْنَيْ قُطَامِيٍّ نَما فَوْقَ عُرْقُبِ
إلى ظعن تحدى كأن زهاءها
- نَوَاعِمُ أثْلٍ أوْ سَعِيَّاتُ أثْلَبِ
وَلَمْ أرَ لَيْلى غَيْرَ مَوْقِفِ سَاعَة ٍ
- بِبَطْنِ مِنى تَرمِي جِمَارَ المُحَصَّبِ
فأصبحت من ليلى الغداة كناظر
- مَعَ الصُّبحِ في أعقاب نجْمٍ مُغرِّب
ألاَ إنَّمَا غَادَرْتِ يَا أمَّ مَالِكٍ
- وَيُبدِي الحصى منها إذا قَذَفَتْ به
حَلَفْتُ بِمَنْ أرْسى ثَبِيراً مَكانَهُ
- عَليْهِ َضَبابٌ مِثْلُ رَأْس المُعَصَّبِ
وما يسلك الموماة من كل نقصة
- طليح كجفن السيف تهدى لمركب
خَوارِج مِنْ نُعْمَانَ أوْ مِنْ سُفوحِهِ
- إلى البيت أو يطلعن من نجد كبكب
لقد عشت من ليلى زماناً أحبها
- أرى الموت منها في مجيئي ومذهبي
ولما رأت أن التفرق فلتة
- وأنا متى ما نفترق نتشعب
أشارت بموشوم كأن بنانه
- من اللين هداب الدمقس المهذب
قصيدة أمِنْ أجْلِ غرْبَانٍ تَصايَحْنَ غُدْوَة
أمِنْ أجْلِ غرْبَانٍ تَصايَحْنَ غُدْوَة
- ببينونة الأحباب دمعك سافح
نعم جادت العينان مني بعبرة
- كما سل من نظم اللآلي تطارح
ألا يا غراب البين لا صحت بعده
- وَأمكَنَ مِنْ أوْداجِ حَلْقِكَ ذَابح
يروع قلوب العاشقين ذوى الهوى
- إذا أمنوا الشحاج أنك صائح
وَعَدِّ سَواءَ الحُبِّ واتْركْهُ خَالِياً
- وكن رجلاً واجمح كما هو جامح
أيا هجر ليلى
أيَا هَجَرْ ليْلى قَدْ بَلغْتَ بِيَ المَدَى
- وَزِدْتَ عَلَى ما لَمْ يَكُنْ بَلَغَ الهَجْرُ
عَجِبْتُ لِسْعَي الدَّهْرِ بَيْنِي وَبَيْنَها
- فَلَمَّا انْقَضَى مَا بَيْننا سَكَنَ الدَّهْرُ
فَيَا حُبَّها زِدْنِي جَوى ً كُلَّ لَيْلَة ٍ
- ويا سلوة الأيام موعدك الحشر
تكاد يدي تندى إذا ما لمستها
- وينبت في أطرافها الورق النضر
وَوَجْهٍ لَهُ دِيبَاجَة ٌ قُرشِيَّة ٌ
- به تكشف البلوى ويستنزل القطر
ويهتز من تحت الثياب قوامها
- كَما اهتزَّ غصنُ البانِ والفننُ النَّضْرُ
فيا حبَّذا الأحياءُ ما دمتِ فيهمِ
- ويا حبذا الأموات إن ضمك القبر
وإني لتعروني لذكراك نفضة
- كمَا انْتَفضَ الْعُصْفُرُ بلَّلَهُ الْقَطْرُ
عسى إن حججنا واعتمرنا وحرمت
- زِيارَة ُ لَيْلَى أنْ يَكُونَ لَنَا الأَجْرُ
فما هو إلا أن أراه فجاءة
- فَأُبْهَتُ لاَ عُرْفٌ لَدَيَّ وَلاَ نكْرُ
فلو أن ما بي بالحصا فلق الحصا
- وبالصخرة الصماء لانصدع الصخر
ولو أن ما بي بالوحش لما رعت
- وَلاَ سَاغَهَا المَاءُ النَّمِيرُ وَلا الزَّهْرُ
ولو أن ما بي بالبحار لما جرى
- بِأمْوَاجِهَا بَحْرٌ إذا زَخَر الْبَحْرُ
أنِيري مَكانَ البَدْرِ
أنِيري مَكانَ البَدْرِ إنْ أفَلَ البَدْرُ
- وَقومِي مَقَامَ الشَّمسِ ما اسْتَأخَرَ الفَجْرُ
ففيك من الشمس المنيرة ضوؤها
- وَلَيْس لهَا مِنْكِ التّبَسُّمُ وَالثَّغْرُ
بلى لَكِ نُورُ الشَّمْسِ والبَدْرُ كُلُّهُ
- ولا حملت عينيك شمس ولا بدر
لَك الشَّرْقَة ُ الَّلأْلاءُ والبَدْرُ طَالِع
- وليس لها مِنْكِ التَّرَائِب والنَّحْرُ
ومن أيْنَ لِلشَّمْسِ المُنِيرة ِ بالضُّحى
- بِمَكْحُولَة ِ الْعَيْنَينْ في طرْفِهَا فَتْرُ
وأنى لها من دل ليلى إذا انثنت
- بِعَيْنَي مَهاة ِ الرَّمْلِ قَدْ مَسَّهَا الذُّعرُ
تَبَسَّمُ لَيْلَى عَنْ ثَنَايا كأنَّها
- أقاح بجرعاء المراضين أو در
منعمة لو باشر الذر جلدها
- لأَثَّرَ مِنْهَا في مَدَارِجِها الذَّرُّ
إذا أقْبَلَتْ تَمْشِي تُقارِبُ خَطوَهَا
- إلى الأقرب الأدنى تقسمها البهر
شعِمَرِيضَة ُ أَثْنَاء التَّعَطُّفِ إنَّها
- تخاف على الأرداف يثلمها الخصر
فمَا أُمُّ خِشْفٍ بالْعَقِيقَيْنِ تَرْعَوِي
- إلى رشأ طفل مفاصلها خدر
بِمُخْضَلَّة ٍ جادَ الرَّبِيعُ زُهَاءَهَا
- رهائم وسمي سحائبه غزر
وَقَفْنا عَلَى أطْلاَلِ لَيْلَى عَشِيَّة ً
- بأجرع حزوى وهي طامسة دثر
يُجَادُ بِها مُزْنَانِ: أسْحَمُ بَاكِرٌ
- وآخر معهاد الرواح لها زجر
وأوفى على روض الخزامى نسيمها
- وأنوارها واخضوضل الورق النضر
رواحا وقد حنت أوائل ليلها
- روائح لأظلام ألوانها كدر
تقلب عيني خازل بين مرعو
- وَآثار آياتٍ وَقَدْ رَاحَتِ العُفْرُ
بِأحْسَنَ مِنْ لَيْلَى مِعُيدَة َ نَظْرة ٍ
- إلي التفاتاً حين ولت بها السفر
محَاذِيَة ً عَيْني بِدَمْعٍ كَأنَّمَا
- تَحَلَّبُ مِنْ أشْفَارِهَا دُرَرٌ غُزْرُ
فَلَمْ أرَ إلاَّ مُقْلَة ً لَمْ أكَدْ بِهَا
- أشيم رسوم الدار ما فعل الذكر
رَفَعْنَ بِهَا خُوصَ الْعُيونِ وجوُهُهَا
- ملفعة ترباً وأعينها غزر
وَمَازِلْتُ مَحْمُودَ التَّصَبُّرِ في الذِي
- ينوب ولكن في الهوى ليس لي صبر
أيا ليلَ زَنْدُ الْبَيْن يقدَحُ في صَدْري
أيا ليلَ زَنْدُ الْبَيْن يقدَحُ في صَدْري
- ونار الأسى ترمي فؤادي بالجمر
أبَى حَدَثانُ الدهر إلاَّ تشتُّتاً
- وأيُّ هَوى ً يَبْقَى على حَدَثِ الدهرِ
تعز فإن الدهر يجرح في الصفا
- ويقدح بالعصرين في الجبل الوعر
وإني إذا ما أعوز الدمع أهله
- فزعت إلى دلحاء دائمة القطر
فو الله ما أنساك ما هبت الصبا
- وما ناحتِ الأطيارُ في وَضَح الفَجْرِ
وما نطقت بالليل سارية القطا
- وما صدحت في الصبح غادية الكدر
وما لاح نجم في السماء وما بكت
- مُطَوَّقة ٌ شَجْواً على فَنَنِ السِّدْرِ
وما طلعت شمس لدى كل شارق
- وما هطلت عين على واضح النحر
وما اغْطَوطَشَ الغِرْبيبُ واسْوَدَّ لونهُ
- وما مر طول الدهر ذكرك في صدري
وما حَمَلَتْ أُنْثَى وما خَبَّ ذِعْلِبٌ
- وما طفح الآذي في لجج البحر
وما زحفت تحت الرحال بركبها
- قِلاصٌ تؤمّ البَيْتَ في البَلدِ القفْرِ
فلا تحْسَبي يا ليلَ أني نَسيتُكُمْ
- وأنْ لَسْتِ مِنِّي حيثُ كنتِ على ذُكْرِ
أيبكي الحمامُ الوَرْقُ من فَقْدِ إلْفِه
- وتَسْلو وما لي عَنْ أليفيَ مِنْ صَبْرِ
فأقسم لا أنساك ما ذر شارق
- وما خب آل في معلمة فقر
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة
- أُناجيكُمُ حَتَّى أرى َ غُرَّة َ الفجْرِ
لقد حملت أيدي الزمان مطيتي
- على مَرْكَبٍ مَسْتَعْطِل النَّاب والظُّفْرِ
بِنَفْسِيَ مَنْ لاَ بدَّ لِي أنْ أُهَاجِرَهْ
بِنَفْسِيَ مَنْ لاَ بدَّ لِي أنْ أُهَاجِرَهْ
- وَمَنْ أنَا فِي المَيسُورِ وَالْعُسْرِ ذَاكرُهْ
ومن قد رماه الناس بي فاتقاهم
- بهجري إلا ما تجن ضمائره
فَمِن أَجلِها ضاقَت عَلَيَّ بِرُحبِها
- بِلادِيَ إِذ لَم أَرضَ عَمَّن أُجاوِرُه
وَمِنْ أجْلِهَا أحْبَبْتُ مَنْ لاَ يُحِبُّنِي
- وَباغَضْتُ مَنْ قَدْ كُنْتُ حِيناً أُعَاشرُهْ
أَتَهْجُرُ بَيْتاً لِلحَبِيب تَعَلَّقَتْ
- بِه الْحِبُّ والأعداء أمْ أنْتَ زَائرُهْ
وَكَيفَ خَلاصي مِن جَوى الحُبِّ بَعدَما
- يُسَرُّ بِهِ بَطنُ الفُؤادِ وَظاهِرُه
وَقَد ماتَ قَبلي أَوَّلُ الحُبِّ فَاِنقَضى
- فَإِن مِتُّ أَضحى الحُبُّ قَد ماتَ آخِرُه
وَقَد كانَ قَبلي في حِجابٍ يَكُنُّهُ
- فَحُبُّكِ مِن دونِ الحِجابِ يُباشِرُه
أَصُدُّ حَياءً أَن يَلِجَّ بِيَ الهَوى
- وَفيكِ المُنى لَولا عَدُوٌّ أُحاوِرُه
ألا أيّها الشيخ
ألا أيُّهَا الشَّيْخُ الذِي مَا بِنَا يَرْضَى
- شقيت ولا هنيت في عيشك الغضا
شقيت كما أشقيتني وتركتني
- أَهيمُ مع الهُلاَّك لا أُطْعَمُ الْغَمْضَا
أما والذي أبلى بليلى بليتي
- وأصفى لليلى من مودتي المحضا
لأعطيت في ليلى الرضا من يبيعها
- ولو أكثروا لومي ولو أكثروا القرضا
فكم ذاكر ليلى يعيش بكربة
- فَيَنْفُضَ قَلْبِي حين يَذْكرُهَا نَفْضَا
وحق الهوى إني أحس من الهوى
- على كبدي ناراً وفي أعظمي مرضا
كأنَّ فُؤادِي في مَخالِبِ طَائِرٍ
- إذا ذكرت ليلى يشد به قبضا
كأن فجاج الأرض حلقة خاتم
- عليَّ فما تَزْدَادُ طُولاً ولاَ عَرْضَا
وأُغْشَى فَيُحمى لي مِنَ الأرْضِ مَضْجَعِي
- وَأصْرَعُ أحْيَاناً فَألْتَزمُ الأرْضَا
رَضيتُ بقَتْلي في هَوَاها لأنَّني
- أرَى حُبَّها حَتْماً وَطاعَتَها فَرْضَا
إذا ذُكِرَتْ لَيْلَى أهِيمُ بِذِكْرِهَا
- وكانت منى نفسي وكنت لها أرضى
وأن رمت صبراً أو سلواً بغيرها
- رأيت جميع الناس من دونها بعضا
قصيدة لا أيها البيت الذي لا أزوره
لا أَيُّها البَيتُ الَّذي لا أَزورُهُ
- وَهُجرانُهُ مِنّي إِلَيهِ ذُنوبُ
هَجَرتُكِ مُشتاقاً وَزُرتُكِ خائِفاً
- وَفيكِ عَليَّ الدَهرَ مِنكِ رَقيبُ
سَأَستَعطِفُ الأَيامَ فيكِ لَعَلَّها
- بِيَومِ سُرورٍ في هَواكِ تُثيبُ
وَأُفرِدتَ إِفرادَ الطَريدِ وَباعَدَت
- إِلى النَفسِ حاجاتٌ وَهُنَّ قَريبُ
لَئِن حالَ يَأسي دونَ لَيلى لَرُبَّما
- أَتى اليَأسُ دونَ الأَمرِ فَهوَ عَصيبُ
وَمَنَّيتِني حَتّى إِذا ما رَأَيتِني
- عَلى شَرَفٍ لِلناظِرينَ يَريبُ
صَدَدتِ وَأَشمَتِّ العَدوَّ بِصَرمِنا
- أَثابَكِ يا لَيلى الجَزاءُ مَثيبُ
جَرى السَيلُ فَاِستَبكانِيَ السَيلُ إِذ جَرى
- وَفاضَت لَهُ مِن مُقلَتَيَّ غُروبُ
وَما ذاكَ إِلّا حينَ أَيقَنتُ أَنَّهُ
- يَكونُ بِوادٍ أَنتِ مِنهُ قَريبُ
يَكونُ أُجاجاً دونَكُم فَإِذا اِنتَهى
- إِلَيكُم تَلَقّى طيبَكُم فَيَطيبُ
فَيا ساكِني أَكنافِ نَخلَةَ كُلُّكُم
- إِلى القَلبِ مِن أَجلِ الحَبيبِ حَبيبُ
أَظَلُّ غَريبَ الدارِ في أَرضِ عامِرٍ
- أَلا كُلَّ مَهجورٍ هُناكَ غَريبُ
وَإِنَّ الكَثيبَ الفَردَ مِن أَيمَنِ الحِمى
- إِلَيَّ وَإِن لَم آتِهِ لَحَبيبُ
فَلا خَيرَ في الدُنيا إِذا أَنتَ لَم تَزُر
- حَبيباً وَلَم يَطرَب إِلَيكَ حَبيبُ
قصيدة فَواكَبِدا مِن حُبِّ مَن لا يَحُبُّني
فَواكَبِدا مِن حُبِّ مَن لا يَحُبُّني
- وَمِن زَفَراتٍ ما لَهُنَّ فَناءُ
أَرَيتِكِ إِن لَم أُعطِكَ الحُبَّ عَن يَدِ
- وَلَم يَكُ عِندي إِذ أَبَيتِ إِباءُ
أَتارِكَتي لِلمَوتُ إِنّي لَمَيِّتٌ
- وَما لِلنُفوسِ الهالِكاتِ بَقاءُ
إِذ هِيَ أَمسَت مَنبِتُ الرَبعِ دونَها
- وَدونَكِ أَرطىً مُسهِلٌ وَأَلاءُ
فَلا وَصلَ إِلّا أَن يُقارِبَ بَينَنا
- قَلائِصُ في أَذنابِهِنَّ صَفاءُ
يَجُبنَ بِنا عُرضَ الفَلاةِ وَما لَنا
- عَليهِنَّ إِلّا وَحدَهُنَّ شِفاءُ
إِذا القَومُ قالوا وِردُهُنَّ ضُحى غَدٍ
- تَواهَقنَ حَتّى وِردُهُنَّ عِشاءُ
إِذا اِستُخبِرَت رُكبانُها لَم يُخَبَّروا
- عَلَيهُنَّ إِلّا أَن يَكونَ نِداءُ
قصيدة وَمُستَوحِشٍ لَم يُمسِ في دارِ غُربَةٍ
وَمُستَوحِشٍ لَم يُمسِ في دارِ غُربَةٍ
- وَلَكِنَّهُ مِمَّن يَوَدُّ غَريبُ
إِذا رامَ كِتمانَ الهَوى نَمَّ دَمعُهُ
- فَآهٍ لِمَحزونٍ جَفاهُ طَبيبُ
أَلا أَيُّها البَيتُ الَّذي لا أَزورُهُ
- وَهُجرانُهُ مِنّي إِلَيكِ ذُنوبُ
هَجَرتُكِ مُشتاقاً وَزُرتُكِ خائِفاً
- وَمِنّي عَلَيَّ الدَهرَ فيكِ رَقيبُ
سَلامٌ عَلى الدارِ الَّتي لا أَزورُها
- وَإِن حَلَّها شَخصٌ إِلَيَّ حَبيبُ