أشهر علماء اللغة العربية

كتابة:
أشهر علماء اللغة العربية

أشهر علماء اللغة العربية عبر التاريخ

من أهم الشخصيات التي كان لها بالغ الأثر في ميدان اللغة العربية هي الشخصيات التالية:


أبو الأسود الدؤلي

كان أبو الأسود الدؤلي، واسمه ظالمُ بن عمروٍ الكناني، من التابعين الأوائل، عاش في البصرة وتوفي عامَ 688 للميلاد، وهو أوائل الشخصيات التي أسّستْ لعلوم اللغة العربية، إذ كان مُلازِمًا للإمام علي بن أبي طالب -كرّم الله وجههُ-، فاختارهُ الإمام عليّ لرسم الخطوط الأولى لعلم النحو، وذلك بسبب الخوف من دخول اللحن في اللغة، فوَجَّههُ إلى أن الكلام يُقسم إلى فعلٍ واسمٍ وحَرف، ثم إلى أنْ يتتبَّعَ هذا ويزيد عليه ما يلزم.[١]


بدأ أبو الأسود يجمعُ ما يتبيّن له ثم يعرضهُ على الإمامِ، ثم استعمله الإمام علي على البصرة، وكان عُمر بن الخطاب وعثمان بن عفان -رضي الله عنهماـ قد استعملاه أيضًا، ومن مؤلفاته ديوان شعريّ.[١]


سيبويه

من العلماء الذين بذلوا جهودًا عظيمة في سبيل علم العربية عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي، إمام النُّحاة، عاش في إيران بين عامَي 760 وعام 769 للميلاد، ويعود له الفضل في تبسيط وتفصيل علم النحو، ولم يزل أهل العلم يفضّلون كتاب سيبويه على غيره لما فيه من إثراءٍ وبيان لعلمِ اللغة، .[٢]


من أشهر كتب سيبويه ما سبق ذكره "كتاب سيبويه"، الذي عدّه العلماء مصدرًا هامًّا من مصادر اللغة، واعتمد عليه العديد من العلماء فيما بعد في تطوير علوم اللغة وعلى وجه الخصوص علم النحو والصرف، وقد قسّمه إلى قسمين، القسم الأول في النحو وما يتفرع عنه، والقسم الثاني في الصرف وما يتفرع عنه، أدهشَ الكتاب تلامذة سيبويه بتصنيفه وترتيبه وتبويبه وأمثلته، فاشتهر ذِكره في البلدان.[٢]


المبرد

يعدُّ أبو العباس محمد بن يزيد الأزديّ من أهم علماء اللغة، والمبرّد هو لقبهُ الذي اختُلف في سبب وضعه، وقد عاش في البصرة ثم بغداد بين عامَي 826 وعام 898 للميلاد، وقد شهد له نُظَراؤُهُ كما أورد القِفطيُّ بغزارة العلم والأدب وكثرةَ الحفظ، وحُسن البيان والإشارةِ، وحلاوة المُخاطبة وبلاغة المكاتبة، وجودة الخطّ وصفاء القريحة وجودة المنطق.[٣]


كان حريصًا على الإلمام بعلوم اللغة وأساليبها وطرق شرحها ووضوح إفهامها، وكانت له العديد من الكتب التي جمعت كل علومها مثل: كتاب الكامل في البلاغة والكامل في اللغة والأدب.[٣]


ابن مالك

هو جمال الدين محمد بن عبد الله الطّائي الأندلسي، تعود نسبيته إلى جَيّان وهي مدينة في إسبانيا، فقد وُلد فيها وتوفّي في دمشق، وعاش بين عامَي 600 وعام 672 للهجرة، وقد أخذ العربية والقراءات عن عديد من العلماء في الأندلس، وقرأ كتاب سيبويه على أبي عبد الله المرشاني.[٤]


انصرفت هِمّته إلى إتقان علوم العربية حتى بلغ فيها شأنًا عاليًا، وأصبح عالمًا بالقراءات وإمامًا بها، حتى ألّف فيها قصيدةً مرموزةً في قدر الشاطبية، وكان في النحو والتصريف بحر قلَّ نظيرهُ، واطلاعُهُ على أمثلة النحو والتصريف يدعو للدهشة من شدةِ إلمامِهِ، وكان أغلب استشهاده بآيات القرآن الكريم، فإذا لم يجد فيه شاهدًا عدلَ إلى أشعار العرب.[٤]


الكسائي

أبو الحسن علي بن حمزة الكسائيّ، علم كبير من أعلام اللغة وعلمائها ومُصنّفيها، ولد في الكوفة وعاش في بغداد وتوفي في إيران، وعاش بين عامَي 737 وعام 805 للميلاد، واشتهر بأنه إمام الكوفيين في اللغة والنحو، وواحد من القُرّاء السبعة المشهورين.[٥]


سُئلَ مرةً عن سبب تسميته بالكسائيّ فقال: "لأنني أحرمتُ في كِساء"، تتلمَذ على يد العديد من علماء العربية منهم: الإمام جعفر الصادق والأعمش والخليل بن أحمد الفراهيدي ويونس بن حبيب والهرّاء، وكان من تلامذته: الفرّاء وعبيد القاسم بن سلام وقتيبة الأصبهاني، وحدّث عنه الإمام أحمد بن حنبل، وقد ألف كتبًا في العربية والقراءات منها: معاني القرآن، ومقطوع القرآن وموصوله، ومختصر في النحو وغيرها.[٥]


معاذ بن مُسلم الهرّاء

إن معاذ بن مسلم الهرّاء النحوي الكوفي يُدعى أبا مسلم، وهو مولى محمد بن كعب القُرظي، ولد في العراق وتوفي فيها عام 803م، روى عن عطاء بن السائب وغيره من أئمة اللغة، وكان معمّرِا، إذ مات أولاده وأحفاده وهو باقٍ، وقد صنَّف في علم النحو كثيرًا إلا أنه مصنّفاته لم تشتهر ولم تظهر، وقد قيل عنه إنّه شيخ النحو، نُقلت عنه حروف في القراءات، وكان الكسائي من تلامذته، وله شِعرٌ قليل.[٦]


ابن جنّي

من أكبر النحاة عبر التاريخ أبو الفتح عثمان بن جنّي، إمام العربية وصاحب التصانيف، وُلد في الموصل وتوفي في بغداد، عاش بين عامَي 934 و 1002 للميلاد، وقد تعلّم النحو على يد الأخفش، وقرأ الأدب على أبي العلي الفارسي، حيث توثقت الصلة بينهما، ونبغ بتلك الصحبة التي لازم فيها الفارسي، له مؤلفات عظيمة في ميدان اللغة العربية والدرس اللغوي، أشهرها: الخصائص، وسر صناعة الإعراب، واللُّمَع في العربية، والمصنف في شرح تصريف أبي عثمان المازني.[٧]


عبد القاهر الجرجاني

هو أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني النحويّ، ولد في جرجان في إيران، وعاش بين عامي 1009 و 1078 للميلاد، وكان شديد الولع بالعلم والثقافة والأدب حتى برع فيها، ويعدّ واضِع أصول علم البلاغة، وقد صنّف في البلاغة والأدب والنقد، وكان فقيهًا في الدين حتى عَدَّهُ المصنّفون من طبقات الشافعية، كما له في الشعر نظمٌ رقيق، أمّا براعته فكانت في علم النحو والتصريف.[٨]


من مؤلفاته الشهيرة في البلاغة: كتابُ دلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة، وفي النحو الإيجاز، والتلخيص، والجمل المعروف بالجرجانية، وفي علوم القرآن الرسالة الشافعية في الإعجاز.[٨]


الزمخشري

هو محمود بن عمر الخوارزمي الزمخشري، جارُ الله أبو القاسم، ولد في خوارزم وتوفي في جرجان الإيرانية، وعاش بين عامي 1075 و 1144 للميلاد، جدَّ في طلب العلم في مدينته "زمخشر"، ثم شدَّ رحله إلى بُخارى وأتمّ فيها تعليمه على يد العلماء الكبار، إذ كانت مثابة المجد في ذلك الوقت ومطلع نجوم أدباء الأرض، وقد وسع دائرة علاقاته مع رجال الدولة في عهد السلطان أبي الفتح ملكشاه.[٩]


من أشهر مؤلفاته في علم اللغة العربية كتاب الكشّاف، والمفصّل في صنعة الإعراب، ومقامات الزمخشري في الأدب، وتفسير الكشاف، وأساس البلاغة.[٩]


الجاحظ

هو أبو عثمان عمرو بن بحر البصري الكناني، المشهور بالجاحظ لجحوظ عينيه، عاش في البصرة في العصر العباسي بين عامَي 776 و838 للميلاد، أي: قرابة قرنٍ من الزمن، وهو من كبار أئمة الأدب واللغة، وقد اشتهر بإلمامه بمختلف العلوم على سعتها وتعددها، وكان من العلماء الذين تطور النثر العربي بتأثيرهم، فقد طوّع الألفاظ وأغناه بالصور الفنية.[١٠]


كان محبًّا للاطلاع على ثقافات شتى ممّا ساعده على اكتساب العلوم المتنوعة، وكانت فترة حياته من أزهى مراحل اللغة العربية، فقد نضجت علومها وترجماتها، وحظيت الدولة بعلماء ووزراء كان لهم الفضل في الرقيّ والسمو العلمي والأدبي، ومن أشهر مؤلفاته: البيانُ والتبيين، والبخلاء.[١٠]


الأصمعي

هو عبد الملك بن قريب بن أصمع الباهلي، ولقّب براوية العرب، واشتهر بأبي سعيد الأصمعي، عاش في البصرة بين عامي 740 و828 للميلاد، وكان واحدًا من أئمة العلم بالشعر واللغة والبُلدان، وصاحب الغريبِ والِملَح والنوادر، وقد قال عنه الذهبي في أخباره أنّه كان أحد الأئمة الإخباريين الصدوقين، وشُهد له بتلمذته عند الإمام الشافعي، وقال الربيع بن سليمان: "ما رأيت أحدًا عبّر عن العرب بأحسنَ من عبارة الأصمعي".[١١]


من مؤلفاته المشهورة قصيدة "صوت صفير البلبل" التي ألفها في موقف الخليفة، وله من المؤلفات: كتاب الأجناس، وأبيات المعاني، والاشتقاق، والأصمعيات، وغيرها.[١١]


ابن فارس

هو أبو الحسين، أحمد بن فارس بن زكريا القزويني، وكان معروفًا بالرازي، المالكي، وصاحب كتاب "المُجمَل"، عاش في إيران وتوفي عام 1004 للميلاد، وكان بارعًا في اللغة، ومن أشهر مؤلفاته في علم العربية: كتاب معجم مقاييس اللغة، والصاحبي في فقه اللغة، والإتباع والمزاوجة، وله العديد من الكتب التي جمع بها أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- وسيرته وأسماءَه وتفسيرها.[١٢]


الخليل بن أحمد الفراهيدي

هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري الأزدي، ويُقال الفرهودي الأزدي اليحمدي، شاعر ونحويّ، من أشهر أعلام اللغة والأدب، وقد كانت نشأة علم العَروض وضبط أوزان الشعر العربي على يده، وُلد في البصرة، وعاش بين عامي 718 و 791 للميلاد، كان فقيرًا صابرًا شاحب اللون، صالحًا وقورًا زاهدًا، وقد اشتهر بمعرفته لعلم الأنغام والأوزان، وقد أكرمه الله تعالى بفتح مغاليق العلوم، وابتكار ما لم يسبقه إليه أحد.[١٣]


جمعَ الفراهيدي بحور الشعر العربي وسمّاها بمسمياتٍ ليقطع دابر اللحن والكسر الذي قد يدخل إلى الشعر فيضيّعه عبر الزمن، ومن شيوخه: عمرو بن أبي العلاء وعيسى بن معمر الثقفي، ومن تلامذته: سيبويه والكناني والكسائي والأصمعي وغيرهم، ومن أشهر مؤلفاته كتاب العين، وهو أول معجم في اللغة العربية، وكتاب النغم، وكتاب العروض.[١٣]


أشهر علماء اللغة العربية المعاصرين

من أهم الشخصيات المعاصرة والتي كان لها تأثير كبير في مجال اللغة العربية هي الشخصيات التالية:


طه حسين

طه حسين اسم مشهور وعلمٌ من أعلام اللغة العربية في التاريخ المعاصر، وهو أديب وناقد مصريّ، لُقّب بعميد الأدب العربي، ولد في مصر وعاش فيها بين عامي 1889 و 1973 للميلاد، وطرح العديد من الأفكار التي ما زالت تحظى بالدراسات والمناقشة وتثير الجدل حتى اليوم، وهو شخصية بارزة في الحركة الأدبية الحديثة.[١٤]


فقد بصرهُ باكرًا متأثرًا بالرّمد وسوء معالجته، له الكثير من المؤلفات التي اشتهرت، فقد أبدعَ في أنموذج السيرة الذاتية وطوّر هيكلية الرواية العربية، ومن أشهر كتبه في السيرة الذاتية كتاب الأيام، أما كتبه الأخرى فأكثرها شهرة على الإطلاق كتاب في الشعر الجاهلي، الذي قدّم فيه رؤية مميزة ومتكاملة لبناء الشعر العربي.[١٤]


عبده الراجحي

هو عبده عَلي إبراهيم الراجحي، أديب وباحث مصري، عاش بين عامي 1937 وعام 2010 للميلاد، حصل على شهادة الدكتوراه في علوم اللغة العربية في جامعة الإسكندرية، ثم حصل على الدكتوراه في القراءات القرآنية، وعمل معيدًا في الجامعة، ثم شغل مناصب عديدة، وقدّم العديد من الدراسات في مجال اللغة والأدب.[١٥]


من أشهر كتبه: كتاب منهج ابن جني في كتابه "المحتسب"، والتطبيق النحوي، والتطبيق الصرفي، وفقه اللغة في الكتب العربية، ودروس في شروح الألفية، وعلم اللغة التطبيقي وتعليم العربية، ودروس في المذاهب النحوية، وغيرها، وقد اعتنى بالعلاقة الوثيقة بين الدراسة القرآنية وما يُبنى عليها من دراسات لغويّة.[١٥]



المراجع

  1. ^ أ ب الدكتور عبد الهادي الفضلي ، مراكز الدراسات النحوية، صفحة 9. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سيبويه عمرو بن عثمان ، كتاب سيبويه، صفحة 5 - 7 . بتصرّف.
  3. ^ أ ب الدكتورة مريم الشوبكي ، الاصطلاحات النحوية والصرفية عند المبرد في المقتضب وابن السراج والأصول، صفحة 11 - 12 - 13. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن مالك الأندلسي، ألفية ابن مالك في النحو والصرف، صفحة 3 - 4 . بتصرّف.
  5. ^ أ ب نهاد عبد الفتاح فريح بدرية ، آراء الكسائي عند شراح ألفية ابن مالك في القرن الثامن الهجري، صفحة 21 - 27 . بتصرّف.
  6. شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء، صفحة 432. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة التاريخية، صفحة 244. بتصرّف.
  8. ^ أ ب شرف الدين شرف بن منصور الثعلبي الزرعي، شرح الجرجانية في النحو لعبد القاهر الجرجاني، صفحة 4. بتصرّف.
  9. ^ أ ب الدكتور كمال جبري عبهري، الزمخشري: سيرته، آثاره، مذهبه النحوي، صفحة 23 - 30. بتصرّف.
  10. ^ أ ب محمد كامل عويضة، الجاحظ : الشاعر الأديب الفيلسوف ، جزء 35 من سلسلة أعلام الأدباء والشعراء، صفحة 7-8 . بتصرّف.
  11. ^ أ ب تركي بن الحسن الدهماني، الأصمعي حجة الادب ولسان العرب، صفحة 9-10 -11- 12. بتصرّف.
  12. شمس الدين الذهبي ، سير أعلام النبلاء، صفحة 538. بتصرّف.
  13. ^ أ ب الدكتور حكمت كشلي فواز، العين للخليل بن أحمد الفراهيدي: مجموعة دراسات معجمية، صفحة 16 - 17 - 18. بتصرّف.
  14. ^ أ ب كامل محمد عويضة، طه حسين بين الشك والاعتقاد، صفحة 5 - 6-7-8. بتصرّف.
  15. ^ أ ب خالد فهمي، أبو الحسن الجمال، مآذن من بشر: أعلام معاصرون، صفحة 92 . بتصرّف.
8170 مشاهدة
للأعلى للسفل
×