محتويات
- ١ أشهر قصائد البحتري
- ١.١ قصيدة: زعم الغراب منبئ الأنباء
- ١.٢ قصيدة: طيف الحبيب ألم من عدوائه
- ١.٣ قصيدة: يا غاديًا والثغر خلف مسائه
- ١.٤ قصيدة: أمواهب هاتيك أم أنواء
- ١.٥ قصيدة: يا أخا الأزد ما حفظت الإخاء
- ١.٦ قصيدة: أيها الطالب الطويل عناؤه
- ١.٧ قصيدة: سقى دار ليلى حيث حلت رسومها
- ١.٨ قصيدة: رحلوا فأية عبرة لم تسكب
- ١.٩ قصيدة: شوق إليك تفيض منه الأدمع
أشهر قصائد البحتري
- الغراب منبئ الأنباء.
- الحبيب ألم من عدوائه.
- والثَغر خَلف مَسائِه.
- أَمَواهبٌ هاتيك أم أنواء.
- الأَزد ما حفظت الإخاء.
- أيُّها الطالب الطويل عناؤه.
- سقى دار ليلى حيث حلت رسومها.
- رحلوا فأية عبرة لم تسكب.
- شَوق إِليك تَفيض مِنه الأَدمع.
قصيدة: زعم الغراب منبئ الأنباء
زَعَمَ الغُرابُ مُنَبِّئُ الأَنباءِ
- أَنَّ الأَحِبَّةَ آذَنوا بِتَناءِ
فَاِثلِج بِبَردِ الدَمعِ صَدرًا واغِرًا
- وَجَوانِحًا مَسجورَةَ الرَمضاءِ
لا تَأمُرَنّي بِالعَزاءِ وَقَد تَرى
- أَثَرَ الخَليطِ وَلاتَ حينَ عَزاءِ
قَصَرَ الفِراقُ عَنِ السُلُوِّ عَزيمَتي
- وَأَطالَ في تِلكَ الرُسومِ بُكائي
زِدني اِشتِياقًا بِالمُدامِ وَغَنِّني
- أَعزِز عَلَيَّ بِفُرقَةِ القُرَناءِ
فَلَعَلَّني أَلقى الرَدى فَيُريحُني
- عَمّا قَليلٍ مِن جَوى البُرَحاءِ
أَخَذَت ظُهورُ الصالِحِيَّةِ زينَةً
- عَجَبًا مِنَ الصَفراءِ وَالحَمراءِ
نَسَجَ الرَبيعُ لِرَبعِها ديباجَةً
- مِن جَوهَرِ الأَنوارِ بِالأَنواءِ
بَكَتِ السَماءُ بِها رَذاذَ دُموعِها
- فَغَدَت تَبَسَّمُ عَن نُجومِ سَماءِ
في حُلَّةٍ خَضراءَ نَمنَمَ وَشيَها
- حَوكُ الرَبيعِ وَحُلَّةٍ صَفراءِ
فَاِشرَب عَلى زَهرِ الرِياضِ يَشوبُهُ
- زَهرُ الخُدودِ وَزَهرَةُ الصَهباءِ
مِن قَهوَةٍ تُنسي الهُمومَ وَتَبعَثُ ال
- شَوقَ الَّذي قَد ضَلَّ في الأَحشاءِ
يُخفي الزُجاجَةَ لَونُها فَكَأَنَّها
- في الكَفِّ قائِمَةٌ بِغَيرِ إِناءِ
وَلَها نَسيمٌ كَالرِياضِ تَنَفَّسَت
- في أَوجُهِ الأَرواحِ وَالأَنداءِ
وَفَواقِعٌ مِثلُ الدُموعِ تَرَدَّدَت
- في صَحنِ خَدِّ الكاعِبِ الحَسناءِ
يَسقيكَها رَشَأٌ يَكادُ يَرُدُّها
- سَكرى بِفَترَةِ مُقلَةٍ حَوراءِ
يَسعى بِها وَبِمِثلِها مِن طَرفِهِ
- عَودًا وَإِبداءً عَلى النُدَماءِ
ما لِلجَزيرَةِ وَالشَآمِ تَبَدَّلا
- بِكَ يا اِبنَ يوسُفَ ظُلمَةً بِضِياءِ
نَضَبَ الفُراتُ وَكانَ بَحرًا زاخِرًا
- وَاِسوَدَّ وَجهُ الرَقَّةِ البَيضاءِ
وَلَقَد تُرى بِأَبي سَعيدٍ مَرَّةً
- مُلقى الرِحالِ وَمَوسِمَ الشُعَراءِ
إِذ قَيظُها مِثلُ الرَبيعِ وَلَيلُها
- مِثلُ النَهارِ يُخالُ رَأدَ ضَحاءِ.[١]
قصيدة: طيف الحبيب ألم من عدوائه
طَيفُ الحَبيبِ أَلَمَّ مِن عُدَوائِهِ
- وَبَعيدِ مَوقِعِ أَرضِهِ وَسَمائِهِ
جَزَعَ اللِوى عَجِلًا وَوَجَّهَ مُسرِعًا
- مِن حَزنِ أَبرَقِهِ إِلى جَرعائِهِ
يُهدي السَلامَ وَفي اِهتِداءِ خَيالِهِ
- مِن بُعدِهِ عَجَبٌ وَفي إِهدائِهِ
لَو زارَ في غَيرِ الكَرى لَشَفاكَ مِن
- خَبَلِ الغَرامِ وَمِن جَوى بُرَحائِهِ
فَدَعِ الهَوى أَو مُت بِدائِكَ إِنَّ مِن
- شَأنِ المُتَيَّمِ أَن يَموتَ بِدائِهِ
وأَخٍ لَبِستُ العَيشَ أَخضَرَ ناضِرًا
- بِكَريمِ عِشرَتِهِ وَفَضلِ إِخائِهِ
ما أَكثَرَ الآمالَ عِندي وَالمُنى
- إِلّا دِفاعُ اللَهِ عَن حَوبائِهِ
وَعَلى أَبي نوحٍ لِباسُ مَحَبَّةٍ
- تُعطيهِ مَحضَ الوُدِّ مِن أَعدائِهِ
تُنبي طَلاقَةُ بِشرِهِ عَن جودِهِ
- فَتَكادُ تَلقى النُجحَ قَبلَ لِقائِهِ
وَضِياءُ وَجهٍ لَو تَأَمَّلَهُ اِمرُؤٌ
- صادي الجَوانِحِ لَاِرتَوى مِن مائِهِ.[٢]
قصيدة: يا غاديًا والثغر خلف مسائه
يا غادِيًا وَالثَغرُ خَلفَ مَسائِهِ
- يَصِلُ السُرى بِأَصيلِهِ وَضَحائِهِ
أَلمِم بِساحَةِ يوسُفِ بنِ مُحَمَّدٍ
- وَاِنظُر إِلى أَرضِ النَدى وَسَمائِهِ
وَاِقرَ السَلامَ عَلى السَماحَةِ إِنَّها
- مَحشورَةٌ مِن دونِهِ وَوَرائِهِ
وأَرى المَكارِمَ أَصبَحَت أَسماؤُها
- مُشتَقَّةً في الناسِ مِن أَسمائِهِ
كَلغَيثِ مُنسَكِبًا عَلى إِخوانِهِ
- كَالنارِ مُلتَهِبًا عَلى أَعدائِهِ
فارَقتُ يَومَ فِراقِهِ الزَمَنَ الَّذي
- لاقَيتُهُ يَهتَزُّ يَومَ لِقائِهِ
وَعَرَفتُ نَفسي بَعدَهُ في مَعشَرٍ
- ضاقوا عَلَيَّ بِعَقبِ يَومِ قَضائِهِ
ما كُنتُ أَفهَمُ نَيلَهُ في قُربِهِ
- حَتّى نَأى فَفَهِمتُهُ في نائِهِ
يَفديكَ راجٍ مادِحٌ لَم يَنقَلِب
- إِلّا بِصِدقِ مَديحِهِ وَرَجائِهِ
وافاهُ هَولُ الرَدِّ بَعدَكَ فَاِنثَنى
- يَدعوكَ وَاللُكّامُ دونَ دُعائِهِ
وَمُؤَمَّلٍ صارَعتُهُ عَن عُرفِهِ
- فَوَجَدتُ قُدسَ مُعَمَّمًا بِعَمائِهِ
جِدَةٌ يَذودُ البُخلُ عَن أَطرافِها
- كَالبَحرِ يَدفَعُ مِلحُهُ عَن مائِهِ
أَعطى القَليلَ وَذاكَ مَبلَغُ قَدرِهِ
- ثُمَّ اِستَرَدَّ وَذاكَ مَبلَغُ وائِهِ
ماكانَ مِن أَخذي غَداةَ رَدَدتُهُ
- في وَجهِهِ إِذ كانَ مِن إِعطائِهِ
وَعَجِبتُ كُلَّ تَعَجُّبي مِن بُخلِهِ
- وَالجودُ أَجمَعُ ساعَةٌ مِن رائِهِ
وَقَدِ اِنتَمى فَاِنظُر إِلى أَخلاقِهِ
- صَفحًا وَلا تَنظُر إِلى آبائِهِ
خَطَبَ المَديحَ فَقُلتُ خَلِّ طَريقَهُ
- لَيَجوزَ عَنكَ فَلَستَ مِن أَكفائِهِ.[٣]
قصيدة: أمواهب هاتيك أم أنواء
أَمَواهِبٌ هاتيكَ أَم أَنواءُ
- هُطُلٌ وَأَخذٌ ذاكَ أَم إِعطاءُ
إِن دامَ ذا أَو بَعضُ ذا مِن فِعلِ ذا
- فَنِيَ السَخاءُ فَلا يُحَسُّ سَخاءُ
لَيسَ الَّتي ضَلَّت تَميمٌ وَسطَها ال
- دَهناءَ لا بَل صَدرُكَ الدَهناءُ
مَلِكٌ أَغَرُّ لِآلِ طَلحَةَ فَخرُهُ
- كَفّاهُ أَرضٌ سَمحَةٌ وَسَماءُ
وَشَريفُ أَشرافٍ إِذا اِحتَكَّت بِهِم
- جُربُ القَبائِلِ أَحسَنوا وَأَساؤوا
لَهُمُ الفِناءُ الرَحبُ وَالبَيتُ الَّذي
- أُدَدٌ أَواخٍ حَولَهُ وَفِناءُ
وَخُؤولَةٌ في هاشِمٍ وَدَّ العِدى
- أَن لَم تَكُن وَلَهُم بِها ما شاؤوا
بَينَ العَواتِكِ وَالفَواطِمِ مُنتَمىً
- يَزكو بِهِ الأَخوالُ وَالآباءُ
أَمُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ اِسمَع عِذرَةً
- فيها دَواءٌ لِلمُسيءِ وَداءُ
ما لي إِذا ذُكِرَ الوَفاءُ رَأَيتُني
- ما لي مَعَ النَفَرِ الكِرامِ وَفاءُ
يَضفو عَلَيَّ العَذلُ وَهوَ مُقارِبٌ
- وَيَضيقُ عَنّي العُذرُ وَهوَ فَضاءُ
إِنّي هَجَرتُكَ إِذ هَجَرتُكَ وَحشَةً
- لا العَودُ يُذهِبُها وَلا الإِبداءُ
أَحشَمتَني بِنَدى يَدَيكَ فَسَوَّدَت
- ما بَينَنا تِلكَ اليَدُ البَيضاءُ
وَقَطَعتَني بِالجودِ حَتّى إِنَّني
- مُتَخَوِّفٌ أَلّا يَكونَ لِقاءُ
صِلَةٌ غَدَت في الناسِ وَهيَ قَطيعَةٌ
- عَجَباً وَبِرٌّ راحَ وَهوَ جَفاءُ
لَيُواصِلَنَّكَ رَكبُ شِعرٍ سائِرٍ
- يَرويهِ فيكَ لِحُسنِهِ الأَعداءُ.[٤]
قصيدة: يا أخا الأزد ما حفظت الإخاء
يا أَخا الأَزدِ ما حَفِظتَ الإِخاءَ
- لِمُحِبٍّ وَلا رَعَيتَ الوَفاءَ
عَذَلًا يَترُكُ الحَنينَ أَنينًا
- في هَوىً يَترُكُ الدُموعَ دِماءَ
لا تَلُمني عَلى البُكاءِ فَإِنّي
- نِضوُ شَجوٍ ما لُمتُ فيهِ البُكاءَ
كَيفَ أَغدو مِنَ الصَبابَةِ خِلوًا
- بَعدَ ما راحَتِ الدِيارُ خَلاءَ
غِبَّ عَيشٍ بِها غَريرٍ وَكانَ الـ
- ـعَيشُ في عَهدِ تُبَّعٍ أَفياءَ
قِف بِها وَقفَةً تَرُدُّ عَلَيها
- أَدمُعًا رَدَّها الجَوى أَنضاءَ
إِنَّ لِلبَينِ مِنَّةً ما تُؤَدّى
- وَيَدًا في تُماضِرٍ بَيضاءَ
حَجَبوها حَتّى بَدَت لِفِراقٍ
- كانَ داءً لِعاشِقٍ وَدَواءَ
أَضحَكَ البَينُ يَومَ ذاكَ وَأَبكى
- كُلَّ ذي صَبوَةٍ وَسَرَّ وَساءَ
فَجَعَلنا الوَداعَ فيهِ سَلامًا
- وَجَعَلنا الفِراقَ فيهِ لِقاءَ
وَوَشَت بي إِلى الوُشاةِ دُموعُ الـ
- ـعَينِ حَتّى حَسِبتُها أَعداءَ
قُل لِداعي الغَمامِ لَبَّيكَ وَاِحلُل
- عُقَلَ العيسِ كَي تُجيبَ الدُعاءَ
عارِضٌ مِن أَبي سَعيدٍ دَعانا
- بِسَنا بَرقِهِ غَداةَ تَراءى
كَيفَ نُثني عَلى اِبنِ يوسُفَ لا كَيـ
- ـفَ سَرى مَجدُهُ فَفاتَ الثَناءَ
جادَ حَتّى أَفنى السُؤالَ فَلَمّا
- بادَ مِنّا السُؤالُ جادَ اِبتِداءَ
صامِتِيٌّ يَمُدُّ في كَرَمِ الفِعـ
- ـلِ يَدًا مِنهُ تَخلُفُ الأَنواءَ
فَهوَ يُعطي جَزلًا وَيُثنى عَلَيهِ
- ثمّ يُعطي عَلى الثَناءِ جَزاءَ
نِعَمٌ أَعطَتِ العُفاةَ رِضاهُم
- مِن لُهاها وَزادَتِ الشُعَراءَ
وَكَذاكَ السَحابُ لَيسَ يَعُمُّ الـ
- ـأَرضَ وَبلًا حَتّى يَعُمَّ السَماءَ
جَلَّ عَن مَذهَبِ المَديحِ فَقَد كا
- دَ يَكونُ المَديحُ فيهِ هِجاءَ
وَجَرى جودُهُ رَسيلًا لِجودِ الـ
- ـغَيثِ مِن غايَةٍ فَجاءا سَواءَ.[٥]
قصيدة: أيها الطالب الطويل عناؤه
أَيُّها الطالِبُ الطَويلُ عَناؤُه
- تَرتَجي شَأوَ مَن يَفوتُكَ شاؤُه
دونَ إِدراكِ أَحمَدِ بنِ سُلَيما
- نَ عُلوٌّ يُعيي الرِجالَ اِرتِقاؤُه
ما قَصَدناهُ لِلتَفَضُّلِ إِلّا
- أَعشَبَت أَرضُهُ وَصابَت سَماؤُه
حَسَنُ الفِعلِ وَالرُواءِ وَكَم دَلـ
- ـلَ عَلى سُؤدُدِ الشَريفِ رُواؤُه
ماءُ وَجهٍ إِذا تَبَلَّجَ أَعطا
- كَ أَمانًا مِن نَبوَةِ الدَهرِ ماؤُه
يَتَجَلّى ضِياؤُهُ فَيُجَلّي
- ظُلمَةَ الحادِثِ المُضِبِّ ضِياؤُه
قَد وَجَدناهُ مُفضِلًا فَحَطَطنا
- حَيثُ لا يَكذِبُ المُرَجّي رَجاؤُه
وَهَزَزناهُ لِلفَعالِ فَأَبدى
- جَوهَرَ الصارِمِ الحُسامِ اِنتِضاؤُه
بِأَبي أَنتَ كَم تَرامى بِأَمري
- خِلفَةُ الدَهرِ صُبحُهُ وَمَساؤُه
وَإِلَيكَ النَجاحُ فيما يُعاني
- آمِلٌ قَد تَطاوَلَ اِستِبطاؤُه
قَد تَبَدَّأتَ مُنعِمًا وَكَريمُ الـ
- ـقَومِ مَن يَسبِقُ السُؤَالَ اِبتِداؤُه
فَاِمضِ قُدمًا فَما يُرادُ مِنَ السَيـ
- ـفِ غَداةَ الهَيجاءِ إِلّا مَضاؤُه.[٦]
قصيدة: سقى دار ليلى حيث حلت رسومها
سَقى دارُ لَيلى حَيثُ حَلَّت رُسومُها
- عِهادٌ مِنَ الوَسمِيِّ وُطفٌ غُيومُها
فَكَم لَيلَةٍ أَهدَت إِلَيَّ خَيالَها
- وَسَهلُ الفَيافي دونَها وَحُزومُها
تَطيبُ بِمَسراها البِلادُ إِذا سَرَت
- فَيَنعُمُ رَيّاها وَيَصفو نَسيمُها
إِذا ذَكَرَتكِ النَفسُ شَوقًا تَتابَعَت
- لِذِكراكِ أُحدانُ الدُموعِ وَتومُها
قَضى اللَهُ أَنّي مِنكِ ضامِنُ لَوعَةٍ
- تَقَضّى اللَيالي وَهيَ باقٍ مَقيمُها
أَميلُ بِقَلبي عَنكِ ثُمَّ أَرُدُّهُ
- وَأَعذِرُ نَفسي فيكِ ثُمَّ أَلومُها
إِذا المُهتَدي بِاللَهِ عُدَّت خِلالُهُ
- حَسِبتَ السَماءَ كاثَرَتكَ نُجومُها
لَقَد خَوَّلَ اللَهُ الإِمامَ مُحَمَّدًا
- خُصوصَ مَعالٍ في قُرَيشٍ عُمومُها
أُبُوَّتُهُ مِنها خَلائِفُها الأُلى
- لَها فَضلُها في النائِباتِ وَخيمُها
وَلَيسَ حَديثُ المَكرُماتِ بِكائِنٍ
- يَدَ الدَهرِ إِلّا حَيثُ كانَ قَديمُها
أَقَرَّت لَهُ بِالفَضلِ أُمَّةُ أَحمَدٍ
- فَدانَ لَهُ مُعوَجُّها وَقَويمُها
وَلَو جَحَدَتهُ ذَلِكَ الحَقَّ لَم تَكُن
- لِتَبرَحَ إِلّا وَالنُجومُ رُجومُها
هَنَتكَ أَميرَ المُؤمِنينَ مَواهِبٌ
- مِنَ اللَهِ مَشكورٌ لَدَيكَ جَسيمُها
وَتَأييدُ دينِ اللَهِ إِذ رُدَّ أَمرُهُ
- إِلَيكَ فَرَوّى في الأُمورِ عَليمُها
بَنو هاشِمٍ في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ
- كِرامُ بَني الدُنيا وَأَنتَ كَريمُها
إِذا ما مَشَت في جانِبَيكِ بِأَوجُهٍ
- تَهَضَّمُ أَقمارَ الدُجى وَتَضيمُها
رَأَيتُ قُرَيشًا حَيثُ أُكمِلَ مَجدُها
- وَتَمَّت مَساعيها وَثابَت حُلومُها
تَوالى سَوادُ الريشِ مِن عِندِ صالِحٍ
- إِلَيكَ بِأَخبارٍ يَسُرُّ قُدومُها
مُحَلِّقَةً يُنبي عَنِ النَصرِ نُطقُها
- وَقَبلَكَ ما قَد كانَ طالَ وُجومُها
نُخَبِّرُ عَن تِلكَ الخَوارِجِ أَنَّهُ
- هَوى مُكرَهًا تَحتَ السُيوفِ عَظيمُها
أَرى حَوزَةَ الإِسلامِ حينَ وَليتَها
- تُخَرِّمَ باغيها وَحيطَ حَريمُها
تَدارَكَ مَظلومُ الرَعِيَّةِ حَقَّهُ
- وَخَلّى لَهُ وَجهَ الطَريقِ ظَلومُها
وَبَصبَصَ أَهلُ العَيثِ حينَ هَداهُمُ
- أَخو سَطَواتٍ ما يُبِلُّ سَليمُها
وَقَد أَعتَتِ الرومُ الَّذي طولِبَت بِهِ
- بِأَبريقَ لَمّا خُبِّرَت مِن غَريمُها.[٧]
قصيدة: رحلوا فأية عبرة لم تسكب
رَحَلوا فَأَيَّةُ عَبرَةٍ لَم تُسكَبِ
- أَسَفًا وَأَيُّ عَزيمَةٍ لَم تُغلَبِ
قَد بَيَّنَ البَينُ المُفَرِّقُ بَينَنا
- عشق النَوى لِرَبيبِ ذاكَ الرَبرَبِ
صَدَقَ الغُرابُ لَقَد رَأَيتُ شُموسَهُم
- بِالأَمسِ تَغرُبُ في جَوانِبِ غُرَّبِ
لَو كُنتَ شاهِدَنا وَما صَنَعَ الهَوى
- بِقُلوبِنا لَحَسَدتَ مَن لَم يُحبِبِ
شُغِلَ الرَقيبُ وَأَسعَدَتنا خَلوَةٌ
- في هَجرِ هَجرٍ وَاِجتِنابِ تَجَنُّبِ
فَتَلَجلَجَت عَبَراتُها ثُمَّ اِنبَرَت
- تَصِفُ الهَوى بِلِسانِ دَمعٍ مُعرِبِ
تَشكو الفِراقَ إِلى قَتيلِ صَبابَةِ
- شَرِقِ المَدامِعِ بِالفِراقِ مُعَذَّبِ
أَأُطيعُ فيكِ العاذِلاتِ وَكِسوَتي
- وَرَقُ الشَبابِ وَشِرَّتي لَم تَذهَبِ
وَإِذا التَفَتُّ إِلى سِنِيَّ رَأَيتُها
- كَمَجَرِّ حَبلِ الخالِعِ المُتَصَعِّبِ
عِشرونَ قَصَّرَها الصِبا وَأَطالَها
- وَلَعُ العِتابِ بِهائِمٍ لَم يُعتَبِ
ما لي وَلِلأَيّامِ صَرَّفَ صَرفُها
- حالي وَأَكثَرَ في البِلادِ تَقَلُّبي
أُمسي زَميلًا لِلظَلامِ وَأَغتَدي
- رِدفًا عَلى كَفَلِ الصَباحِ الأَشهَبِ
فَأَكونُ طَورًا مَشرِقًا لِلمَشرِقِ الـ
- ـأَقصى وَطَورًا مَغرِبًا لِلمَغرِبِ
وَإِذا الزَمانُ كَساكَ حُلَّةَ مُعدِمٍ
- فَاِلبَس لَهُ حُلَلَ النَوى وَتَغَرَّبِ
وَلَقَد أَبيتُ مَعِ الكَواكِبِ راكِبًا
- أَعجازَها بِعَزيمَةٍ كَالكَوكَبِ
وَاللَيلُ في لَونِ الغُرابِ كَأَنَّهُ
- هُوَ في حُلوكَتِهِ وَإِن لَم يَنعَبِ
وَالعيسُ تَنصُلُ مِن دُجاهُ كَما اِنجَلى
- صِبغُ الشَبابِ عَنِ القَذالِ الأَشيَبِ
حَتّى تَجَلّى الصُبحُ في جَنَباتِهِ
- كَالماءِ يَلمَعُ مِن وَراءِ الطُحلُبِ
يَطلُبنَ مُجتَمَعَ العُلا مِن وائِلٍ
- في ذَلِكَ الأَصلِ الزَكِيِّ الأَطيَبِ.[٨]
قصيدة: شوق إليك تفيض منه الأدمع
شَوقٌ إِلَيكَ تَفيضُ مِنهُ الأَدمُعُ
- وَجَوىً عَلَيكَ تَضيقُ مِنهُ الأَضلُعُ
وَهَوىً تُجَدِّدُهُ اللَيالي كُلَّما
- قَدُمَت وَتَرجِعُهُ السِنونَ فَيَرجَعُ
إِنّي وَما قَصَدَ الحَجيجُ وَدونَهُم
- خَرقٌ تَخُبُّ بِهِ الرِكابُ وَتوضِعُ
أُصفيكَ أَقصى الوِدِّ غَيرَ مُقَلَّلِ
- إِن كانَ أَقصى الوِدِّ عِندَكِ يَنفَعُ
وَأَراكِ أَحسَنَ مَن أَراهُ وَإِن بَدا
- مِنكِ الصُدودُ وَبانَ وَصلُكِ أَجمَعُ
يَعتادُني طَربي إِلَيكِ فَيَغتَلي
- وَجدي وَيَدعوني هَواكِ فَأَتبَعُ
كَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعٌ وَيَسُرُّني
- أَنّي امرُؤٌ كَلِفٌ بِحُبِّكِ مولَعُ
شَرَفًا بَني العَبّاسِ إِنَّ أَباكُمُ
- عَمُّ النَبِيِّ وَعيصُهُ المُتَفَزِّعُ
إِنَّ الفَضيلَةَ لِلَّذي اِستَسقى بِهِ
- عُمَرٌ وَشُفِّعَ إِذ غَدا يَستَشفِعُ
وَأَرى الخِلافَةَ وَهيَ أَعظَمُ رُثبَةٍ
- حَقّاً لَكُم وَوِراثَةً ما تُنزَعُ
أَعطاكُموها اللَهُ عَن عِلمٍ بِكُم
- وَاللَهُ يُعطي مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ
مَن ذا يُساجِلُكُم وَحَوضُ مُحَمَّدٍ
- بِسِقايَةِ العَبّاسِ فيكُم يُشفَعُ
مَلِكٌ رِضاهُ رِضا المَليكِ وَسُخطُهُ
- حَتفُ العِدى وَرَداهُمُ المُتَوَقَّعُ
مُتَكَرِّمٌ مُتَوَرِّعٌ عَن كُلِّ ما
- يَتَجَنَّبُ المُتَكَرِّمُ المُتَوَرِّعُ
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي سَقَتِ الوَرى
- مِن راحَتَيهِ غَمامَةٌ ما تُقلِعُ
يُهنيكَ في المُتَوَكِّلِيَّةِ أَنَّها
- حَسُنَ المَصيفُ بِها وَطابَ المَربَعُ
فَيحاءُ مُشرِقَةٌ يَرِقُّ نَسيمُها
- ميثٌ تُدَرِّجُهُ الرِياحُ وَأَجزَعُ
وَفَسيحَةُ الأَكنافِ ضاعَفَ حُسنَها
- بَرٌّ لَها مُفضًا وَبَحرٌ مُترَعُ.[٩]
المراجع
- ↑ "زعم الغراب منبئ الأنباء"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
- ↑ "طيف الحبيب ألم من عدوائه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
- ↑ "يا غادِياً وَالثَغرُ خَلفَ مَسائِهِ"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
- ↑ "أمواهب هاتيك أم أنواء"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
- ↑ "يا أخا الأزد ما حفظت الإخاء"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
- ↑ "أيها الطالب الطويل عناؤه"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
- ↑ "سقى دار ليلى"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
- ↑ "رَحَلوا فَأَيَّةُ عَبرَةٍ لَم تُسكَبِ"، ديواني، اطّلع عليه بتاريخ 15/03/2021م.
- ↑ "شوق إليك تفيض منه الأدمع"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 16/03/2021م.