محتويات
أشهر قصائد عباس بن الأحنف
من أشهر قصائد عباس بن الأحنف ما يأتي:
أَمِنْكَ لِلصَبِّ عِندَ الوصلِ تذكارُ
يقول فيها:[١]
أَمِنكَ لِلصَبِّ عِندَ الوَصلِ تَذكارُ
- وَكَيفَ والحُبُّ إِظهارٌ وإِضمارُ
أَمّا أَنا فإِذا أَحبَبتُ جَارِيَةً
- لَم أَنسَها أَبَداً وَالناسُ أَطوارُ
يا لَيتَ مَن وَلَدَت حَوّاءُ مِن وَلَدٍ
- صُفّوا اِتِّباعاً لأَمرِي ثُمَّ أَختارُ
إِنيّ بُليتُ بِشَخصٍ لَيسَ يُنصِفُني
- باغٍ لِقَتلي وَرَبّي مِنهُ لي جارُ
صادَت فُؤادِيَ مِكسالٌ مُنَعَّمَةٌ
- كَالبَدرِ حينَ بَدا بيضاءُ مِعطارُ
خَودٌ تُشيرُ بِرَخصٍ حَفَّ مِعصَمَهُ
- دُرٌّ وَساعِدُهُ لِلوَجهِ سَتّارُ
صادَت بِعَينٍ وَثَغرٍ رَفَّ لُؤلُؤُهُ
- فالعَينُ مُمرِضَةٌ وَالثَغرُ سَحّارُ
يا لَيتَ لي قَدَحاً في رَاحَتي أَبَداً
- قَد مَسَّ فَاها فَفيهِ مِنهُ آثارُ
طوبَى لِثَوبٍ لَها إِنّي لَأَحسُدُه
- إِذا عَلاها وَشَدَّ الثوبَ أَزرارُ
ما سُمِّيَت قَطُّ إِلاّ هِجتُ أَذكُرُها
- كأَنّما أُشعِلَت في قَلبيَ النارُ
يا مَن يُسائِلُ عَن وَجدي لِأُظهِرَهُ
- إِنَّ المُحِبَّ لتَبدو مِنهُ أَسرارُ
فَاِسمَع مُناقَلَتي وَاُنظُر إِلى نَظَري
- إِن كانَ مِنكَ لِما في الصَدرِ إِنكارُ
أَما اِسمُها فَهوَ مَكتومٌ فَلَيسَ لَهُ
- مِنّي إِلَيكَ بِإِذنِ اللَهِ إِظهارُ
كَأَنَّما القَلبُ مِن يَومِ اِبتُليتُ بِها
- بَينَ السَماءِ وَبَينَ الأَرضِ طَيّارُ
ما لِلهَوى لا أَراشَ اللَهُ أَسهُمَهُ
- إِنَّ الهَوى لِعِبادِ اللَهِ ضَرّارُ
أَمسى يُكَلِّفُني خَوداً مُمَنَّعَةً
- مِنّي وَمِن دونِها حُجبٌ وَأَستارُ
تِلكَ الرَبابُ وَلا إِعلانَ لَو عَلِمَت
- ما بي لَقَد هاجَها شَوقٌ وَتَذكارُ
طالَ الوُقوفُ بِبابِ الدارِ في عِلَلٍ
- حَتّى كأَنّي لِبابِ الدارِ مِسمارُ
إِنّي أُطِيلُ وَإِن لَم أَرجُ طَلعَتَها
- وَقِفي وَإِنّي إِلى الأَبوابِ نَظّارُ
أَقولُ لِلدارِ إِذ طالَ الوُقوفُ بِها
- بَعدَ الكَلالِ وَماءُ العَينِ مِدرارُ
يا دارُ هَل تَفقَهينَ القَولَ عَن أَحَدٍ
- أَم لَيسَ إِن قالَ يُغني عَنهُ إِكثارُ
يا دارُ إِنَّ غَزالاً فيكِ بَرَّحَ بي
- لِلَّهِ دَرُّكِ ما تَحوينَ يا دارُ
ما زلت أَشكو إِلَيها حُبَّ ساكِنِها
- حَتّى رَأَيتُ بِناءَ الدارِ يَنهارُ
ما لي أَزورُ أُناساً لَيسَ يَعرِفُني
- مِن أَهلِهِم أَحَدٌ إِنّي لَزَوّارُ
أما لَئِن قَبِلوا عُذري لَقَد عَدَلوا
- في حُكمِهِم وَلَئِن رَدّوا لَقَد جارُوا
قالوا نَسيرُ فَلا ساروا وَلا وَقَفوا
- وَلا اِستقَلَّت بِهِم لِلبَينِ أَكوارُ
ما عِندَهُم فَرَجٌ في قُربِ دارِهِمُ
- وَلا لَنا مِنهمُ في البُعدِ أَخبارُ
إِذا تَرَحَّلَ مَن هامَ الفُؤادُ بِهِم
- فَما أُبالي أَقامَ الحَيُّ أَم ساروا
كتمتُ الهوى وهجرتُ الحبيبا
يقول فيها:[٢]
كَتَمتُ الهَوى وَهَجَرتُ الحَبيبا
- وَأَضمَرتُ في القَلبِ شَوقاً عَجيبا
وَلَم يَكُ هَجريهِ عَن بِغضَةٍ
- وَلَكِن خَشيتُ عَلَيهِ العُيوبا
سَأَرعى وَأَكتُمُ أَسرارَهُ
- وَأَحفَظُ ما عِشتُ مِنهُ المَغيبا
فَكَم باسِطينَ إِلى وَصلِنا
- أَكُفَّهُمُ لَم يَنالوا نَصيبا
فَيا مَن رَضيتُ بِما قَد لَقي
- تُ مِن حُبِّهِ مُخطِئاً أَو مُصيبا
وَيا مَن دَعاني إِلَيهِ الهَوى
- فَلَبَّيتُ لَمّا دَعاني مُجيبا
وَيا مَن تَعَلَّقتُهُ ناشِئاً
- فَشِبتُ وَما آنَ لي أَن أَشيبا
لَعَمري لَقَد كَذَبَ الزاعِمو
- نَ أَنَّ القُلوبَ تُجازي القُلوبا
وَلَو كانَ حَقّاً كَما يَزعُمونَ
- لَما كانَ يَجفو حَبيبٌ حَبيبا
وَكَيفَ يَكونُ كَما أَشتَهي
- حَبيبٌ يَرى حَسَناتي ذُنوبا
وَلَم أَرَ مِثلَكِ في العالَمي
- نَ نِصفاً كَثيباً وَنِصفاً قَضيبا
وَأَنَّكِ لَو تَطِئينَ التُرابَ
- لَزِدتِ التُرابَ عَلى الطيبِ طيبا
أَيَا مُظهر الهِجرانِ والمُضمِرَ الحُبّا
يقول فيها:[٣]
أَيا مُظهِرَ الهِجرانِ وَالمُضمِرَ الحُبّا
- سَتَزدادُ حُبّاً إِن أَتَيتَهُمُ غِبّا
لَنا جارَةٌ بِالمِصرِ تُضحي كَأَنَّها
- مُجاوِرَةٌ أَكنافَ جَيحانَ وَالدَربا
تَراها عُيونٌ شانِئاتٌ وَتُتَّقى
- عَلَيها عُيونٌ لَيسَ تُكذِبُها الحُبّا
وَقَد وَثِقَت بِالصِدقِ مِنكَ فَأَصبَحَت
- تَزيدُكَ بُعداً كُلَّما زِدتَها قُربا
فَلَو أَنَّ ما أَبكي لِبَلوى وَراءَها
- سُكونٌ لِقَلبي لَم أُفِض عِبرَتي سَكبا
وَلَكِنَّما أَبكي لِجُهدٍ مُبَرِّحٍ
- مَداهُ إِذا قَصَّرتُ أَن أَسكُنَ التُربا
تَبَرّأَتِ مِمّا بي وَأَنتِ حَبيبَةٌ
- وَعوفيتِ مِمّا شَفَّني فَاِحمِدي الرَبّا
وَلَو ذُقتِ ما أَلقى وَخامَرَكِ الأَذى
- لَسَرَّكِ أَن أَهدا وَأَن لا أَرى كَربا
تَحَصَّنتِ بِالهِجرانِ حِصناً مِنَ الهَوى
- أَلا كانَ ذا مِن قَبلِ أَن تُمرِضي القَلبا
أَذاقَتكَ طَعمَ الحُبِّ ثُمَّ تَنَكَّرَت
- عَلَيكَ بِوَجهٍ لَم يَكُن يَعرِفُ القَطبا
وِصالك مُظِلم فيهِ التباسٌ
يقول فيها:[٤]
وِصالُكِ مُظلِمٌ فيهِ التِباسٌ
- وَعِندَكِ لَو أَرَدتِ لَهُ شِهابُ
وَقَد حُمِّلتُ مِن حُبَّيكِ ما لَو
- تَقَسَّمَ بَينَ أَهلِ الأَرضِ شابوا
أَفيقي مِن عِتابِكِ في أُناسٍ
- شَهِدتِ الحَظَّ مِن قَلبي وَغابوا
يَظُنُّ الناسُ بي وَبِهِم وَأَنتُم
- لَكُم صَفوُ المَوَدَّةِ وَاللُبابُ
وَكُنتُ إِذا كَتَبتُ إِلَيكِ أَشكو
- ظَلَمتِ وَقُلتِ لَيسَ لَهُ جَوابُ
فَعِشتُ أَقوتُ نَفسي بِالأَماني
- أَقولُ لِكُلِّ جامِحَةٍ إِيابُ
وَصِرتُ إِذا اِنتَهى مِنّي كِتابٌ
- إِلَيكِ لِتَعطِفي نُبِذَ الكِتابُ
وَهَيَّأتِ القَطيعَةَ لي فَأَمسى
- جَوابَ تَحيَتي مِنكِ السِبابُ
وَإِنَّ الوُدَّ لَيسَ يَكادُ يَبقى
- إِذا كَثُرَ التَجَنّي وَالعِتابُ
خَفَضتُ لِمَن يَلوذُ بِكُم جَناحي
- وَتَلقَوني كَأَنَكُمُ غِضابُ
قدْ كنتُ أرجو وَصلكم
يقول فيها:[٥]
قَد كُنتُ أَرجو وَصلَكُم
- فَظَلَلتُ مُنقَطِعَ الرَجاءِ
أ َنتِ الَّتي وَكَّلتِ عَي
- نِيَ بالسُهادِ وَبِالبُكاءِ
إِنَّ الهَوى لَو كانَ يَنـ
- ـفُذُ فيهِ حُكمي أَو قَضائِي
لَطَلَبتُهُ وَجَمَعتُهُ
- مِن كُلِّ أَرضٍ أَو سَماءِ
فَقَسَمتُهُ بَيني وَبَي
- نَ حَبيبِ نَفسي بِالسَواءِ
فَنَعيشَ ما عِشنا عَلى
- مَحضِ المَوَدَةِ وَالصَفاءِ
حَتّى إِذا مُتنا جَمي
- عاً وَالأُمورُ إِلى فَناءِ
ماتَ الهَوى مِن بَعدِنا
- أَو عاشَ في أَهلِ الوَفاءِ
المراجع
- ↑ " أمنك للصب عند الوصل تذكار"، الديوان.
- ↑ " كتمت الهوى وهجرت الحبيبا"، الديوان.
- ↑ " أيا مظهر الهجران والمضمر الحبا"، الديوان.
- ↑ "وصالك مظلم فيه التباس"، الديوان.
- ↑ "قد كنت أرجو وصلكم"، الديوان.