أضرار الصراخ في وجه الطفل

كتابة:
أضرار الصراخ في وجه الطفل

أضرار الصراخ في وجه الطفل

يزيد الصراخ من السلوك السيء عند الأطفال

رغم اعتقاد معظم الآباء بأنّ الصراخ على الطفل يُساعد على حل المشكلات في الوقت الحالي ويمنعه من التصرّف بسوء في المستقبل، إلّا أنّ هذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة؛ إذ أظهرت الأبحاث أنّ الصراخ على الطفل له آثار سيئة، ويخلق المزيد من المشاكل على المدى الطويل، لأنّ الطفل سينتظر من الوالدين الصراخ أكثر من مرّة حتى يُنفّذ الأمر، ويؤدي ذلك إلى جعله يتصرّف بسلوك سيء على المدى البعيد.[١]


بالرغم من أنّ الطفل قد يهدأ بسرعة بعد الصراخ عليه، لكن سيؤدي ذلك إلى شعوره بالحزن، وقد تستمر تلك المشاعر السلبيّة لفترة قصيرة أو طويلة، فالصراخ لا يحل مشكلة بل قد يخلق مشاكل نفسية لدى الطفل، ومن الممكن أن تستمر آثارها مدى الحياة،[٢] كما أنّه كلما زاد صراخ الوالدين زاد سلوك الطفل السيء، لذلك يفضل تربية الطفل بممارسات تأديبيّة مناسبة بدلًا من الصراخ.[٣]


يغير الصراخ من طريقة نمو دماغ الطفل

يُمكن لأساليب التأديب القاسيّة أو الصراخ على الطفل أن تُغيّر الطريقة التي ينمو بها دماغه، لأنّ الإنسان بطبيعته يستقبل الأحداث والمعلومات السلبيّة بشكل أسرع وأكثر شمولًا من تلك الإيجابيّة،[١] كما أنّ الصراخ المتكرر يؤثر على حياة الطفل حتى عندما يكبر؛ إذ قد تبقى أصوات صراخ والديه داخل رأسه، إضافةً إلى أن الصراخ يؤدي إلى زيادة هرمونات التوتر داخل مجرى الدم، وزيادة التوتر العضلي، وزيادة نشاط الدماغ العاطفي، الأمر الذي يُؤدي إلى تغيير طريقة تفكير الطفل تجاه نفسه عندما يكبر.[٤]


العدائية والقلق والانسحاب

قد يؤدي الصراخ على الطفل إلى بعض الآثار السلبيّة قصيرة المدى، ومنها الانسحاب والقلق والعداونيّة، فعند الصراخ على الطفل قد يشعر بأنّه بحاجة إلى أن يرد ذلك، ليُصبح لاحقًا عدوانيًّا ويشعر بالتوتر والقلق باستمرار،[٢] وقد أُجريت دراسة نُشرت نتائجها في شهر آذار من عام 2011 في بعض الجامعات العالميّة ومنها: جامعة تكساس وجامعة ميشيغان وغيرها، على عدد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8-12 عامًا ومن 6 دول في أنحاء العالم، وهي؛ الصين، وكينيا، وتايلاند، وإيطاليا، والفلبين والهند، وبلغ عدد المشاركين فيها 292 شخصًا، وتتضمن تلك الدراسة إجراء اختبار على 11 أسلوب تأديب مع الأطفال، وكانت نتائج الدراسة بأنّ الأطفال الذين تعرّضوا للأذى البدني والصراخ من قبل آبائهم، يعانون من أعراض توتر وقلق أكثر من غيرهم.[٥]


لا يعد الصراخ طريقة للتواصل

لا يُمكن اعتبار أن الصراخ على الطفل طريقة للتواصل معه أبدًا؛ فعلى الرغم من أن الأطفال عندما يتعرّضون للصراخ قد يتوقفون عما يفعلونه في تلك اللحظة، لكن لا يُمكن اعتبار أن تلك الطريقة مناسبة للتواصل مع الأطفال ويمكن من خلالها حل المشكلات، كما أنّ معظم الأطفال يحاولون إغلاق آذانهم لتجنّب سماع صراخ آبائهم، مما سيعرقل إمكانية التواصل معهم، لذا يجب استخدام أساليب عقاب أخرى سليمة مع الطفل عندما يخطئ.[٦]


الخوف الزائد لدى الطفل

يرى الأطفال بشكل عام الوالدين قدوة لهم في الحياة، وأنّهم مصدر لتأمين الطعام والمأوى وكل ما يحتاجونه، كما ويثقون بهما بطريقة لا يُمكن وصفها، لكن الصراخ المستمر من قبل أحد الوالدين على الطفل يجعل ثقته به تهتز كثيرًا، إضافةً إلى ذلك فإنّ طبيعة العلاقة بين الوالدين والطفل قائمة على أساس أنّ الوالدين لهما سلطة على الطفل، لكن يجب عدم استغلال تلك السلطة عند الغضب بتحويل الغضب إلى سيطرة استبداديّة كاملة تجعل الطفل يخاف من الوالدين.[٦]


يصبح الطفل غير آبه بالصراخ مما يزيد من غضب الوالدين

يُمكن أن يلفت الصراخ انتباه الطفل في المرة الأولى ويتصرف بما يُطلب منه، لكن مع تكرار ذلك يُصبح غير حساس أبدًا تجاه الصراخ، وكلما زادت حدة الصراخ عليه قلّ تفاعله وتجاوبه مع الأمور، الأمر الذي يؤدي إلى شعور الوالدين بالإحباط والسعي نحو زيادة الصراخ والذي قد يتحوّل إلى غضب صريح، كما تُوجد احتماليّة بأنْ يتحوّل ذلك إلى تعليقات مهينة ومصطلحات قاسية توجه للطفل.[٣]


يتعلم الطفل أن الصراخ طريقة لحل المشاكل

لا يُمكن للصراخ أن يُعلّم الطفل الطرق المناسبة للتعامل مع المشاكل، إذ يرى والديه كقدوة له، لذلك يبدأ بتعلّم أنّ الصياح هو طريقة جديدة لحل المشاكل واستخدامه عند الغضب، فالطفل سيقلّد ما يفعله والديه، لذلك فهو يحتاج إلى مهارات تساعده على تنظيم عواطفه وإدراة سلوكه حتى لا يُكرر الأخطاء ذاتها.[٣]


يؤثر سلبًا على الصحة الجسدية

لا يقتصر تأثير الصراخ السيئ على الصعيد النفسي فقط، بل يُمكن أن يتعدّى ذلك إلى مشاكل جسديّة؛ فالطفل الذي يتعرّض للصراخ الدائم يُصاب بالتوتر ويلازمه ذلك الشعور إلى أن يكبر، وفي حال عدم القدرة على التعامل معه، فقد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحيّة وجسديّة تدفعه إلى تعاطي المخدرات أو التفكير بالانتحار، كما قد يتسبب الصراخ بالصداع وإحداث مشاكل في الظهر والرقبة والتهاب في المفاصل.[٧]


كيفية تدارك الأمور وإصلاحها

يُمكن تدارك الأمور وإصلاحها باتّباع ما يأتي:[٨]

  • الاعتراف بالذنب؛ واليقين بأن الصراخ من شأنها أن تؤذي الأطفال وتؤثر على مستقبلهم.
  • الاعتذار من الطفل وطلب العفو منه، ومن المهم الاعتذار منه بالكلمات، وإخباره بأن الصراخ لم يكن مقصودًا.
  • منح الطفل الوقت الكافي للمسامحة، لذلك يجب أن يكون الوالد صبورًا ومثابرًا للحصول على مسامحة من الطفل.
  • إخبار الطفل برغبة الوالدين بالتغير؛ إذ يجب قول ذلك شفويًّا والانتباه على تصرفاتهم حتى لا يعودوا للصراخ.
  • طلب المساعدة من مستشار وقت الحاجة؛ إذ قد يشعر أحد الوالدين بالغضب الشديد، ويُمكن تجاوز ذلك من خلال طلب استشارة من مختص والسيطرة على الغضب.


نصائح للتوقف عن الصراخ على الأطفال

فيما يأتي أبرز النصائح التي يُمكن اتّباعها للتوقف عن الصياح على الأطفال:

  • البحث عن الأسباب والضغوطات الأخرى التي تجعل الوالد يصرخ على الطفل؛ لأنّ الصراخ لا يحدث من فراغ أبدًا، بل يمكن أن يكون استجابة لسلوك آخر معيّن.
  • منح الطفل تحذيرًا قبل البدء بالصراخ عليه؛ فالأطفال بطبيعتهم يماطلون في الوقت، سواء أكان في موعد النوم أو التوقّف عن الإزعاج وغيرها، لذلك من الواجب أن يُمنح الطفل تحذيرًا واضحًا ليكون كافيًّا لاستجابته لما يُطلب منه.
  • أخذ وقت كافٍ بعيدًا عن الطفل من أجل إخراج الطاقات السلبيّة قبل التعامل معه، إذ يجب التدرّب على ضبط النفس، والتفكير لبضع دقائق قبل البدء بأي تصرف.
  • كتابة قائمة بالأمور المسموح للأطفال القيام بها، وتُسمّى القائمة باسم (نعم) ثم تعلّق على الثلاجة أو أي مكان آخر، وقد تشمل الأوقات التي يجب أن يلعب بها الطفل أو وقت دراسته، وغيرها من الأمور التي تخفف من أسباب انزعاج الوالدين منه.
  • تعليم الطفل درسًا بأنّ تصرفه كان خاطئًا بدلًا من الصراخ عليه، لأنّ الصراخ ليس أسلوب تواصل أبدًا، وقد يزيد من سوء المشكلة.
  • إدراك أنّ ما قد يتصرفه الأطفال في عمرهم الصغير قد يكون أمرًا طبيعيًّا رغم أنّه سلوك خاطئ، لكن الأطفال بطبيعتهم يحبّون التصرف هكذا لإثبات الذات والسيطرة على الموقف، فواجب الوالدين حينئذ هو عدم لوم الطفل وتعلّم كيفية التعامل مع الموقف.
  • محاولة استباق الأمور التي على الطفل أن يفعلها لتجنّب الصراخ لاحقًا، فمثلًا عندما يُطلب من الطفل ارتداء الجوارب قبل النوم، وعند ذهابه إلى النوم دون ارتدائها قد يؤدي ذلك إلى موجة من الصياح، إلّا أنّه يُمكن تجاوز ذلك من خلال جعله يرتدي الجوارب قبل موعد نومه.
  • تعديل التوقعات؛ فرغم أنّ آمال وتوقعات الوالدين عادةً ما تكون كبيرة جدًا تجاه أبنائهم، إلّا أنّ الأمور قد لا تكون كما يتوقعون، فيجب الصبر على تربية الأطفال.


المراجع

  1. ^ أ ب Rena Goldman (19/4/2017), "5 Serious Long-Term Effects of Yelling At Your Kids", healthline, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What Are the Short and Long-Term Psychological Effects of Yelling at a Child?", betterhelp, 17/16/2021, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت Amy Morin (25/10/2019), "Why Yelling at Your Kids Can Still Be Harmful", verywellfamily, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  4. Hilary Jacobs Hendel (7/2/2018), "The Problem with Yelling", nami, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  5. Elizabeth Gershoff, Andrew Grogan-Kaylor, Jennifer Lansford, etal (2010), "Parent Discipline Practices in an International Sample: Associations With Child Behaviors and Moderation by Perceived Normativeness", child development, Issue 81, Folder 2, Page 487-502. Edited.
  6. ^ أ ب Jonathan Stern (17/6/2021), "What Am I Doing to My Kid When I Yell?", fatherly, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  7. "5 Psychological Effects of Yelling at a Child & What You Can Do Instead of Yelling", greenspringsschool, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  8. DR. MEG MEEKER (20/9/2016), "Fixing the Damage Done from Yelling at Your Kids", meekerparenting, Retrieved 6/7/2021. Edited.
5736 مشاهدة
للأعلى للسفل
×