محتويات
تمليح الطفل
يُعدّ تمليح الأطفال من الممارسات الشعبيّة التي يتم إجراؤها للأطفال حديثي الولادة، حيث يتمّ فرك وتمسيد جسم الطفل كاملاً أو أجزاءٍ معيّنةٍ منه مثل الرقبة، الإبطين، باطن الأقدام، والفم بالملح وحده أو بمزيجٍ من المياه والملح معًا، وكما يُمكن أن يتمّ مزج هذا الملح في بعض الثقافات مع العسل، ويتمّ إجراء هذه الممارسة اعتقادًا بأنّها تعمل على حماية الطفل وحراسته من الشياطين والعين والسحر، وإضافةً إلى إيمانهم بأنّ له قدرةٌ على التعقيم، فمثلاً يتمّ تمليح أسفل الإبطين لدى الأطفال حديثي الولادة لمنع خروج رائحةٍ عند تعرّق الطفل، وبرغم كل هذه المعتقدات إلا أنّ هناك العديد من أضرار تمليح الطفل التي قد تحدث للطفل وقد تؤثر على صحته وتهدّد حياته في الكثير من الأحيان.[١]
أضرار تمليح الطفل
بالرغم من اعتقاد العديد من الثقافات بأهميّة تمليح الطفل واعتقادهم بأنّ له فوائد عديدة، إلا أنّ لهذه الممارسة العديد من المشاكل والآثار الجانبيّة السلبيّة التي قد تضرّ بصحّة الطفل وتنعكس سلبًا على حياته، ومن أهم مشاكل وأضرار تمليح الطفل هو انسلاخ جلد الرضيع، وارتفاع مستوى الصوديوم في الدم،[٢] وفي ما يأتي عرضٌ مفصّلٌ لكلّ منهما:
ارتفاع مستوى الصوديوم في الدم
يشير مصطلح ارتفاع الصوديوم في الدم إلى ذلك الاضطراب الذي يحدث للشوارد الكهربائيّة، مما يؤدّي إلى ارتفاع مستواه وتركيزه في الدم عن مائةٍ وخمسٍ وأربعون مللي مولاً من الصوديوم لكلّ لترٍ من المياه في الجسم، حيث يؤدّي حدوث هذا الارتفاع إلى حدوث نقصٍ شديدٍ في كميات المياه في الجسم نتيجةً للخاصيّة الأسموزيّة، ويُعدّ هذا الاضطراب اضطراباً متعلّقاً بالشوارد الكهربائيّة وليس اضطراباً متعلّقاً بالمياه في الجسم، أي أنّ ذلك يتسبّب في زيادة تركيز الشوارد الكهربائيّة مقارنةً مع كميات المياه المتواجدة بشكلٍ طبيعيّ في الجسم.[٣]
ويُعدّ حدوث هذا الارتفاع في صوديوم الدم أحد أهم أضرار تمليح الطفل، إذ إنّ حدوث خدشٍ لطبقات الجلد نتيجةً لفرك جلد الطفل الرضيع بالملح بشكلٍ قويّ وعنيفٍ، يؤدّي إلى دخول كمياتٍ كبيرةٍ من الصوديوم إلى مجرى الدم وامتصاصه من قبل الجسم، وبالتالي فإنّ ذلك قد يؤدّي إلى تهديد حياة الطفل وحدوث ما يًسمّى بتسمّم الملح، ومن الجدير ذكره أنّ الأطفال الخدّج، والأطفال الذين يعانون من مشاكل في الرضاعة يُعدّون أكثر عُرضةً لحدوث تسمّم الملح وارتفاع مستوى الصوديوم في الدم.[٢]
انفصال طبقات الجلد عن بعضها
إضافةً إلى ما تم ذكره من آثارٍ ومشاكل تنتج عن ممارسة تمليح الأطفال حديثي الولادة، وبالرغم من أنّ العديد من الأمهات يعتقدن بأنّ تمليح الطفل له دورٌ في منع حدوث مشاكل في الجلد،[١] إلا أنّه من المهمّ معرفته أنّ تعريض الطفل وجلده لهذه الكميات من الملح ولفتراتٍ طويلةٍ قد يتسبّب في إحداث أضرارٍ مختلفةٍ للجلد نفسه، حيث قد يؤدّي ذلك إلى انفصال طبقات الجلد عن بعضها البعض، ومن أهمّ هذه الطبقات هي طبقة الأدمة الخارجيّة وانفصالها عن طبقة الأدمة الداخليّة للجلد.[٢]
المراجع
- ^ أ ب "A traditional practice in baby care: salting", www.hekint.org, Retrieved 08-02-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Tamara D Hew-Butler (2016), "Hypernatraemia in a newborn because of salting of the skin", Journal of Paediatrics and Child Health, Issue 47, Folder 5, Page 316. Edited.
- ↑ "Hypernatremia", www.emedicine.medscape.com, Retrieved 08-02-2020. Edited.