محتويات
الاضطرابات النفسية
تشير الاضطرابات النفسية إلى حالات واسعة من الأمراض الصحّية المتعلقة بالطب النفسي، كالأمراض التي تؤثر في المزاج والتفكير والسلوك، ومن الأمثلة الشائعة عن الإصابة بالاضطرابات النفسية: الاكتئاب واضطرابات القلق والفُصام واضطرابات الشهية الطعامية وسلوكيات الإدمان، وللكثير من النّاس قلق وشكوك حول الإصابة النفسية من وقت لآخر، ولكن الحالة النفسية الطبية هي الحالة التي تشمل الأعراض والعلامات التي تسبب التوتّر الدوري وتؤثر على نوعية الحياة وعلى القدرة على ممارسة النشاطات بشكل سليم، فالاضطراب النفسي يمكن أن يجعل الشخص بائسًا وأن يسبّب مشاكل تؤثر على الحياة اليومية، كالمدرسة والعمل والعلاقات الاجتماعية وغيرها، وفي كثير من الحالات يمكن السيطرة على الأعراض بمشاركة الأدوية مع العلاج النفسي الكلامي. [١]
أعراض الإصابة بالاضطرابات النفسية
تختلف أعراض الإصابة بالاضطرابات النفسية من مرض نفسي إلى آخر، ولكنّها تشترك عادة في كثير من الأعراض ممّا يجعل تشخيصها صعبًا في كثير من الأحيان، ويتطلب الأمر دائمًا إلى طبيب نفسي مختص، من أشيع هذه الأعراض المشتركة ما يأتي: [٢]
- تناول الطعام بشكل غير كافٍ أو مفرط.
- الأرق -أو عدم القدرة على النّوم-، أو النّوم بشكل مفرط.
- الابتعاد الاجتماعي عن الآخرين وعن النشاطات التي كانت مفضّلة سابقًا عند الشخص.
- الشعور بالإرهاق رغم النّوم الكافي.
- فقدان الإحساس بالغير والافتقار للتعاطف.
- الإحساس بالآلام غير المفسّرة في الجسم.
- الشعور بفقدان الأمل أو العجز أو الخسران بشكل دائم.
- التدخين أو شرب الكحول أو تناول المخدّرات أكثر من أيّ وقتٍ مضى.
- الشعور بالحيرة أو النّسيان أو الهيجان أو الغضب أو القلق أو الحزن أو الخوف.
- التشاجر الدّائم أو النّقاشات مع العائلة والأصدقاء.
- تغيّرات المزاج الشّديدة والتي تسبّب مشاكل في العلاقات الاجتماعية.
- استرجاع الذكريات السيّئة أو الأفكار التي لا يستطيع الشخص إخراجها من عقله.
- سماع أصوات داخل الرأس لا يمكنها أن تتوقّف.
- التفكير بأذيّة النفس أو الآخرين.
- عدم القدرة على الإبقاء على النشاطات اليومية أو الأعمال المنزلية.
هذا ويمكن للاضطرابات النفسية أن تحدث على شكل سورات نتيجة للتوتّر العاطفي، ممّا يجعل من الصعب على الشخص إبقاء المزاج السليم والنشاط الطبيعي، وهذا ما يُدعى أحيانًا بالانهيار العصبي أو النفسي.
أسباب الإصابة بالاضطرابات النفسية
رغم انّه لم يتم تمامًا معرفة سبب الإصابة بالاضطرابات النفسية بشكل كامل، إلا أنّ ومع تقدّم الأبحاث العلمية قد تم اكتشاف الكثير من الحوادث والحالات التي كانت نتيجة لأسباب متنوعة بيولوجية ونفسية وبيئية وهي كما يأتي: [٣]
العوامل البيولوجية التي تلعب دورًا في الإصابة بالاضطرابات النفسية
قد تم ربط الكثير من الاضطرابات النفسية مع نشاطات شاذّة في عمل الخلية العصبية وفي مسار نقل السيالات العصبية التي تربط مناطق الدماغ المختلفة بين بعضها، حيث تنقل الألياف العصبية هذه الإشارات عن طريق مواد كيمائية تُدعى النّواقل العصبية، فالتغيير في توازن هذه النواقل -عن طريق الأدوية أو العلاجات النفسية أو الإجراءات الطبية- يمكن أن يساعد الدماغ في إدارة إشاراته بشكل أفضل وتنشيط فعاليته بشكل أكبر، وبالإضافة إلى ذلك يمكن للإصابات التي تحدث في مناطق معينة من الدماغ أن تسبّب بعض المشاكل النفسية بنفس الآلية، ويمكن لبعض العوامل البيولوجية الأخرى أن تلعب دورًا في الإصابة بالاضطرابات النفسية، من هذه العوامل ما هو وراثي ومنها ما يكون بسبب بعض الإنتانات التي تصيب الجملة العصبية المركزية كالتهاب السحايا، كما يمكن أن تؤثر الأذيات الرّضّية على الدّماغ في الحالة النفسية للمريض، وبنفس الآلية قد تتسبّب الأذيات أثناء عملية الولادة بعقابيل نفسية دائمة. [٣]
العوامل النفسية التي تلعب دورًا في الإصابة بالاضطرابات النفسية
قد تؤدّي الرضوض النفسية التي يعاني منها بعض الأشخاص في مراحل الطفولة إلى إحداث اضطرابات نفسية دائمة، كالاضطهاد العاطفي أو الجسدي أو الجنسي، ويدخل ضمن هذا الأمر فقدان أحد أفراد الأسرة أو أحد الآباء أثناء الطفولة أو حتّى عند البالغين، ويمكن للإهمال من قِبل الآخرين وعدم الاكتراث بما يقوم به الشخص والعلاقات السيئة مع الوسط المحيط أن تكون ذات تأثير كبير في إحداث الاضطراب النفسي. [٣]
العوامل البيئية التي تلعب دورًا في الإصابة بالاضطرابات النفسية
يمكن أن تقوم بعض عوامل الإجهاد دورًا في تحريض مرضٍ قد يكون مؤهبًا عن المريض لأسباب أخرى، من هذه العوامل ما يأتي: [٣]
- الموت أو الطلاق.
- الحياة الأسرية المفكّكة.
- الإحساسات بعدم الصالحية للعيش وانخفاض المزاج العام والقلق والغضب والوحدة.
- تغيير المهنة أو مكان الدراسة.
- التجارب الاجتماعية والثقافية، على سبيل المثال، ثقافة الجمال المرتبط بالنّحافة يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تطوير الاضطرابات النفسية المتعلقة بالطعام.
- الإدمان على المخدّرات أو المسكرات من قبل الشخص أو أحد أبويه.
تشخيص الإصابة بالاضطرابات النفسية
يعتمد تشخيص الإصابة بالاضطرابات النفسية على عملية مكونة من عدّة خطوات، فخلال الموعد الأول عند الطبيب، قد يُجري الطبيب فحصًا جسديًا كاملًا للبحث عن علامات تدل على مشكلة جسدية يمكن أن تؤدّي إلى الأعراض النفسية، وقد يطلب بعض الأطباء عدد من الفحوصات المخبرية للاستدلال على الأسباب المستبطنة أو غير الواضحة، ويطلب الطبيب من بعض المرضى ملء استبيان خاص بالأمراض النفسية، أو الخضوع لفحص تقييم نفسي شامل، ومن الممكن جدًا ألّا يتم تحديد التشخيص في الموعد الأول، هذا وقد يقوم الطبيب بإرسال المريض إلى الأخصائي النفسي المختص، وذلك لأن الإصابة بالاضطرابات النفسية قد تكون معقّدة ويمكن للأعراض أن تختلف بشدّة بين مريض وآخر، فقد يحتاج المريض إلى عدّة مواعيد عند الطبيب حتى يتم تأكيد التشخيص. [٢]
علاج الإصابة بالاضطرابات النفسية
تعتمد معالجة الإصابة بالاضطرابات النفسية على نوع المرض النفسي الذي يعاني منه المريض وشدّة المرض واختيار العلاج الأمثل لكل مريض، وفي كثير من الحالات يعتمد العلاج على المشاركة بين طرق العلاج جميعها، فعند كون الاضطراب النفسي خفيفًا مع أعراض يمكن السيطرة عليها، يمكن للعلاج أن يقوم به مختص نفسي واحد، بينما قد يحتاج بعض المرضى لفريق متكامل من أخصائيي العلاج النفسي ليتم التأكد من فعالية العلاج ونجاحه، وهذا خصوصًا في الحالات الشديدة من الاضطرابات النفسية، كالفُصام. [٢]
الوقاية من الإصابة بالاضطرابات النفسية
لا يوجد هناك طريقة أكيدة للوقاية من الإصابة بالاضطرابات النفسية، على أية حال، عند كون المرض النفسي موجودًا، يمكن للشخص أن يقوم ببعض الخطوات التي تساعد في السيطرة على التوتر وزيادة المرونة وتحسين المزاج المنخفض، وهذا بدوره يجعل الأعراض تحت السيطرة، من هذه الخطوات ما يأتي: [١]
- الانتباه إلى التحذيرات: يجب العمل مع الطبيب على تعلّم الأشياء التي تزيد من تواتر حدوث الأعراض النفسية، ويفضل أن يقوم المريض بالحفاظ على خطة يقوم بها عند حدوث الأعراض.
- المتابعة الطبية الدورية: يجب عدم إهمال أو تجنّب الزيارات المحدّدة مسبقًا من قبل الطبيب، خصوصًا عند عدم الشعور بشكل جيد.
- اللجوء للمساعدة عند الحاجة: يمكن للاضطرابات النفسية أن تكون صعبة العلاج عند الانتظار على الأعراض لتصبح سيئة، كما يمكن أن تساعد العلاجات طويلة الأمد في منع نكس المرض والأعراض.
- الاعتناء بالذات: النوم بشكل كافٍ وتناول الطعام الصحي والنشاط الجسدي الدوري كلها أمور هامّة جدًا في الإبقاء على حياة صحية نفسيًا وجسديًا.
المراجع
- ^ أ ب Mental illness, , "www.mayoclinic.org", Retrieved in 18-12-2018, Edited
- ^ أ ب ت Mental Health Basics: Types of Mental Illness, Diagnosis, Treatment, and More, , "www.healthline.com", Retrieved in 18-12-2018, Edited
- ^ أ ب ت ث Causes of Mental Illness, , "www.webmd.com", Retrieved in 15-18-2018, Edited