أعراض تضيق الشريان السباتي

كتابة:
أعراض تضيق الشريان السباتي

الشريان السباتي

الشريان السباتي من الشرايين الرئيسة التي تعمل على تزويد الرأس والرقبة بالدم، حيث أنّ كل إنسان يمتلك شريانان سباتيان يمتدان على جانبي الرقبة باتجاه الرأس، الأول يتفرع من الشريان العضدي الرأسي الذي يعتبر أكبر شريان منبثق عن الشريان الأبهر، ويسمى هذا الشريان بالشريان السباتي الأيمن، حيث يمتد هذا الشريان على الجانب الأيمن من الرقبة، بينما يتفرع الشريان الآخر من الشريان الأبهر بشكل مباشر، ويسمى بالشريان السباتي الأيسر، حيث يمتد هذا الشريان على الجانب الأيسر من الرقبة، ويتفرع الشريان السباتي الأيمن والأيسر إلى شرايين أصغر حجمًا لتقوم بتزويد العديد من الأعضاء الداخلية بالدم، كالدماغ والعين والغدة الدرقية وغيرها، وسيتم الحديث خلال هذا المقال عن أعراض تضيق الشريان السباتي، وغيرها من الأمور.[١]

تضيق الشريان السباتي

يعتبر تضيق الشريان السباتي من أحد المشكلات الخطيرة، إذ أنّ أي تضيق في الشريان السباتي قد يؤدي إلى نقص التروية للدماغ، مما قد يؤثر على وظائف الدماغ المختلفة، فعند نقصان كمية الدم الواصلة للدماغ قد يصاب الشخص بالسكتة الدماغية كأحد أعراض تضيق الشريان السباتي، وتشير الإحصائيات إلى أنّ ما يقارب 800 ألف شخص في الولايات المتحدة يصابون كل سنة بالسكتة الدماغية التي يلعب تضيق الشريان السباتي دورًا رئيسًا في الإصابة بها، مما يؤكد على ضرورة الحصول على العناية الطبية اللازمة لتفادي مضاعفات وأعراض تضيق الشريان السباتي التي قد تشكل خطورة على حياة الشخص المصاب.[٢]

أعراض تضيق الشريان السباتي

قد لا تظهر أعراض تضيق الشريان السباتي على الشخص المصاب، ولكن في بعض الحالات قد تكون أول أعراض تضيق الشريان السباتي التي يعاني منها المصاب هي السكتة الدماغية أو نقص التروية العابر الذي يتوقف فيه سريان الدم باتجاه منطقة معينة من الدماغ لمدة تتراوح في العادة ما بين عدة دقائق إلى ساعة واحدة، ومن الجدير بالذكر أنّ أعراض تضيق الشريان السباتي تزول نهائيًا خلال 24 ساعة، حيث يتخلص المريض تمامًا من أعراض تضيق الشريان السباتي خلال هذه المدة، وإذا استمرت أعراض تضيق الشريان السباتي لمدة أطول من 24 ساعة، فإنّ هذا يشير إلى أنّ الأعراض ناجمة عن الإصابة بنقص التروية العابر أو السكتة الدماغية، وبشكلٍ عام، يمكن تصنيف الأعراض الناجمة عن نقص التروية العابر أو السكتة الدماغية على النحو الآتي:[٣]

  • الاحساس بالضعف المفاجئ في أحد الذراعين أو الساقين في جانب واحد من الجسم.
  • الشلل المفاجئ أو عدم القدرة على التحكم بأحد الذراعين أو الساقين في جانب واحد من الجسم.
  • فقدان القدرة على الحركة بالشكل الطبيعي.
  • الإغماء.
  • التشويش وعدم القدرة على التركيز.
  • الإحساس بالدوخة.
  • الصداع.
  • الإحساس بالخدران أو فقدان الإحساس في منطقة الوجه أو أحد الذراعين أو أحد الساقين.
  • فقدان القدرة على الرؤية بشكلٍ مؤقت أو الإصابة بضباب العين.
  • عدم القدرة على التكلم بشكلٍ واضح.

مع التأكيد على ضرورة مراجعة الطبيب والحصول على العناية الطبية اللازمة عند ظهور أيٍ من أعراض تضيق الشريان السباتي المرتبطة بنقص التروية العابر أو السكتة الدماغية، ومن الجدير بالذكر أيضًا، أنّ أعراض السكتة الدماغية هي نفس أعراض نقص التروية العابر، ولكن قد يكون نقص التروية العابر علامة على قرب الإصابة بالسكتة الدماغية، إذ أنّ الفرق بين نقص التروية العابر والسكتة الدماغية يكمن في المدة التي ينقطع فيها الدم عن الدماغ، حيث أنّ انقطاع الدم في حال الإصابة بالسكتة الدماغية يدوم لفترة زمنية كافية لاحداث ضرر غير قابل للتجديد في خلايا الدماغ، ومما يجب التنويه إليه أيضًا أنّ أعراض تضيق الشريان السباتي قد تتشابه مع الأعراض الناجمة عن مشكلات صحية أخرى، مما يؤكد على ضرورة القيام بالتشخيص المناسب من قِبَل الطبيب.

أسباب تضيق الشريان السباتي

في الواقع، تتم الإصابة بتضيق الشريان السباتي نتيجةً للإصابة بتصلب الشرايين، إذ أنّ التصلب يشير إلى ترسب بعض المواد التي يتم نقلها عبر الدم على جدران الشرايين والأوعية الدموية، كالكوليسترول، الكالسيوم، بالإضافة إلى الأنسجة الليفية وغيرها من المواد، وبالتالي، فإنّ ترسب مثل هذه المواد على جدران الشريان السباتي يساهم في تضيقه وإعاقة عملية سريان الدم باتجاه الدماغ وغيره من أعضاء الجسم التي تقوم بالعديد من الوظائف المهمة في الجسم.[٤]

علاج تضيق الشريان السباتي

هناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها لعلاج تضيق الشريان السباتي، إذ يقرر الطبيب العلاج المناسب للحالة بناءًا على عدة عوامل، كعمر الشخص المصاب، صحة الشخص المصاب بشكلٍ عام وتاريخه المرضي، مدى تفاقم الحالة، بالإضافة إلى طبيعة استجابة الشخص لنوع محدد من الأدوية أو الطرق العلاجية وغيرها من العوامل، فمثلًا إذا كانت نسبة تضيق الشريان السباتي أقل من 50%، فإنّ الطبيب سوف يلجأ غالبًا إلى استخدام الأدوية بالإضافة إلى بعض الممارسات اليومية لعلاج تضيق الشريان السباتي، بينما قد يلجأ الطبيب إلى استخدام الأدوية بالإضافة إلى إجراء عملية جراحية لعلاج تضيق الشريان السباتي في حال كانت نسبة التضيق تتراوح ما بين 50% إلى 70%، وبشكلٍ عام، فإنّ طرق علاج تضيق الشريان السباتي يمكن تصنيفها على النحو الآتي:[٣]

  • الإقلاع عن التدخين: يساعد الإقلاع عن التدخين بكافة أشكاله في تقليل احتمالية الإصابة بتضيق الشريان السباتي وأمراض جهاز الدوران بشكلٍ عام.
  • تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم: يمكن تخفيض نسبة الكوليسترول في الدم عن طريق اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات قليلة منه، إذ أنّ تجنب اللحوم الحمراء، وتناول الخضراوات والفواكة قد يساعد في ذلك.
  • التحكم بمستويات السكر في الدم ضمن مستوياتها الطبيعية: إذ أنّ ارتفاع مستويات السكر في الدم يتسبب بتلف والتهاب الطبقة المبطنة للشريان السباتي، وبالتالي، فإنّه يفضل الالتزام بنظام غذائي يحتوي على السكر بكميات قليلة، وممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى غيرها من الأمور التي تساعد على تجنّب ارتفاع مستويات السكر، مع التأكيد على ضرورة التزام الأشخاص المصابين بمرض السكري بالأدوية التي يصفها الطبيب في وقتها.
  • المحافظة على ضغط الدم ضمن مستوياته الطبيعية: قد يلحق ارتفاع ضغط الدم الضرر بالأوعية الدموية، ويزيد من احتمالية الإصابة بتضيق الشريان السباتي.
  • الأدوية المضادة لتجمع الصفائح الدموية: تساعد بعض أنواع الأدوية، كالأسبرين، كلوبيدوجريل، بالإضافة إلى دايبيريدامول على تقليل تجمع الصفائح الدموية والإصابة بتخثر الدم، مما يقلل من احتمالية تضيق الشريان السباتي، مع التنويه إلى أنّ مثل هذه الأدوية يجب أن تصرف من قِبَل الطبيب.
  • الأدوية التي تعمل على تخفيض الكوليسترول: تساعد مجموعة معينة من الأدوية يطلق عليها اسم الستاتين على تخفيض مستويات الكوليسترول في الدم، مما يقلل من احتمالية تضيق الشريان السباتي.
  • الأدوية التي تعمل على تخفيض ضغط الدم: هنالك العديد من الأدوية التي تعمل على تخفيض ضغط الدم، مما يقلل من احتمالية الإصابة بتضيق الشريان السباتي.
  • عملية استئصال بطانة الشريان السباتي: يتم اللجوء للعمليات الجراحية إذا تجاوزت نسبة التضيق في الشريان السباتي 70%، ويتم إزالة الترسبات والخُثر الدموية خلال هذه العملية.
  • عملية الرأب الوعائي السباتي: يتم اللجوء إلى هذا النوع من العمليات الجراحية عندما يتعذر إجراء عملية استئصال بطانة الشريان السباتي، إذ يتم ادخال أنبوب معين مربوط ببالون إلى منطقة الانسداد، ومن ثم يتم تضخيم هذا البالون لتوسيع الشريان.

المراجع

  1. "Carotid artery", www.britannica.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  2. "Carotid Stenosis", www.healthline.com, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب "Carotid Artery Disease", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 26-11-2019. Edited.
  4. "Carotid artery disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-11-2019. Edited.
4707 مشاهدة
للأعلى للسفل
×