داء الكلب
إنّ داء الكلب هو واحد من الأمراض التي تحدث عند الإصابة بأحد الفيروسات المميتة عبر التماس مع لعاب الحيوانات المصابة، فعادةً ما ينتقل هذا الفيروس عبر عضّة الحيوانات، وتتضمّن أنواع الحيوانات التي يمكن أن تنقل هذا الفيروس بشكل عام الخفافيش والثعالب والراكون، ولكن تُعدّ الكلاب الشاردة أشيع الحيوانات التي تنقل هذا الفيروس في البلدان النامية، وحالما يبدأ الشخص بإظهار أعراض داء الكلب، فإنّ هذا المرض سيتسبّب لديه بالموت بشكل شبه مؤكّد، ولذلك فإنّ أيّ شخص يملك خطر الإصابة بهذا الفيروس عليه أن يحصل على اللقاح الخاص للوقاية من حدوث داء الكلب، وسيتم الحديث في هذا المقال عن أعراض داء الكلب بشيء من التفصيل، كما سيتم التطرق لكيفية علاج هذا المرض. [١]
ما هي أعراض داء الكلب؟
بعد التعرّض للفيروس المؤدّي لداء الكلب، فإنّه عليه أن ينتقل عبر الجسم وصولًا إلى الدماغ قبل إحداثه للأعراض، ويُدعى الوقت الفاصل بين حدوث الإصابة بالفيروس وظهور الأعراض بفترة الحضانة، والتي يمكن أن تستمرّ بفترات متراوحة من أسابيع إلى أشهر، حيث تختلف هذه الفترة بحسب مكان العضّة الحاصلة، أي بُعدها عن الدماغ ونوع فيروس الكلب ومناعة جسم المُصاب، وتبدأ أعراض داء الكلب عادة بشكل مماثل لما يحدث في الزكام الشائع، مثل:[٢]
- الضعف العام.
- الانزعاج.
- الحمّى.
- الصداع.
- من الممكن أن يحدث الانزعاج أو الحكّة في موقع العضة، والذي يتطوّر لاحقًا خلال عدّة أيّام لُيحدث أعراضًا حادّة من سوء الوظيفة الدماغية والقلق والتخليط الذهني والهياج.
- كما يمكن أن يعاني المريض مع تقدّم المرض من الهذيان والتصرّفات غير الطبيعية والهلوسات وما يُعرف بهلع الماء أو الخوف من الماء والأرق، وتتنهي هذه الحالة الحادّة بشكل نموذجي بعد يومين إلى عشرة أيام.
وعندما تظهر أعراض داء الكلب فإنّه يُعدّ مميتًا بشكل شبه محتّم، فحتّى هذا اليوم، لم يتعافى من داء الكلب بشكل كامل أكثر من 20 مريض بعد وصولهم إلى المرحلة العرضية من المرض، وهناك بعض الأشخاص القليلين الناجين من المرض بدون الحصول على لقاح سابق أو لاحق للإصابة. [٢]
ومن الجدير بالذّكر أنّ أعراض وعلامات ونواتج الإصابة بفيروس الكلب عند الحيوانات يمكنها أن تتفاوت، ولكنّها غالبًا ما تكون مماثلة لما يحدث عند الإنسان، حيث تحدث بعض الأعراض غير النوعية، ومن ثمّ تحدث الأعراض العصبية الحادّة، والتي بدورها تنتهي بالموت. [٢]
كيف يتم علاج داء الكلب؟
يجب على المصاب بعضّة أو خدشة من حيوان يُحتمل إصابته بداء الكلب وعلى الذي تعرّض للّعق من قبل حيوان مُحتمل الإصابة على منطقة جرح مفتوح أن يقوم بغسل المنطقة المتأثرة بشكل فوري لمدّة 15 دقيقة بالماء والصابون أو البوفيدون أيودين أو المطهّر، وذلك من أجل تخفيف احتمالية حدوث الإصابة قدر الإمكان، وبعد ذلك يجب الحصول على العناية الطبية على الفور ودون تأخير، فالحصول على عدّة حقن للوقاية من داء الكلب قبل ظهور الأعراض من شأنه أن يكون فعّالًا في التخلص من هذه المشكلة، وعادة ما يتمّ اعتماد إعطاء جرعة سريعة التأثير من الجلوبولين المناعي، ومن ثمّ يتمّ إتباعها بسلسلة من اللقاحات المخصصة بداء الكلب. [٣]