السحر وأنواعه
السحر هو أعمالٌ يقوم بها الساحر بالاستعانة بالجنّ والشياطين ابتغاء جعل المسحور يقوم بما يرغب به الساحر عن طريق عزائم ورُقى وعقد تؤثر في قلب المسحور وبدنه، وتختلف أنواع السحر بحسب مبتغاها فمنها سحر المرض وسحر المحبة وسحر الجنون وسحر التفريق وغيرها من الأنواع التي حرّمها الإسلام جميعها واعتبر الساحر كافرًا ومشركًا بالله، فالساحر لا يصل إلى ما هو عليه إلّا بعد أن يكفر بالله -جلّ وعلا-، وسيتم في هذا المقال الحديث عن أعراض سحر التفريق وسبل الوقاية من السحر.[١]
أعراض سحر التفريق
يتلخصّ سحر التفريق بأنّه سحرٌ يتمّ عقده لغاية التفريق بين شخصين وفي غالب الأحيان يكون للتفريق بين المرء وزوجته، ويمكن أن يُعقد سحر التفريق للتفريق بين الأم وابنها أو بين الأب وابنه أو بين الأخوة وغير ذلك، وسحر التفريق من الأمور التي أكّد الإسلام وجودها وحرّمها فقد قال -تعالى- في محكم كتابه: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}،[٢]وأمّا أعراض سحر التفريق فإنها تتجلّى في بعض الأفعال والتصرفات ومنها وما يأتي:[٣]
- انقلاب أحوال الشخصين وتبدّل مشاعرهما من حبّ إلى بغضٍّ وكره.
- تزايد الشكوك بينهما ممّا يزيد من المشكلات التي تقع بينهما.
- اختلاق المشاكل والخلافات وتعظيمها والتخاصم على أتفه الأمور.
- تغيير نظرة الرجل لزوجته أو المرأة لزوجها، فقد يراها قبيحةً ولو كانت أجمل النساء، وقد ترى المرأة زوجها في منظرٍ مرعب يخيفها.
- عدم تقبل المسحور للطرف الآخر وكراهيته لأيّ عملٍ يقوم به.
- ومن أعراض سحر التفريق أيضًا عدم ارتياح المسحور في المكان الذي يتواجد فيه الطرف الآخر وكره الجلوس معه والبقاء بقربه.
سبل الوقاية من السحر
نظرًا لأنّ السحر هو من أنواع الكفر والشرك بالله فإنّ سبل الوقاية منه تكون بالاعتصام بحبل الله ودعوته والتقرّب إليه، فالتزام المرء بالأذكار التي أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمداومة عليها كأذكار الصباح والمساء وغيرها هو من أهمّ عوامل الوقاية من السحر، وكذلك قراءة الرقية الشرعية باستمرار والمداومة على قراءة المعوذتين وآية الكرسي قبل النوم وبعد كلّ صلاة، والمداومة على الأدعية الواردة عن الرسول الكريم ومنها: "أعوذُ بكَلِماتِ اللهِ التَّامَّةِ مِن شَرِّ ما خلَقَ، وذرَأَ وبرَأَ، ومِن شَرِّ ما يَنزِلُ مِن السَّماءِ، ومِن شَرِّ ما يَعرُجُ فيها، ومِن شَرِّ فِتنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شَرِّ كلِّ طارقٍ، إلَّا طارقًا يَطرُقُ بخيرٍ يا رَحمنُ"،[٤]وقد جاء أيضًا في حديث رسول الله عن عثمان بن عفان أن الرسول الكريم قال: "ما من عبدٍ يقولُ في صباحِ كلِّ يومٍ و مساءَ كلِّ ليلةٍ: بسمِ اللهِ الذي لا يَضُرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرضِ و لا في السماءِ، و هو السميعُ العليمُ ثلاثَ مراتٍ، فيضرُّه شيءٌ"،[٥]والله -تعالى- أعلم.[٦]
المراجع
- ↑ "السحر تعريفه وأنواعه وآثاره"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-06-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 102.
- ↑ "إبطال السحر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-06-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط ، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن عبد الرحمن بن خنيش التميمي ، الصفحة أو الرقم: 1/ 369، صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترغيب، عن عثمان بن عفان ، الصفحة أو الرقم: 655، صحيح.
- ↑ "السحر الوقاية والعلاج"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-06-2019. بتصرّف.