أعراض قرحة الأمعاء الدقيقة

كتابة:
أعراض قرحة الأمعاء الدقيقة

قرحة الأمعاء الدّقيقة

القرح الهضميّة هي قرح تصيب بطانة الجهاز الهضميّ، وهي نوعان؛ قرح المعدة، وقرح الاثنى عشر التي تصيب الجزء العلوي من الأمعاء الدّقيقة، الذي ينتقل إليه الطعام فور خروجه من المعدة، وقد يصاب المريض بكلا النوعين من القرح معًا في ذات الوقت، وتسبّبهما نفس الأسباب تقريبًا، إلّا أنّهما قد يختلفان قليلًا في الأعراض، ومعظم القرح الهضمّية تستجيب جيّدًا للعلاج بالأدوية، كما قد تختفي القرح من تلقاء نفسها، لكن فرص الإصابة بها مرّةً أخرى تكون عاليةً إن لم يحصل المريض على العلاج المناسب.[١]


أعراض قرحة الأمعاء الدقيقة

75% من حالات القرح الهضميّة لا تسبّب ظهور أي أعراض، ونادرًا ما تكون أعراضها حادّةً، وتنتج هذه الأعراض غالبًا عن حدوث نزيف في القرح، وتتشابه أعراض قرحة الأثنى عشر مع قرحة المعدة كثيرًا؛ فكلاهما يسبّب الشّعور بالألم والحرقة في المعدة، بالإضافة إلى الشّعور بالغثيان والتقيّؤ، والانتفاخ، وطريقة التفريق الوحيدة بين قرح المعدة وقرح الاثنى عشر هي توقيت الشّعور بالألم؛ فألم قرحة الاثنى عشر يزداد عندما تكون المعدة فارغةً؛ أي بين الوجبات وأثناء الليل وفور الاستيقاظ من النّوم، وتحديد مكان الألم لا يعتمد على نوع القرحة، لذا لا يستخدم في تحديد نوعها.

من الأعراض الحادّة التي تصاحب نزيف القرح الهضميّة خروج دم مع البراز، ممّا يجعل البراز داكن اللون، وصعوبة التنفّس، خاصّةً مع ممارسة أيّ نشاط، والإغماء، وفقدان الوعي، والتقيّؤ المصحوب بالدّم، والشّعور بالتّعب، والإجهاد، فظهور أي من الأعراض السابقة يستدعي زيارة الطّبيب على الفور.[٢]


أسباب قرحة الاثنى عشر

يُبطَّن الجهاز الهضمي من الدّاخل بطبقة مخاطيّة لتحميه من حمض المعدة، وتحدث الإصابة بالقرح الهضمية بصورة عامّة بسبب الإفراز الزّائد للحمض، أو تآكل البطانة المخاطيّة، ممّا يكوّن قرحًا محتقنةً قد تنزف في أيّ وقت، ومن أشهر أسباب الإصابة بالقرح ما يأتي:[٣]

  • الإصابة ببكتريا هيليكوباكتر بيلوري أو ما يعرف بجرثومة المعدة، التي تعيش في بطانة المعدة والاثنى عشر دون وجود مشكلات عند معظم الأشخاص، لكنّها أحيانًا تسبّب التهاب البطانة، ممّا يسبّب القرحة، وطريقة انتشار البكتيريا من شخص إلى آخر غير واضحة، لكنّها قد تنتقل عبر الاحتكاك المباشر عن طريق التّقبيل، أو قد يلتقطها المريض من الماء أو الطّعام الملوّث بها.
  • الاستخدام المستمرّ للأدوية المسكّنة والمضادّة للالتهاب، مثل: الأسبرين، والإيبوبروفين، والنابروكسين، والكيتوبروفين، وغيرها من الأدوية، إذ تسبّب هذه الأدوية تهيّج بطانة المعدة والاثنى عشر والتهابها، ممّا يسبّب القرحة، خاصّةً لدى كبار السّن الذين يتناولون هذه الأدوية باستمرار لتسكين آلام التهاب المفاصل.
  • تناول بعض الأدوية الأخرى، مثل: الكورتيزون، والأدوية المضادة للتجلّط، وأدوية الاكتئاب من عائلة مثبطات استرداد السيريتونين الانتقائية، وأليندرونات وريزيدرونات المستخدمة لعلاج هشاشة العظام.

كما توجد بعض العوامل التي تزيد القرح الهضمية سوءًا وتصعب التئامها، مثل: التدخين، وشرب الكحول، والتعرّض لضغط عصبيّ، وتناول الأطعمة الحارّة.


تشخيص قرحة الاثنى عشر

لتشخيص الإصابة بقرحة الاثنى عشر يتحدّث الطبيب مع المريض لمراجعة أعراضه ثمّ يفحصه جسديًا، وقد يطلب بعض الفحوصات لتأكيد التّشخيص، مثل:[٤]

  • منظار المعدة لفحص المعدة والاثنى عشر من الدّاخل، باستخدام أنبوب طويل مرن مزود بكاميرا في نهايته، ممّا يسهّل على الطبيب فحص الجهاز الهضمي من الدّاخل.
  • فحوصات لاكتشاف الإصابة ببكتيريا الهيليكوباكتر بيلوري، مثل: اختبار الدّم، أو فحص البراز، أو اختبار التنفّس.
  • سحب عيّنة من أنسجة المعدة أو الاثنى عشر خلال المنظار لفحصها بحثًا عن بكتيريا الهليكوباكتر بيلوري.


علاج قرحة الاثنى عشر

الغرض من علاج قرحة الاثنى عشر هو تخفيف الأعراض، وتسريع التئام القرحة، ومنع وقوع أيّ تعقيدات، لذا أوّل خطوة من العلاج هي تجنّب عوامل الخطر التي تسبّب القرحة وتزيد حدّتها، وتُعالَج قرحة الاثنى عشر باستخدام الأدوية المضادة للحموضة التي تعادل حمض المعدة ذات المفعول قصير المدى، لذا يحتاج المريض إلى تناولها أكثر من مرّة في اليوم، كما تظهر الأعراض مرّةً أخرى فور التوقّف عن تناولها. كما تستخدم الأدوية حاصرات مستقبلات الهيستامين والمثبطة لمضخة البروتون في علاج القرح أيًّا كان سببها؛ فهي تمنع إفراز الحمض من المعدة أو تقلّله، ممّا يخفّف الأعراض ويسهل التئام القرح.

تُعالَج القرحة الناتجة عن بكتيريا الهيليكوباكتر باستخدام أكثر من مضادّ حيويّ في ذات الوقت مع الأدوية المثبطة لمضخّة البروتون وحاصرات مستقبلات الهيستامين للتخلّص من حمض المعدة، لكن التخلّص من البكتيريا يكون صعبًا ويستغرق وقتًا، والسكرالفات هو دواء يستخدم في علاج القرحة؛ فهو يبطّن القرحة فيحميها من الحمض ويسرّع التئامها، لكنّه يسبّب الإمساك، كما يتداخل مع امتصاص العديد من الأدوية.

أمّا الميزوبروستول هو دواء يحفّز إفراز بطانة المعدة والاثنى عشر المخاطيّة، ممّا يعكس تأثير الأدوية المسكّنة والمضادّة للالتهاب، لذا يوصف للمرضى الذين يتناولون الأدوية المسكّنة لفترات طويلة لمنع إصابتهم بالقرح، كما يسبّب الميزوبروستول الإصابة بالإسهال، ويؤدّي إلى الإجهاض للنّساء الحوامل، لذا يفضّل تجنّب استخدامه للنّساء خلال فترة الإنجاب.[٥]


المراجع

  1. Jon Johnson (2018-8-23)، "What are gastric and duodenal ulcers?"، medicalnewstoday، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-21.
  2. Rachel Nall (2018-6-29)، "What’s the Difference Between Gastric and Duodenal Ulcers?"، healthline، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-21.
  3. Mayo Clinic Staff (2018-7-19), "Peptic ulcer"، mayoclinic, Retrieved 2019-6-21.
  4. "Duodenal ulcer", healthdirect,2017-12، Retrieved 2019-6-21.
  5. Jay W. Marks, "peptic ulcer disease"، medicinenet, Retrieved 2019-6-21.
6096 مشاهدة
للأعلى للسفل
×