أعراض قطع في غضروف الركبة

قطع في غضروف الركبة

الغضاريف هي أنسجة ضامّة قوية مرنة بيضاء اللون تغطي نهايات العظام المختلفة في جسم الإنسان، فتعمل كوسادة ناعمة تسمح لعظام المفاصل بالتحرّك بسهولة دون وقوع ألم مع الاحتكاك ببعضها البعض. على الرغم من أن هذه الغضاريف أنسجة قوية إلا أنها قد تتعرّض للتلف أو التآكل نتيجة العديد من الأسباب، فيظهر ألم شديد وصعوبة في تحريك المفصل.

تصاب غضاريف الركبة بأكثر من طريقة، لكن بصورة عامة قد تحدث الإصابة فجأةً بسبب حادثٍ أو بالتدريج نتيجة تآكل الغضروف، ومن أهم أسباب تضرر غضاريف الركبة هي تعرّض مفصل الركبة للخلع من مكانه عند التعرّض لقوةٍ شديدة تخرجه من مكانه، أو السقوط على مفصل الركبة، أو التعرض لعدوى في المفصل بما يعرف بالتهاب المفاصل الإنتاني، أو تعرض الركبة للالتهاب كما يحدث في معظم حالات التهاب المفاصل، ومن أشهر إصابات غضروف الركبة تمزق الغضروف الهلالي نتيجة التفافٍ حاد في مفصل الركبة.^[١]

أعراض قطع في غضروف الركبة

يصاحب الإصابة بتمزق أو قطع في غضروف الركبة ظهور العديد من الأعراض، مثل: تورّم المفصل، والشعور بألم في الركبة، والشعور بتيبّس الركبة وصعوبة تحريكها في بعض الحالات، مما يتداخل مع قدرة المريض على الوقوف والمشي، وانفصال جزء من الغضاريف أو العظام عن مكانها، ويتحرك هذا الجزء بحُريّة داخل المفصل، وقد ينحشر في أحد الأماكن، ممّا يسبب ألمًا حادًّا.^[١]

تمزق الغضروف الهلالي في الركبة

الغضروف الهلالي هو أهم غضاريف الركبة، إذ تحتوي كل ركبة على غضروفين منه، يتخذ كل منهما شكل حرف C، ويعملان كوسادة بين عظام الساق وعظام الفخذ، قد يتعرض هذا الغضروف للتمزق بسبب التواء مفصل الركبة بحدة ووضع ثقل كبير عليه، مما يسبب الألم والتورّم وتيبّس الركبة، كما أنّ تمزق الغضروف الهلالي هو أشهر الاضطرابات التي تصيب الرّكبة وأكثرها شيوعًا. يكون العلاج المنزلي لها باستخدام الكمادات الباردة، والالتزام بالراحة يكون كافيًا في الحالات البسيطة لتخفيف الألم والسماح للغضروف بالالتئام دون تدخّل طبي، لكن بعض الحالات الشديدة تحتاج إلى التدخل الجراحي لإصلاح الغضروف الممزق.^[٢]

تشخيص تمزق الغضروف الهلالي في الركبة

لتشخيص إصابة المريض بتمزق الغضروف الهلالي يراجع الطبيب الأعراض التي يعاني منها المريض، ويراجع تاريخه المرضي، ثم يفحص الركبة ويحدد موقع الألم بالتحديد الذي يؤكّد الإصابة بتمزّق الغضروف.

كما يستعين باختبارٍ يسمّى اختبار ماكموري، وفيه يفرد الطبيب الركبة ثم يثنيها ويلفها، ممّا يسبّب ضغطًا شديدًا على الغضروف، فإذا كان الغضروف ممزقًا يصدر عنه صوت طقطقة مع كل حركة يقوم بها الطبيب، كما يوجد العديد من الاضطرابات المختلفة التي تسبب نفس أعراض تمزّق الغضروف، لذا يطلب الطبيب إجراء المزيد من الفحوصات لتأكيد التشخيص، مثل الأشعّة السينية التي لا تُظهر تمزّق الغضروف لكنها تستبعد الإصابة بخشونة الركبة، أو الرنين المغناطيسي الذي يعطي صورًا واضحةً للأنسجة المحيطة بالركبة، مثل الغضروف الهلالي.^[٣]

علاج تمزق الغضروف الهلالي في الركبة

يعتمد اختيار علاج تمزّق الغضروف الهلالي على موقع التمزّق وحجمه، بالإضافة إلى بعض العوامل الأخرى، مثل عمر المريض، فالجزء الخارجي من الغضروف الهلالي يسمى المنطقة الحمراء نتيجة إمداد الدم الجيد والقوي إليه، لذا فهو قادرٌ على الالتئام بمفرده إذا كان التمزّق صغيرًا، وعلى العكس الثلثي الدّاخلي للغضروف الهلالي يسمّى بالمنطقة البيضاء لافتقاره لتدفق الدم، لذا تعرّض هذه المنطقة للتمزّق يكون صعب الالتئام؛ لعدم وصول العناصر الغذائية الضرورية إليه، لكن لحسن الحظ لا تحتاج كل حالات التمزق الغضروفي إلى جراحة ما دامت الركبة تتحرك وثابتةً والأعراض تخفّ تدريجيًا، حينها يكون العلاج المنزلي كافيًا لتسريع التئام التمزق، كما يأتي:^[٤]

• الالتزام بالراحة وعدم تحريك الركبة، والاستعانة بالركائز لتخفيف الألم.
• استخدام الكمّادات الباردة كل 3-4 ساعات لمدة 20-15 دقيقةً كل يومين أو ثلاثة أيام لتقليل الألم والتورّم.
• الضغط على الركبة بضمّادةٍ مطاطية لتقليل التورّم.
• رفع الركبة باستخدام وسادة أسفل الكاحل أثناء النوم أو الجلوس.
• تناول الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب لتخفيف الألم والتورم.
• الاستعانة بتمارين الإطالة التي تقلل الضغط على الركبة.
• تجنّب الأنشطة العنيفة، مثل: الركض، أو القفز.

أمّا حالات التمزق الكبير أو الحاد لا تستجيب لهذا العلاج المنزلي، لذا تكون الجراحة هي الحلّ لإصلاح الغضروف الممزق، وهي جراحة بسيطة يعود المريض إلى منزله في نفس اليوم بعدها، ويحتاج إلى ارتداء دعامةٍ لفترةٍ قصيرة بعدها، ويستغرق التعافي من الجراحة 4-6 أسابيع تبعًا للطريقة التي أجريت بها الجراحة وعوامل أخرى مختلفة، وعادةًً يوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي بعد الجراحة لمنع وقوع أي مضاعفات ولتسريع التئام الغضروف.

الوقاية من الإصابة بتمزق الغضروف الهلالي أمر صعب؛ إذ يحدث التمزق نتيجة حادث غالبًا، لكن توجد بعض الاحتياطات التي يستطيع المريض اتباعها لتقليل خطر التعرض لإصابات الركبة بصورة عامّة، مثل: تقوية عضلات الفخذ بالتمارين الرياضية، وممارسة تمارين الإحماء قبل الرياضة، ومنح عضلات الجسم الوقت اللازم للراحة بين التمارين؛ لأنّ العضلات المنهكة أكثر عرضةً للإصابة، وعدم زيادة حدة التمارين فجأةً.^[٤]

المراجع

1. ^ ^{أ ب} Christopher C. Dodson (2019-5-23), "How To Identify A Knee Cartilage Injury"، rothmanortho.com, Retrieved 2019-9-23. Edited.
2. ↑ Mayo Clinic Staff (2018-3-7), "Torn meniscus"، www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-9-23. Edited.
3. ↑ "Meniscus Tears", orthoinfo.aaos.org, Retrieved 2019-9-23. Edited.
4. ^ ^{أ ب} Nayana Ambardekar (2017-11-19), "Meniscus Tear in Knee"، www.webmd.com, Retrieved 2019-9-23. Edited.