محتويات
مرض ذات الجنب
عند التنفس، تحتك الأنسجة الرقيقة التي تبطن الرئتين وجدار الصدر، والتي يطلق عليها اسم الجنبة معًا، وعادةً لا يولد هذا أيُّما مشكلة لأنّ النسيج حريري ولا يولد أي احتكاك، ومع ذلك، عندما يكون هذا النسيج ملتهبًا أو مصابًا، يصبح هذا النسيج متهيج ومتورم، مما يسبب ألمًا كبيرًا عند التنفس، وتعرف هذه الحالة باسم ذات الجنب أو التهاب الجنب، ولا يعتبر هذا المرض من الحالات الشائعة، إلّا أنّه تسبب في وفاة عدد من الشخصيات التاريخية، بما في ذلك كاثرين دي ميديسي وبنجامين فرانكلين، ويعرض هذا المقال أسباب وأعراض مرض ذات الجنب وطرق تشخيصه وعلاجه.
أسباب مرض ذات الجنب
على مر السنين، كانت المضادات الحيوية ناجحة للغاية في علاج ومنع الالتهابات البكتيرية التي كانت من الناحية التاريخية الأسباب الرئيسة لمرض ذات الجنب، أما في الوقت الحاضر، فمعظم حالات التهاب الجنب هي نتيجة للعدوى الفيروسية والوفيات الناجمة عن هذا المرض نادرة، ويوجد بين طبقتي الجنب مساحة صغيرة -الفراغ الجنبي- عادةً ما تكون مملوءة بكمية صغيرة جدًا من السوائل.
تتصرف الطبقتان كقطعتين من الساتان تنزلقان على بعضهما البعض، مما يسمح للرئتين بالتوسع عند التنفس بدون أي مقاومة من بطانة جدار الصدر، ويحدث مرض ذات الجنب عندما يصبح غشاء الجنب متهيجًا وملتهبًا، ونتيجةً لذلك، تحتك طبقتا الغشاء الجنبي ضد بعضهما البعض مثل احتكاك قطعتين من ورق الصنفرة، وينتج عن ذلك ألم شديد عند الشهيق والزفير، والذي يخف أو يتوقف عند حبس النفس، وتشمل أسباب مرض ذات الجنب ما يأتي:[١]
- عدوى فيروسية، مثل الإنفلونزا.
- عدوى بكتيرية، مثل التهاب الرئة البكتيري.
- عدوى فطرية.
- اضطراب المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
- بعض الأدوية.
- سرطان الرئة القريب من السطح الجنبي.
- كسر الضلع.
- أمراض وراثية معينة، مثل مرض الخلايا المنجلية.
أعراض مرض ذات الجنب
يتمثل العَرَض الرئيس لمرض ذات الجنب في ألم حاد أو ألم طعن أو ألم دائم في الصدر، وقد يظهر الألم على أحد أو كلا جانبي الصدر والكتفين والظهر، كما يزداد الأمر سوءًا مع حركة التنفس، وتشمل الأعراض الأخرى ما يأتي:[٢]
- ضيق التنفس، أو التنفس السريع الضحل.
- السعال.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- تسارع ضربات القلب.
- في حال كان السبب عدوى فيروسية فيمكن أن تظهر الأعراض الآتية:
- التهاب الحلق.
- حمى وقشعريرة برد وصداع.
- آلام في المفاصل والعضلات.
تشخيص مرض ذات الجنب
الأولوية الأولى في تشخيص مرض التهاب الجنب هي تحديد موقع وسبب الالتهاب أو التورم، سيقوم الطبيب بإجراء فحص بدني وأخذ تاريخ طبي من المريض، ثم قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء اختبار واحد أو أكثر من الاختبارات الآتية:[٣]
- صور الأشعة السينية: تسمح صور الأشعة السينية للطبيب بمعرفة ما إذا كان هناك أي التهاب في الرئتين، قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء تصوير أشعة سينية صدري جانبي، وهو تصوير بالأشعة السينية بينما يكون المريض مستلقٍ على جانبه، وهذا بدوره يسمح للسائل الموجود بالتراكم، لذلك يجب أن تؤكد الأشعة السينية على الصدر إذا كان هناك أي تراكم للسوائل.
- تحاليل الدم: يمكن أن تساعد اختبارات الدم في تحديد ما إذا كان لدى المريض عدوى وتحديد سببها في حال وجودها، بالإضافة إلى ذلك، تكشف اختبارات الدم عما إذا كان لدى المريض أيّ اضطراب في جهازه المناعي.
- بزل الصدر: أثناء هذا الفحص، سيقوم الطبيب بإدخال إبرة في منطقة الصدر بمساعدة تصوير تلفزيوني للكشف عن مكان السائل، بعد ذلك، سيقوم الطبيب بسحب عينة من السائل وتحليلها بهدف البحث عن الالتهابات، ونظرًا لطبيعتها الغازية والمخاطر المرتبطة بها، ونادرًا ما يتم إجراء هذا الاختبار لحالة عادية من التهاب الجنب.
- الأشعة المقطعية: لمزيد من البحث عن أي شذوذات قد يتم العثور عليها في صورة الأشعة السينية على الصدر، فقد يرغب الطبيب في أخذ سلسلة من الصور التفصيلية المستعرضة للصدر باستخدام الأشعة المقطعية، وتكون الصور التي تنتجها الأشعة المقطعية مفصلة لداخل الصدر، مما يسمح للطبيب بالحصول على نظرة أوضح للأنسجة المتهيجة.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: في هذا النوع من التصوير، تخلق الموجات الصوتية عالية التردد صورةً للجزء الداخلي من تجويف الصدر، وسيسمح هذا للطبيب بمعرفة ما إذا كان هناك أي التهاب أو تراكم في السوائل.
- خزعة: يفيد أخذ خزعة من الجنب في تحديد سبب مرض الجنب بشكل دقيق، وخلال هذه العملية البسيطة، سيقوم الطبيب بعمل شق صغير في جلد جدار الصدر، بعد ذلك، سيستخدم الطبيب إبرة خاصة لاستئصال عينة نسيج صغيرة من غشاء الجنب، ثم يتم إرسال هذا النسيج إلى المختبر ليتم تحليله والكشف عن الإصابة بالعدوى أو السرطان أو السل في حال وجودها.
- تنظير الصدر: أثناء تنظير الصدر، سيقوم الطبيب بعمل شق صغير في جدار الصدر ثم إدخال كاميرا صغيرة متصلة بأحد طرفي الأنبوب في الفراغ الجنبي، ثم تستخدم الكاميرا لتحديد المنطقة المتهيجة، ومن ثمّ جمع عينة من النسيج المتضرر لتحليلها.
علاج مرض ذات الجنب
بمجرد أن يحدد الطبيب مصدر الالتهاب أو العدوى، سيتمكن من تحديد العلاج الصحيح، وبالطبع يساعد الحصول على الراحة الكافية في عملية الشفاء فهو جزء مهم من نجاح العلاج، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاستلقاء على الجانب الذي يعاني من الألم قد يوفر ضغطًا كافيًا لجعل الألم يزول، وتشمل طرق العلاج الأخرى ما يأتي:[٣]
- المضادات الحيوية للعدوى البكتيرية.
- الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية، بما في ذلك الأسبرين وإيبوبروفين أو غيرها من العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات.
- مسكنات الألم القوية التي تستلزم وصفة طبية وأدوية للسعال قد تحتوي على الكودايين.
- الأدوية المذيبة للجلطات الدموية أو تراكمات القيح والمخاط.
- موسعات الشعب الهوائية مثل تلك المستخدمة لعلاج الربو.
الوقاية من مرض ذات الجنب
إنّ الكشف المبكر والتعامل السريع مع الحالة يجعل من الممكن تجنب مضاعفات مرض ذات الجنب الخطيرة، على سبيل المثال، يمنع التشخيص المبكر والعلاج السريع في الوقت المناسب للعدوى تراكم السوائل في التجويف الجنبي، أو يمكن أن يقلل من مستويات الالتهاب، وقد يكون من الصعب تشخيص الجنب، وذلك بسبب إمكانية الخلط بسهولة بينه وبين بعض الأمراض الأخرى، وعند علاج أي حالة، يمكن أن يساعد الحصول على الكثير من الراحة والحفاظ على نظام غذائي صحي في منع حدوث مضاعفات غير مرغوب بها.[٢]