أعمال منزلية تناسب طفلك

كتابة:
أعمال منزلية تناسب طفلك

قيام الأطفال بالأعمال المنزلية

لأن الأطفال لن يبقوا أطفالًا للأبد، ولأنّهم بُناة الغد والمستقبل، منهم من سيصبح الطبيب، ومنهم المهندس، ومنهم الطيّار، ومنهم الفنّان، ومنهم الصديق، والأخ، والأب، والأمّ، والمواطن، لا بدّ من إعدادهم وتحضيرهم لمواجهة ظروف ومتغيّرات الحياة، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال تقوية شخصيّاتهم، وتعليمهم الاعتماد على أنفسهم منذ نعومة أظفارهم، وانطلاقًا من هذا المبدأ، ينصح أخصّائيّو التربية بتوكيل الأطفال بعض المهامّ والأعمال المنزليّة بما يتناسب مع أعمارهم، الأمر الذي يزيد ثقتهم بأنفسهم، ويقوّي لديهم مهارات التواصل والتفاوض.

ولعلّ عمر السنتين يُعتبر العمر الأنسب للبدء بتوكيل الأطفال بالمهامّ المنزليّة البسيطة، إذْ يبدأ الطفل بالمشي والكلام في هذا العمر، محاولًا استكشاف العالم من حوله، وهنا يتَّخذ الطفل مساحته الخاصّة، وتبدأ شخصيّته بالتبلور، ومحاولاته في االاستقلال عن والديه، في هذا العمر أيضًا تتطوّر المهارات الحركيّة للطفل، وتكبر عضلاته، وسيساعد تكليفه بالأعمال المنزليّة على تحريك عضلات جسمه أكثر، لتعزيز نموّه.[١][٢]


ما الأعمال المنزلية المناسبة للأطفال في المنزل؟

قدرة الأطفال تفوق توقعاتنا، ولكنَّهم في نهاية الأمر بحاجة لمساعدة الكِبار في تسهيل المهام عليهم، لذا يمكن تكليفهم في بداية الأمر بمهام بسيطة، تُنجَز بخطوة أو خطوتين،[٣] أمّا عن الأعمال التي توكَّل لهم فهي تُقسّم بحسب المرحلة العمريّة كالآتي:


الأعمال المنزليّة المناسبة للأطفال من سنّ 2-3 سنوات

توكل للأطفال في هذا العمر مهامّ بسيطة، مثل:[٢]

  • جمع الألعاب ووضعها في مكانها المخصّص.
  • وضع الملابس في السلّة.
  • ترتيب مفارش سفرة الطّعام.


الأعمال المنزلية المناسبة للأطفال من سنّ 4-5 سنوات

يمكن للأطفال في هذا السن القيام بجميع المهام السابقة، إضافةً إلى مجموعه أخرى من المهام، منها: [٢][٣]

  • المساعدة في تحضير الطعام، تحت إشراف الأم طبعًا.
  • المساعدة في شراء الحاجيَّات، ومستلزمات المنزل من البقالة.
  • تسليم قطع الملابس المبلَّلة للشخص المسؤول عن نشرها على الحبال.
  • فصل الملابس الخاصّة بكل فرد من أفراد العائلة عن بعضها البعض.
  • ترتيب الفراش.
  • غسل الأطباق غير القابلة للكسر.
  • إزالة الأعشاب من الحديقة.
  • تفريغ الأواني من غسّالة الصّحون.


الأعمال المنزلية المناسبة للأطفال من 6-7 سنوات

يستطيع الطفل في هذه المرحلة القيام بمهامّ أكثر تعقيدًا، ويزداد اعتماد الأهل عليه، ومن المهام التي يمكن تكليفه بها:[٣][٢]

  • كنس السجاد ومسح الأرضيّات.
  • إخراج القمامة.
  • ترتيب فخاريّات الزينة، وأدوات المائدة.


الأعمال المنزليّة المناسبة للأطفال من 8-9 سنوات

توكل للطفل في هذه المرحلة العمريَّة الأعمال التالية:[٣]

  • تحضير وجبة الإفطار، وبعض الوجبات الخفيفة.
  • طي الغسيل.
  • تقشير الخضار.
  • خياطة أزرار الملابس.
  • وضع الأواني في ماكنة غسل الأطباق.
  • ترتيب البقالة، ومشتريات المنزل.
  • الاهتمام بالحيوان الأليف إن وُجِد، كأخذه في نزهة حول المنزل.


الأعمال المنزليّة المناسبة للأطفال من سنّ 10 سنوات وأكثر

إنّ مكافأة الطفل ماديًّا في هذه المرحلة يساعده على تطوير مهاراته الإداريّة والماليّة.[٤] ومن المهام التي يستطيع القيام بها:[٣]

  • تنظيف الحمّام.
  • غسل السيّارة.
  • طهي وجبة بسيطة بإشراف الأبوين.
  • كيّ الملابس.
  • مجالسة الأخوة الأصغر.
  • تغيير ملاءات السرير.
  • غسل النوافذ.
  • تنظيف المطبخ.

ما أهمية مساعدة الأطفال في الأعمال المنزلية؟

أجرت جامعة هارفرد دراسة تبحث فيها دور المتغيّرات النفسيّة والاجتماعيّة خلال مرحلة الطفولة في التنبؤ بمستوى الصحّة والرفاهيّة للأفراد في سنوات حياتهم اللَّاحقة، وقد توصَّلت الدراسة التي استمرّت مدّة 75 سنة إلى أنّ الأطفال الذين أوكلت لهم الأعمال المنزليّة، كانوا أكثر استقلاليَّة، وأفضل من ناحية الصحّة النفسيّة في المستقبل، مقارنةً بغيرهم.[٤]


قد يبدو الأمر مزعجًا للبعض عند ذكر الأعمال المنزليّة، إلّا أن توزيعها على أفراد العائلة كبارًا وصغارًا ضمن قوانين المنزل يمنح العائلة شعورًا بالانسجام والتواصل الأسريّ، ويمنحهم فرصة لقضاء وقتًا أكثر مع بعضهم البعض، ومن جانبٍ آخر، يساهم إشراك الطفل في المهام المنزليَّة بتقوية شعوره بالمسؤولية والرعاية، فعلى سبيل المثال، نجد أنَّ توكيل الطفل بمهمّة تنظيف الطاولة لن يخفف عبء بسيط فقط، بل يُعطي الطفل شعورًا بأنّه قادر، ومستقلّ، ويُعتمد عليه، كما أنَّ ذلك يمنحه شعورًا بالفخر، كونه ناضج بما يكفي للاعتناء بنفسه.[٢][٥]


وقد تتردّد بعض الأمهات حين يتعلّق الأمر بتوكيل أطفالهم بعض الأعمال المنزليّة، على اعتبار أنّها شاقّة بالنسبة لهم، وأنّهم لا زالوا صغارًا، بحاجة إلى قضاء الوقت في اللعب، في الواقع، قد تبدو هذه الحجج منطقيّة لوهلة، ولكن سيتغيّر الكثير عندما تدرك الأمّ أهميّة مساعدة الأطفال في الأعمال المنزليّة، والتي تتلخّص بالآتي:[٥][٢]


  • توسّع مدارك الطفل، وتعلّمه العديد من المهارات الحياتيّة التي تأتي بالتجربة.
  • تُعلِّم الطفل تحمّل المسؤوليّة والاعتماد على الذّات، خاصّة فيما يتعلَّق بالأعمال التي تنعكس عليه شخصيًّا، كترتيب غرفته، ونفض فراشه.
  • تثير روح المبادرة لدى الطفل، وتُلهمه الاستقلال، والبحث عن عمل عند بلوغه مرحلة المراهقة.
  • تحسّن من مهارات التخطيط وإدراة الوقت، فيرتّب الطفل جدوله بناءًا على الأولويات، وينظّم وقته ما بين الدراسة، والعمل، واللعب.
  • تعززّ مهارات العمل الجماعيّ، فجميع أفراد العائلة مسؤولون عن نظافة المنزل.
  • تزيد من احترام وتقدير الطفل للجهد الذي يقوم به أهله للحفاظ على المنزل.
  • تساعد على بناء أخلاقيّات العمل التي لا يمكن تعليمها في المدارس والجامعات.
  • تثير روح التحدي عند الطفل، خاصّةً عندما يحصل الطفل على مُكافأة مقابل العمل الذي قام به.


كيف أشجع طفلي على القيام بالأعمال المنزلية؟

يمكن دمج الطفل في جوّ الأعمال المنزليّة بالعديد من الطرق التي تعتمد أساسًا على التحفيز والترغيب، ولكن من الضروريّ اختيار الأعمال المنزليّة التي تتناسب مع عمر الطفل، فلا يُصاب بالاحباط نتيجة توكيله بمهمّة صعبة، ولا يشعر بالملل عند توكيله بمهمّة سهلة.[٢]


تُشعر بعض الأمهات أطفالها بأهميَّة مساهمتهم في الأعمال المنزليّة، وأنّ إشراكهم في النقاشات العائليّة التي تتوزّع فيها الأعمال المنزليّة على جميع الأفراد يعطي الطفل شعورًا بالمسؤوليّة، وتزيد من تقديره واحترامه لذاته.[٢]


يمكن تحفيز الطفل للمشاركة في الأعمال المنزليّة من خلال ما يلي:[٢]

  • ترك الخيار للطفل في تحديد الأعمال التي يفضّلها.
  • تدوين الأعمال الروتينية الموكلة للطفل، ليسهل تذكّرها.
  • مساعدة الطفل بالأعمال المكلَّف فيها في المرّات الأولى، وحتى يصبح قادرًا على القيام بهذه المهام بنفسه.
  • الإيشاد بطريقة قيام الطفل بالمهمّة الموكلة إليه، ومدحه أمام أفراد العائلة.
  • مكافأة الطفل عند إتمامه عمله بما يحبّ، كالسماح له بمشاهدة التلفاز، أو تناول قطعة أخرى من الحلوى والشوكولاتة.
  • تجنّب انتقاد وتوبيخ الطفل إذا نفّذ المهمّة بطريقة خاطئة، وبدلًا من ذلك، يمكن شكره على مساهمته، ومن ثمّ توضيح الطريقة الصحيحة للتنفيذ.



المراجع

  1. "Developmental Milestones: 2 Year Olds", healthychildren, Retrieved 2020-09-20. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Household chores for children", raisingchildren, Retrieved 2020-09-20. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Divide and Conquer Household Chores", webmd, Retrieved 2020-09-20. Edited.
  4. ^ أ ب Amy Morin (2019-09-14), "The Importance of Chores for Kids", verywellfamily, Retrieved 2020-09-20. Edited.
  5. ^ أ ب "7 Important reasons why kids should have chores", momentumlife, 2017-10-03, Retrieved 2020-09-20. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×