محتويات
التهاب الجيوب الأنفية التحسسي
الجيوب الأنفيّة؛ هي جيوب هوائية صغيرة مملوءة بالهواء تقع خلف الجبين والأنف وعظام الخدّين ومنطقة ما بين العينين، وتُنتج مخاطًا يُشبه الهُلام، يحمي الجسم عن طريق التقاط الجراثيم، وفي بعض الأحيان يمكن أن يتكون الكثير من المخاط، بسبب البكتيريا أو المواد المثيرة للحساسية، ممّا يُغلِق فتحات الجيوب الأنفية. أمّا حساسية الجيوب الأنفية، فتعدّ أحد مضاعفات حساسية الأنف، ويحدث التهاب الجيوب الأنفية، عندما تلتهب التجويفات الداخلية للأنف، فهذه التجويفات تحتوي على أغشية مخاطية، وعندما يحدث خلل في هذه الأغشية يبقى المخاط متجمعًا في هذه التجويفات، مما يُعرّضه للتلوث بسهولة، وإن لم يعالج التهاب الجيوب الأنفية الحاد يُصاب الشخص بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن[١].
علاج التهاب الجيوب الأنفية التحسسي
يكون علاج التهاب الجيوب الأنفية التحسسي بعلاج أهم أعراضها وأسبابها، ويتركَز العلاج حول التالي[١]:
- علاج الحساسية: بما أنَ حساسية الجيوب الأنفية ترتبط بحساسية الأنف؛ فإنها تعالج في البداية عن طريق الأدوية المضادة للهستامين، وفي حالات أخرى يلزم أن يأخذ المريض الستيرويدات الخاصة بالحساسيّة.[٢].
- علاج الاحتقان: الاحتقان هو أكثر أعراض التهاب الجيوب الأنفية شيوعًا، ولتقليل الاحتقان، تستخدم قطعة قماش دافئة ورطبة على الوجه والجبهة عدة مرات خلال اليوم، كما يفضَّل شرب الماء للمحافظة على الترطيب، ويُنصح كذلك باستخدام أجهزة ترطيب الهواء في المنزل، كما يمكن ملء حوض الاستحمام بالماء والاسترخاء داخله مع إغلاق باب الحمام لتكثيف البخار المتصاعد، الذي يفيد في الترطيب، وبالإمكان أيضًا استخدام الأدوية المزيلة للاحتقان وهي لا تحتاج إلى وصفة طبيَّة، وقد تكون على شكل قطرة أنفية أو بخاخ، ويُمكن للمريض استخدام غسول للأنف؛ لتنظيف الأنف وترطيبه، وللتخلص من المخاط المتراكم في الأنف، وللحفاظ على رطوبة الجيوب الأنفية، ويجدر التّنويه لضرورة عدم استخدام مزيلات الاحتقان لمدة تزيد عن ثلاثة أيام أو زيادة عن المدة المُحددة من الطبيب؛ لإنّ ذلك سيُسبب حالة تُسمى بالارتداد والتي تعني عودة الاحتقان المزمن.
- علاج الألم: التهاب الجيوب الأنفية يمكن أن يؤدي إلى صداعٍ شديد، ومن المسكّنات التي تخفف الألم الناتج عن ذلك وتصرف دون الحاجة إلى وصفة طبية؛ الأسيتامينوفين، والأيبوبروفين.
- علاج الالتهاب : قد يشمل العلاج بعض أنواع المضادات الحيوية القويّة لعلاج العدوى في حال كانت سبب الالتهاب، وتُؤخذ عن طريق الفم، وتقلِل التورّم الموجود في تجاويف الأنف، تظهر الحاجة إلى مضاد حيوي في حال استمرار السيلان بمخاط ليس شفافًا أو الاحتقان أو السعال دون تحسُّن في غضون أسابيع قليلة، وفي حالة الشعور بألم في الوجه، أو صداع، أو تورّم في العين، أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم، والمضادات الحيوية تصرف بوصفة طبية، ويستمر المريض على العلاج لمدة ثلاثة إلى أربعة عشر يومًا، بناءً على تعليمات الطبيب.
- الجراحة: إذا لم تتحسن حالة الجيوب الانفية مع مرور الوقت واستخدام الأدوية يلجأ إلى عمل الجراحة.
الوقاية من التهاب الجيوب الأنفية التحسسي
قد تساعد الممارسات الوقائية التالية في منع الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية التحسسي[٣]:
- الحرص على النظافة الشخصيّة.
- تجنُّب التدخين والتدخين غير المباشر.
- تجنُّب المواد المثيرة للحساسية؛ إذ يجب على المريض الابتعاد عن كُل مسببات الحساسية مثل؛ التراب، والغبار، والعطور، والمُنظفات، والمبيدات الحشرية.
- الابتعاد عن الأشخاص المصابين بنزلات البرد، والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى.
- استخدام أجهزة ترطيب الهواء في المنزل، والحفاظ عليها نظيفةً.
- الحرص على أخذ مطعوم الإنفلونزا سنويًّا[٤].
- الحفاظ على وحدات تكييف الهواء نظيفةً؛ لمنع العفن والغبار من التجمُّع داخلها.
- الامتناع عن تناول الأطعمة والمشروبات التي تُسبب الحساسية مثل؛ المشروبات الكحولية، والأطعمة المُسببة للحساسية مثل: زبدة الفستق، ومن الجدير بالذّكر أنّه ينبغي تجنب الخضروات والفواكه التي تحتوي على بروتينات شبيهة بحبوب اللقاح مثل: الدّراق، أو الخوخ[٥].
تصنيفات التهاب الجيوب الأنفية التحسسي
كما ذُكِرَ سابقًا فإنَّ حساسية الجيوب الأنفية ترتبط بالإصابة بحساسية الأنف، وحساسية الأنف تنتج عن استجابة الجهاز المناعي لبعض المواد؛ كالغبار والتراب وغيرها، ممّا يُؤدي إلى تهيُّج الأغشية الداخلية للأنف وتوّرمها، فتُسبب السعال والعطاس وربما الحكّة، وكلّما كانت هذه الإصابة أكبر زادت فرصة الإصابة بحساسية الجيوب الأنفية؛ إذ يحدث انسدادٌ لفتحات الجيوب الأنفية، ممّا يُسبِّب تجمُّع المخاط والسوائل فيها، ويُصنّف التهاب الجيوب الأنفية بناءً على مدّة الإصابة فيه إلى[١]:
- التهاب الجيوب الأنفية الحاد: ينجم التهاب الجيوب الأنفية الحاد عادةً عن عدوى فيروسية وإصابة بنزلات البرد، أو الإصابة بأمراض تنفسية وتستمر أعراضه بين أسبوع إلى أسبوعين، أما في حالة العدوى البكتيرية، فقد يستمر التهاب الجيوب الأنفية الحاد مدة تقل عن أربعة أسابيع.
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن: يسمّى كذلك عندما تستمر أعراض التهاب الجيوب الأنفية مدة تصل إلى12 أسبوع وتتكرر، ويُسبب ألم في الوجه، واحتقان، وسيلان مخاط غير شفاف من الأنف.
أعراض التهاب الجيوب الأنفية التحسسي
أعراض حساسية الجيوب الأنفية تشبه إلى حدٍّ كبير أعراض الإصابة بنزلات البرد والزكام[١]، وتتضمن[٦]: [٧]
- سيلان كبير من الأنف، فالتهاب الجيوب الأنفية التحسسي يؤدي إلى إخراج الكثير من مخاط الأنف النّاتج من ممرات الجيوب الأنفية المصابة بالتحسس، وقد يتجاوز السيلان الأنف لينزل إلى الحلق ويسبب شعورًا بالحكّة، وقد يسبب التهابًا في الحلق في بعض الحالات.
- آلام في منطقة الجيوب الأنفية، هو أبرز أعراض حساسية الجيوب الأنفية، خاصّة في الجيوب الموجودة فوق العينين وتحتهما، وألم خلف الأنف، وهذا كله يتسبب في الشعور بألم كبير في الجبهة، وقد تضغط الجيوب الصدغية المنتفخة على الأنف والفك والأسنان العلوية.
- الكحة وتهيج الحلق، إنّ نزول سيلان الأنف إلى الحلق يسبب التهابًا وتهيجًا، مع الرغبة إلى الكحة بشكل دائم لإخراج المخاط، ويبلغ السعال أقصى حالاته عند النوم؛ حيث التهيّج أكبر، أو عند الاستيقاظ من النوم، والسبب في هذا أنّ الاستلقاء يجعل الكثير من المخاط يُجمّع في الحلق، لذا يُنصَح برفع الرأس قليلًا عند النوم للتقليل من هذه الأعراض.
- احتقان في الأنف، عندما يتطوّر التهاب الجيوب التحسسي يصبح المصاب غير قادر على التّنفس براحة، وقد تنتفخ الجيوب الأنفية، مما يجعل المصاب غير قادر على تذوّق الطعام أو شمه كما السابق.
- صداع الجيوب الأنفية، بسبب قوة التحسس والالتهاب تُصاب الجيوب الأنفية بضغط وانتفاخ، وهذا الانتفاخ يضغط على الجبين والعينين والأنف، ويسبب صداعًا كبيرًا يُعرَف باسم صداع الجيوب الأنفية، وقد يترافق هذا الصّداع مع الشعور بآلام في الأذنين والفكين والأسنان، وصداع الجيوب الأنفية أكثر حدة في الصباح الباكر بسبب تراكم المخاط طوال الليل في الجيوب.
- بحة في الصوت، بسبب التهاب الحلق النّاتج من التهيّج وتراكم المخاط في الحلق قد يُصاب الفرد ببحة في صوته مع الشعور بالانزعاج، وكلما زاد المخاط زادت حدّة التهاب الحلق وبحّة الصوت.
تشخيص التهاب الجيوب الأنفية التحسسي
تشخص الإصابة بحساسية الجيوب الأنفية لدى طبيب مختص بالأنف والأذن والحنجرة، ويتضمن الفحص السريري؛ فحص جبين المريض بالنقر عليه لمعرفة ما إذا كان المصاب يعاني من ألم أو تورّم في تلك المنطقة، كما يقوم الطبيب بالنقر على الوجنتين، ثُم يُفحص باستخدام منظار خاص، للكشف عن علامات الالتهاب مثل؛ وجود احمرار في الأغشية المخاطية، ووجود مخاط مُتقيّح بسبب تجمّعه لفترة من الوقت. وإن لم يكن بإمكان هذا الفحص تأكيد الإصابة بحساسية الجيوب الأنفية؛ فإنّ الطبيب يلجأ للتصويرالمقطعي بالأشعة؛ إذ يُمكن رؤية تفاصيل الأنف الداخلية والجيوب، وتقدير شدّة الالتهاب، كما قد يُظهر أي أمور غير طبيعية مثل؛ انحراف في الأنف أو وجود أورام. ويوفّر هذا الفحص صورة ثلاثية الأبعاد للجيوب، وقد يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي-MRI للحصول على صورالتراكيب الداخلية.، كما قد يستخدم الطبيب أيضًا الألياف البصرية، وأنبوبًا مرنًا يمر عبرالأنف، يسجل صورًا للجيوب، كما يُستخدم اختبار الحساسية لتحديد المُهيِّجات التي قد تسبّب الحساسية، ويمكن لفحص الدم التحقق من الأمراض التي تضعف جهاز المناعة[١].
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج Valencia Higuera (2016-3-8), "What Causes Sinusitis?"، healthline, Retrieved 2019-10-27. Edited.
- ↑ Laura J. Martin, MD (2018-7-9), "What Is Sinusitis?"، webmd, Retrieved 2019-10-27. Edited.
- ↑ Adam Felman (2017-7-24), "Everything you need to know about sinusitis"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-10-27. Edited.
- ↑ Claire Gillespie (2018-2-22), "9 Ways to Get Rid of a Sinus Infection, Plus Tips for Prevention"، healthline, Retrieved 2019-10-26. Edited.
- ↑ Debra Fulghum Bruce, PhD (2012-11-14), "Best Diet for Nasal Allergies"، webmd, Retrieved 2019-10-27. Edited.
- ↑ Charles Patrick Davis, MD, PhD, "Sinus Infection (Sinusitis)"، medicinenet, Retrieved 2019-10-28. Edited.
- ↑ Judith Marcin, MD (7-4-2017), " Sinus Infection Symptoms"، www.healthline.com, Retrieved 21-7-2019.