محتويات
الكحة الرطبة والبلغم
تصيب الكحة الكثير من الناس، خاصًة في موسم البرد والإنفلونزا، إذ تزداد الإصابة بـالتهابات الحلق في الشتاء مُسببًة سعالًا مُزعجًا قد يصحبه وجود بلغم في الحلق وتسمّى الكحّة الرطبة، ويُعدّ البلغم إحدى وسائل الجسم الدّفاعيّة عندما تعلق فيه بعض مُحفّزات الحساسيّة أو المرض؛ كالبكتيريا أو الفيروسات وذرات الغبار، بالإضافة إلى احتوائه على إنزيمات وأجسام مُضادّة تساعدان في التخلّص من البكتيريا وغيرها ليتخلّص الجسم منه بعدها بالسّعل، كما أنَّ للبلغم دورًا في الحفاظ على رطوبة المجاري الهوائية، ويُنتِج الجسم من لتر إلى لتر ونصف من البلغم يوميًا في الأحوال الطبيعية، لكنّ وجود الكثير من البلغم في الحلق قد يُسبّب ثقلًا وإزعاجًا في صدر المُصاب، حتّى إنّه قد يُعيق التنفّس بإغلاقه المجاري الهوائيّة في بعض الأحيان.[١]
وللسعال نوعان؛ هما: السعال الرطب، والسعال الجاف، وتختلف أعراضهما وتأثيراتهما، والنقطة المحوريّة في الاختلاف هي وجود البلغم في الكحّة الرطبة واختفاؤه في الكحة الجافة، وتنتج الكحة الجافة من التهاب المجاري الهوائية، وهي شائعة بعد الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي، إذ قد تستمر لأسابيع بعدها.[٢] وقد يصاب الإنسان بالكحة الرطبة عند إصابته بفيروس الإنفلونزا أو نزلات البرد أو التهاب الحلق، وتُصحَب بإفراز الكثير من البلغم، ويشعر المريض بثقل في صدره بسبب هذا البلغم؛ الأمر الذي يزيد من خشونة الصدر ويُصعّب التنفس، كما قد تبدو الكحة أحيانًا علامة على وجود أمراض أخرى؛ مثل: الربو، أو فشل القلب، أو التهاب الشعب الهوائية المزمن، وكلما زادت مدة السعال زاد احتمال وجود سبب أكثر خطورة.[٣]
علاج الكحة والبلغم
لا يُتاح القول إنّ علاجًا واحدًا يُعالج حالات البلغم والحكّة كلّها، إذ تختلف علاجات السعال باختلاف مسبِّباته، وتتعدّد ما بين الطبي والطبيعي، وكل حالة تختلف عن الأخرى؛ بمعنى أنّ بعض الحالات قد تتحسن أو تُشفّى فعلًا باستخدام العلاجات الطبيعيّة، وبعضها لا يتعافى المصاب بها إلّا بالعلاج الطبيّ، خصوصًا في حال أثر وجود كميات كبيرة من البلغم في التنفس والنوم، بينما لا تحتاج الكحة الناتجة من العدوى الفيروسية إلى أي علاج في الغالب، إذ غالبًا ما تزول من تلقاء نفسها،[٢] وتُذكَر هذه العلاجات على النحو الآتي:
العلاجات المنزلية
تُوضّح العلاجات المنزلية المساعدة في التخلّص من الكحة على النحو الآتي:
- شرب السوائل بكثرة، يُنصَح بشرب الكثير من الماء والسوائل الساخنة التي تُحافظ على رطوبة الأغشية المُخاطية، وتُقلّل من لزوجة المُخاط المُتشكّل، ويقلِّل من تهيُّج المجاري التنفسية، الأمر الذي يسهِّل التخلُّص من المخاط،، كما أنّ المشروبات الساخنة تُخفّف من الكحة والاحتقان؛ ومن أمثلتها: شاي البابونج وشاي الزنجبيل، الذي يُصنع بوضع بعض قطع الزنجبيل المفروم في ماء مغليّ لمدّة 5 إلى 10 دقائق، ثمّ تُزال القطع، ويُشرب دافئًا، ويساعد الزنجبيل أيضًا في استرخاء العضلات في المجاري التنفسية.[٤]
- العسل، إذ يُثبّط العسل الكحة، كما أنّّه يُرطّّب الحلق فيُخفّف بذلك أيّ تجريح ناتج من السعال، ويُستخدَم بإضافة ملعقة كبيرة منه إلى كوب من الماء الدافئ أو الشاي، ويُشرَب أكثر من مرة في اليوم، مع تجنّب استخدامه للأطفال ممّن تقلّ أعمارهم عن سنة.[٤]
- تجنّب المُهيّجات، يُقصد بالمُهيّجات كلّ ما يُهيّج المجاري التنفسيّة، ويزيد من الكحّة؛ مثل: العطور، والدخان، والمنظفات، ومُعطّرات الجو، وروائح البهارات، ومواد التنظيف وغيرها؛ لأنّ هذه المواد تزيد من حساسيّة المجاري التنفسيّة والجيوب الأنفيّة.[٤]
- التنفس الرطب، هو التنفس من خلال قطعة قماش مُبلّلة بماء دافئ؛ لإدخال هواء دافئ ورطب للحلق، ممّا يُساعد في التقليل من لزوجة البلغم.[٥]
- الحمام الساخن، إذ يساعد بخار الحمام الساخن في ترطيب الجسم والوجه والحلق والأنف، بالتالي ترطيب الأغشية المخاطيّة، وتقليل كثافة البلغم، ممّا يُخفّف أيضًا من الكحّة.[٥]
- أقراص المنثول، هي حبوب المص السكّريّة (Cough Drops) التي تُباع في الصيدليات دون وصفة طبيب، وتبدو شبيهة بالسكاكر؛ إذ إنّها تُهدّئ الجزء الخلفيّ من الحلق وتُرطّبه، وتُقلل كثيرًا من حدّة الكحة لاحتوائها على مادة المنثول، وتُستخدم بمصّ قطعة واحدة عند اللزوم.[٦]
- الغرغرة بالماء المالح، الغرغرة بالماء والملح أكثر من مرة في اليوم تخفّف كثيرًا من لزوجة الإفرازات المُخاطيّة المزعجة، ذلك بإذابة ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ، والغرغرة به،[٥] مع ملاحظة تجنب استخدام الماء البارد؛ لأنّه قد يزيد من الاحتقان والسعال.[٧]
- الأوكالبتوس، المعروف أيضًا باسم الكافور، إذ تساعد منتجات الأوكالبتوس في التخفيف من السعال، والتخلّص من البلغم، وتُستخدم بوضع بضع قطرات منه في وعاء من الماء الدافئ واستنشاقه، كما يُطبّق مباشرةً على الصدر.[٥]
- تجنب الكافيين والكحول، لأنّ مشروبات الكافيين والكحول تزيد من شدة السعال في حال استُهلكت بكميات كبيرة؛ لتسبّبها في جفاف الجسم، واستبدال الماء الدافئ أو المشروبات الساخنة بها.[٥]
العلاجات الدوائية
يُنصَح بالحد من تناول الأدوية التي تحتوي على مزيلات الاحتقان في حال الإصابة بالكحة الرطبة؛ مثل: تلك التي تحتوي على مادتيّ فينيليفرين (phenylephrine) وسودوإيفيدرين (pseudoephedrine)، اللتان تخففان من الاحتقان، وعلى الرّغم من أنّها تُخفّف انتفاخ الأنسجة المُخاطيّة، غير أنّ هذه المواد تُصعّب على المُصاب التخلّص من البلغم، ويجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها خصوصًا في حال كان المُصاب يعاني من ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض القلب، او السكري، أو غيرها من الأمراض، كما أنّها تُستخدم فقط لمدة قصيرة فقط لا تتجاوز الثلاثة أيام.[٥][٨]
يُنصَح أيضًا بتجنّب الأدوية الحاوية مُضادات الهيستامين والموجودة في العديد من أدوية نزلات البرد، إذ إنّها تساعد في التخفيف من سيلان الأنف، لكنَّها تسبُّب جفاف الممرات الهوائية، مما يزيد من صعوبة إزالة البلغم من الصدر.[٣]
ومن الأدوية المستخدمة للمساعدة في التخلّص من البلغم والتخفيف من الكحة الرطبة المقشعات، إذ تحتوي المقشعات على مادة جوافينيسين، التي تُسهّل إخراج البلغم عبر السعال بالتقليل من كثافته،[١] ويُنصَح بأخذ الدواء بالتزامن مع شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل. ويُستخدَم وفق ما يأتي:[٩]
- في حال استخدام التركيبات فوريّة المفعول (Immediate Release): يُعطى بتركيز 200 إلى 400 ملغرام كل 4 ساعات للبالغين الأصحاء، دون أن تتجاوز 2400 ملغرام في اليوم الواحد.
- في حال استخدام التركيبات طويلة المفعول (Sustained Release): يُعطى بتركيز 600 إلى 1200 ملغرام كل 12 ساعة للبالغين الأصحاء، دون أن تتجاوز 2400 ملغرام في اليوم الواحد.
أسباب البلغم والكحة
يُتاح القول إنّ السبب الأكثر شيوعًا لتزامن الكحّة مع البلغم تعرّض الجسم لعدوى بكتيريّة أو فيروسيّة؛ إذ إنّ الكحّة والبلغم من الطُرق التي يحاول فيها الجسم التخلُّص من مُسبّبات المرض، ويتزامن العارضان في الحالات المرضيّة الآتية:[٢]
- التهاب القصبات الحادّ الناتج من عدوى فيروسيّة.
- التهاب القصبات المُزمن، الذي يُسبّبه التدخين في معظم الحالات.
- التهاب الرئة، الذي تُسبّبه بعض أنواع البكتيريا أو الفيروسات أو حتى الفطريات.
- الإصابة بالتليّف الكيسيّ.
- الإصابة بمرض الانسداد الرئويّ المُزمن، المعروف باختصار COPD.
- الرّبو، ورغم أنّ مُعظم المُصابين به يعانون من السعال الجاف، لكنّ بعض الحالات قد تعاني من البلغم.
ما الحالات التي تستدعي استشارة الطبيب
بالرغم من أنّ العلاجات الطبيعية مفضّلة عند الكثير من الناس، غير أنّها قد لا تكفي أحيانًا، فتوجد حالات تستدعي التوجه الفوري للطبيب للمعاينة وأخذ أدوية؛ وهذه الحالات هي:[٣]
- عمر المصاب أقلّ من سنتين.
- إخراج بلغم بلون أخضر داكن أو وردي رغوي أو ألوان أخرى غير طبيعية، وفي ما يأتي حديث عن دلالات ألوان المخاط عمومًا.
- إخراج دم مع المخاط.
- ارتفاع درجة الحرارة فوق 39 مئوية.
- تحوّل الكحة من جافة إلى رطبة، أو العكس.
- وجود أعراض أخرى؛ مثل: صعوبة التنفس، وألم في الصدر، وفقدان في الوزن، وصداع مستمر، بالإَضافة إلى الصفير، وألم الأذنين، والطفح الجلدي.
- الإصابة بإنفلونزا شديدة تُجهِد الجسم، وتُتعِب العضلات.
- إصابة المريض بأمراض أخرى؛ مثل: ارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو أمراض القلب، أو الربو.
- الحمل أو الرضاعة.
- استمرار السعال الرطب لأكثر من خمسة أيام، أو زيادتها شدة مع الوقت.
ما دلالات ألوان البلغم
البلغم نوع من المخاط يُصنع في الصدر، ولا تُنتَج كميات ملحوظة منه إلّا إذا كان الشخص مريضًا بنزلة برد، أو لديه مرض معيّن، وعند وجود سعال ببلغم قد يلاحظ المريض ظهوره بألوان مختلفة، وكلّ لون قد يعني حالات مرضية مختلفة، ومن أهم هذه الألوان ما يأتي:[١٠]:
- البلغم الأخضر أو الأصفر، وجود هذه الألوان يدلّ على أنّ الجسم يكافح عدوى، حيث اللون يأتي من خلايا الدم البيضاء، ويبدو بدايةً لونه أصفر، ثم يتطور ليصبح لونه أخضر، فيحدث التغيُّر مع زيادة مدة الإصابة وشدتها، وقد يحدث بسبب التهاب الشعب الهوائية، أو التهاب رئوي، أو التهاب الجيوب الأنفية، أو تليف كيسي.
- البلغم البني، قد يظهر بلون الصدأ، ويدلّ البُنّي غالبًا على الدم القديم، وقد يظهر بعد ظهور بلغم باللون الأحمر أو الوردي، وقد يدلّ على الإصابة بالتهاب رئوي بكتيري، أو التهاب شعب هوائية بكتيري، أو تليف كيسي، أو تغبُّر الرئة، أو خرّاج في الرئة.
- البلغم الأبيض، ربما يظهر في بعض الحالات؛ مثل: التهاب الشعب الهوائية الفيروسي، أو الارتداد المريئي، أو الانسداد الرئوي المزمن، أو قصور عضلة القلب.
- البلغم الأسود، قد تعني رؤيته أنّ الشخص قد استنشق كمية كبيرة من شيء أسود؛ مثل: غبار الفحم، وقد تعني أيضًا الإصابة بعدوى فطرية تحتاج إلى عناية طبية، ويحدث هذا بسبب تدخين السجائر، أو تغبُّر الرئة، أو عدوى فطرية.
- البلغم صافي اللون، يُنتجه الجسم يوميًا، وغالبًا ما يبدو ممتلئًا بالماء والبروتين والأجسام المضادة وبعض الأملاح الذائبة التي تساعد في تليين الجهاز التنفسي وترطيبه، لكنّ زيادة كميته قد تحدث بسبب محاولة الجسم التخلص من بعض الأجسام الغريبة؛ مثل: بعض أنواع الفيروسات، أو حبوب اللقاح، فغالبًا ما يبدو سبب هذا النوع الإصابة بالتهاب الأنف التحسسي، أو التهاب الشعب الهوائية الفيروسي، أو الالتهاب الرئوي الفيروسي.
- البلغم الأحمر أو الوردي، على الأرجح فإنّ سبب إنتاجه وجود دم، وهذا يحدث عند وجود التهاب رئوي، أو سلّ، أو قصور القلب الاحتقاني، أو الانصمام الرئوي، وهذه حالة خطيرة تهدد الحياة أو بسبب سرطان الرئة.
المراجع
- ^ أ ب Melissa Conrad Stöppler (8/30/2018), "What Is Mucus?"، medicinenet, Retrieved 4/11/2019. Edited.
- ^ أ ب ت Corinne O'Keefe Osborn (July 6, 2018), "What Illnesses or Conditions Cause Wet Cough, and How Do I Treat It in Myself or My Child?"، healthline, Retrieved 4/11/2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Chesty coughs", www.mydr.com.au, Retrieved 25-10-2018. Edited.
- ^ أ ب ت Jennifer Robinson (November 01, 2018), "Cough Hacks: How to Find Relief"، webmed, Retrieved 11/4/2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Jennifer Berry (Wed 7 March 2018), "Home remedies for phlegm and mucus"، medicalnewstoday, Retrieved 4/11/2019. Edited.
- ↑ Jennifer Berry (Mon 16 April 2018), "How much menthol does it take to overdose?"، medicalnewstoday, Retrieved 4/11/2019. Edited.
- ↑ Kathryn Watson (January 8, 2018), "What Are the Risks and Benefits of Drinking Cold Water?"، healthline, Retrieved 4/11/2019. Edited.
- ↑ Sabrina Felson (February 08, 2019), "Decongestants"، webmd, Retrieved 4/11/2019. Edited.
- ↑ "Guaifenesin Dosage", drugs,Mar 8, 2019، Retrieved 4/11/2019. Edited.
- ↑ Ashley Marcin (15-3-2017), "Yellow, Brown, Green, and More: What Does the Color of My Phlegm Mean?"، healthline, Retrieved 7-11-2019. Edited.