أفعال قوم لوط ومعاصيهم

كتابة:
أفعال قوم لوط ومعاصيهم


أفعال قوم لوط ومعاصيهم

كان قوم لوطٍ يأتون الذكور في الدبر، ويستغنون بالرجال عن النساء، وهذه من أكبر جرائم الفساد الأخلاقيّ؛ لذلك فإنّ عقوبتها مغلَّظةٌ لدرجة أنّها أكبر من عقوبة الزنا؛ إذ إنّ حرمة الشذوذ الجنسي أغلظ، والذي يسمى أيضًا اللواط، أو الفاحشة، ويتسبّب بأذىً وأمراضٍ بدنيَّةٍ ونفسيَّةٍ خطيرةٍ، وترتّب على فعل قوم لوط له أنّ الله -عزّ وجلّ- خسف بمن كانوا يرتكبون هذه الفاحشة، وهم في النار خالدين فيها يوم القيامة، قال تعالى: ﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ*إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ). [١][٢]


أضرار أفعال قوم لوط ومعاصيهم

هناك أضرار كثيرة ترتب على أفعال قوم لوط وهي كما يأتي:[٣]

  • أضرار دينية: فاللواط كبيرةٌ من الكبائر، وسببٌ في البعد عن الله، ويلحق بفاعلها عقوبةٌ في الدنيا والآخرة، وهو خطرٌ على التوحيد؛ لأنّ فيه تعلُّقًا بغير الله؛ فهو يفسد القلب، ويجرّ صاحبه إلى معاصٍ أخرى لا تقلّ عنه.
  • أضرار أخلاقية: يؤدي إلى قلة الحياء، وسوء الخلق، وقسوة قلب صاحبه، وقلة مروءته وشهامته، كما أنّه يسبّب العدوانية، وقد يكون سببًا في انتشار الجريمة، ويُذهب الغيرة من القلب.
  • أضرار اجتماعية: وتتمثّل أضراره الاجتماعيّة بزوال الخير والبركة من المجتمع، وقلّة الأمن، والحرمان من السعادة وتفكّك المجتمع، وإضعاف الأُسر والجماعات، وانهيار القيم وضعف المجتمع، والبعد عن الزواج وقلة النسل.
  • أضرار اقتصادية: وتتمثل بإهدار الثروة المالية في سبيل الشهوات المحرّمة، وعلاج الأمراض من هذا الشذوذ، وقلّة الأيدي العاملة، والتشتت في شتى الميادين؛ لأنّه يشغل الإنسان عن مصالحه الدينيّة والدنيويّة.
  • أضرار نفسية: ومنها بقاء من يفعله في خوفٍ دائمٍ وشديدٍ، إلى جانب الشعور بالاضطراب، والحزن الدائم.


عاقبة قوم لوط

كان شرك قوم لوط وكفرهم من جنس كفر إبليس؛ فقد ردّوا شرع الله -عزّ وجلّ- واستهزؤوا بمن أمرهم ودعاهم إلى الرجوع إلى الله، كما أنّ كفرهم وشركهم بالله كان استجابةً لشهواتهم، وبسبب الاستكبار والصدّ عن سبيل الله، وكانوا أوّل من أتى الذكران من العالمين، فقد باعوا دينهم وانقادوا لشهواتهم.[٤]


وعندما أهلك الله قوم لوطٍ أهلكهم رجالاً ونساء، ومن ضمنهم امرأة لوط كما جاء في قول الله تعالى عنها: (إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ﴾،[٥] فلم تكن نساء قوم لوط يفعلن الفاحشة، ولكنّ سبب هلاكهنّ هو الإتيان بنوعٍ آخر من الشرك، وهو الرضا والمحاباة وموالاة الكفر والباطل، وتكذيب الرسول عليه السلام، ورد دين الحقّ؛ فهنّ لم يقمن بالفعل، ولكنّهنّ رضين به ولم ينكروه أو ينكروا على فاعليه، فكان ذلك بمنزلة إقرارٍ بالفعل وتصحيحٍ له؛ وهذا يُبيّن أنّ من رضي بالفعل صار كمن فعله، وكلّ من رضي بالباطل هو شريكٌ فيه، وهذا سببٌ في الضلال والكفر والعياذ بالله، فقد خانت امرأة لوطٍ زوجها، وأخبرت القوم بأنّ عنده رجالاً لم يُر مثلهم في الجمال، ووافقتهم على فعلهم ورضيت به؛ فكان ذلك سبب هلاكها مع قومها هي ونساؤهم.[٤]


المراجع

  1. سورة الأعراف، آية:80-81
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 221. بتصرّف.
  3. محمد بن إبراهيم الحمد، الفاحشة عمل قوم لوط، صفحة 25-37. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ياسر برهامي، القصص القرآني، صفحة 4-5. بتصرّف.
  5. سورة الصافات، آية:135
4082 مشاهدة
للأعلى للسفل
×