محتويات
وقد جاء الإدغام للتسهيل والتخفيف في القراءة رجوعًا في ذلك إلى عادة العرب؛ فالنّطق عندهم بحرف واحد مشدّد أسهل من النطق بحرفين بينهما صلة تقارب أو تجانس أو تماثل.[٣]
ومن الإدغام الموجود في القرآن الكريم الإدغام المعروف في أحكام النون الساكنة والتنوين؛ وهو أن يأتي أحد أحرف كلمة (يرملون) بعد النون الساكنة أو التنوين في كلمتين منفصلتين، فيتمّ النطق بالحرف الثاني مع بقاء الغنّة التي هي صفة النون أو التنوين أو حذفها؛ فإن بقيت كان الإدغام ناقصًا لذهاب الحرف وبقاء الصفة، وإن ذهبت كان الإدغام كاملًا لذهاب الحرف والصفة.[٤]
أقسام الإدغام الكامل والناقص
الإدغام الكامل وأقسامه
يعرف الإدغام الكامل في التجويد بأنّه ذهاب ذات الحرف المدغم وصفته، بحيث تتم القراءة بالحرف الثاني مع التشديد من غير بقاء أيّ أثر للحرف الأول،[٤] وله أقسام:[٥]
- إدغام المتماثلين: يكون إدغام المتماثلين عندما يتّحد الحرفين في المخرج والصّفة، والأمثلة عليه في القرآن الكريم كثيرة، منها قوله -تعالى-: (رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ)،[٦] وقوله -تعالى: (قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ)،[٧] أما في قول الله -تعالى-: (مَالِيهْ* هَلَكَ)[٨] فوجهان؛ الأول هو السكت وهو المقدّم أداءً، والثاني هو الإدغام.
- إدغام المتجانسين: وفي هذا النوع يتّحد الحرفان في المخرج ويختلفان في الصفات، فيقرأ الحرف الثاني مع التشديد مع ذهاب الحرف الأول، وله حالات كما يأتي:
- حرف التاء وبعده الدال؛ كما في قوله -تعالى-: (قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا).[٩]
- حرف الدال وبعده التاء؛ كما في قوله -تعالى-: (قَد تَّبَيَّنَ).[١٠]
- حرف الثاء وبعده الذال؛ كما في قوله -تعالى-: (يَلْهَث ذَّلِكَ).[١١]
- حرف الذال وبعده الظاء؛ كما في قوله -تعالى-: (إِذ ظَّلَمُواْ).[١٢]
- حرف التاء وبعده الطاء؛ كما في قوله -تعالى-: (وَدَّت طَّآئِفَةٌ).[١٣]
- حرف الباء وبعده الميم؛ كما في قوله -تعالى-: (ارْكَب مَّعَنَا).[١٤]
- إدغام المتقاربين: وهو أن يتقارب الحرفان في المخرج وفي الصفات، فيحذف الحرف الأول ويبقى الحرف الثاني مع التشديد، وله حالات كما يأتي:
- حرف اللام وبعده الراء، كما في قوله -تعالى-: (وَقُل رَّبِّ).[١٥]
- حرف القاف وبعده الكاف، كما في قوله -تعالى-: (أَلَمْ نَخْلُقكُّم).[١٦]
- حروف (ر، م، ل) مع النون الساكنة أو التنوين، كما في قوله -تعالى-: (كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ).[١٧]
- لام التعريف الشمسيّة مع الحروف الشمسية عدا اللام، كما في قوله -تعالى-: (وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا).[١٨]
الإدغام الناقص وأقسامه
يكون الإدغام الناقص عندما تذهب ذات الحرف المدغم وتبقى صفته، ويسمى بالإدغام الناقص لعدم استكمال التشديد بسبب بقاء صفة الحرف الأول وهو المدغم،[٤] وهو على نوعين كما يأتي:[١٩]
- حرفا الياء والواو في أحكام النّون الساكنة والتنوين، لبقاء الغنّة، مثل: (من يعمل)، و(من وليّ).
- إدغام حرف الطاء في التاء؛ بحيث تبقى صفات حرف الطاء إلا القلقلة، وهو من إدغام المتجانسين ويضبط مشافهةً، مثل: (بسطت)، و(أحطت).
الإدغام الكامل والناقص في النون الساكنة والتنوين
ينقسم إدغام النون الساكنة والتنوين إلى قسمين، إدغام كامل وإدغام ناقص ولكل منهما أحرفه كما يأتي:
الإدغام الكامل
الإدغام الكامل هو الإدغام الذي تذهب فيه ذات النون وصفتها وهي الغنّة، وأحرف الإدغام الكامل هي: (ر، ل، ن، م)؛ ففي الراء واللام تذهب النون وغنّتها؛ فيقرأ الحرفان عند الإدغام بالتشديد من غير غنّة، أما النون والميم؛ فيقرآن عند الإدغام بالتشديد والغنّة، على أنّ الغنّة المقروءة هي غنّة الحرف الثاني -المدغم فيه- لا غنّة الحرف المحذوف، فيكون الإدغام في كلا الحالين كاملًا.[٤]
وبناءً على ما سبق؛ ينقسم الإدغام الكامل إلى إدغام بغنّة في حرف النون كما في قوله -تعالى-: (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)،[٢٠] وفي الميم كما في قوله -تعالى-: (وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ)،[٢١] وإدغام بغير غنّة في حرف الراء كما في قوله -تعالى-: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ)،[٢٢] وفي اللام كما في قوله -تعالى-: (وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ).[٢٣][٤]
الإدغام الناقص
الإدغام الناقص؛ هو الإدغام الذي تذهب فيه ذات النون وتبقى صفتها وهي الغنّة، ويأتي في حرفيّ الياء والواو فيكون إدغامًا ناقصًا بغنّة، ومن الأمثلة على الإدغام في حرف الياء قوله -تعالى-: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ)،[٢٤] وعلى الإدغام في حرف الواو قوله -تعالى-: (مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ).[٢٥][٤]
المراجع
- ↑ مجموعة مؤلفين، المنير في أحكام التجويد، صفحة 129. بتصرّف.
- ↑ عبد العزيز القارئ، كتاب قواعد التجويد على رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود، صفحة 85. بتصرّف.
- ↑ مجموعة مؤلفين، المنير في أحكام التجويد، صفحة 129. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح محمود علي بسة، كتاب العميد في علم التجويد، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ حليمة سال، كتاب القراءات روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة، صفحة 173-172. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:16
- ↑ سورة الأنعام ، آية:50
- ↑ سورة الحاقة ، آية:28-29
- ↑ سورة يونس، آية:89
- ↑ سورة البقرة ، آية:256
- ↑ سورة الأعراف، آية:176
- ↑ سورة النساء، آية:64
- ↑ سورة آل عمران، آية:69
- ↑ سورة هود ، آية:42
- ↑ سورة الإسراء، آية:24
- ↑ سورة المرسلات، آية:20
- ↑ سورة الفيل، آية:5
- ↑ سورة الشمس، آية:1
- ↑ مجموعة مؤلفين، المنير في أحكام التجويد، صفحة 129. بتصرّف.
- ↑ سورة النحل ، آية:53
- ↑ سورة النور، آية:33
- ↑ سورة البقرة ، آية:57
- ↑ سورة محمد ، آية:15
- ↑ سورة الزلزلة ، آية:7
- ↑ سورة البقرة، آية:107