أقسام العزة في الإسلام

كتابة:
أقسام العزة في الإسلام

العزة في الإسلام

يرجع الجذر اللغوي لكلمة العزة إلى (عزّ)، وهو يدل على الغلبة والقوة والقهر والشدة، كما يدل على ندرة الشيء حتى لا يكاد يوجد،[١] وتأتي العزة بمعنى المجموعة من الناس،[٢] ويقال للحاكم والملك عزيز كأنه غلب الناس على الحكم،[٣] ومنه معنى قوله تعالى: ﴿وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾،[٤] أي غلبني في الحجة والخطاب.[٣]

وفي الاصطلاح العزة لله تعالى تعني الغلبة التي سببها كمال الظاهر والباطن، وهذه لا تكون إلا لله تعالى، والعزة للإنسان: هي الحالة التي يكون عليها من القوة والمنعة بما يمتنع معها أن يُغلب.[٥]

أقسام العزة في الإسلام

العزة المحمودة

للعزة المحمودة عدة أقسام أيضاً، يأخذها المسلم من اعتزازه بالله تعالى وبنبيه صلى الله عليه وسلم، ومن أحكام دينه، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • العزة بالله تعالى: وتكون بأن يظهر المسلم اعتماده على الله تعالى العزيز القوي الذي لا يهزم، والغالب الذي لا يغلب،[٦] فالمسلم يصدق في اعتماده على الله تعالى لأن الله عز وجل قد جمع صفات الكمال كلها، قال تعالى: ﴿مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً﴾،[٧] وقد أنكر الله تعالى عمن يبتغي العزة من عند غيره فقال عز وجل: ﴿أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً﴾.[٨]
  • العزة برسول الله صلى الله عليه وسلم: وتكون بالاعتصام بسنته والالتزام بهديه لأنها طريق النصر والفلاح في الدنيا والآخرة، ومن اعتز بغير الله تعالى ورسوله الكريم فإن ذلك من علامات النفاق، لقوله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾،[٩] فعزة النبي صلى الله عليه وسلم مستمدة من عزة الله تعالى.[١٠]

العزة المذمومة

وهي تلك العزة التي تكون بالاعتماد على الباطل والتفاخر به، وتسمّى عزة تجاوزاً وإلا ففي حقيقتها ذل وانكسار،[١٠] ومن أمثلة العزة المذمومة ما يأتي:

  • العزة بالإثم: وهي من قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾،[١١] حيث يستقوي الجاهل بالإثم ويتجرأ على الظلم ويظن نفسه بذنوبه في منعة وقوة، ويزداد إقبالاً على المعاصي ويزداد تمسكاً بها.[١٢]
  • التكبر والتعالي على الخلق: وهذه ليست من أخلاق الإسلام، وجاءت الآيات الكريمة والسنة النبوية في ذم هذه العزة الزائفة، قال تعالى: ﴿فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾.[١٣]
  • الاعتزاز السّلبي بالآباء والأجداد: وذلك بأن يفخر المرء بآبائه فخراً يتجاوز البر بهم إلى مرحلة التعظيم لهم، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من يفعل ذلك فقال: (لينتهيَنَّ أقوامٌ يفتخرونَ بِآبائِهِمُ الذينَ ماتُوا إِنَّما هُمْ فَحْمُ جهنمَ أوْ ليكونُنَّ أَهْوَنَ على اللهِ مِنَ الجُعَلِ الذي يُدَهْدِهُ الخِرَاءَ بِأنْفِهِ إِنَّ اللهَ قد أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الجاهليةِ وفَخْرَها بِالآباءِ إِنَّما هو مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ أوْ فَاجِرٌ شَقِيٌّ الناسُ كلُّهُمْ بَنُو آدمَ وآدَمُ خُلِقَ من تُرَابٍ).[١٤][١٥]

المراجع

  1. ابن فارس، مقاييس اللغة، صفحة 38. بتصرّف.
  2. الأزهري، تهذيب اللغة، صفحة 63. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أبو عبيد الهروي، الغريبين في القرآن والحديث، صفحة 269. بتصرّف.
  4. سورة ص، آية:23
  5. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 2820. بتصرّف.
  6. برهان الدين البقاعي، نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، صفحة 291. بتصرّف.
  7. سورة فاطر ، آية:10
  8. سورة النساء ، آية:39
  9. سورة المنافقون، آية:8
  10. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 2822. بتصرّف.
  11. سورة البقرة ، آية:206
  12. الواحدي، التفسير الوسيط، صفحة 311. بتصرّف.
  13. سورة النحل ، آية:29
  14. رواه الترمذي ، في سنن الترمذي، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:3955، حسن غريب.
  15. مجموعة مؤلفين (1/1/2020)، "أقسام العزة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 20/1/2022. بتصرّف.
9162 مشاهدة
للأعلى للسفل
×