وكالة ابحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية: سرطان الرئة الأول بين الرجال في الإمارات ومتوسط عمر عند بدء التدخين بين 13 -15 عام فقط!
تشير النتائج التي نشرتها وكالة أبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر أنواع السرطانات انتشارا على صعيد حالات الاصابة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بين فئة الرجال، هو سرطان الرئة، يليه سرطان البروستاتا، أما أنواع السرطانات الأكثر فتكا (المسببة للوفاة) بين الرجال فهو سرطان الرئة يليه سرطان القولون والمستقيم أيضا.
وتظهر الرسوم البيانية فيما يتعلق بسرطان الرئة بيانات مفزعة حيث تكاد تلامس نسبة الاصابة نسبة الموت، بمعنى أن فرص النجاة من موت محقق جراء الإصابة بسرطان الرئة لدى الرجال في الامارات هي ضئيلة للغاية، أما فرص النجاة من مرض سرطان البروستاتا الذي يحتل المركز الثاني فهي أعلى، حيث تصل نسبة حالات الموت لكل 100000 رجل في الإمارات إلى نصف حالات الإصابة تقريبا جراء سرطان البروستاتا، بمعنى ان إمكانيات النجاة من المرض وكبح انتشاره أعلى، أما المرتبة الثالثة فيحتله سرطان القولون والمستقيم، حيث تزداد نسبة الوفاة مقارنة بنسبة الإصابة.
وإذا ما قارنا ذلك بالتدريج العالمي نجد أن الترتيب الإماراتي للسرطانات الثلاثة الأولى الأكثر انتشارا هو مطابق للترتيب العالمي مع اختلافات طفيفة حيث يحتل سرطان الرئة الصدارة يليه البروستاتا ومن ثم القولون-المستقيم، مع أنه يتضح من الرسوم البيانية أن نسب النجاة من سرطان البروستاتا أقل في الإمارات عنها عالميا . أما المرتبة الرابعة على صعيد الإمارات فيحتله سرطان الليمفاوي بينما يحتله عالميا سرطان المعدة.
تعتبر نسبة الإصابة بالسرطان في الإمارات أقل من الدول الصناعية الغربية، فبينما يعتبر السرطان السبب الثاني للوفاة عالميا فإنه يعتبر ثالث مسببات الوفاة في الإمارات بعد أمراض القلب والأوعية الدموية والحوادث، وتعزي وزارة الصحة في دولة الإمارات الى انتشار سرطان القولون والمستقيم وارتفاعه مثلا، بشكل ملحوظ في أوساط الرجال إلى عدم إقدام الرجال وخاصة المتقدمين في السن منهم لإجراء فحوص كشف دورية لتشخيصه مبكرا وذلك على الرغم من حملات التوعية المختلفة التي تقودها الدولة.
كما نشير هنا الى الارتباط بين انتشار مخاطر السرطان ونمط الحياة غير الصحي الذي ينتشر في دولة الإمارات خاصة، كعدم القيام بنشاط بدني، انتشار التدخين وخاصة تدخين الأرجيلة، وكذلك الإفراط في تناول اللحوم المجهزة والمعالجة والدهون الضارة والزيوت المصنعة، وخلو النظام الغذائي من الخضراوات والفواكه، ومن مصادر مضادات الأكسدة التي تقضي على الجذور الحرة المكونة للخلايا السرطانية.
هذا ويعتبر التدخين المباشر والسلبي من المسببات الرئيسية لمرض سرطان الرئة- الأكثر انتشارا بين الرجال في الإمارات، حيث أن 25.4% من الشباب في الإمارات هم من المدخنين : 24% في إمارة أبو ظبي (مقارنة بـ 0.8% من النساء وهي النسبة الأقل عالميا) و18% في إمارة دبي، وهي نسب عالية جدا، فقد اتخذت الدولة بعض القرارات للحد من التدخين، والتي تم تنفيذها جزئيا، وهي تشمل المراقبة الفعالة وإصدار القوانين ومنع التدخين في الأماكن العامة، ورفع أسعار التبغ، وإعداد الحملات الإعلامية التي تحفز على الإقلاع عن التدخين. وبالرغم من ذلك، يزداد التديخن وينتسر بين أوساط المراهقين، حيث أن متوسط عمر البدء في التدخين في دول مجلس التعاون الخليجي 8 .13 سنة ، وينتشر التدخين بين الشباب في المرحلة العمرية التي تتراوح بين 13 -15 سنة وهو أمر خطير للغاية حيث يتم الحاق الضرر القاتل بالرئة والجسم وهما ما زالا في مرحلة النضوج.