ألم الاثنى عشر

كتابة:
ألم الاثنى عشر

ما المقصود بالاثني عشر؟

ربما لا يدل اسم الاثني عشر على موقعه داخل الجسم أو وظيفته، لذا يجدر التوضيح بأن الاثني عشر (Duodenum) هو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة حيث يقع بعد المعدة مباشرة، وهو العضو الأهم في الجهاز الهضمي فيقوم بوظيفة هضم الطعام القادم من المعدة أي تكسير الطعام وتسهيل امتصاص العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم داخله، أضف إلى ذلك أهمية الاثني عشر كجزء من جهاز المناعة إذ يمنع الميكروبات القادمة من الغذاء من دخول الجسم، وتعود تسمية الاثني عشر بهذا الاسم نتيجة لحجمه فيبلغ طوله 12 إصبعًا. كما تُعد الأمراض المتعلقة بالاثني عشر شائعة عند مختلف الأعمار وهي سبب رئيس لعدم الارتياح في البطن. [١]


ألم الاثني عشر

يعود ألم الاثني عشر إلى أسباب مختلفة، مثل داء كرون (Crohn's disease) الذي يسبب التهابًا في الاثني عشر، أو التهاب الاثني عشر الناتج عن شرب كميات كبيرة من الكحول على سبيل المثال، أو مرض السيلياك (Celiac) الذي يسبب اضطرابًا في الاثني عشر بشكل رئيسي نتيجة تناول الغلوتين أو منتجات القمح، بالإضافة إلى قرحة الاثني عشر. [١] وفي ما يلي شرح لهذه الأسباب:

التهاب الاثني عشر

يعرف التهاب الاثني عشر بأنّه التهاب وتهيّج في الاثني عشر، تكون أعراضه ثابتة أو متقطعة وتختلف من شخص لآخر، إذ تكون شبه معدومة عند البعض بينما يعاني الآخرين من الغثيان وألم يشبه الحرق. كما ترتبط أيضًا ببعض الأعراض كانتفاخ البطن ووجود الغازات وفقدان الشهية، وفي ما يأتي بيان لبعض المعلومات المتعلقة بهذه الحالة:[٢][٣]

  • الأسباب: من أكثر الأسباب شيوعًا لالتهاب الاثني عشر الإصابة بعدوى جرثومة المعدة الحلزونية (H.pylori). بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل؛ الاستخدام الطويل لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، التعرض للعلاج الإشعاعي ومرض كرون، أو ابتلاع مواد سامّة مثل البطاريات. كما يعد شرب الكحول والتدخين والتوتر من العوامل التي تزيد من احتمالية الالتهاب.
  • العلاج: يعالج التهاب الاثني عشر بعد تحديد المسبب من قِبل الطبيب المختص، وفي حال وجود العدوى فيستخدم الطبيب نوعين من المضادات الحيوية لمدّة 14 يوم للتخلص من البكتيريا ومنع تكرار العدوى ومنها؛ الأموكسسيلن (Amoxicillin)، أو الكلارثروماسين (Clarithromycin)، أو ميترونيدازول (Metronidazole)، أو تيتراسيكلين (Tetracycline). بالإضافة إلى استخدام الأدوية التي تقلل من إفراز حمض المعدة. ومن النصائح التي يمكن تقديمها لمريض التهاب الاثني عشر: التوقف عن التدخين وشرب الكحول، وعدم أخذ مضادات الالتهاب غير الستيرويدية إلا بناءً على طلب الطبيب، وأخيرًا عدم تناول الأطعمة التي تسبب تهيُّج الجهاز الهضمي.
  • التشخيص: يمكن تشخيص التهاب الاثني عشر من خلال العلامات والأعراض المصاحبة له. ناهيك عن ضرورة التأكد من وجود العدوى بالجرثومة الحلزونية قبل البدء بالعلاج من خلال فحوصات الدم أو البراز أو النفس، بالإضافة إلى استخدام المنظار التشخيصي.


قرحة الاثني عشر

تعبّر قرحة الاثني عشر عن وجود تقرّح في بطانة الاثني عشر، يتسبب بالإحساس بألم في الجزء العلوي من البطن أسفل عظمة القص، ويظهر عند الإحساس بالجوع وقبل الوجبات، ويمكن التخلّص منه عبر تناول الأكل أو تناول مضادات الحموضة. ومن الجدير بالذكر احتمالية استيقاظ المريض من النوم بسبب الألم المصاحب له، وتشمل الأعراض أيضًا الانتفاخ والشعور باحتمالية التقيؤ والمرض. [٤][٥]

  • الأسباب: تشبه أسباب قرحة الاثني عشر الأمور التي تسبب التهاب الاثني عشر إلى حد كبير، إذ إنّ ترك الالتهاب دون علاج يؤدي إلى تفاقم الحالة وحدوث التقرّحات، فنجد أنّ أسباب القرحة تتمثل في وجود عدوى الجرثومة الحلزونية أو الاستخدام المفرط لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية، كما يعدّ التدخين وشرب الكحول أو التوتر من العوامل التي تزيد من الإصابة، إلا أنها أقل أهمية من الأسباب الأخرى. ومن الأسباب النادرة جدًا لقرحة الاثني عشر هي متلازمة زولينجر إلسون، وفيها تصنع المعدة حمضًا أكثر من المعتاد.
  • العلاج: الأدوية الأكثر شيوعًا في علاج قرحة الاثني عشر هم مثبطات مضخة البروتون (PPIs)، وفي حال كان السبب في القرحة استخدام مضادات الالتهاب يضاف للعلاج إيقاف هذه الأدوية. أما عن وجود عدوى البكتيريا الحلزونية فتعالج من خلال العلاج الثلاثي الذي يتضمن نوعين من المضادات الحيوية المذكورة سابقًا. ومن الجدير بالذكر أنّه إذا تطوّرت القرحة إلى ثقب أو نزيف حاد فلابد من التدخل الجراحي في هذه الحالة.
  • التشخيص: تشخَّص قرحة الاثني عشر من خلال تنظير المعدة الداخلي،ويتمثل إدخال أنبوب رفيع مرتبط بكاميرا مما يمكن الطبيب من النظر للمعدة والاثني عشر للكشف عن التقرحات. ويمكن خلال ذلك أنّ يأخذ الطبيب عينة أو خزعة لتحديد وجود البكتيريا الحلزونية.


مضاعفات ألم الاثني عشر

في حال عدم الالتزام بخطّة العلاج المطلوبة من قبل الطبيب أو ترك الألم وحالة قرحة الاثني عشر دون علاج، فإنّ ذلك يؤدي إلى ظهور عدّة مضاعفات، ومنها: [٦]

  • النزيف الداخلي ويمكن تمييزه من خلال خروج قيء أسود اللون أو يحتوي على الدم أو ملاحظة ذلك مع البراز. ويمكن أنّ يؤدي النزيف الحاد إلى فقر الدم أو أنّه يدفع المريض إلى الحاجة إلى نقل الدم.
  • حدوث ثقب في غشاء الجهاز الهضمي مما يضع المريض تحت خطر الإصابة بالعدوى والالتهاب في تجويف البطن (Peritonitis).
  • انسداد الأمعاء؛ حيث يمنع مرور الطعام في الجهاز الهضمي نتيجة التوّرم بسبب الالتهاب أو وجود ندب. فيشعر المريض بالشبع بعد الوجبات أو القيء المؤدي إلى فقدان الوزن.
  • الإصابة بسرطان المعدة إذ إنّ عدوى البكتيريا الحلزونية تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطانات.

أما في ما يتعلق بمضاعفات التهاب الاثني عشر فهي تتمثل بما يأتي: [٢]

  • التهاب البنكرياس الثانوي.
  • التهاب جدار البطن.
  • التهاب البنكرياس الثانوي.
  • تكرر الإصابة بقرحة الاثني عشر.
  • النزيف الداخلي.


المراجع

  1. ^ أ ب "The Anatomy of the Duodenum", verywellhealth, Retrieved 2020-10-15. Edited.
  2. ^ أ ب "Duodenitis", healthgrades, Retrieved 2020-10-15. Edited.
  3. "Duodenitis", drugs, Retrieved 2020-10-15. Edited.
  4. "Duodenal Ulcer", patient, Retrieved 2020-10-15. Edited.
  5. "Duodenal ulcer", healthdirect, Retrieved 2020-10-15. Edited.
  6. "Peptic ulcer", mayoclinic, Retrieved 2020-10-15. Edited.
4699 مشاهدة
للأعلى للسفل
×