ألم بعد التبرز

كتابة:
ألم بعد التبرز

ألم بعد التبرز

يُعدّ ألم ما بعد التبرز، والذي يحدث في فتحة الشرج، أو في المستقيم، أو المنطقة المحيطة بالشرج من الشكاوى الشائعة، والتي يمكن أن تحدث نتيجةً لمجموعة من الأسباب والحالات المرضية المتنوعة، وعلى الرغم من أن معظم حالات ألم منطقة الشرج غالبًا ما تكون شديدة؛ نتيجةً لوجود العديد من النهايات العصبية في المنطقة المحيطة بالشرج، وقد تتسبّب أحيانًا بنزيف المستقيم، إلّا أنّها غالبًا ما تنجم عن أسباب حميدة وغير مقلقة، وغالبًا ما يمكن علاج الألم الشرجي بسهولة بالعلاجات الطبية، كما تستجيب العديد من الحالات إلى العلاجات المنزلية البسيطة، ومسكنات الألم، والأدوية التي تُصرف دون وصفة طبية.[١][٢]


ما سبب ألم بعد التبرز؟

يوجد العديد من الأسباب والعوامل التي يمكن أن تتسبّب بالألم الشرجي بعد التبرز، ويُعدّ الطبيب هو الشخص المسؤول عن تشخيص الحالة وتحديد السبب الدقيق والعلاج المناسب، لذلك، يجب استشارة الطبيب عند الشعور بهذا الألم، ومن ضمن الأسباب التي قد تؤدي إليه ما يلي:


الإمساك

غالبًا ما يُسبّب الإمساك ألمًا في فتحةالشرج بعد التبرز، ويمكن أن يحدث الإمساك لنتيجةً لتصلّب البراز بسبب نقص الماء والألياف في الجسم، أو بسبب تباطؤ حركات الأمعاء، وقد يحدث أيضًا نتيجةً للتوتر، أو كأثر جانبي لدواء، وغالبًا ما تُعالج حالات الإمساك عن طريق اتباع نظام غذائي غني بالألياف، بالإضافة إلى إمكانية استخدام المسهلات التي لا تستلزم وصفة طبية في حال استمرار الحالة.[٣]


الإسهال

على الرغم من أنّ الإسهال قد لا يُسبب ألمًا في فتحة الشرج بشكلٍ مباشر، إلّا أنّ التبرز المتكرر، قد يتسبّب بتهيّج الجلد حول فتحة الشرج، مما يتسبّب بألم وعدم راحة، وعادةً ما يكمن علاج حالات الإسهال بمعالجة الجفاف، أو استخدام المضادات الحيوية وهذا ما يقرره الطبيب وفقًا لمعطيات الحالة.[٢]


الشق الشرجي

الشق الشرجي (Anal Fissure) هو تمزق أو جرح صغير، يحدث في الجلد عند فتحة الشرج، نتيجةً لإجهاد وتمدد المستقيم أثناء تمرير البراز الصلب، أو نتيجةً لضيق العضلة العاصرة الشرجية التي تتحكم في فتحة الشرج، بحيث لا يمكن إخراج البراز، وغالبًا ما يتسبّب الشق الشرجي بألم حاد جدًا، ويزداد سوءًا أثناء التبرز، لا سيّما عند الإصابة بالإمساك أو الجفاف، وقد يستمر هذا الألم لعدّة ساعات، وعادةً ما يتحسّن تدريجيًا، كما يمكن أن يتسبّب الشق الشرجي بوجود دمًا في البراز في بعض الحالات, ويمكن تخفيف الألم الشرجي الناجم عن الشق الشرجي عن طريق اتباع نظام غذائي غني بالألياف، والإكثار من شرب السوائل؛ لتليين البراز، ومنع الإصابة بالأمساك، وجعل التبرز أقل إيلامًا، كما يمكن استخدام كريمات التخدير الموضعي في بعض الحالات بعد استشارة الطبيب.[٤][٢]


البواسير

البواسير (Hemorrhoids) هي عبارة عن أوعية دموية منتفخة، تظهر داخل فتحة الشرج أو حولها، وغالبًا ما تظهر نتيجةً للإجهاد والضغط أثناء التبرز، وتتسبّب البواسير بألم شرجي شديد جدًا، عادةً ما يبدأ فجأةً، ويستمر لعدّة أيام، بالإضافة إلى التسبّب بالحكة الشرجية، والنزيف بعد التبرز، وقد يُساعد الإكثار من تناول الألياف، وشرب الكثير من السوائل، بالإضافة إلى تناول المسهلات، وملينات الأمعاء في تخفيف الألم الشرجي، وباقي الأعراض الناجمة عن الباسور، كما يمكن أن تحتاج بعض البواسير إلى الاستئصال ضمن إجراء جراحي بسيط، يُجرى تحت تأثير التخدير الموضعي.[٥][٣]


الانتباذ البطاني الرحمي

وهي حالة مرضية تتضمّن نمو وتراكم أنسجة رحم المرأة في أعضاء أخرى في الحوض، .مما يتسبّب بالتورم والالتهاب في الأعضاء المصابة، بالإضافة إلى الألم المزمن، كما أنّها تؤدي إلى الشعور بألم شديد أثناء التبرز، لأسباب غير معروفة، ويمكن أن تُعالج حالات الانتباذ البطاني الرحمي أو بطانة الرحم المهاجرة من خلال العلاج الهرموني، أو الجراحة التي تنطوي على إزالة الأنسجة غير الطبيعية.[٦]


مرض التهاب الأمعاء (IBD)

وهو مجموعة من الاضطرابات المعوية التي تُسبب الالتهابًا في الجهاز الهضمي، بما في ذلك المستقيم، ينتج عنه ألمًا شديدًا، ونزيفًا شرجيًا، ويُعدّ داء كرون والتهاب القولون التقرحي من أكثر أنواع أمراض الأمعاء الالتهابية شيوعًا، التي تُسبّب آلامًا شرجية، وقد تتسبّب هذه الحالات أعراض هضمية مختلفة، بما في ذلك آلام وتشنجات في البطن، والإسهال، والبراز الدموي.[٢]


التهاب المستقيم

التهاب المستقيم (Proctitis) هي حالة التهابية تحدث في بطانة المستقيم، وغالبًا ما تكون أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء، كما أنّها يمكن أن تحدث نتيجةً للإصابة ببعض الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي، أو نتيجةً للعلاج الإشعاعي لمرض السرطان، وتتسبّب حالات التهاب المستقيم بآلام شرجية، ونزيف وإفرازات شرجية، بالإضافة إلى الشعور بالامتلاء أو الضغط في المستقيم.[٢]


الأمراض المنقولة عبر الاتصال الجنسي

يمكن أن تنتقل بعض الأمراض والعدوى المنقولة عبر الاتصال الجنسي من الأعضاء التناسلية إلى فتحة الشرج، بما في ذلك السيلان، والكلاميديا، والهربس، وغيرها، الأمر الذي قد يتسبّب بالألم الشرجي، والحكة الشرجية، إضافةً إلى النزيف والبراز الدموي، والإفرازات الشرجية، وتختلف علاجات هذه الأمراض، تبعًا لنوع العدوى، والمسبب الرئيسي الكامن وراء حدوثها.[٧][٢]


الأمراض الجلدية

يمكن أن تؤثر بعض الأمراض والحالات الجلدية طويلة الأمد على المنطقة المحيطة بفتحة الشرج، بما في ذلك الإكزيما، والثآليل الشرجية، والصدفية، وقد تتسبّب بآلام شرجية قبل وأثناء وبعد التبرز، بالإضافة إلى النزيف، والحكة الشرجية، وغيرها من الأعراض الشرجية المزعجة، وغالبًا ما تُعالج هذه الحالات تبعًا للمسبب الرئيس الكامن وراء حدوثها.[٦]


هل يسبب الحمل ألم بعد التبرز؟

يمكن أن يزيد الحمل من فرص الإصابة بالآلام الشرجية، إذ غالبًا ما تكون المرأة أكثر عُرضة للإصابة بالبواسير أثناء فترة الحمل، وبالتالي الشعور بالألم الشرجي؛ وذلك نتيجةً لتوسّع الرحم، مما قد يزيد من الضغط على فتحة الشرج، لا سيّما خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإمساك، والوقوف لفترات طويلة، يمكن أن يزيدان من احتمالية الإصابة بالبواسير أثناء الحمل أيضًا، وهذا يزيد من خطر تعرضها لألم بعد التبرز.[٨][٩]


هل يمكن أن يكون الألم بعد التبرز أحد أعراض السرطان؟

غالبًا ما لا تُسبّب حالات سرطان الشرج، أو سرطان القولون والمستقيم أي أعراض في مراحلها المبكرة، إذ تبدأ الأعراض بالظهور في معظم الحالات عند نمو الأورام السرطانية بشكلٍ كبير وكافٍ للضغط على الأنسجة أو العضو المصاب، وتتمثّل هذه الأعراض بألم في فتحة الشرج، ونزيف المستقيم، والحكة الشرجية، بالإضافة إلى الشعور بوجود كتلة بالقرب من فتحة الشرج، ونتيجةً لتشابه أعراض سرطان القولون والمستقيم، وسرطان الشرج مع أعراض العديد من الحالات الأخرى، يُنصح بمراجعة الطبيب فور الشعور بألم بعد التبرز مترافق مع أي من هذه الأعراض؛ لإجراء الفحوصات اللازمة، وتحديد الأسباب الكامنة وراء هذا الألم.[٧][٦]


كيف يشخص الطبيب الألم بعد التبرز؟

يمكن تشخيص حالات الألم الشرجي أو الألم بعد التبرز عن طريق إجراء الفحوصات التالية:[١٠]

  • تقييم التاريخ الطبي للمصاب، وتقييم جميع الأعراض التي يٌعاني منها.
  • الفحص البدني، الذي يتضمّن فحص فتحة الشرج.
  • فحص المستقيم، الذي يتضمّن إدخال الطبيب إصبعه في المستقيم؛ لفحص المستقيم، وتقييم تشوهات الأنسجة المحتملة.
  • التنظير الداخلي، وهو إجراء طبي يتضمّن استخدام أنبوبًا رفيعًا ومرنًا، موصولًا بكاميرا خاصة؛ لفحص أنسجة بطانة المستقيم، والبحث عن أي تشوهات، أو أنسجة غير طبيعية.


المراجع

  1. "Anal pain", mayoclinic, Retrieved 10/12/2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "10 Reasons It Hurts When You Poop", healthline, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  3. ^ أ ب "What can make passing stool painful?", medicalnewstoday, Retrieved 11/12/2020. Edited.
  4. "Common Causes of Rectal Pain", verywellhealth, Retrieved 10/12/2020. Edited.
  5. "Anal pain", nhs, Retrieved 10/12/2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Causes of Painful Bowel Movements"، webmd، Retrived 11/12/2020. Edited.
  7. ^ أ ب "What Causes Rectal Pain?", healthline, Retrieved 10/12/2020. Edited.
  8. "Butt pain during pregnancy: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 10/12/2020. Edited.
  9. "7 Possible Causes for Anus Pain", healthline, Retrieved 12/12/2020. Edited.
  10. "Anal Pain: Diagnosis and Tests", clevelandclinic, Retrieved 10/12/2020. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×