ألم فوق الركبة

هل ألم فوق الركبة أمر مقلق؟

يتعرض مفصل الركبة والتراكيب المحيطة به لمشكلات عديدة يُسفر عنها الشعور بألمٍ في المفصل ذاته أو في الأجزاء المحيطة به، وسنركز بالحديث هنا عن ألم فوق الركبة، سواءً كان في الجزء الأمامي أو الخلفي من الساق، إذْ كثيرًا ما نرى حالات شكوى من ألم فوق الركبة مختلف الشِدة، العديد منها يرتبط بكثرة استخدام مفصل الركبة أو زيادة الضغط المؤثر عليه، والتي يمكن التعامل معها أحيانًا ولا تستدعي القلق، بينما يكون هذا الألم في حالات معينة حالة طارئة بحاجة للعناية الطبيّة الفوريّة، خاصةً عندما يظهر أيضًا في باقي أجزاء الساق، ويكون مصحوبًا بأعراض أخرى كالتنميل، أو تورّم الساق، فربما يدلّ ذلك على وجود مشكلات أكثر خطورة كالإصابة بالجلطة الدماغية، أو تكوّن خثرة دمويّة في الساق، وفي كلا الحالتين لا بدّ من طلب الرعاية الطبيّة فورًا. وعمومًا، يجب زيارة الطبيب في حالة استمرار أعراض ألم فوق الركبة، أو تفاقمها مع  مرور الوقت.^[١]

ما هي الحالات التي تسبب ألم فوق الركبة؟

يوجد العديد من الحالات التي قد تؤدي إلى الشعور بألم فوق الركبة، وهي غير محصورة بالحالات المذكورة في هذا المقال، كما يجب التنبيه على ضرورة مراجعة الطبيب لمعرفة أسباب حدوث هذا الألم بعيدًا عن التكهنات، فالطبيب هو الشخص المخوّل بتشخيص المشكلة وتحديد الحالات التي أدّت إلى ألم فوق الركبة. وفي الآتي ذكر لمجموعة من أبرز أسباب ألم فوق الركبة:

• التهاب أوتار عضلات باطن الركبة: وهي الأوتار التي تربط عضلات باطن الركبة بالحوض، والركبة، وقصبة الساق، فقد تتعرّض هذه الأوتار للالتهاب بصورة مفاجئة أو مع مرور الوقت، وغالبًا ما يعزى حدوث التهاب هذه الأوتار إلى فرط استخدام الركبة، ممَّا يؤثر على ثنيها أثناء الحركة والمشي، وقد يصاحبه أعراض مختلفة: كالألم فوق الركبة أو في منطقة الفخذ، أو حتى في الحوض، وربما التورّم حول الركبة أو الفخذ، وغيرها من الأعراض المحتملة.^[٢]
• التهاب التجويف الكيسي في الركبة (Knee bursitis): وهو عبارة عن كيس مملوء بالسائل يقلل من الاحتكاك والضغط بين العظام، والأوتار، والعضلات، والجلد بالقرب من فصل الركبة، وقد تتعرَّض هذه الأكياس للالتهاب ممَّا يسبِّب ظهور أعراض تختلف اعتمادًا على موقع الكيس المصاب بالالتهاب، وسبب التهابه، ولكنّها غالبًا ما تكون على صورة ألم عند تحريك الركبة والذي قد ينتشر للأجزاء المجاورة، والإحساس بدفء المنطقة المصابة بالالتهاب، وغيرها من الأعراض الأخرى، ويحدث هذا الالتهاب عادةً بسبب فرط استخدام الركبة، أو تعرُّضها للضغط المستمرّ، أو لإصابة مباشرة.^[٣]
• التهاب مفصل الركبة: وهو الالتهاب الذي يؤثر في الركبة، فيسبِّب الألم، والتورم، والتيبس في المفصل، وأعراض أخرى أيضًا تجعل من الصعب آداء بالأعمال اليوميّة الاعتياديّة، ويعدّ التهاب المفاصل الروماتويدي، والفصال العظمي (Osteoarthritis) أو المعروف بخشونة الركبة، من أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعًا، إذْ تحدث خشونة الركبة نتيجة اهتراء الغضروف في الركبة وتمزّقه مع مرور الوقت، بينما يحدث التهاب المفاصل الروماتويدي جرَّاء مهاجمة الجهاز المناعي لمفصل الركبة ومفاصل أخرى في الجسم والتسبُّب بالتهابها.^[٤]

كما توجد حالات أخرى أقل شيوعًا قد يُصاحبها ألم فوق الركبة، ونذكر منها:^[٥]

• انضغاط العصب الفقري: والذي قد يؤدي إلى الشعور بألم في الجزء الأمامي أو الخلفي من منطقة الفخذ، وربما الشعور بضعف في عضلات الفخذ، وتنميل، ووخز، وصعوبة أثناء الجلوس أو الاعتدال من الجلوس.
• التضيق الشوكي (Spinal Stenosis): تتعرّض الأعصاب في الحبل الشوكي للضغط أحيانًا بسبب التراكيب العظمية فيه، ممَّا يُسفر عنه ألمًا غالبًا ما يظهر في كِلتا الساقين والفخذين، وربما الشعور بتنميل وثقل فيهما، وغيرها من المشكلات.
• الجلطة الدماغيّة، التي قد تسبِّب ألمًا في الفخذ، والذي عادةً ما يصاحبه شعور بالتنميل والوخز وضعف عضلي مفاجيء.
• الخثرة الدموية: وجودها في الفخذ أو الساق قد يسبِّب ألم الفخذ، وربما تكون مصحوبة بالاحمرار، والانتفاخ، والدفء، وغير ذلك من الأعراض التي تستدعي الرعاية الطبية العاجلة.

كيف يمكن التخفيف من ألم فوق الركبة؟

توجد مجموعة من الطرق التي ربما تساعد على تخفيف الألم الذي يشعر به الفرد فوق الركبة، والتي لا تغني بالطبع عن العلاج الطبي الذي يوصي به الطبيب في حالات معينة، ومن هذه الطرق نذكر الآتي:^[٦][٢]

• الحصول على القدر الكافي من الراحة، وتجنب الأنشطة التي تزيد من شِدة الألم.
• وضع كمادات باردة على منطقة الألم، مع الحرص على تجنب وضع الثلج مباشرةً على الجلد.
• رفع الساق المصابة على وسادة للمساعدة على تقليل التورم والانتفاخ فيها.
• تناول مسكنات الألم التي يمكن صرفها دون الحاجة لوصفة طبية، مثل: الآيبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen)، ولكنْ يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أيّ دواء لمعرفة الجرعة المناسبة، وتداخلاته مع الأدوية الأخرى، وغيرها من الأمور.
• لف الركبة بضماد، مع الحرص على عدم شده بقوة.
• تدليك المنطقة المحيطة بالركبة بلطف، بهدف تخفيف الشدّ العضلي والألم.
• عمل بعض تمارين الإطالة البسيطة في حالات التهاب أوتار خلف الركبة، فهذا يساعد على تدفق الدم للأوتار، وتسريع تعافيها.
• التخفيف من وزن الجسم، لتقليل الضغط المؤثر على مفصل الركبة.^[٤]
• ممارسة الأنشطة التي لا تؤثر بضغط وقوة على الركبة.^[٤]

ما هي طرق علاج ألم فوق الركبة؟

يعتمد العلاج على سبب حدوث الألم، وهذا يفسِّر ضرورة مراجعة الطبيب لتشخيص المشكلة ومعرفة العلاج الأنسب، وفي الآتي بعض الأمثلة على طرق علاج حالات ألم فوق الركبة:

• علاج التهاب الأوتار: في الحالات التي لا تُجدي فيها الطرق السابقة نفعًا، أو في حالات الألم الشديد، أو تِلك التي يتكرَّر فيها الألم باستمرار، قد يلجأ الطبيب لإعطاء المصاب حقنة من الكورتيزون في الوتر لتخفيف الألم مؤقتًا، لفترة لا تتجاوز عِدة أسابيع، وربما يوصِي الطبيب بالعلاج الجراحي، أو بالعلاج الفيزيائي على يد متخصِّص بالعلاج، في الحالات المزمنة من الألم.^[٢]
• علاج التهاب التجويف الكيسي في الركبة: قد يصِف الطبيب المضادات الحيوية في حالات العدوى البكتيرية التي سببت الالتهاب، إلى جانب احتمالية الخضوع للعلاج الفيزيائي، أمَّا في الحالات المستمرّة والشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأساسية، فيمكنه حينها اللجوء لحقن الكورتيزون الموضعيّة، أو شفط السائل المتراكم، أو حتى الجراحة.^[٦]
• علاج التهاب المفصل: قد يوصِي الطبيب في علاجه لالتهاب المفاصل استخدام أنواع مختلفة من الأدوية، كالمسكنات، والكورتيزون، وأدوية خاصة لحالات التهاب المفاصل الروماتويدي تعرف بالأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة لسير المرض أو بالاختصار (DMARDs)‏، أو غيرها من الأدوية، وقد يكون الخيار الجراحي مطروحًا في الحالات التي يستمرّ فيها الألم ولا يبدي تحسنًا مع العلاجات الأخرى، وبدأ هذا الألم يؤثر على نوعية الحيّاة، وإعاقة إنجاز المهام.^[٤]

هل يسبب الركض ألم فوق الركبة؟

لا شكّ في أنّ الركض قد يكون سببًا في حدوث ألم فوق الركبة، إذْ إنَّ معظم الحالات التي تُصاحب هذا الألم ناجمة عن الضغط المتكرّر على هذا المفصل، وفرط استخدامه، كما في حالة اتّخاذ الركض رياضة مستمرة ومتكرِّرة، فمع الوقت ومع تكرار استخدام الركبة وعضلاتها أثناء الركض، قد يُعاني الفرد من التهاب الأوتار في باطن الركبة، أو التهاب التجويف الكيسي،^[٢][٣] أو خشونة الركبة، أو غيرها من المشكلات الناجمة عن الضغط المستمر والمتكرر،^[٤] والتي من شانها أنْ تسبب الألم، ومن هنا جاء مصطلح ركبة العدّاء (Runner's knee)، والذي يعبّر عن الألم في منطقة الركبة وما حولها، غالبًا نتيجة فرط استخدام الركبة، في ممارسة رياضة الركض مثلًا، أو غيرها من الرياضات المماثلة.^[٧]

المراجع

1. ↑ Jacob Clarke (2019-03-31), "What Causes Pain Above Your Knee?", healthline, Retrieved 2020-11-15. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث} Zawn Villines (2019-04-09), "What to know about hamstring tendonitis", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-15. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "Knee bursitis", mayoclinic, Retrieved 2020-11-15. Edited.
4. ^ ^{أ ب ت ث ج} "Arthritis of the Knee", orthoinfo, Retrieved 2020-11-15. Edited.
5. ↑ Brett Sears, "Causes of Thigh Pain", verywellhealth, Retrieved 2020-11-15. Edited.
6. ^ ^{أ ب} "Knee bursitis", mayoclinic, Retrieved 2020-11-15. Edited.
7. ↑ Maureen Donohue, "Runners Knee", healthline, Retrieved 2020-11-15. Edited.