ألم في القفص الصدري

كتابة:

ألم في القفص الصدري

يتّصف القفص الصدري بأنه التركيب الهيكلي الذي يتألف من الضّلوع والفقرات الصّدرية وعظمة القص والغضاريف الضّلعية التي تصل الضلوع بالقص[١]، إذ تتجمَّع العظام العلوية للظهر مع عظام الصدر لتكوين هذا القفص القوي المحيط بالأعضاء الصّدرية الحيوية المهمة؛ كالرئتين، والقلب. كما ترتكز عظام الرأس والكتفين والرقبة والذراعين على جذع الجسم من خلاله، بالإضافة إلى العضلات المُحرِّكة للرأس والذراعين المرتبطة بهذه العظام، إلى جانب دعمه الجزء العلوي من الجسم من خلال العظام والمفاصل الصدرية، أما بالنسبة لضلوع القفص الصدري فهي اثنا عشر زوجًا تمتدّ من الفقرات الصدرية باتجاهٍ جانبيّ وإلى الأمام حتى تجتمع عند عظمة القصّ المسطَّحة أو قربها، ويُذكَر أنّ أزواج الضلوع السبعة العلوية ترتبط بالقص مباشرةً من خلال الغضاريف الضلعية؛ لذا فإنها تُدعَى الضلوع الحقيقية، أما الأزواج الخمسة السفلية فإنها لا ترتبط بالقص مباشرةً لذا فإنها تُدعَى الضلوع الكاذبة، كما أنّ هناك زوجَين فرعيين من الضلوع الكاذبة؛ وهما: الضّلوع الطافية أو الضلوع العائمة رقم 11 و12، إذ لا ترتبط هذه الضّلوع بالقصّ مطلقًا وإنما تُكوِّن مفاصل مع الفقرات الصدرية، بالإضافة إلى ذلك فإنّ الضّلوع كلها تدور حول الصّدر لحماية القلب والرئتين من القوى الخارجية ومن كل الجوانب، كما ترتبط العضلات بين الضلوع والحجاب الحاجز اللازمين للتنفُّس بالضّلوع. أما الاثنتا عشرة فقرة صدرية فإنها توجد أسفل الفقرات العنقية وأعلى الفقرات القطنية في العمود الفقري، وتتميز عن غيرها بأنها الفقرات الوحيدة التي تُكوِّن مفاصل مع الضّلوع، إذ يرتبط كل زوج ضلعي بأحد هذه الفقرات من طرفها الخلفي.[٢] أمّا بشأن الألم الحاصل في منطقة القفص الصدري أو بالقرب منها فإنه ينتج عند تأثير أية إصابة في أحد مكوناته؛ بما فيها: الغضاريف أو العظام أو الأعضاء المجاورة له[٣]، ويُوصَف بأنه الاحساس بألم حاد أو غير حاد في منطقة الصدر أو تحتها أو فوق السُّرة من الجانبين قد ينتج بعد إصابةٍ ظاهرة أو من أسباب غير واضحة، كما قد تؤدي عدة مسبِّبات إلى حدوثه، وتتفاوت هذه المُسبِّبات ابتداء من شد العضلات إلى كسور الضلوع، وقد يظهر الألم بعد حدوث الإصابة مباشرةً أو قد يتطوّر تدريجيًا بمرور الزمن، كما قد يكون مؤشرًا إلى وجود مشاكل ضمنية، لذا يتوجب إخبار الطبيب حالًا عند الشعور بألم القفص الصدري غير معروف الأسباب.[٤]


أسباب ألم في القفص الصدري

هناك عدد من بعض الأسباب العامة المؤدية إلى الشعور بآلام القفص الصدري:[٣]

  • التعرُّض للإصابات، تُعدّ إصابات الصّدر النّاتجة من السقوط أو الاحتكاكات الرياضية أو الحوادث المرورية من أكثر مسببات آلام القفص الصدري انتشارًا، ومنها شَعر الضلوع، أو كسورها، أو كدماتها، أو شدّ العضلات، وعادةً ما تُستخدم الأشعّة السّينية في تشخيص الألم الناتج من الإصابات لتمييز كسور العظام وشَعرها، كما يُستدلّ على تلف الأنسجة الرخوة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي أو غيرها من طرق الفحص.
  • التهاب الغضاريف الضلعية، تنتج هذه الحالة من وجود التهاب في غضاريف القفص الصدري، وعادةً ما يصيب الغضاريف التي تربط الضلوع العلوية بالقص، ويتفاوت الألم الحاصل من الالتهاب من صورته البسيطة إلى الحادة، ويُصنَّف الشعور بالألم عند ملامسة الصدر من ضمن أعراضه، وتتسبَّب حالات الألم الحادة في انتشار الألم للأسفل باتجاه الأطراف، أو في اعتراض تحرُّكات الحياة اليومية، ويُذكَر أنّ بعض حالات الالتهاب قد تزول من دون أي علاج، بينما تستلزم بعض الحالات الأخرى اللجوء إلى المداخلات الطبية.
  • السرطان، تتضمن أعراض سرطان الرئة وجود ألم في الصدر أو القفص الصدري يتفاقم عند السعال أو التنفُّس بعمق أو حتى عند الضّحك، إلى جانب ضيق النفس، أو سعال الدم، أو البلغم، وغيرها، كما قد ينتج ألم القفص الصدري أو الصدر من الإصابة بالسرطان المنتشر للرئتين، وهذه الحالة خطيرة، ويُذكَر أنّ إمكانية شفاء سرطان الرئة أفضل في مراحله الأولى، مما يوضّح ضرورة التدخل في وقت مبكّر.
  • الألم العضلي التليفي.
  • التهاب الجَنبة أو البرسام.
  • الانصمام الرئوي.
  • تورُّم الغضاريف الضلعية.[٤]
  • المعاناة من التشنُّجات العضلية.[٤]
  • المعاناة من أحد الأمراض التي تؤثر في العظام؛ مثل: هشاشة العظام.[٤]


علاج ألم القفص الصدري

يُعالَج ألم القفص الصدري وفقًا لمُسبِّباته، وفي ما يلي بعض الأمثلة التوضيحية:[٤]

  • وضع الكمادات الضاغطة الباردة على المكان المُعرّض للإصابة الطفيفة المؤدية إلى الشعور بألم يشبه الكدمات أو الشدّ العضلي؛ ذلك لتخفيف التورُّم الحاصل، كما تُتناول مسكّنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية إذا كان الألم بليغًا؛ مثل: مسكِّن الأسيتامينوفين.
  • قد يصف الطبيب أدويةً أخرى إذا لم يقلّ الألم الناتج من الإصابة باستخدام المُسكِّنات السابقة، ذلك إلى جانب استخدام اللُّفافة الضّاغطة المرنة التي تُلَف لتحيط بالصدر؛ إذ إنّها تُبقي المكان مشدودًا لتجنُّب ازدياد الألم والتعرُّض لإصابات إضافية، ورغم ذلك فإنّ الحالات التي تستلزم استخدامها نادرة؛ بسبب صعوبة التنفُّس الناتجة من الشد، كما أنّها قد تزيد إمكانية حدوث الالتهاب الرئوي.
  • يحدد الطبيب الخيارات العلاجية في حالة الألم الناتج من الإصابة بسرطان العظام وفقًا لنوع السرطان ومنشئه، إذ يُحدَّد أصل السرطان في ما إذا نشأ في الضّلوع أو انتشر إليها من مكان آخر في الجسم، وقد يشير الطبيب لإمكانية أخذ خزعة أو اللجوء إلى الجراحة لانتزاع الكتل غير الطّبيعية النامية، كما أنه قد يقرِّر تقليص هذه الكتل عن طريق العلاج الإشعاعي أو الكيميائي إذا كانت الإزالة الجراحية خطيرةً أو مستحيلةً، وبعد تصغيرها للحجم الكافي تُزال بالجراحة.


المراجع

  1. William C. Shiel Jr., MD, FACP, FACR (11-12-2018), "Medical Definition of Rib cage"، www.medicinenet.com, Retrieved 31-7-2019. Edited.
  2. Tim Barclay, PhD (3-7-2018), "Bones of the Chest and Upper Back"، www.innerbody.com, Retrieved 31-7-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Jayne Leonard (27-6-2017), "Rib cage pain: Six possible causes"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 31-7-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج April Kahn (29-4-2019), "What Causes Rib Pain and How to Treat It"، www.healthline.com, Retrieved 31-7-2019. Edited.
4445 مشاهدة
للأعلى للسفل
×