أمثلة على المفعول المطلق

كتابة:
أمثلة على المفعول المطلق

أمثلة على استخراج المفعول المطلق وبيان نوعه

إن النحاة قد سموا المفعول المطلق بهذا الاسم لأنه يصدقُ المفعول عليه غير مقيد بحرف جر خلافًا لغيره من المفعولات[١]، وقد عرَّفوه اصطلاحًا بقولهم هو المصدر الفضلة المسلّطُ عليه عامل من لفظه أو من معناه، وقد ينوب عنه غيره فمثال كونه قد سُلِّطَ عليه عامِلٌ من لفظه قولُ ربنا: {وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}.[٢]

فالعامل هنا هو الفعل "كلم"، والمفعول المطلَق هنا هو "تكليمًا"، ومثال كونه قد سُلِّطَ عليه عامِلٌ من معناه كقولنا: جلست قعودًا فالعامل هنا هو الفعل "جلس"، والمفعول المطلَق هنا هو "قعودًا"، ومثال ما ينوةب عنه غيره كقول ربنا: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً}.[٣]

فالعامل هنا هو الفعل "اجلد"، ونائب المفعول المطلَق هنا هو"ثمانين".[٤]


فوائد استخدام المفعول المطلق

والمفعول المطلق يأتي في كلام العرب وقد يراد به عدة فوائد، منها التوكيد، وضابطه أن يكون مصدرا منكَّرًا غير موصوف ولا مضاف ولا مختوم بتاء الوَحْدة ولا مثنى ولا مجموع، كقوله تعالى: {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[٥]، ومنها بيان النوع، وضابطه أن يكون موصوفًا أو مضافًا، كقوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ[٦]

وبيان العدد، وضابطه أن يكون مصدرًا مختومًا بتاء الوَحْدة  أو علامة تثنية أو علامة جمع، وكقوله تعالى: {فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}[٧]، وسيأتي -إن شاء الله- بيان كل هذا وأكثر فيما نستقبل من الأمثلة.[٨]

استخرج المفعول المطلق من الجملة التالية مبينًا نوعه:

  • ضربت اللص ضربًا: للتوكيد.
  • سافرت سفرَ القدماء: لبيان النوع.
  • أكل الطفل أكلَتَينِ: لبيان العدد.
  • فهمت الدرس فهمًا: للتوكيد.
  • نمت نومَتَينِ: لبيان النوع.
  • ضرب خالد سالمًا ضرباتٍ: لبيان العدد.
  • قال تعالى: { وَعَرَضنا جَهَنَّمَ يَومَئِذٍ لِلكافِرينَ عَرضًا}.[٩]: للتوكيد.
  • قال تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا}.[١٠]: لبيان النوع.
  • قال تعالى: {فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}.[٧]: لبيان العدد.
  • قال تعالى: {وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}.[١١]: لبيان النوع.
  • قال المتنبي:

تَمَلَّكَها الآتي تَمَلُّكَ سالِبٍ

وَفارَقَها الماضي فِراقَ سَليبِ[١٢]

لبيان النوع

  • قال المتنبي:

إِنّي دَعَوتُكَ لِلنَوائِبِ دَعوَةً

لَم يُدعَ سامِعُها إِلى أَكفائِهِ[١٣]

لبيان العدد 
  • جلستُ قعودًا بعد أن تعبت من الوقوف: للتوكيد.
  • قال علي بن أبي طالب:

أَكيلُكُم بِالسَيفِ كَيلَ السَندَرَه

أَضرِبُكُم ضَرباً يَبينُ الفَقَرَه[١٤]

للتوكيد.

تنبيه قد يكون عامِلُ المفعول المطلق فعلًا كما تقدم في كل الأمثلة السابقة، وقد يجيء مصدرًا، ومنه قوله تعالى: {قالَ اذهَب فَمَن تَبِعَكَ مِنهُم فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُم جَزاءً مَوفورًا}[١٥]، فكلمة "جزاءً" هي مفعول مطلق، والعامِلُ فيها هي كلمة "جزاؤكم"، وهي مصدر كما ترى.

ومنه قولنا أيضًا: تألمت من ضربك لي ضربًا مبرحًا. فإن كلمة "ضربًا" هي المفعول المطلق، والعامِلُ فيها هي كلمة "ضربك". وقد يكون عامِل المفعول المطلق وصفًا، ونقصد به أسماء الفاعلين وأسماء المفعولين، ومنه قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ﴿١ فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}[١٦].

فكلمة "صفًا" هي مفعول مطلق، والعامِلُ فيها هي كلمة "صافات"، وهي اسم فاعل، وكلمة "زجرًا" مفعول مطلق، والعامِلُ فيها هي كلمة "زاجرات"، وهي اسم فاعل.[١٧]


أمثلة على إنشاء جمل محتوية على المفعول المطلق

إن صياغة المفعول المطلق في جمل تكون بناء على الفائدة المرادة، فإن أردناه للتوكيد فيجب أن يكون مصدرًا منكَّرًا غير موصوف ولا مضاف ولا مختوم بتاء الوَحْدة ولا مثنى ولا مجموع، وإن أردناه لبيان النوع فيجب أن يكون موصوفًا أو مضافًا.[٨].

وإن أردناه لبيان العدد فيجب أن يكون مصدرًا مختومًا بتاء الوَحْدة أو علامة تثنية أو علامة جمع وبيان ذلك في الأمثلة التالية:[٨].

  • كتبت المقال كتابة ماهرة. جاء موصوفا، فلذلك هو لبيان النوع.
  • مشيت إلى المسجد مشيًا. جاء منكَّرًا غير موصوف ولا مضاف ولا مختوم بتاء الوَحْدة ولا مثنى ولا مجموع، فلذلك هو للتأكيد.
  • سجدت شكرا لله سجدتَينِ. جاء معه علامة تثنية، فلذلك هو لبيان العدد.
  • درست سلمى على الامتحان دراسةَ المجتهدين. جاء مضافا، فلذلك هو لبيان النوع.
  • زرع جعفر الأرض زراعة. جاء منكَّرًا غير موصوف ولا مضاف ولا مختوم بتاء الوَحْدة ولا مثنى ولا مجموع، فلذلك هو للتأكيد.
  • ركع المصلي ركعاتٍ بين العشائين. جاء معه علامة الجمع، فلذلك هو لبيان العدد.
  • زوَّجت ابنتي مريم زواجًا مباركًا. جاء موصوفا، فلذلك هو لبيان النوع.
  • سجَّلت في الجامعة الإسلامية العالمية تسجيلًا. جاء منكَّرًا غير موصوف ولا مضاف ولا مختوم بتاء الوَحْدة ولا مثنى ولا مجموع، فلذلك هو للتأكيد.
  • خطوت إلى الأمامِ خطوتَينِ. جاء معه علامة تثنية، فلذلك هو لبيان العدد.
  • لقد قبَّلتْ عائشةُ اليتيمَ تقبيلَ الأم. جاء مضافا، فلذلك هو لبيان النوع.
  • إنَّ المهمِلَ إهمالَ الكسالى سيندم. جاء مضافا، فلذلك هو لبيان النوع.

تنبيه: قد نص جلة من المحققين على أن المفعول المطلق الذي يبين النوع ويبين العدد كلاهما أيضا يفيد التوكيد، وإنما عبَّرنا عن كل نوع بما يميزه، فيصح إذن أن نقول في كل أمثلة المفعول المطلق إنها تفيد التوكيد.[١٨]

تنبيه: قد تحذف العربُ العاملَ الذي يعمل في المفعول المطلق، وهو كثير مستعمل في كلامهم وأشعارهم، وفي القرآن الكريم، ومن أمثلة ذلك:[١٧]

  • قال تعالى: { قُل هـذِهِ سَبيلي أَدعو إِلَى اللَّـهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني وَسُبحانَ اللَّـهِ وَما أَنا مِنَ المُشرِكينَ}[١٩]: مفعول مطلق لفعل محذوف.
  • قال تعالى: {قالَ مَعاذَ اللَّـهِ إِنَّهُ رَبّي أَحسَنَ مَثوايَ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظّالِمونَ}[٢٠]: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أعوذ.
  • قال صلى الله عليه وسلم: {عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ}[٢١]: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أعجب.
  • قال إبراهيم طوقان:

عَجَباً لِقَومي مَقعدين وَنَوّماً

وَعَدوهم عَن سَحقهم لا يَنثَني[٢٢]

مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أعجب.


أمثلة أكمل الفراغ على المفعول المطلق

أكمل الفراغ في الجمل التالية بالمفعول المطلق المناسب:

  • ساعد التلميذ المعلمَ ..... طيبةً. (مساعدةً)
  • قرأ الطالب الكتاب ..... . (قراءةً)
  • هل كنت تمشي ...... الأسدِ؟ (مشيَ)
  • نقَّط المحرر المخطوطة ....... متتاليةً. ( تنقيطاتٍ)
  • ساهم المحسِن في بناء المسجد ........ . (مساهمةً)
  • سارع الصالح إلى إماطة الأذى عن الطريق ....... . (مسارعةً)
  • عجبتُ من أم تربي أولادها ........ سيئةً. (تربيةً)
  • عسى أن يفوز حسامٌ ........ ساحقًا. (فوزًا)
  • هاجرَ المسلمون إلى بلادنا ........ السابقين. (هجرةَ)
  • استقبلتُ الضيف ........ حاتمٍ الطائي. (استقبالَ)
  • ........ بالعصا على أشيائهم. (ضربًا)
  • سعيُك ....... متواصلًا يجعلك قويًا. (سعيًا)
  • إنَّ الدارِسَ ....... مثابرةً ناجِحٌ. (دراسةً)


أمثلة صح وخطأ على المفعول المطلق

احكم على المفعول المطلق في الجمل التالية بالصحة أو الخطأ معلِّلا سبب الخطأ:

  • قال تعالى: { وَتَرَكنا بَعضَهُم يَومَئِذٍ يَموجُ في بَعضٍ وَنُفِخَ فِي الصّورِ فَجَمَعناهُم جَمعًا}[٢٣]: صحيح.
  • اشتريت لك خاتمًا: خطأ؛ لأنه ليس مصدرًا وليس عامله من لفظه، والصواب: اشتريت لك خاتمًا اشتراءً.
  • قال تعالى: { أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}[٢٤]: صحيح.
  • ضربتك عدة ضرباتٍ: خطأ؛ لأن المفعول المطلق يأتي منصوبًا لا مجرورًا، والصواب: ضربتك ضرباتٍ عدةً.
  • قال تعالى: { فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ ﴿٢٤ أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا }[٢٥]: صحيح.
  • أطعمتك أكلًا لذيذًا: خطأ، لأن عامله ليس من لفظه، والصواب: أطعمتك إطعامًا لذيذًا.
  • قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}[٢٦]: صحيح.
  • سافر الرحالة إلى السفرالبعيد: خطأ؛ لأن المفعول المطلق يأتي منصوبًا لا مجرورًا، والصواب: سافر الرحالة سفرًا بعيدًا.
  • أصلح أبي السيارة إصلاحًا متقنًا: صحيح.
  • جلس الضيف جلستين متتاليتين: صحيح.
  • قتل المحاربُ العدوَّ رميًا بالرَّصاصِ: خطأ؛ لأن عامله ليس من لفظه، والصواب: قتل المحاربُ العدوَّ قتلًا بالرَّصاصِ.
  • قال تعالى: {مَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا}[٢٧]: صحيح.
  • كانَ اللاعبُ لعِبًا قويًا فائزا: صحيح.
  • ركضًا إلى المدرسةِ لعلك تصل: صحيح.

تنبيه: قد ينوب عن المفعول المطلق نائب فيأخذ حكمه من حيث النصب، ويُسمى حينئذ "نائب عن المفعول المطلق"، وله أنواع وأحوال ليس هذا مقام بيانها.[٢٨]


أمثلة على إعراب المفعول المطلق

أعرب المفعول المطلق فيما يلي من الأمثلة إعرابًا تامًّا:

  • كسرتُ السيارة كسرًا محطِّمًا: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • قال تعالى: {رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ}[٢٩]: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
  • قال ابن المقرب العيوني:

ذَريني فَضَرباً بِالمَهَنَّدَةِ البُترِ

وَلا لَومَ مِثلي يا أُمَيمُ عَلى وَترِ[٣٠]

ضربًا: مفعول مطلق لفعل محذوف منصوبٌ وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

  • قمت وقوفًا حينما دخل علينا: مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

إذا تقرر هذا فإن المفعول المطلق يكون دائمًا منصوبًا لتأكيد أو بيان عدد أو بيان نوع، وعاملُهُ من لفظه أو معناه، وقد يكون فعلًا أو مصدرًا أو صفة مشبهة، وقد يكون محذوفً

المراجع

  1. ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، صفحة 141. بتصرّف.
  2. سورة النساء، آية:164
  3. سورة النور، آية:4
  4. ابن هشام الأنصاري، قطر الندى وبل الصدى، صفحة 426. بتصرّف.
  5. سورة النساء، آية:65
  6. سورة القمر، آية:42
  7. ^ أ ب سورة الحاقة، آية:14
  8. ^ أ ب ت ابن هشام الأنصاري، شرح شذزر الذهب في معرفة كلام العرب، صفحة 208. بتصرّف.
  9. سورة الكهف، آية:100
  10. سورة الفتح، آية:1
  11. سورة الأحزاب، آية:33
  12. "لا يحزن الله الأمير فإنني"، ديوان.
  13. "القلب أعلم يا عذول بدائه"، ديوان.
  14. "أنا الذي سمتني أمي حيدره"، ديوان.
  15. سورة الإسراء، آية:63
  16. سورة الصافات، آية:1-2
  17. ^ أ ب خالد عبد العزيز، النحو التطبيقي، صفحة 411.
  18. خالد عبد العزيز، النحو التطبيقي، صفحة 405.
  19. سورة يوسف، آية:108
  20. سورة يوسف، آية:23
  21. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صهيب الرومي، الصفحة أو الرقم:2999.
  22. "خطر المسا بوشاحه المتلون"، الديوان.
  23. سورة الكهف، آية:99
  24. سورة المزمل، آية:4
  25. سورة عبس، آية:24-25
  26. سورة الأحزاب، آية:41
  27. سورة نوح، آية:9
  28. مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 507-508.
  29. سورة محمد، آية:20
  30. "ذريني فضرباً بالمهندة البتر"، ديوان.
7016 مشاهدة
للأعلى للسفل
×