مد الصلة الكبرى
مد الصلة الكبرى: هو صلة هاء الضمير أي هاء الكناية المتحركة والواقعة بين متحركين بياء مدية حال كونها مجرورة، وبواو مدية حال كونها مضمومة، على أن يأتي بعدها همزة قطع، لذا فإنّ هذا المد لا يتحقق إلّا بثلاثة أمور: أوّلهما؛ أن تكون هاء الكناية متحركة بضم أو كسر، وثانيهما؛ أن يكون الحرف الواقع قبل هاء الكناية وبعدها متحرك، وثالثها؛ أن يأتي بعد هاء الكناية همزة قطع، أمّا مقدار مد الصلة الكبرى فإنّه يُمدّ حال الوصل بمقدار أربع إلى خمس حركات لكونه من أنواع المد الجائز المنفصل، وأمّا حال الوقف فلا مد في الهاء لكونها ليست من حروف المد، وذلك على خلاف المد الجائز المنفصل الذي يمد وقفاً حركتين، وممّا تجدر الإشارة إليه أمرين:[١][٢][٣]
- أوّلهما: أنّ علامة الضبط المتعلقة بمد الصلة الكبرى هي مجيء حرف واو صغير بعد هاء الكناية وفوق الواو علامة المد حال كون الهاء مضمومة، أمّا إن كانت مجرورة فيأتي حرف ياء صغير بعدها وفوق الياء علامة المد.
- ثانيهما: أنّ الهاء في اسم الإشارة "هذه" تلحق بهاء الكناية فتمدّ مد صلة كبرى بمقدار أربع إلى خمس حركات إذا جاء بعدها همزة قطع نحو: "هذه أمتكم".
أمثلة على مد الصلة الكبرى
فيما يأتي جدول يوضح بعض الأمثلة على مد الصلة الكبرى:
الآية القرآنية | الصلة بواو أو ياء | السبب |
(يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ)[٤] | الصلة بواو | صلة هاء الكناية بواو لكونها مضمومة |
(عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ)[٥] | الصلة بواو | صلة هاء الكناية بواو لكونها مضمومة |
(وَقالوا هـذِهِ أَنعامٌ وَحَرثٌ حِجرٌ لا يَطعَمُها إِلّا مَن نَشاءُ بِزَعمِهِم)[٦] | الصلة بياء | صلة هاء الكناية بياء لكونها مجرورة |
(وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ)[٧] | الصلة بياء | صلة هاء الكناية بياء لكونها مجرورة |
(وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا)[٨] | الصلة بياء | صلة هاء الكناية بياء لكونها مجرورة |
(أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)[٩] | الصلة بواو | صلة هاء الكناية بواو لكونها مضمومة |
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ)[١٠] | الصلة بياء | صلة هاء الكناية بياء لكونها مجرورة |
(فَمَن كانَ يَرجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعمَل عَمَلًا صالِحًا وَلا يُشرِك بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)[١١] | الصلة بياء | صلة هاء الكناية بياء لكونها مجرورة |
(وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ)[١٢] | الصلة بواو | صلة هاء الكناية بواو لكونها مضمومة |
الفرق بين مد الصلة الكبرى والصغرى
ينقسم مد الصلة في علم التجويد إلى قسمين: أولهما؛ مد الصلة الكبرى وقد أُشير مسبقاً إلى تعريفه، وثانيهما؛ مد الصلة الصغرى وهو صلة هاء الضمير أي هاء الكناية المتحركة والواقعة بين متحركين بياء مدية حال كونها مجرورة، وبواو مدية حال كونها مضمومة، على ألّا يأتي بعدها همزة قطع، ويظهر الفرق بين القسمين من خلال عدة أمور:[٢][١]
- مقدار المد: فمد الصلة الكبرى يُمد بمقدار أربع إلى خمس حركات، بينما مد الصلة الصغرى يُمد بمقدار حركتين لكونه يلحق بالمد الطبيعي.
- مصطلح الضبط: أُشير مسبقاً إلى مصطلح الضبط لمد الصلة الكبرى، أما مصطلح الضبط لمد الصلة الصغرى فهو أن يأتي حرف واو صغير بعد هاء الكناية حال كونها مضمومة، وحرف ياء صغير بعدها حال كونها مجرورة.
- همزة القطع بعد هاء الكناية: يشترط لمد الصلة الكبرى أن يأتي بعد هاء الكناية همزة قطع، وذلك على خلاف مد الصلة الصغرى التي لا يشترط لها ذلك.
المراجع
- ^ أ ب ابراهيم الجرمي، معجم علوم القرآن، صفحة 253-254. بتصرّف.
- ^ أ ب فريال العبد، الميزان في أحكام تجويد القرآن، صفحة 178. بتصرّف.
- ↑ "نوع وحكم الهاء في: هذه جهنم- هذه أمتكم"، اسلام ويب، 26-12-2005، اطّلع عليه بتاريخ 27-1-2022. بتصرّف.
- ↑ سورة الهمزة، آية:3
- ↑ سورة التحريم، آية:5
- ↑ سورة الانعام، آية:138
- ↑ سورة البقرة، آية:255
- ^ أ ب سورة النساء، آية:92
- ↑ سورة آل عمران، آية:83
- ↑ سورة الروم، آية:20
- ↑ سورة الكهف، آية:110
- ↑ سورة الانعام، آية:84
