أمراض الجلد الفيروسية

كتابة:
أمراض الجلد الفيروسية

ما هو الفيروس

الفيروس هو كائن ميكروبي أصغر من البكتيريا، ولا يستطيع العيش أو النّمو بمفرده، فهو يحتاج الخلايا الحيّة حتى ينمو ويتكاثر، والفيروس يغزو الخلية الطبيعية ويستخدم موادها الداخلية التي تبقيها على قيد الحياة وتساعدها في الانشطار، وبذلك تنشطر الخلية بعدد من الأخطاء أو الطفرات، ممّا يؤدّي إلى جعل الفيروس يتغير من شخص إلى آخر لتتشكّل سلالات جديدة من الفيروس غير معروفة مسبقًا، ممّا يجعل علاجه صعبًا وفي بعض الحالات مستحيلًا، ويمكن للفيروس أن يصيب أعضاء متنوعة من الجسم مسبّبًا أمراض الجلد الفيروسية وأمراض الكبد الفيروسية وغيرها.[١]

أعراض أمراض الجلد الفيروسية

تختلف أعراض أمراض الجلد الفيروسية باختلاف العامل المسبّب، فمنها ما يسبّب أعراضًا غير شديدة ومنها لا يكون عرضيًا بالمطلق، ومنها ما يتظاهر بأعراض شديدة قد تستدعي الاستشفاء، وتختلف الأعراض كذلك بالحالة الصحية العامّة للمريض وعمره ومناعته، ومن الأعراض الجلدية الأشيع للإنتانات الفيروسية الاحمرار والطّفح، كما يمكن أن تتظاهر الحالة بالحكّة والألم والإيلام -أو الألم عند اللّمس أو الضغط-، ويمكن للإنتان الفيروسي أن يتبعه إنتان جرثومي، وهذا ما يُدعى بالإنتان الجرثومي الثانوي، حيث يجب زيارة الطبيب في حال ملاحظة ظهور البثور التي تحوي قيحًا في مناطق واسعة من الجسم، أو عندما لا تتحسّن الأعراض مع الوقت، هذا ويجب التنويه إلى أن الفيروسات التي تسبّب أمراض الجلد الفيروسية قد تنتشر إلى الدوران الدّموي مما قد يودي بحياة المريض، ومن الأعراض والعلامات الشّديدة للإنتانات الجلدية ما يأتي: [٢]

أسباب أمراض الجلد الفيروسية

تحدث الأعراض في أمراض الجلد الفيروسية نتيجة لسببين رئيسين وهما: ردّة فعل الجسم والبشرة تجاه الفيروس، أو تخريب الفيروس لخلايا الجلد، ففي حالة مرض الحصبة على سبيل المثال، يتعرّف الجسم على الفيروس أثناء مسيره في السبيل الدّموي، فتصدر الخلايا المناعيّة بعض المواد الكيميائية التي تساعد في قتل الفيروس، إلّا أنّ هذه المواد تسبّب أيضًا التهابًا يظهر على أشدّه على الجلد ويتظاهر بالطفح المعروف للحصبة، أمّا في حالة داء القوباء المنطقية -أو الحلأ النّطاقي-، يتم نكس الفيروس أو إعادة تفعيله بعد كونه كامنًا في العقدة العصبية، ممّا يؤدّي إلى سير الفيروس على مسار العصب وإحداث الأعراض على مسير العصب المصاب، ومن الفيروسات الأخرى التي تلعب دورًا في إحداث الأعراض الجلدية ما يأتي: [٣]

هذا ويمكن لهذه الفيروسات أو بعض أنواعها أن تنتقل عبر الرذاذ التنفّسي أو قطرات الماء الموجودة في الهواء، أو عبر التماس المباشر مع لعاب المرضى، ومن أكثر الفيروسات الجلدية إحداثًا للعدوى فيروسات الحصبة والحصبة الألمانية والحُماق، حيث يمكن لهذه الفيروسات أن تكون معدية حتّى قبل ظهور الطفح، كما في حالة فيروس الحصبة الألمانية الذي يمكن أن يسبّب العدوى قبل أسبوع من ظهور الطفح، وعادة ما تبقى هذه الفيروسات معدية بعد أسبوع كامل من زوال الأعراض، ويمكن لبعض الفيروسات أيضًا أن تنتقل عن طريق البعوض أو الحشرات القارضة أو الذباب، من هذه الفيروسات: فيروس الزيكا وفيروس غرب النيل. [٣]

تشخيص أمراض الجلد الفيروسية

لا يمكن للفيروس العيش بدون الخلية الطبيعية، لذلك فهو من الصعب عزله وزرعه كما يتم تشخيص الجراثيم، والفيروس أصغر بكثير من البكتيريا ولا يمكن رؤيته بالمجاهر التقليدية، ويصعب أحيانًا التفريق بين الإنتان الفيروسي والجرثومي [٤]، لذلك يتم الاعتماد في تشخيص المرض بشكل رئيسي على الأعراض وعلى صفات وأوقات ظهور هذه الأعراض ومكان توضّعها في جسم المريض، وقد يسأل الطبيب عن الحالة العامّة للمريض وعن الإصابات المماثلة في العائلة، وغالبًا ما يكفي الفحص السريري لتشخيص أمراض الجلد الفيروسية ، إلا أن الطبيب قد يطلب بعض التحاليل كتعداد الدّم الكامل، وقد يطلب إجراء فحص مباشر تحت المجهر لمسحة من الآفة الجلدية. [٢]

علاج أمراض الجلد الفيروسية

تُشفى أمراض الجلد الفيروسية من تلقاء نفسها في الغالب، وبعكس الأمراض البكتيرية، لا تستجيب الفيروسات للمضادات الحيوية، لذلك يعتمد العلاج بشكل رئيس على تخفيف الأعراض وتحسين الحالة العامة، حيث يمكن تسريع الشفاء وتحسين حالة المريض بشرب الكثير من السوائل والسماح للجسم بالاسترخاء والراحة، وعند وجود الحمّى أو الآلام المنهكة للجسم يمكن تناول مسكّنات الألم التي تؤخذ بدون وصفة طبّية كالأسيتامينوفين -أو الباراسيتامول-، وعند وجود أعراض حاكّة يمكن تطبيق الضغط البارد أو غسولات الكالامين على المنطقة، ويجب تجنّب حك المنطقة قدر الإمكان لتجنّب حدوث الإنتان الجرثومي الثانوي، كما قد يصف الطبيب بعض الأدوية المضادة للفيروسات في علاج بعض الحالات الجلدية كداء المنطقة. [٣]

الوقاية من أمراض الجلد الفيروسية

بعض الحالات الجلدية لا يمكن الوقاية منها، إلّا أنّه يمكن اتّخاذ بعض الإجراءات التي قد تسهم في الوقاية من أمراض الجلد الفيروسية ، من هذه الإجراءات ما يأتي: [٥]

  • غسل اليدين بالصابون والماء بشكل متكرّر.
  • تجنّب مشاركة أواني الطعام وأكواب الشراب مع الآخرين.
  • تجنّب ملامسة الأشخاص ذوي الإنتانات الجلدية.
  • تنظيف الأشياء التي تكون في الأماكن العامّة قبل استخدامها، كالأجهزة في الصالات الرياضية على سبيل المثال.
  • عدم مشاركة الأدوات الخاصة كأغطية النوم وأمشاط الشعر وألبسة السباحة.
  • النّوم لمدّة سبع ساعات على الأقل كلّ يوم، فهذا يعزّز من مناعة الجسم.
  • شرب كمية كافبة من الماء.
  • تجنّب الضغوطات الجسدية والنّفسية.
  • تناول الوجبات الصحية.
  • تناول اللّقاحات المتوفّرة لبعض الأمراض الفيروسيّة كالحماق على سبيل المثال.

المراجع

  1. Medical Definition of Virus, , "www.medicinenet.com", Retrieved in 16-12-2018, Edited
  2. ^ أ ب Skin Infection: Types, Causes, and Treatment, , "www.healthline.com", Retrieved in 16-12-2018, Edited
  3. ^ أ ب ت Everything You Need to Know About Viral Rashes, , "www.healthline.com", Retrieved in 16-12-2018, Edited
  4. Bacterial vs. viral infections: How do they differ?, , "www.mayoclinic.org", Retrieved in 16-12-2018, Edited
  5. All About Common Skin Disorders, , "www.healthline.com", Retrieved in 16-12-2018, Edited
4461 مشاهدة
للأعلى للسفل
×