مفصل الركبة
تعد الركبة من أهم وأكبر المفاصل في جسم الإنسان وأكثرها تعقيدًا والأكثر قدرةً على تحمل الأوزان أيضًا، وتربط الفخد بعظمة الساق، وتكمن أهميتها في الدور المهم الذي تؤديه أثناء الحركة، سواءً خلال المشي أم الركض؛ نظرًا لوجود حويصلات مملوءة بالسوائل فيها تعطيها تلك السلاسة في الحركة، والتي تُشكل أسطح زلقةً للأوتار لتقليل قوة الاحتكاك أثناء تحريكها.[١][٢]
أمراض الركبة وأعراضها
تُصيب الركبة مجموعة من المشاكل أو الأمراض التي تنجم عنها آلام تتراوح في شدتها بين الخفيفة والمتوسطة إلى الشديدة باختلاف المُسبب. ومن أهم أعراض أمراض الركبة بصورة عامّة باختلاف المُسبب ما يأتي:[٣]
- تورم الركبة والشعور بتصلب فيها، وسماع صوت عند تحريكها، واحمرار المنطقة والشعور بحرارة عند لمسها.
- فقدان المرونة أثناء الحركة، كما توجد بعض الأعراض الأخرى التي تعد مؤشرًا على وجود حالة خطيرة، مثل: عدم قدرة الركبة على تحمل وزن الجسم، وعدم قدرة الشخص على ثني القدم أو بسطها، وتشوه الساق والركبة بصورة ملحوظة، والمعاناة من حمّى ترافق الشعور بآلام الركبة.
وتنقسم المشاكل التي تتعرض لها الركبة حسب المُسبب إلى إصابات الركبة، ومشاكل ميكانيكية، وأنواع التهاب المفاصل المختلفة، يمكن توضيحها كما يأتي:[٣]
- إصابات الركبة: تتنوع الإصابات التي يُمكن أن تتعرض لها الرّكبة، منها ما يأتي:
- الكسور: يمكن تعرض أي من العظام الموجودة في الركبة أو حولها للكسر وأكثرها شيوعًا عظمة رأس الركبة، وتحدث الكسور بسبب إصابة كبيرة، كالسقوط أو التعرض لحادث سيارة، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام فقد يحدث الكسر فقط عند السير في الطريق بطريقة خاطئة أو التعثر. [٤]
- قطع الرباط الصليبي الأمامي للركبة: يمتد الرباط الصليبي الأمامي قطريًا في مقدمة الركبة مُعطيًا ثباتًا للمفصل، وقد تكون إصاباته خطيرةً وتتطلب الجراحة، ويتم تصنيف إصاباته على مقياس من واحد إلى ثلاثة؛ التواء من الدرجة الأولى، وهو إصابة خفيفة، بينما تشير الدرجة الثالثة إلى تمزق كامل، وغالبًا ما تصيب هذه الحالة الرياضيين.[٤]
- تمزق الغضروف الهلالي: يعمل هذا الغضروف على امتصاص الصدمات بين عظمة الساق وعظمة الفخذ، ويمكن أن يتعرض للتمزُّق عند التواء الركبة فجأةً مع وضع وزن عليها.[٣]
- الالتهاب الكيسي: تسبب بعض إصابات الركبة حدوث التهاب في الحويصلات المليئة بالسائل في الركبة، والتي تحمي الجزء الخارجي منها، مما يُفقدها سلاسة الحركة. [٣]
- المشاكل الميكانيكية للركبة: تتضمن ما يأتي:
- الجسم الهائم: في بعض الأحيان يمكن أن تسبب إصابة العظام أو الغضاريف قطع أجزاء منها تطفو في مكان المفصل، وقد لا يُشكل ذلك مشكلةً ما لم يتدخل الجسم المفكوك في حركة مفصل الركبة. [٣]
- انفصال عظمة رأس الركبة: هو إصابة شائعة تستغرق عادةً حوالي 6 أسابيع للشفاء، وتحدث غالبًا بسبب ضربة أو تغيير مفاجئ في الحركة عند وضع الساق على الأرض، مثل ما يحدث أثناء ممارسة الرياضة أو الرقص.[٥]
- متلازمة الرباط الحرقفي الساقي: تحدث نتيجة ممارسة الأنشطة التي تتطلب ثني الركبتين بصورة متكررة، مثل: الركض، وركوب الدراجات في الجبال، والمشي لمسافات طويلة، مما يؤدي إلى تضيق وتوتر هذا الرباط مُحدثًا آلامًا شديدةً.[٦]
- أنواع التهاب المفاصل المختلفة: يعد التهاب المفاصل عمومًا من الأمراض الشائعة التي تصيب العظام والمفاصل، ويمكن أن يصاب الأشخاص من مختلف الأعمار بهذه الحالة. وأمراض المفاصل متعددة، لكن بعضها يكون أكثر تأثيرًا على الركبة، منها ما يأتي:
- الالتهاب المفصلي العظمي: يسمى أيضًا الفصال العظمي، وهو النوع الأكثر شيوعًا من التهاب المفاصل، ويؤدي إلى تآكُل في الركبة عندما تسوء حالة الغضروف فيها مع الاستخدام والتقدُّم بالعمر. [٣]
- التهاب المفاصل الروماتويدي: هو حالة من أمراض المناعة الذاتية يمكن أن يؤثر على أي مفصل في الجسم تقريبًا، بما في ذلك الركبتين، كما يُعد من أكثر أشكال التهاب المفاصل المُتعبة، وعلى الرغم من أنه مرض مزمن، إلا أنه يتباين في شدته، وقد يظهر ويختفي أحيانًا.[٣]
- النقرس: هو نوع مؤلم من التهاب المفاصل، يصيب عادةً إصبع القدم الكبير، لكنه يمكن أن يتطور في أي مفصل، بما في ذلك إحدى الركبتين أو كلتيهما، ويتشكل عند ارتفاع تركيز حمض اليوريك في الجسم، فهذا الحمض يشكل بلورات حادةً تسبب نوبات مفاجئةً من الألم والتورم.[٧]
تشخيص أمراض الركبة
يعتمد التشخيص بصورة أساسيّة على الأشعة السينية التي تحدد مكان ومدى تلف العظام والغضاريف، وقد تتطلب الحالة إجراء اختبارات متخصصة وفقًا للأسباب المعروفة أو المشتبه بها للألم. كما أن نتائج المختبر أو الموجات فوق الصوتية أو التصوير المقطعي أو التصوير بالرنين المغناطيسي تساعد أيضًا في التشخيص، بالإضافة إلى الفحص السريري والبدني للمريض من قِبَل المختص.[٨]
علاج أمراض الركبة
يمكن علاج آلام الركبة من خلال اتباع عدد من الوسائل العلاجية، بما في ذلك استخدام الأدوية للمساعدة في تخفيف الألم، ومعالجة الحالات المرضية الكامنة، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، أو النقرس، واللجوء إلى العلاج الفيزيائي لتقوية العضلات حول منطقة الركبة، واستخدام بعض أنواع الحقن، مثل: الكورتيكوستيرويدات، والكورتيزون؛ إذ تساعد في الحد من أعراض التهاب المفاصل، وفي حالات قليلة يلجأ الطبيب إلى الجراحة.[٩]
كما يمكن تخفيف حدة الأعراض الناجمة عن التهاب مفاصل الركبة من خلال اتباع بعض الخطوات تتمثل بخسارة الوزن؛ لأن الوزن الزائد يزيد العبء على الركبة، بالإضافة إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة لتقويتها، وتناول مسكنات الألم والأدوية المضادة للالتهابات مثل الإبيوبروفين بعد استشارة الطبيب.[١٠]
المراجع
- ↑ William C. Shiel Jr (12-12-2018), "Medical Definition of Knee"، www.medicinenet.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ↑ Matthew Hoffman (23-05-2019), "Picture of the Knee "، www.webmd.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Knee pain", www.mayoclinic.org,07-03-2019، Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Jenna Fletcher (09-09-2017), "Ten common knee injuries and treatment"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ↑ "Dislocated kneecap", www.nhs.uk,20-05-2019، Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ↑ Tyler Wheeler (27-05-2019), "What Is Iliotibial Band Syndrome?"، www.webmd.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ↑ James Roland (25-10-2019), "How Gout Can Affect Your Knee"، www.healthline.com, Retrieved 24-10-2019.
- ↑ "How are Knee Disorders Diagnosed?", www.brainlab.org, Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ↑ "Knee pain", www.mayoclinic.org,07-03-2019، Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ↑ Ann Pietrangelo , Tim Jewell (08-11-2016), "7 Symptoms of Arthritis in The Knee"، www.healthline.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.