أمراض الظهر عند النساء

آلام الظّهر

تُعدّ آلام الظهر واحدة من أكثر الأسباب شيوعًا التي تجعل المصابين بها يلجؤون إلى زيارة الطبيب أو يتغيبون عن أعمالهم، إلى جانب أنّها من الأسباب الرئيسة لإعاقة الحركة في أنحاء العالم جميعها، ويصاب معظم الناس بـآلام الظهر مرة واحدة على الأقل، وهو بسيط وغير مؤلم، وقد يصبح مؤلمًا جدًا، ونتيجة إصابة في الظهر، أو نشاط مفرط، أو الإصابة ببعض الحالات المَرَضية، وقد يؤثر في الأشخاص في أي عمر لأسباب مختلفة.

ومع تقدم أعمار الأشخاص تزداد فرصة الإصابة بهذه المشكلة، وتزداد فرصة الإصابة أكثر عند النساء لتعرضهن أكثر لمسبباتها إضافة إلى الحمل الذي يسبب ضغطًا على منطقة الإصابة، ويسبب الشعور بألم قد يستمر لبعد الولادة، ولحسن الحظ، تُتخذ تدابير لازمة للحدّ أو التخفيف من معظم نوبات آلام الظهر، وإن لم تُعطِ الطرق الوقائية نتائج؛ فإنّ العلاج المنزلي البسيط مع ممارسة بعض الحركات المناسبة للجسم غالبًا ما يساهمان في الشفاء خلال بضعة أسابيع، ويحافظ على صحة الظهر، ونادرًا ما يتطلب العلاج التدخل الجراحي.^[١]

أمراض مسببة لآلام الظهر عند النساء

تعاني الكثير من النساء من آلام في الظهر لأسباب مختلفة بسبب إصابتهن ببعض الأمراض، ومنها ما يأتي:

ألم العصعص

هو ألم في منطقة أسفل العمود الفقري، ويحدث ألم العصعص في حال تعرّض عظام أو عضلات أو الأربطة المحيطة بالظهر لإصابة، وفي معظم حالات يتراجع الألم في بضعة أسابيع أو أشهر، لكن أحيانًا قد يستمر لمدة طويلة، ويؤثر بشكل كبير في قدرة المصابة على ممارسة الأنشطة اليومية، وتشعر المصابة بألم وقد يظهر وفق ما يأتي:^[٢]

• ألم ممل في معظم الأحيان، وقد يصبح حادًا أحيانًا.
• يصبح أكثر شدة عند الجلوس، والانتقال من الجلوس إلى الوقوف، أو في حالات الوقوف لوقت طويل، ويزداد عند ممارسة الجنس، وعند التبرز.
• يؤثر في النوم، وتنفيذ الأنشطة اليومية؛ كالقيادة، أو الانحناء.

قد تعاني الكثير من النساء من آلام مرافقة مع ألم العصعص؛ كآلام الساق، وعرق النسا، وآلام الأرداف والوركين.

الانحلال الفقاري

هو حالة مرضيّة تسمّى باللاتيني الجسم الفقري المنزلق، ويُجرى تشخيصه عندما تنقلب فقرة واحدة إلى الأمام فوق تلك الموجودة تحتها، وتحدث هذه الحالة نتيجة عملية الشيخوخة التي تصبح فيها العظام والمفاصل والأربطة في العمود الفقري ضعيفة وأقل قدرة على تثبيت العمود الفقري في المحاذاة.^[٣]

متلازمة الكمثري

هي من الأمراض التي تسبب الشعور بألم في الظهر، وآلام في الأرداف وأسفل الساق إلى القدم، وهي حالة غير شائعة، وتنتج الإصابة من ضغط أو تقلص عضلة الكمثرى في مناطق معينة من العصب الوركي، وأكثر عوامل الخطر شيوعًا الإفراط في ممارسة الرياضة، أو التعرض لإصابات خلال ممارسة الرياضة، وهناك حالات أخرى تسبب ظهور أعراض هذه المتلازمة، ومن أعراضها:^[٤]

• ألم في أسفل الظهر.
• تنميل وخدران في الأطراف.
• ألم من الخلف إلى القدم.
• ألم متقطع أو شديد عند محاولة المصابة تنفيذ حركات معينة، على سبيل المثال، التسلق على السلالم خلال تنظيف المنزل، أو المشي المفرط والجري، ويُشخّص أخصائيو الرعاية الصحية الحالات بناءً على التاريخ المرضي للمصابة، والفحص البدني، أمّا الحالات الأكثر شيوعًا فيُنفّذ تشخيصها من خلال اختبارات الأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير الكهربائي، بالإضافة إلى اختبارات الحقن.

ألم المفصل العجزي الحرقفي

هي حالة مرضيّة تسبب الشعور بألم حاد يشبه الطعن في أسفل الظهر والفخدين، ويشيع في الوركين والحوض، ويُعرَف المفصل الذي يسبب هذا الألم اسم بمفصل SI، وتشعر المصابة أحيانًا بالخدران والوخز، وهذا المفصل يشكل نسبة 15 إلى 30 في المئة من حالات الأشخاص المصابين بآلام أسفل الظهر المزمنة.^[٥]

عوامل خطر للإصابة بآلام الظهر

يوجد العديد من العوامل التي تزيد من احتمال التعرض للإصابة، ومنها:^[٦]

• تقدم العمر، بمرور الوقت قد يؤدي التآكل في العمود الفقري إلى الإصابة بحالات؛ مثل: تنكس القرص، وتضيف العمود الفقري، وهذا ما يسبب الشعور بآلام في الظهر والرقبة؛ وهذا يعني أنّ الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 30 أو 40 سنة معرضون أكثر لخطر الإصابة بآلام الظهر من الأشخاص الأصغر سنًا، ومن المُرجّح أن يعاني الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و60 سنة من اضطرابات مرتبطة بالقرص، بينما يُحتمل أنّ الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة يعانون من آلام التهاب المفاصل.
• الوراثة، هناك بعض الأدلة على أنّ بعض أنواع الاضطرابات الشوكية لها مسبب وراثي، ومن أهمها: مرض القرص التنكسي.
• المخاطر المهنية، حيث أيّ وظيفة تتطلب الانحناء والرفع بشكل يؤدي إلى إصابة عالية في الظهر؛ كالعمل في مجال البناء أو التمريض، والوظائف التي تتطلب ساعات طويلة من الوقوف دون انقطاع؛ كالحلاق، والوظائف التي تتطلب الجلوس لمدة طويلة؛ كمبرمجين الحاسوب والمراسلين.
• اتباع نمط حياة مستقر وخالٍ من النشاط، وعدم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يزيدان من خطر الإصابة وشدتها.
• الوزن الزائد، الذي يزيد من الضغط على أسفل الظهر والمفاصل، مما يؤدي إلى الشعور بآلام مستمرة في الظهر.

الوقاية من آلام الظهر

على الرغم من احتمال الإصابة بآلام الظهر بسبب التعرض لصدمة أو ممارسة أنشطة غير سليمة، لكن هناك بعض الطرق الوقائية التي يُجرى من خلالها تجنب وتقليل شدة الألم، ومنها الآتي:^[٧]

• ممارسة تمارين رياضية، حيث واحد من أهم الأشياء المتّبعة للوقاية من آلام الظهر الاستيقاظ والتحرك، إذ يقول أحد الاختصاصيين بأمراض العظام إنّ العضلات مصممة للتحرك، والتمارين الرياضية الصحيحة تساعد في الحفاظ على سوائل المفاصل، إضافة إلى حفاظها على الوزن السليم.
• تناول غذاء صحي، إنّ اتباع نظام غذائي ثابت يحتوي على الكثير من التوابل والسعرات الحرارية يُجهد الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى خلق مشاكل في عظام الظهر، على عكس ذلك، فإنّ اتباع نظام غذائي صحي من الفواكه، والخضروات الطازجة، واللحوم الخالية من الدهون، ومنتجات الألبان، والحبوب الكاملة يبقي صحة أجهزة الجسم سليمة، مما يساعد في بناء عظام سليمة، ويساعد في تقويتها.
• النوم بشكل جانبي، لتجنب الإصابة بآلام الظهر يجب الابتعاد عن النوم متسطّحًا، وإن كان الشخص لا يستطيع النوم إلّا على البطن فيجب وضع وسادة على البطن.
• الحفاظ على سلامة الحركة، بالنسبة للأشخاص الذين يمارسون أعمالًا تطلب الوقوف الدائم أو الجلوس لمدة طويلة فيجب عليهم تغيير الوضعية في كل ساعة، وعمل تمارين بسيطة تساعد في تنشيط عظام الظهر؛ لتقليل الضغط على عظام ومفاصل أسفل الظهر.
• التقليل من التوتر والإجهاد، حيث التعرض المستمر للإجهاد يسبب توتر العضلات، الذي التوتر يسبب الشعور بآلام في الظهر، ومن الأنشطة التي تقلل من حدة التوتر: اليوغا، والتأمل، والارتجاع البيولوجي، والتنفس العميق.
• الإقلاع عن التدخين، وجدت الدراسات الحديثة أنّ التدخين يزيد آلام الظهر شدة؛ لأنّه يضيق الأوعية الدموية، مما يقلل وصول الأكسجين والمواد الغذائية إلى العمود الفقري، بالتالي يصعب الشفاء من الآلام.

المراجع

1. ↑ Mayo Clinic Staff (2018-8-4), "Back pain"، mayoclinic, Retrieved 2019-11-26. Edited.
2. ↑ "Coccydynia (tailbone pain)", nhs, Retrieved 2019-11-26. Edited.
3. ↑ Peter Ullrich (2011-2-17), "Degenerative Spondylolisthesis"، spine-health, Retrieved 2019-11-26. Edited.
4. ↑ Charles Patrick Davis, "Piriformis Syndrome"، medicinenet, Retrieved 2019-11-26. Edited.
5. ↑ Susan York Morris (2017-2-24), "Is Your SI Joint Causing Your Lower Back Pain?"، healthline, Retrieved 2019-11-26. Edited.
6. ↑ Stephen Hochschuler (2008-11-14), "Back Pain Risk Factors: What Can Increase The Potential for Back Problems?"، spine-health, Retrieved 2019-11-26. Edited.
7. ↑ Beth W. Orenstein (2013-4-19), "6 Tips to Prevent Back Pain"، everydayhealth, Retrieved 2019-11-26. Edited.