محتويات
المناعة والحساسية
إنَّ جسم الإنمسان كأيٍّ شيءٍ معرض للهجوم دائمًا من قبل المكروبات والأجسام الغريبة، لذا هو بحاجة للدفاع عن نفسه وهذا هو دور الجهاز المناعي، حيث ينقسم إلى جهازٍ مناعي أساسي وثانوي؛ فالأول يعمل كخطِّ دفاعٍ أول ضد المكروبات والأجسام الغريبة فيمنعها من الدخول وإن استطاعت ذلك يعمل على التصدي الأول لها ونذكر منها جلد الإنسان، المخاط، الحمض المعدي، بعض الجزيئات كالسيتوكينات، بعض أنواع الكريات البيضاء، أمَّا الجهاز المناعي الثانوي فهو يعمل كخطِّ ثانٍ في حال فشل الأولي في التصدي للعامل المهاجم حيث يدافع بشكلٍ أكثرَ فعاليةً ونوعيةً، ولكنَّ السؤال هو كيف يستطيع جهاز المناعة تمييز أجزاء الجسم عن أجزاء تلك الميكروبات والأجسام الغريبة؟، وسيتحدث هذا المقال عن أمراض المناعة والحساسية.
أسباب أمراض المناعة والحساسية
إنَّ الخلل في وظيفة جهاز المناعة هو ما يسبب أمراضه، فإذا وُلد الطفل ولديه نقص في عناصر جهاز المناعة فسيكون معرضًا أكثر لدخول الميكروبات وحدوث الإنتانات، وأحيانًا يحدث جهاز المناعة تفاعلًا تجاه أجسامٍ غريبةٍ لكنَّها غيرُ مؤذيةٍ حيث تقوم خلايا المناعة بتشكيل نوعٍ خاصٍ من الأجسام المضادة وهو IgE والذي يكون مسؤولًا عن إطلاق أحد الوسائط الالتهابية ويدعى الهيستامين وهذا بدوره يحدث تفاعلًا مؤذيًا بحدِ ذاته لجسم الإنسان وذلك بحسب المكان الذي حدث فيه التفاعل، وتدعى تلك الأجسام التي تطلق هذا التفاعل بالمُحسّسات وهي كثيرة جدًا ويذكر منها:[١]
- بعض الأغذية كالبيض والحليب وبذور الإجاص والسمك والمحار والمكسرات والقمح والصويا والفاصولياء والذرة واليقطين والسمسم.
- بعض المنتجات الحيوانية كغبار العث والصوف والفرو والريش ولعاب القطط.
- بعض الأدوية كالبنسلينات والسلفاميدات والساليسيلات أي الأسبرين.
- سموم بعض الحشرات كلسعات النحل والدبابير والبعوض والنمل الأحمر.
- عضّات بعض الحشرات كذبابة الخيل والقرس -نوع من البعوض- والبراغيث.
- الصراصير والقمص -نوع من الذباب- وذباب البحيرة والفراش أو القمل والبرغش.
- غبار الطلع.
- بعض المواد الكيميائية في المنزل.
- بعض المعادن كالنيكل والكوبالت والكروم والزنك.
- اللاتكس وهو نوع من المطاط.
أنواع أمراض المناعة والحساسية
يمكن لأمراض المناعة والحساسية أن تسبب أمراضًا مختلفةً اعتمادًا على العضو الذي حدث فيه التفاعل المناعي تجاه المحسس، وتشترك هذه الأمراض في أنَّها مستمرةٌ عند المريض ويطلقها التعرض للعامل المحسِّس، ويذكر هنا بعض الأمثلة من تلك الأمراض:
- الربو التحسسي: وهو مرض التهابي تحسسي يحدث فيه تقلص لعضلات الطرق الهوائية في الجهاز التنفسي ممَّا يسبب صعوبة في التنفس.[٢]
- التهاب الأنف التحسسي أو حمَّى القش: وهو مرض التهابي تحسسي في الأنف يؤدي لحدوث سيلان أنف وشعور بانسداد الأنف وعطاس وحكة شديدة للأنف.[٣]
- التهاب ملتحمة العين التحسسي: وهو مرض التهابي تحسسي في ملتحمة العين يؤدي لحدوث احمرار العين مع سيلان غزير للدمع وحكة شديدة للعين.[٤]
- الإكزيما التحسسية في الجلد: التهاب مزمن السير في منطقة أو عدة مناطق في الجلد تُوافق أماكن التعرض للعامل المحسس وتبدو بشكل قاعدةٍ مرتفعةٍ محمرّةٍ مع أو بدون حويصلات تنزّ سائلًا.[٥]
- التأق التحسسي: وهو تفاعلٌ تحسّسيٌ خطيرٌ للغاية يهدد حياة الشخص ويستوجب العلاج السريع ويحدث بعد دخول العامل المحسس بـ 5-30 دقيقة وأعراضُه هي: طفح جلدي في كل الجسم، توهّج جلدي، حكة معمّمة، تورّم أنسجة الجسم كاللسان والحلق والشفاه، شعور بالحرق، ازرقاق الجلد، سيلان الأنف، ضيق في النفس، أزيز أثناء التنفس، سعال، هبوط ضغط الدم، ألم مغصي في البطن، إسهال، تقيؤ، فقدان التحكم بعملية التبول، نعاس وخَبل.[١]
تشخيص أمراض المناعة والحساسية
يسأل الطبيب المريض أسئلةً حول الأعراض ومتى تحدث وعدد المرات وما الذي يسببها وما إذا كان هناك أحد أفراد العائلة مصاب بمرضٍ تحسسيٍ، وثمَّ بناءً على هذه المعطيات يطلب بعض الاختبارات ويُذكر منها:[١]
- قياس IgE في دم المريض: ويتمُّ ذلك بعدة طرقٍ أحدها طريقة تدعى قياس ارتباط IgE بالمحسّس بربطه بواسمٍ مشعٍّ أو اختصارًا RAST، فإذا كان مرتفعًا فهذا يوجّه إلى إمكانية وجود مرضٍ تحسسيٍ.
- اختبار الوخز الجلدي: ويعتمد على وخز جلد المريض بأنواعٍ متعددةٍ من العوامل المحسسة الشائعة التي ذُكِرت سابقًا ثمَّ يلاحظ الطبيب هل أصبح مكان الوخز محمرًّا وحاكًّا ومتورّمًا؛ فإن أصبح كذلك فهذا يدلُّ على وجود حساسية عند هذا الشخص تجاه هذا العامل.
- اختبار اللصاقة الجلدية: إذ يلجأ الطبيب هنا إلى وضع لصاقةٍ على ظهر المريض حاويةً على مقاديرَ قليلةٍ من بعض العوامل المحسسة الشائعة على أقراص معدنية خاصة وذلك لمدة 48 ساعة، وبعد ذلك يتفحص الطبيب مكان حدوث التفاعل الالتهابي أي الاحمرار والتورم فهذا يدلُّ على وجود تحسس تجاه هذه المادة، وهذا الاختبار خاصٌ لكشف العامل المسبب للإكزيما الجلدية.
علاج أمراض المناعة والحساسية والوقاية منها
أهمُّ خطوةٍ في علاج أمراض المناعة والحساسية هي تجنّب العامل المحسّس بعد تحديده، ولكن هذا ليس ممكنًا دائمًا فقد يكون العامل المُتّهم محيطًا بالمريض دائمًا، وهنا لا بدَّ من اللجوء للأدوية وسنذكر بعض أصنافها:[١]
- مضادات الهيستامين.
- مضادات الاحتقان الوعائي.
- حاصرات مستقبلات اللوكوترينات.
- بخاخات الستيروئيد.
وللأسف لا يوجد طريقة حتى الآن تقي من أمراض الحساسية بشكلٍ تامٍ وإنَّما تجنّب العامل المحسس يمنع ظهور الأعراض أو يحدّ منها.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Everything you need to know about allergies", www.medicalnewstoday.com Retrieved 6-7-2019. Edited.
- ↑ "?What Is Allergic Asthma", www.webmd.com Retrieved 6-7-2019. Edited.
- ↑ "?What is allergic rhinitis", www.healthline.com Retrieved 6-7-2019. Edited.
- ↑ "Allergic Conjunctivitis", www.healthline.com Retrieved 6-7-2019. Edited.
- ↑ "Allergic Eczema", www.healthline.com Retrieved 6-7-2019. Edited.