أمور ينبغي على الآباء تذكرها عند مواجهتهم لكره أبنائهم لهم

كتابة:
أمور ينبغي على الآباء تذكرها عند مواجهتهم لكره أبنائهم لهم

كره الأبناء لآبائهم

لماذا يكره الأبناء آباءهم؟

يعاني كثيرًا من الآباء كراهية أبنائهم لهم وتهميشهم وعصيانهم لأوامرهم، فكثيرًا من الأحيان يقتصر دور الأب في الأسرة على الإنفاق المادي، ومتى كانت الأم عاملة وقادرة على الانفاق، بات دور الآباء هامشيا جدًا.[١]


وقد تناول كثير من الأخصّائيين ظاهرة كره الأبناء للآباء، ودرسوا أسبابها الكامنة، ومنهم استشاري النفس الدكتور إبراهيم الخضري، الذي أرجع سبب تهميش الأب من الأبناء إلى أن الآباء أنفسم اعتادوا على ثقافة التسلط المجتمعية دون مراعاة للبيئة الثقافية والمرحلة العمرية لأبنائهم، فلا يعينون أبناءهم على طاعتهم وبرهم، ولا يعرفون كيفية معاملة أبنائهم في سن المراهقة والشباب، فيتوقف دورهم على التوبيخ والعقاب، والانفاق على البيت، دون التدخل في التربية، وتلعب الأم دورًا كبيرًا في كره الأبناء لآبائهم، عندما تحتويهم في جميع تصرفاتهم، وعندما تشحنهم ضد آبائهم عند المشاكل العائلية، وكل هذا يدفع الأبناء إلى كره آبائهم، والتعامل معهم بسلوك غير سوي، ومن هنا فإن هناك أمور ينبغي على الآباء تذكرها عند مواجهتهم لكره أبنائهم لهم.[١]


ما هي أسباب كره الأبناء لآبائهم؟

عند البحث عن أمور ينبغي على الآباء تذكرها عند مواجهة مره أبنائهم لهم، فهناك أسباب عديدة تجعل الأبناء يكرهون والديهم أو أحدهما، كما ذكر سابقًا منها السلطة الأبوية المجتمعية وتحريض الأم لأبنائها ضد الأب، ولكن هناك أيضًا أخطاء يمارسها الأباء وتجعل الأبناء يكرهون والديهم أو أحدهما أو حتى يشعر بذلك، خاصة في مرحلة المراهقة، وهي أمور ينبغي على الآباء تذكرها عند مواجهة كره أبنائهم لهم على أنها السبب في هذه الكراهية، ومن هذه الأسباب[٢]:

  • عدم اتفاق الأم والأب في وجهات النظر حول تربية الطفل: فالأب عادة يؤمن بالصرامة عكس الأم التي تؤمن باللين والاشفاق على الطفل. فيجد الطفل نفسه كارهًا لأبيه، ومحبّا لأمه.
  • الخلافات المستمرة بين الآباء: وذلك عندما تكون هذه الخلافات أمام أعين الأطفال، فيبدأ الأطفال بالشعور أن سبب تلك الخلافات هو وجود الأب في المنزل، مما يدفعهم إلى كراهية الوقت الذي يتواجد فيه الأب في المنزل، ويفضلون غيابه الدائم عنه.
  • الانشغال الدائم: وهي من الوالدين الأم والأب معا، عندما لا يخصصون وقتًا لأبنائهما، فلا يولونهم الاهتمام بالسؤال وتفقد الأحوال، أو الاطمئنان عن مجريات يومهم، والاستماع إلى مشاكلهم أو التعرف إلى أصدقائهم، أو حتى قضاء الأوقات السعيدة معهم. وهذه الأمور تشعر الأبناء بالفجوة بينهم وبين آبائهم، وشعورهم بعدم اهتمام والديهم بهم، فيجد الأبناء أنفسهم وحيدون، وكثيرًا ما يلجلؤون إلى أحد الأطراف خارج المنزل ليملؤوا هذا الفراغ.
  • انتقاد الآباء الدائم لأبنائهم: فعندما ينتقد الآباء إلى أبنائهم وتصرفاتهم دائمًا، يشعر الأبناء بكراهية الآباء لهم، وبالتالي يكرهون الآباء الذين لا يرون إلا عيوب أبنائهم، ولا يشعرون بما يقومون به من إيجابيات.
  • التغيرات الهرمونية: فالتغيرات الهرمونية أهم أمور ينبغي على الآباء تذكرها عند مواجهة كره أبنائهم لهم، فهي كثيرًا ما تدفع الأبناء إلى كراهية ما يطلب الوالدين منهم، على اعتبار أن ما يفرض عليهم، أو ما يمنعون منه هو تدخل في أمورهم الشخصية، فيزيد شعورهم بالكراهية اتجاه أبنائهم.


أمور ينبغي على الآباء تذكرها عند مواجهتهم لكره أبنائهم لهم

هل تتغير مشاعر الأطفال تجاه آبائهم مع مرور العمر؟

سريعًا ما تتغير مشاعر الأبناء اتجاه آبائهم، خاصة بعد فترة المراهقة، فمتى تجاوز الأطفال مرحلة المراهقة، أو أصبحوا آباءً في المستقبل، فإنهم ينسون كل مشاعر الكراهية اتجاه أبائهم، لذلك على الآباء تفهم ما يمر به أبناؤهم، وهناك أمور ينبغي على الآباء تذكرها عند مواجهتهم كره أبنائهم لهم من هذه الناحية، وهي:


قيام الأباء بوظيفتهم

فالآباء يقومون بوظيفتهم من نصح وإرشاد وتوجيه، والموعظة والتذكير، ومن ثم سن القوانين الملزم على الأبناء لحمايتهم، وأحيانًا تكون هذه الممارسات بعيدة عن الصبر وسعة الصدر والرفق، وإنما بالغضب، وبالتالي فإن على الآباء التراجع عن النصح بهذه الصورة، والتعامل برفق ولين مع أبنائهم لتكون هذه المعاملة إحدى الأمور ينبغي على الآباء تذكرها عند مواجهتهم كره أبنائهم لهم، لمساعدة أبنائهم على تجاوز الصعاب بصورة سليمة[٣].


غضب لا كراهية

لا ينبغي تفسير غضب الأبناء على أنها كراهية، فهي لغة هي عكس الرضا والمحبة التي تكون ناجمة عن فعل الشيء دون الرغبة به تُكَلَّف الشَّيء، أو المشقّة التي يتكلّفها الشخص في فعل شيء لا يريده، والأبناء عندما ينفعلون في وجه آبائهم، فإنه ينفسون عما بداخلهم لإبلاغ آبائهم بعدم تقبلهم لما يمارسه الآباء، ولكنهم في النهاية يقومون بتنفيذها، وأحيانًا كثيرة ينتظرون أن تهدأ نفوسهم ويقومون بها على أحب وجه وأكمل وجه، لحبهم لآبائهم[٤]. ولشعورهم الدائم بأن أباءهم هم ملجأهم الآمن.


إبقاء خطوط الإتصال مفتوحة

يحتاج الأبناء إلى التحدث باستمرار عن مشاكلهم التي يمرون بها مع أبائهم، ويحتاجون إلى استماع الآباء لهم استماعًا جيدًا، لذلك يمكن للآباء النزل إلى مستوى الأبناء بالفهم والحوار، مع المحاولات المتواصلة لرفع كفاءة تفكيرهم وقدرتهم الاستيعابية. كما عليهم محاولة احترام أفكار الأبناء ومشاعرهم ورغباتهم مهما كانت متواضعة، والعمل على بناء جسور الثقة والصدق والمصارحة بين الآباء والأبناء، مع إيلاء الإصغاء إلى الأبناء وعدم التقليل من قدراتهم ولومهم على أخطائهم أهمية كبرى.[٥]


عدم وضوح الصورة الحقيقة أمام الأبناء

تتولد مشاعر الكراهية لدى الأبناء اتجاه آبائهم لعدم وضوح الرؤية بينهم وبين آبائهم بصورة كاملة. فكثيرًا ما يبني الأباء حياتهم وتعاليمهم وأوامرهم مع الأبناء على الغموض، أو عدم تفسير الأمور للأبناء، وبالتالي عدم قدرة الأبناء على الرؤية بوضوح، فعلى الأباء اعتماد نهج المصارحة ليكون من الأمور ينبغي لللآباب تذكرها عند مواجهتم كره أبنائهم لهم، لأن المصارحة تساعد الأبناء على تمييز الصواب من الخطأ، ومعرفة المخاطر التي قد يتعرضون لها وتكاليفها عليهم.[٦]


تقديم الشكر يومًا ما

التربية على الآداب والأخلاق الحميدة، واستخدام الكلمة الطيبة جزء أساسي في تقوية العلاقات الأسرية، وهي ما أبرز الأمور التي ينبغي على الآباء تذكرها عند مواجهة كره أبنائهم لهم، فالأبناء لا بد أن يتذكروا لاحقًا ويومًا ما التربية الحسنة التي تلقوها من الأبناء، ويقدرون محبة آبائهم لهم، وأن ما فعلوه معهم، ما كان إلا خوفًا عليهم، وبذلك سيقوم الأبناء بشكر آبائهم مستقبلًا، لكون تربيتهم الجيدة جزء أساسي من شخصيتهم في الكبر، وهنا سيقدم الأبناء الاعتذار والشكر وسيطلبون بلطف من الآخرين استخدام كلمة لو سمحت وعذرًا، ويستخدمون كلمات المحبة مثل أنا أحبك في التعامل مع الآخرين وأبنائهم مستقبلا[٧].


ما هي طرق كسب ودّ الأبناء؟

هناك مجموعة من الطرق التي يمكن للآباء اتباعها لكسب ود الأبناء، أو التعامل بها مع أبنائهم، وتجعلهم يكسبون ودّ أبنائهم، أو طاعتهم بسلاسة، فإن الأمور التي ينبغي على الآباء تذكرها عند مواجهتهم لكره أبنائهم لهم، تساعدهم على التصدي لهذه المشاعر، وإيجاد بديل للكراهية، ومن هذه الطرق:[٨]:

  • أن يحافظ الآباء على هدوئهم، وسيطرتهم على مشاعرهم في حالات الغضب، أو رفض تعامل أبنائهم معهم، وعلى الآباء أن يفكروا في التعبير عن مشاعرهم وإدارة بطريقة إيجابية في هذه الحالات؛ فالأهل هم النموذج المثالي لأطفالهم في تصرفاتهم ومشاعرهم، وتعاملهم مع الأزمات، فمتى رأى الأبناء آباءهم، يحسنون إدارة مشاعرهم، تمكن الأبناء من التخلي عن مشاعر الكراهية لأبائهم.
  • ابتعاد الآباء عن التورط في شجارات عائلية أمام أعين أبنائهم، أو حتى الشجارات مع الأبناء أنفسهم، فمتى بدأت الشجارات على الأطراف جميعًا أن تنسحب من الشجار حتى تهدأ النفوس، فتواجد أطراف الشجار متقاربة هو مجازفة تساعد على تصعيد الغضب، وبالتالي فإن الانسحاب هو وسيلة لضبط النفس، ومن ثم كسب ودّ واحترام الآبناء لآبائهم.  
  • احترام المرحلة العمرية والبيئة الثقافية للأبناء: على الآباء أن يعرفوا أن الأبناء ليس لديهم القدرة على إنجاز أمور معينة، أو إطاعتهم بها بالطريقة المثلى، فالأبناء أحيانًا لديهم قدرات ومعارف محدودة، فعلى الآباء تشجيع أبنائهم، وشكرهم دائمًا دون وضعهم في موقف مخيب للآمال.
  • تشجيع الطفل دائمًا على حب الوالدين، والفخر بما يقوم به الآباء مع أبنائهم، وتوفير بيئة سعيدة لهم قدر المستطاع، ورفع ثقة الطفل بنفسه، مما يساعده على تجاوز الأزمات في لحظات الخلاف.


أنشطة لتوطيد العلاقات الأسرية

هل يمكن استعادة ود الأبناء من خلال الأنشطة؟

من الأمور التي ينبغي على الآباء تذكرها عند مواجهتم لكره أبنائهم لهم، أنه من الممكن أن يمارسوا مجموعة من الأنشطة الأسرية، التي تساعد على دوام العلاقات بينهم وتوطيدها، وتقوي المحبة بين الآباء والأبناء بدلا من الكراهية، منها:

  • دعوة الآباء لأصدقاء أبنائهم إلى البيت بين فترة وفترة للتحدث معهم، والتعرف إلى الجديد منهم، مما يزيد ثقة الأبناء بآباائهم.[٩]
  • وضع صندوق مقترحات في البيت، يمكن من خلاله أن يعبر الأبناء عما يريدون أو يرغبون به، أو يمكن أن يقترحوا نشاطًا جديدًا في البيت، أو تعديل سلوك معين، دون أن يضعهم ذلك في مواجهة مباشرة مع الآباء. [٩]
  • تخصيص يوم في الأسبوع للعائلة للقيام بنشاطات مفيدة مشتركة مع بعضهم، كعمل خيري تفطير أيتام أو المحتاجين، أو زيارة أحد المستشفيات، وغيرها من الأنشطة التي تقوي العلاقات الأسرية، وتعمل على التقارب بين الأسرة والمجتمع، خاصة الأطفال في مرحلة المراهقة، وتعمل على تقوية علاقة المراهقين بمجتمعهم بعد رغبة المراهق في الانفصال عن عائلته نتيجة تزايد مشاكلهم مع أصدقائه، واتجاههم عاطفيًا إلى نوع جديد من اللباس والسلوك غير المألوف للأسرة[١٠].

المراجع

  1. ^ أ ب ولاء حداء (2015-11-30)، "تهميش الأبناء لآبائهم.. ما السبب"، www.sayidaty.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-03-28. بتصرّف.
  2. ياسين نصر (2017-06-12)، "6 أسباب تجعل الطفل يكره والديه"، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-03-29. بتصرّف.
  3. عبد الرب آل نواب (2013-03-24)، "مسؤولية الآباء تجاه الأولاد بعد سن البلوغ والرشد "، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-03-29. بتصرّف.
  4. "معنى البغض والكراهية"، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-03-29. بتصرّف.
  5. "الحوار مع الأبناء ضرورة"، ، 2007-08-22، اطّلع عليه بتاريخ 2020-03-29. بتصرّف.
  6. عبد اللطيف البريجاوي، "إشاعة ثقافة المصارحة في البيوت"، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-03-29. بتصرّف.
  7. ميس حاتم (2015-07-15)، "أفكار بسيطة وغير تقليدية لتقوية العلاقات ضمن أفراد الأسرة"، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-03-29. بتصرّف.
  8. "10 طرق لجعل طفلك يطيعك بسلاسة"، ، 2015-01-03، اطّلع عليه بتاريخ 2020-03-29. بتصرّف.
  9. ^ أ ب "أفكار بسيطة وغير تقليدية لتقوية العلاقات ضمن أفراد الأسرة"، www.layalina.com، اطّلع عليه بتاريخ 13/09/2020. بتصرّف.
  10. زياد حجير (2019-02-10)، "طرق لتحسين العلاقات الاجتماعية للمراهق"، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-03-29. بتصرّف.
5724 مشاهدة
للأعلى للسفل
×