أنواع التبرك المشروع

كتابة:
أنواع التبرك المشروع

أنواع التبرك المشروع

يشير مفهوم التبرك إلى سعي الإنسان للحصول على البركة، فعندما يتبرك الإنسان بشيء ما، فإنه يقصد بذلك دوام الخير، ويُعتبر التبرك نوع من أنواع العبادة؛ لأن التبرك قائم على طلب الإنسان وابتهاله ودعائه، ومن الأدلة على مشروعية الدعاء قوله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)،[١]والتبرك أنواع منه ما هو مشروع، ومنه ما هو ممنوع، فأما التبرك المشروع فهو على النحو الآتي:[٢]

  • التبرك بالأقوال

مثل تلاوة القرآن، فالبركة تتجلى في قراءة القرآن الكريم، ومن الأدلة على ذلك قوله -تعالى-: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ)،[٣]ومن البركة في الأقوال أيضاً ذكر العبد لله -تعالى- والثناء عليه، وتسبيحه وتحميده، والصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

  • التبرك بالأفعال

ومن أهم وأبرز الأفعال والسلوكيات التي يمكن للإنسان أن يتبرك بها: قيامه بالعبادات الشرعية المخصوصة كالصلاة وكثرة التذلل لله -تعالى-، وكذلك الصوم سواءً كان صوم الفرض أو التطوع، فالصوم هو سبب من أسباب فتح أبواب الخير للإنسان، وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك بقوله: (وصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أيَّامٍ، فإنَّ الحَسَنَةَ بعَشْرِ أمْثَالِهَا، وذلكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ).[٤]

  • التبرك بالأزمنة والأوقات

ومنها: يوم عاشوراء؛ فصوم عاشوراء فيه تكفير كل المعاصي التي فعلها الشخص في السنة الماضية، وكذلك صوم عرفة؛ وما فيه من تكفير سنة ماضية وسنة مستقبلية، ومنها وقت السحر؛ فهو وقت يغفر الله -تعالى- به الآثام والخطايا، ومنها البكور؛ فبركة العمل تتحصل بعد الفجر، وكان الصحابة -رضي الله عنهم- لا ينامون بعد الفجر إلا من شيء، ومنه يوم الجمعة، فمن مات في هذا اليوم كان علامة على حسن خاتمته.

  • التبرك بالأماكن

هنالك ثلاثة أماكن مخصوصة ومشروعة يستطيع العبد التبرك فيها، والمتمثلة في المسجد النبوي، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى.

  • التبرك بالأطعمة وبالمأكولات

ومن المأكولات التي يستطيع العبد التبرك بها: العسل، وكذلك حبة البركة فهي شفاء من كل داء، وأيضا: ماء زمزم؛ فقد أودع الله -تعالى- البركة فيه أينما كان سواء في مكة أو غيرها، وهو شفاء للأمرض -بإذن الله-، وأيضا: البركة في زيت الزيتون؛ فشجرة الزيتون شجرة مباركة، قد ورد ذكرها في القرآن الكريم في العديد من المواضع.

التبرك بذات النبي صلى الله عليه وسلم وآثاره

وهو من التبرك المشروع في حقه دون غيره، فلا شك في أن ذات الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ذات مباركة، وكان الصحابة يعرفون ذلك، ويتبركون بآثاره، فكان الحلاق إذا حلق للنبي اجتمع الصحابة وأطافوا به حتى لا تكاد تسقط شعرة واحدة على الأرض، وهذا من حرص الصحابة على أن يقع هذا الشعر في أيديهم، فكانوا ويأخذونه ويتبركون به، كما كانو يتبركون بوضوءه -صلى الله عليه وسلم-.[٥]

التبرك الغير المشروع

وهو ما لا يجوز التبرك به شرعاً، وهو التبرك المحرم والغير مشروع، ومن أمثلته ما يأتي:[٦]

  • لا يجوز التبرك بالعلماء والأولياء.
  • لا يجوز التبرك بليلة المولد أو ليلة الإسراء.
  • لا يجوز التبرك بالقبور ونحوها.
  • لا يجوز التبرك بأعمال البدع والمحدثات.

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:186
  2. محمد عبد الغفار، كتاب شرح الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد، صفحة 2-8. بتصرّف.
  3. سورة ص، آية:29
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:1976، خلاصة حكم المحدث صحيح.
  5. محمد المقدام، كتاب دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم، صفحة 11-12. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 3329. بتصرّف.
3445 مشاهدة
للأعلى للسفل
×