أنواع التذوق الأدبي

كتابة:
أنواع التذوق الأدبي

تعريف التذوق الأدبي

يُعرّف التذوق الأدبي على أنّه قدرة موجودة في الطبيعة الإنسانية تجعل صاحبها مستمتعا بمواطن الجمال في الأعمال الفنية عامة، وفي الأدب خاصة، فهو من القضايا النقدية التي تتناول الحسن والقبح في الأثر الفني اعتمادا على أصول الجمال، ولذلك فهو يدخل فيما يسمونه اليوم بالنقد الجمالي، ويُذكر بأن ظهور التذوق الأدبي كان متزامنا مع ظهور الأدب نفسه، خاصة في مجالس الشعر التي كانت دائما ما تجمع بين الناقد والكاتب على حد سواء.[١]

أنواع التذوق الأدبي

تتضح أهمية التذوق الأدبي في كونه وسيلة كل من المبدع والمتذوق في فهم العمل الأدبي، والاندماج معه والإحساس بمَواط الجمال فيه ثم الحكم عليه، ويقسم النقاد الذوق إلى عدة أنواع منها:[٢]

الذوق الخاص (الشخصي)

هذا النوع يختلف فيه الرأي من شخص إلى آخر؛ فلكل شخص ذوقه الخاص الذي يختلف فيه عن الآخرين، ويعود ذلك إلى عوامل متعددة منها العامل الثقافي، فيعد النقد الذاتي قائما على هذا الذوق الخاص والمشاعر والأحاسيس والذاتية؛ لأنه ترجمة للناقد عن انفعاله من إعجاب وارتياح، أو سخط وامتعاض نحو نص من النصوص، أو أثر من الآثار.

الذوق العام

الذوق العام هو نوع يشترك فيه مجموعة من الناس الذين تجمعهم ظروف معينة، وهذا الذوق يشترك فيه أبناء الجيل الواحد في بيئة معينة؛ ويعود ذلك لأنهم يتأثرون بظروف مشتركة تطبعهم جميعا بطابع عام يجمعهم ويؤلف بينهم، وقد يتسع هذا الذوق ويضيق، ويقوى ويضعف.

الذوق الأعم

هذا الذوق يشترك فيه الناس جميعاً بحكم طبيعتهم الإنسانية التي تحب الجمال، وتتذوقه طبيعياً كان أم صناعياً، وهذا القدر المشترك بين النفوس البشرية هو الذي يجمع بينها أو بين المتأدبين منها في الإعجاب بنصوص أدبية معروفة، وشخصيات لامعة، مثل: هوميروس، وشكسبير، والمعري، والمتنبي.

الذوق المثقف

الذوق المقف نوع لا يُكتفى فيه بالموهبة أو الفطرة، ولكنه يُصقل بالثقافة، ويهذب بطول مُدارسة الأدب، وفنونه المختلفة والاطلاع المستمر على روائعه، فالذوق المثقف هو الذي يصدر أحكامه الأدبية على ما بين يديه من النصوص وقوله فصل في ذلك، فهو إذن تلك الموهبة التي أنضجتها رواسب الأجيال السابقة، وتيارات الثقافة المعاصرة، التي امتزجت فكونت هذا الشيء المسمى بحاسة التمييز، والذوق الأدبي الذي ليس مجرد تأثيري بحت، كما أنه ليس إحساسا أرعنا.

الذوق العادي

الذوق العادي هو الذوق الذي يعتمد على الحكم تجاه العمل الأدبي بالملكة أو بمجرد الحاسة، أو بإمكانيات الفرد الفطرية ولكن اكتفاء المتذوق للنص الأدبي أو العمل الفني بتلك الملكة سوف يتسم حكمه بالقصور والمحدودية والبدائية في أصدق الأوصاف والتعبيرات، "والمعروف أن التذوق ملكة لا غنى لأي ناقد عنها؛ لأنها تمكنه من التعرف على مواطن الجمال".[٣]

المراجع

  1. حمزة هاشم السلطاني، الذكاءات المتعددة والذوق الأدبي، صفحة 42. بتصرّف.
  2. ماهر شعبان، التذوق الأدبي، صفحة 94. بتصرّف.
  3. سليمان محمد سليمان، التذوق الأدبي والنقدي عند الخليفة الأموي "عبد الملك بن مروان"، صفحة 5.
5618 مشاهدة
للأعلى للسفل
×