أنواع التمييز في اللغة العربية

ما هي أنواع التمييز؟

التّمييز هو اسم نكرة منصوب، يُذكر في الجملة لبيان وتوضيح إبهام سبقه، وينقسم التّمييز إلى تمييز ذات، وتمييز نسبة.^[١]

تمييز الذات

تمييز الذّات هو التمييز الذي يأتي لتفسير اسم مبهم ملفوظ سبقه، وذلك على نحو: اشتريتُ لترًا حليبًا، فكلمة حليبًا هي التّمييز، إذ ميّزت ووضّحت الغموض الواقع في كلمة "لترًا" إذ قد يكون هذا الليتر أشياءً كثيرة.^[٢]

للاسم المبهم عدّة أنواع، وهي كالآتي:^[٢]

• العدد

هذا التمييز يكون صريحًا، وهو ما يكون بلفظ العدد نفسه، وذلك على نحو: اشتريتُ عشرين قلمًا، أو مبهمًا، وهو ما يكون كناية عن عدد مجهول الكمّية، ويمثّل العدد المبهم "كم، وكأين، وكذا"، وذلك على نحو: كم كتابًا قرأت؟

• ما يدلّ على المقادير

يكون التمييز في هذا النوع لفظًا دالًّا على مقدار معيّن، فالمقدار هو ما يقدّر بالآلة من مساحةٍ أو وزن أو كيل أو مقياس، وذلك على نحو: اشتريتُ قصبةً أرضًا، لك قنطار عسلًا، اشتريتُ صاعًا قمحًا، اشتريتُ ذراعًا قماشًا.

• ما يدلّ على ما يشبه المقادير

التمييز هنا يكون بلفظٍ دالٍ على ما يشبه المقدار؛ أي: يدلُّ على شيء غير معيّن، فهو إمّا أن يشبه المساحة، أو الوزن، أو الكيل، أو المقياس، وذلك على نحو: اشتريتُ شبرًا قماشًا، ومنه أيضًا قوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}،^[٣] وقولهم: اشتريتُ كيسًا قمحًا، وعندّي مدّ يدك حبلًا.

• ما أجري مجرى المقادير

هنا التمييز يكون بلفظ يوضّح اسمًا مبهمًا قبله، فكلّ اسم مبهم يحتاج تمييزًا يوضّحه، وذلك نحو: لنا مثلكم علمًا.

• ما كان فرعًا لتّمييز

يعبّر النحاة عن هذا التمييز بقولهم: "هو أن يكون التّمييز من أصل المُمَيّز"، ذلك على نحو: اشتريتُ خاتمًا فضةً، واشتريتُ ساعةً ذهبًا.

حكم تمييز الذّات أنّه ينصب أو يجر بمن أو يجر بالإضافة، فيجوز به الوجوه الثّلاثة، فيمكن أن يقال: اشتريتُ كيلو حليبًا، أو كيلو من الحليب، أو كيلو حليبٍ، وتمتنع الإضافة إذا كان المميّز مضافًا، ويكون تمييز العدد مجرورًا إذا كان من ثلاثة إلى عشرة، وما فوق ذلك يكون تمييزًا منصوبًا.^[٢]

أمثلة على تمييز الذات

من الأمثلة على تمييز الذات ما يأتي:

• اقتنيتُ عشرين كتابًا
  • اقتنيتُ: فعل ماضٍ مبني على السّكون لاتّصاله بتاء الرفع المتحرّكة، والتاء ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
  • عشرين: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنّه ملحق بجمع المذكّر السالم.
  • كتابًا: تمييز منصوب وعلامة نصه الفتحة الظّاهرة على آخره.
• عندي مدُّ النظرٍ أرضًا
  • عندي: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلّم لانشغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والظّرف متعلّق بخبر محذوف.
  • مدّ: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظّاهرة على آخره.
  • النظر: مضاف إله مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
  • أرضًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
• أعطيتُ الفقيرَ صاعًا قمحًا
  • أعطيت: فعل ماض مبني على السّكون لاتّصاله بتاء الرفع المتحرّكة، والتاء ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
  • الفقير: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره
  • صاعًا: مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره
  • قمحًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

تمييز النسبة

تمييز الجملة هو ما كان مفسّرًا لإبهامٍ واقعٍ في الجملة، وما كان موضّحًا لنسبة واقعةٍ في الجملة،^[٤] وذلك على نحو: حسن الرجل خلقًا، فإنّ نسبة الحسن للرجل قد تحتمل أمورًا كثيرة، فقد يكون عملًا، أو صدقًا، أو إحسانًا، وغير ذلك من الخيارات الأخرى، لذا يأتي التّمييز لتحديد المراد وإزالة الغموض في الجملة.^[٥]

ينقسم تمييز النسبة إلى نوعين، مُحوّل وغير محوّل، وتفصيلهما كما يأتي:

التمييز المحوّل

هذا النوع من التّمييز يكون فيه التّمييز في أصله محوّلًا إمّا عن فاعل، أو عن مفعول به، أو عن مبتدأ، وأمثلته كما يأتي:^[٥]

• المحول عن فاعل

هو أن يكون التمييز في أصل الكلام فاعلًا، ثمّ عُدل عنه إلى التمييز، ومنه قولهم: حَسُنَ الرجلُ خلقًا، فأصل الجملة: حسُنَ خلُقُ الرجل.

• المحوّل عن مفعول به

هو أن يكون التمييز في أصل الكلام مفعولًا به، ثمّ عُدل عنه إلى التمييز، وذلك على نحو: زرعتُ الحديقةَ أزهارًا، فأصل الجملة: زرعتُ أزهارَ الحديقةِ.

• المحوّل عن مبتدأ

هو أن يكون التمييز في أصل الكلام مُبتدأً، ثمّ عُدل عنه إلى التمييز، وذلك على نحو: {أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا}،^[٦] وأصل الجملة: مالي أكثر منك.

التمييز غير المحوّل

هو نوع من أنواع تمييز النسبة الذي لا يكون محوّلًا عن شيء، وذلك على نحو: أكرم بالرجل خلقًا، سموتَ أديبًا، لله درّه فارسًا، ملأتُ خزانتي كتبًا، ولتمييز النسبة حكمان:^[٥]

• النصب على التّمييز

وهو أن يكون التمييز منصوبًا في الإعراب، مثل: لله درّه فارسًا.

• الجر بمِن

وهو أن يكون التمييز مجرورًا بحرف الجر ولكنّه في المعنى تمييز، ويكون حرف الجر زائدًا، وذلك على نحو: أكرم بالرجل من خلقٍ، وسموتَ من أديب، ولله درّه من فارس، وملأت خزانتي من الكتب.

أمثلة على تمييز النسبة

من الأمثلة على تمييز النسبة ما يأتي:

• طابت بلادي مسكنًا
  • طابت: فعل ماض مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، وتاء التّأنيث لا محلّ لها من الإعراب.
  • بلادي: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلّم لانشغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متّصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.
  • مسكنًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
• زرعتُ الحديقة ورودًا
  • زرعتُ: فعل ماض مبني على السّكون لاتّصاله بتاء الرفع المتحرّكة، والتاء ضمير متّصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.
  • الحديقة: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
  • ورودًا: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.
• أنا أشدّ منك قوّةً
  • أنا: ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ
  • أشدّ: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضّمة الظاهرة على آخره.
  • منك: جار ومجرور متعلّقان بـ"أشد"
  • قوّة: تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة على آخره.

تدريبات على أنواع التمييز

فيما يأتي تدريبات منوّعة على أنواع التمييز بشقّيه الذات والنسبة:

املأ الفراغ بالتمييز المناسب

املأ الفراغات الآتية بالتمييز المناسب سواء أكان تمييز ذات أم نسبة:

• اشتريتُ ذراعًا..............
• اشتريتُ كيلو ..............
• طابتْ بلادي.............
• أنا أكثر منك ...........
• أكرمْ بقومٍ.............
• زرعتُ الأرضَ..........

ميّز تمييز النسبة من تمييز الذّات في الجمل الآتية

في الجمل الآتية تمييز نسبة وتمييز ذات، ميّز كلّ واحد منهما فيما يأتي ثمّ ضعه في المكان المخصص له في الجدول أدناه:

• قرأتُ عشرين قصّةً.
• شربتُ جرّةً ماءً.
• اقتنيتُ حفنةً رملًا.
• فجّرنا الأرض عيونًا.
• عظمتَ بطلًا.
• أجمل بقومك أدبًا.

اضبط الكلمات التي تحتها خط

في الجمل الآتية كلمات قد وُضِع تحتها خط، اضبطها بالشّكل من خلال فهمك لدرس التمييز:

• ازدادت الشمسُ نور.
• امتلأ الدّربُ اخضرار.
• نعم الطالبُ خالد.
• أنت أكبر شأن.
• اشريتُ ثلاثين قصة.
• شربتُ كأسًا ماء.

المراجع

1. ↑ مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، صفحة 113. بتصرّف.
2. ^ ^{أ ب ت} محمد عيد، النحو المصفى، صفحة 476 - 480. بتصرّف.
3. ↑ سورة الزلزلة، آية:7
4. ↑ عاصم بيطار، النحو والصرف، صفحة 176 - 184. بتصرّف.
5. ^ ^{أ ب ت} محمد خير حلواني، النحو الميسر، صفحة 507 - 515. بتصرّف.
6. ↑ سورة الكهف، آية:7