محتويات
حروق الدرجة الأولى
تؤثر حروق الدرجة الأولى أو ما يُعرف بالحروق السطحية (بالإنجليزية: Superficial burns) فقط في الطبقة الخارجية من الجلد والتي تعرف بطبقة البشرة (بالإنجليزية: Epidermis)،[١]
وهي حروقٌ بسيطةٌ تغطي أقل من 10% من مساحة سطح الجسم،[٢] ويشار إلى أنّ مكان الحرق غالبًا ما يكون أحمر اللون، ومؤلمًا، وجافًا، بالإضافة إلى تغيرٍ في درجة لون الجلد سواءً بالزيادة أو بالنقصان، ولكن دون تكوّن البثور (بالإنجليزية: Blisters) أو الفقاعات على الجلد، ونادرًا ما يؤدي إلى تلفٍ طويل الأمد لأنسجة الجلد، ومن النادر أن تستدعي الإصابة بهذا النوع من الحروق الإدخال للمستشفى، ومن الأمثلة عليها: حروق الشمس الخفيفة،[١][٢] وعادةً ما تُعالج بالرعاية والإجراءات المنزلية، كما قد تتماثل للشفاء خلال وقتٍ أسرع كلما عولجت في مرحلةٍ أبكر.[٣]
وفيما يأتي بيان الخطوات والإجراءات المتبعة للعناية بحروق الدرجة الأولى فور الإصابة بها:[٤]
- وضع منطقة الحرق تحت الماء الجاري الفاتر أو وضعها في حمامٍ مائي فاتر دون إضافة الثلج، مع إبقائها تحت الماء لمدّة 5-30 دقيقة على الأقل، ومن ثم لفها بمنشفةٍ نظيفةٍ باردة ورطبة للمساعدة على تخفيف الألم.
- طمأنة المُصاب وتهدئته.
- تبديل المنشفة الرطبة بعد غسل الحرق بضمادةٍ جافّةٍ ومعقّمةٍ.
- حماية منطقة الحرق من الضغط والاحتكاك.
- تطبيق دهون مُرطّبٍ على منطقة الحرق بعد تبريدها بشكلٍ كافٍ، ويُفضّل أن يحتوي الدهون على مُضاد حيوي ومستخلص الصبّار.
- استخدام المُسكنّات التي تُصرف دون وصفة طبيّة، مثل: الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)؛ لتسكين الألم، ويجدر تجنب إعطاء الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin) للأطفال دون 12 عامًا، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ أيّ من العلاجات.
- غالبًا ما تشفى الحروق السطحية والبسيطة باتباع الإجراءات السابقة ودون الحاجة إلى علاجاتٍ إضافية، مع ضرورة التحقق من أخذ المصاب للقاح الكزاز (بالإنجليزية: Tetanus) في وقت قريب سابق بحسب ما يرى الطبيب.
حروق الدرجة الثانية
تصيب حروق الدرجة الثانية أو ما يعرف أيضًا بالحروق جزئية السماكة (بالإنجليزية: Partial thickness burns) طبقتي البشرة والأدمة معًا؛ مما قد يُسبّب انتفاخ المنطقة، والشعور بألم شديد، وقد تتكوّن البثور أو الفقاعات على الجلد، بالإضافة إلى ظهور منطقة الحرق باللون الأحمر، أو الأبيض، أو الملطخ، كما أنّ الحروق العميقة منها قد تترك ندوبًا بعد شفائها،[٥] وتُقسم حروق الدرجة الثانية إلى نوعين بناءً على مساحة الجلد المتأثرة بالحرق، وهما كالآتي:[٦]
- الحروق البسيطة: (بالإنجليزية: Minor burns)؛ قُطر المنطقة المصابة لا يزيد عن 7.62 سم.
- الحروق الكبيرة: (بالإنجليزية: Major burns)؛ يتجاوز قُطر المنطقة المصابة 7.62 سم أو عند تغطية الحرق للأيدي، أو الأقدام، أو الوجه، أو أصل الفخذ، أو الأرداف، أو أيّ مفصلٍ كبيرٍ.
الإسعافات الأولية
يُمكن إجراء الإسعافات الأولية أثناء انتظار المُساعدة الطبيّة لتقليل خطر حدوث المُضاعفات، وفيما يأتي بيان الخطوات المتبعة للإسعافات الأولية:[٧]
- نزع أي قطعة قماشٍ، أو مجوهراتٍ، أو أي متعلقاتٍ أخرى تُغطّي منطقة الحرق إن أمكن ذلك؛ لأنّها قد تكوّن ساخنةً بفعل الحرق؛ وبالتالي ستزيد من شدّته وشدة الشعور بالألم الناجم عنه، أمّا إذا لم نستطع إزالة الملابس دون التسبب بتضرر الجلد؛ فيجدر تركها كما هي وعدم إزالتها.
- تبريد منطقة الحرق بوضعها تحت الماء الجاري الفاتر وليس البارد، كما لا يجوز وضع الثلج عليها.
- الإكثار من شرب الماء أو المحاليل الكهرلية للوقاية من حدوث الجفاف (بالإنجليزية: Dehydration).
- تغطية منطقة الحرق بقطعةٍ من الشاش أو بضمادةٍ رخوةٍ دون إحكام لفها؛ لتجنب وقف جريان الدورة الدموية الواصلة إلى مكان الحرق.
- عدم فتح البثور أو الفقاعات المتكونة على الجلد.
- تجنّب وضع الزبدة أو أيّ من الوصفات المنزلية الأخرى خاصّةً بعد الإصابة بالحرق مباشرةً.
العلاج الطبّي
يعتمد العلاج الطبي لحروق الدرجة الثانية على شدة الإصابة بالحرق وموقعه؛ إذ قد يُنظّف الطبيب منطقة الحرق أو قد يضع عليها كريم المضاد الحيوي، وقد يصف الطبيب المُضادات الحيوية أيضًا في حال حدوث عدوى أو ارتفاع خطر الإصابة بها، ويُشار إلى أن الحرق الكبير أو الذي يُغطّي مساحةً كبيرةً من الجسم قد يحتاج المُصاب به إلى البقاء تحت المراقبة في المستشفى، وكذلك قد تُعطى المُضادات الحيوية الوريدية إذا كانت العدوى شديدة، وقد تستدعي بعض الحالات الشديدة من حروق الدرجة الثانية إجراء ترقيعٍ للجلد (بالإنجليزية: Skin grafting) لإصلاح الجلد المتضرر، حيث ينقل أخصائي الجراحة قطعةً من الجلد تؤخذ من موقعٍ سليمٍ في جسم المُصاب ويضعها مكان الجلد المحروق.[٧]
نصائح لتسريع الشفاء
لتسريع عملية الشفاء يمكن اتباع النصائح الآتية:[٧]
- الحفاظ على منطقة الحرق مُغطًّاةً ونظيفةً.
- المباشرة بترطيب منطقة الحرق بانتظامٍ بعد التئام الجرح وتوقّفه عن تصريف السوائل؛ لما للترطيب من دورٍ فعّال في تسريع الشفاء وتقليل أو منع تكوّن النُدوب.
- تجنب حكّ، أو فرك، أو خدش منطقة الحرق؛ لأن ذلك يمكن أن يعيد فتح الجرح، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
- تطبيق مرهم المُضاد الحيوي الذي يصرف دون وصفةٍ طبيةٍ على منطقة الحرق للمحافظة على نظافته وللوقاية من العدوى.
- أخذ مسكّنات الألم بعد استشارة الطبيب، مثل: الباراسيتامول أو الآيبوبروفين.
حروق الدرجة الثالثة
تمتد حروق الدرجة الثالثة والتي تعرف بالحروق كاملة السماكة (بالإنجليزية: Full thickness burns) لتؤثر في كافّة طبقات الجلد وهي: البشرة، والأدمة، بالإضافة إلى طبقة الدهون؛ كما تدمر الغدد العرقية وبُصيلات الشعر، ويُعتبر الحرق من الدرجة الثالثة شديدًا إذا غطّى أكثر من 1% من مساحة سطح الجسم، كما قد يتحول لون الجلد المحروق إلى الأسود، أو الأحمر، أو الأبيض، ومن المحتمل ألّا يشعر المصاب بالألم في المنطقة نفسها التي أصيبت بالحرق بسبب الضرر الواقع على النهايات العصبية في تلك المنطقة؛ وإنما قد يشعر به في المنطقة المجاورة لها، ويعتمد علاجها على شدّة الحرق والتي تُحدّد بقياس مساحة سطح الجسم المتضرّرة.[٢][٨]
الاتصال بالطوارئ
على خلاف أنواع الحروق السابقة، يجب تجنب محاولة علاج الحروق منزليًا؛ وإنما الاتصال بالطوارئ الطبية على الفور، وأثناء الانتظار يُنصح برفع المنطقة المصابة فوق مستوى القلب، وعدم محاولة نزع الملابس مع التأكد من عدم التصاقها بالجلد المحروق.[٣]
العلاج الطبّي
فور وصول المصاب بحرق من الدرجة الثالثة إلى الطوارئ يبدأ الكادر الطبي باتباع الإجراءات الآتية:[٨]
- تنظيف الجرح على الفور، وإزالة الجلد الميّت والأنسجة التالفة من منطقة الحرق، ويتم هذا الإجراء في حوض استحمامٍ خاص بالمستشفى أو من خلال عمليةٍ جراحيةٍ.
- إعطاء المحاليل الكهرلية عبر الوريد للمصاب.
- إعطاء مُضاداتٍ حيويةٍ عبر الفم أو عبر الوريد في حالات حدوث العدوى.
- تطبيق مراهم أو كريمات المُضادات الحيوية.
- توفير بيئةٍ رطبةٍ ودافئةٍ تساعد على التئام المنطقة المتضررة.
- اعتماد نظام غذائي غني بالبروتين و إعطاء المصاب الفيتامينات والمكمّلات الغذائية.
- إعطاء مُسكّنات الألم للمصاب.
- ترقيع الجلد وقد يعد ضروريًا لإغلاق المنطقة المصابة والمتضررة بالحرق.
- إجراء جراحةٍ لإعادة ترميم المنطقة المتضررة.
- إعطاء مطعوم الكزاز في بعض الحالات.
نصائح ما بعد العلاج
فيما يأتي بعض النصائح والإجراءات التي يجدر اتباعها بعد الخضوع لعلاج حروق الدرجة الثالثة:[٩]
- غسل اليدين جيّدًا بالماء والصابون قبل تغيير الضمادات القديمة، وقد يحتاج المُصاب أن ينقع الضمادة بالماء قبل إزالتها حتّى لا تلتصق بالجرح.
- تنظيف مكان الحرق يوميًا بالماء ونوعٍ خفيفٍ من الصابون وتركه حتّى يجف، كما يجدر عدم فتح البثور المغلقة لأنّ ذلك قد يزيد من خطر حدوث العدوى، ويجدر بالمصاب التحقق من وجود أي تورمٍ أو احمرارٍ حول منطقة الحرق.
- تطبيق المرهم أو الكريم الذي وصفه الطبيب على منطقة الحرق باستخدام قطعة قطنٍ ثم تغطيتها بضمادةٍ غير لاصقة.
- وضع طبقة من الشاش الطبيّ حول الضماد غير اللاصق ولفه دون إحكام شدّه؛ فلا يجب أن يشعر المُصاب بالتنميل أو أن يفقد الإحساس بالمنطقة بعد تضميدها.
- الضغط بلطفٍ لبضع دقائق إذا حدث نزيف.
- رفع الساق أو الذراع المحترقة فوق مستوى القلب قدر الإمكان وإسنادها على وسائد أو بطانيات لإبقائها مرتفعةً بشكلٍ مريح؛ إذ يساهم ذلك في تخفيف الانتفاخ والألم.
حروق الدرجة الرابعة
تصل حروق الدرجة الرابعة إلى عمق أكبر من حروق الدرجة الثالثة؛ إذ تؤثر في العضلات، والعظام، والنهايات العصبية التي يشار إلى أنها تتلف وتتدمر؛ مما يُفقد المُصاب الشعور بكامل المنطقة المصابة،[١٠] ويجب الاتصال بالطوارئ الطبية على الفور لأنّ كلما تم الإسراع في العلاج؛ انخفض خطر الإصابة بالمُضاعفات، ويتم الاعتناء بالمُصاب في وحدة خاصةٍ بالحروق في قسم الطوارىء.[١١]
الإسعافات الأولية
يمكن للمُحيطين بالمُصاب مُساعدته قبل وصول سيارة الإسعاف باتباع الإجراءات الآتية:[١١]
- رفع الجزء المحروق فوق مستوى القلب إن أمكن ذلك.
- تغطية المنطقة المُصابة بقطعة قماشٍ أو ضمادةٍ رخوة.
- تغطية المُصاب بغطاءٍ خفيفٍ خاصّةً إذا شعر بالبرد بسبب انخفاض ضغط الدّم لديه.
- شطف منطقة الإصابة بالماء فقط في حال التعرض للحروق الكيمياوية.
أما الأمور التي يجب على المحيطين بالمصاب تجنّب إجرائها، فهي كما يأتي:[١١]
- وضع الثلج على منطقة الحرق.
- نزع الملابس التي قد تكون ملتصقة بمنطقة الحرق.
- تقشير الجلد الميّت أو البثور المكتوّنة حوله.
- تطبيق الكريمات أو المراهم على منطقة الحرق.
العلاج الطبّي
فور وصول المصاب للطوارىء الطبية؛ فإن الطبيب يتبع الإجراءات الآتية لعلاج الحروق من الدرجة الرابعة:[١١]
- تنظيف منطقة الحرق وإزالة أيّ أنسجة تالفةٍ.
- إعطاء المسكنّات للمصاب لتخفيف الألم.
- تطبيق مرهم المُضاد الحيوي على منطقة الحرق في حال وجود العدوى.
- إعطاء مطعوم الكزاز للمصاب إن لم يأخذه خلال العشر سنواتٍ الماضية.
- حقن المُصاب بالسوائل الوريدية لخفض درجة حرارة جسمه ومنع الجفاف.
كما يحدّد الطبيب مدى الضرر الناتج عن الحرق أثناء تماثل المُصاب للشفاء، وبناءً عليه يعتمد خيار الجراحة الترميمية الأفضل؛ كترقيع الجلد التي قد تعد ضروريةً إذا لم ينتج الجلد أيّ أنسجةٍ جديدةٍ.[١١]
المراجع
- ^ أ ب Eric Perez, Maryann Foley, Ronald Karlin (Aug.01.2018), "Classification of Burns"، www.nationwidechildrens.org, Retrieved Mar.09.2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Burns", my.clevelandclinic.org,Aug.24.2020، Retrieved Mar.09.2021. Edited.
- ^ أ ب April Kahn (Mar.07.2019), "Burns: Types, Treatments, and More"، www.healthline.com, Retrieved Mar.09.2021. Edited.
- ↑ "Burns", medlineplus.gov,Feb.26.2021، Retrieved Mar.09.2021. Edited.
- ↑ "Burns", www.mayoclinic.org,Jul.28.2020، Retrieved Mar.09.2021. Edited.
- ↑ "Burns: First aid", www.mayoclinic.org. Retrieved Mar.09.2021. Edited.
- ^ أ ب ت Zawn Villines (May.16.2019), "Second-degree burn: Everything you need to know"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved Mar.09.2021. Edited.
- ^ أ ب "Third-Degree Burns", www.chop.edu, Retrieved Mar.09.2021. Edited.
- ↑ "Third-Degree Burn", www.drugs.com,Mar.04.2021، Retrieved Mar.09.2021. Edited.
- ↑ Neha Pathak (Sep.15.2020), "Burns"، www.webmd.com, Retrieved Mar.10.2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Kristeen Cherney (Jun.04.2019), "4th Degree Burns: What You Need to Know"، www.healthline.com, Retrieved Mar.10.2021. Edited.