أنواع الذكر في رمضان وفضلها

كتابة:
أنواع الذكر في رمضان وفضلها

مفهوم الذكر

إنّ مفهوم الذكر في اللغة هو حفظ الشيء وتذكّره، وهو كذلك الشيء الذي يجري على اللسان، والجمع أذكار وذكور،[١] وأمّا اصطلاحًا فله معنيان: معنى عام ويشمل العبادات التي يؤديها المسلم كالصلاة والصيام وقراءة القرآن والدعاء والحج والتسبيح وغير ذلك، يقول الإمام ابن تيمية في تعريف ذلك: "كل ما تكلَّم به اللسان وتصوّره القلب مما يقرِّب إلى الله من تعلّم علم وتعليمه، وأمرٍ بمعروفٍ ونهي عن منكر فهو من ذكر الله"، والمعنى الخاص هو ذكر الله -تعالى- بالألفاظ الواردة في كتابة العزيز، أو الواردة عن رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- في السنّة الشريفة، وذهب بعضٌ من العلماء إلى أنّ أعظم الذّكر هو قراءة القرآن الكريم التي كانت الشغل الشاغل للسلف الصالح رضوان الله عليهم، وفي رمضان تتضاعف الأجور وتزداد وتربو عند الله سبحانه وتعالى، وفضل الذّكر -كذلك- يزيد ويتضاعف أجره، وهذا المقال سوف يقف مع أنواع الذكر في رمضان وفضلها.[٢]

أنواع الذكر

قبل الوقوف مع أنواع الذكر في رمضان وفضلها ينبغي للمسلم أن يعلم أنّ خير ما ينشغل به العبد في يومه هو ذكر الله عزّ وجلّ، وكذلك التقرّب من الله عزّ وجلّ، ولا يشكّ مسلمٌ في أنّ الذكر بابٌ من أبواب القرُبات إلى الله تعالى، والذكر -كما سلف- قسمان، فمنه ما هو عامٌّ ومنه ما هو خاصٌّ، وكذلك منه ما هو مُطلَقٌ ومنه ما هو مُقيّد؛ وذلك من حيث موضعه، وسيأتي تفصيل المطلق والمقيّد تاليًا:[٢]

الذكر المقيد

وهو الذكر المرهون أو المُقيّد بحال أو وقت أو مكان؛ كالذكر بعد الصلوات والأذان وأثنائه وغيرها، أو يمكن القول باختصار إنّه الذكر الوارد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكان وزمان مُعيّنَين، وهذا يُقدَّم على الذكر المطلق؛ لأنّ الذكر المُقيّد هو الذي ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيحدث فيه اتّباعه والسير على نهجه وتقليده في الذكر والعبادة، فلو أنّ مسلمًا -مثلًا- فرَغَ من صلاته وأراد أن يذكر الله فأخذ يقرأ القرآن فالأفضل له أن يذكر الأذكار الواردة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأنّ الخير -بلا جدال- هو ما فعله النبي -صلّى الله عليه وسلّم- والنبي قد ذكر أذكارًا مُعيّنة بعد الصلاة ولم يقرأ القرآن، والله أعلم.[٢]


الذكر المُطلق

وبعد معرفة الذكر المُقيّد وماهيّته وقبل الوقوف على أنواع الذكر في رمضان وفضلها فإنّ المقال يقف مع بيان الذكر المُطلق؛ فالذكر المُطلق هو الذكر الذي يجوز للمسلم أن يفعله في سائر اليوم دون قيد؛ أي: دون التّقيّد بحال أو مكان أو وقت، فبذلك يختلف عن الذكر المقيد بهذه الصفة، ومن الذكر المُطلق ما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه: "مَن قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ له مِئَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ عنْه مِئَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ، يَومَهُ ذلكَ، حتَّى يُمْسِيَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِن ذلكَ، وَمَن قالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ ولو كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ".[٣]

أنواع الذكر في رمضان وفضلها

بعد الوقوف مع مفهوم الذكر وتعريفه وبيان أنواعه يصل المقال إلى أنواع الذكر في رمضان وفضلها، والمعلوم لكل مسلم أنّ الثواب يزداد ويتضاعف في رمضان عن سائر الأوقات في كل العبادات، ومن تلك العبادات عبادة الذكر، وخير الذكر وأفضله التهليل والتسبيح والاستغفار والتحميد والحوقلة ونحوها؛ فقد ورد في الحديث أنّ الباقيات الصالحات في قوله تعالى في سورة الكهف: {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}[٤] هي قول المسلم: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر؛ فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: "ألا وإنَّ سُبحانَ اللهِ والحمدُ للَّهِ ولا إلهَ إلَّا الله والله أكبرُ هنَّ الباقياتُ الصَّالحاتُ"[٥]، وكذلك قوله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي يرويه سمرة بن جندب رضي الله عنه: "أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا الله، والله أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ"،[٦] وتقف الفقرات القادمة مع بيان فضل بعض أنواع الذكر التي يمكن الوقوف عليها في هذا المقال.[٧]

فضل التهليل في رمضان

بعد الحديث بإيجاز عن أنواع الذكر في رمضان وفضلها فإنّ هذه الفقرة تقف مع أوّل نوع من أنواع الذكر وهو التهليل، والحقّ أنّ للتهليل فضائل لا تحصى، وكلّها ثابتة في الأحاديث النبوية الشريفة، فمنها أنّ التهليل في صيغة من صيغه الواردة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يعدل إعتاق أربعة رقاب من ولد إسماعيل عليه السلام، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قالَ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مِرَارٍ كانَ كَمَن أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِن وَلَدِ إسْمَاعِيلَ"،[٨] أو أن تكون كمن يعتق عشر رقاب وتكون له حرزًا من الشيطان، يقول صلّى الله عليه وسلّم: "مَن قال : لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له المُلْكُ وله الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ في يومٍ مِئةَ مرَّةٍ كانت عِدْلَ عَشْرِ رِقابٍ وكُتِبَتْ له مِئةُ حسنةٍ ومُحِيَتْ عنه مِئةُ سيِّئةٍ وكان له حِرزًا مِن الشَّيطانِ يومَه ذلكَ حتَّى يُمسيَ ولَمْ يأتِ أحَدٌ بأفضَلَ ممَّا جاء به إلَّا أحَدٌ عمِل عمَلًا أكثَرَ مِن ذلكَ"،[٩] وفي صيغة أخرى يكون فضل التهليل بأن يجعل الله على المسلم ملائكة تحرسه من الشيطان، يقول صلى الله عليه وسلّم: "من قال لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ يحيي ويميتُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ عشرَ مراتٍ على إثرِ المغربِ بعث اللهُ له مسلحةً يحفظونه من الشيطانِ حتى يصبحَ وكتب له بها عشرَ حسناتٍ موجباتٍ ومحا عنه عشرَ سيئاتٍ موبقاتٍ وكانت له بعِدلِ عشرِ رقابٍ مؤمناتٍ"،[١٠] وهذا كلّه في غير رمضان، وهو في رمضان أعظم؛ لأنّ الأعمال فيه تتضاعف أجورها تكون أكثر من أيّ وقت آخر.[١١]

فضائل التسبيح في رمضان

بعد الوقوف على أوّل نوع من أنواع الذكر في رمضان وفضلها وهو التهليل يقف المقال مع النوع الثاني الذي اختاره وهو التسبيح، فللتّسبيح فضائل جمّة لا تكاد تُحصى، وإذا انشغل الصائم به فإنّه يرجو عظيم الثواب من الله تعالى، ثوابًا يكون مضاعفًا عن غير وقت كونه في وقت تتضاعف فيه أجور الأعمال وهو شهر رمضان المبارك، فمن فضائل التسبيح المذكورة في الأحاديث النبويّة أنّها تحطّ الخطايا عن العبد ولو كانت مثل زبد البحر، يقول صلّى الله عليه وسلّم: "وَمَن قالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ ولو كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ"،[٣] وكذلك فإنّ التسبيح في صيغة منه يُعدّ من أحبّ الكلام إلى الله تعالى، فيقول -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي ورد في صحيحي مسلم والبخاري: "كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ الله وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ الله العَظِيمِ"،[١٢] وفي حديث آخر يرويه الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- فيقول: كُنَّا جُلوسًا عِندَ رَسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فقال: "أيَعجِزُ أحَدُكم أنْ يَكسِبَ كُلَّ يَومٍ ألْفَ حَسَنةٍ"؟ فسألَهُ سائِلٌ مِن جُلَسائِهِ: كيف يَكسِبُ أحَدُنا يا رَسولَ اللهِ كُلَّ يَومٍ ألْفَ حَسَنةٍ؟ قال: "يُسبِّحُ مِئةَ تَسبيحةٍ، فيُكتَبُ له ألْفُ حَسَنةٍ، أو يُحَطُّ عنه ألْفُ خَطيئةٍ"،[١٣] ومن فضائل التسبيح أنّ المُسبّح تُغرس له نخلة في الجنة؛ لقوله صلّى الله عليه وسلّم: "مَنْ قال: سُبحانَ اللهِ العظيمِ و بِحمْدِهِ غُرِسَتْ لهُ بِها نخلةٌ في الجنةِ"،[١٤] وورد عنه كذلك -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ التّسبيح وبعض الأذكار هي خيرٌ ممّا تطلع عليه الشمس، قال صلّى الله عليه وسلّم: "لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَالله أَكْبَرُ؛ أَحَبُّ إِلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ"،[١٥] والله أعلم.[١٦]

فضائل قراءة القرآن في رمضان

إنّ شهر رمضان هو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن الكريم، وفي هذا الشهر كان سلف الأمّة يُقبلون على قراءة القرآن الكريم على نحو لا يكون في غيره وإن كانوا يقرؤون القرآن طوال العام إلّا أنّهم في رمضان يكونون أشدّ إقبالًا على قراءة القرآن، والذي يدفعهم إلى ذلك هو حديث يرويه ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول فيه: "كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ -عليه السَّلَامُ- يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عليه النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ -عليه السَّلَامُ- كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ"،[١٧] فمن هنا رأى أهل العلم أنّ لليالي رمضان ميزة خاصّة في قراءة القرآن؛ كون النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يُدارس جبريل -عليه السلام- القرآن في ليالي رمضان، وخير القراءة ما كانت بتدبّر وفهم للكلمات التي يقرؤها المسلم؛ فالله تعالى يقول في سورة النساء: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}،[١٨] فلذلك يجد المسلم رجالًا من السلف كانوا يكثرون من قراءة القرآن وهم فاهمون لمعانيه؛ كالإمام الشافعي الذي كان يختم القرآن في نهار رمضان ختمة وفي الليل ختمة، فعلى المسلم إذًا الإكثار من تلاوة القرآن بتدبّر في رمضان، وألّا يهجره بعد رمضان، والله أعلم.[١٩]

فضائل الاستغفار في رمضان

بعد الوقوف على بعض من أنواع الذكر في رمضان وفضلها يصل المقال إلى النوع الأخير من أنواع الذكر في رمضان وفضلها وهو الاستغفار؛ فالاستغفار -في الأيّام العاديّة- من أعظم القربات إلى الله تعالى، وقد حثّ عليه القرآن في آيات كثيرة، وكانت كلّ آية من تلك الآيات توضّح مزيّة من مزايا الاستغفار وثوابها عند الله تعالى، ذلك الثواب الذي يتضاعف في رمضان كما هو معلوم للمسلمين، ومن فضائل الاستغفار أنّه مظنّة غفران الله -تعالى- لعباده المستغفرين، يقول تعالى: {وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا}،[٢٠] وكذلك في الاستغفار دفع لعذاب الله عزّ وجلّ، يقول تعالى في سورة الأنفال: {وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}،[٢١] ومن فضائله أيضًا ما جاء في سورة نوح من قوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}،[٢٢] ثمّ في الآية التي تليها يقول تعالى على لسان نبيّه نوح عليه السلام: {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا}،[٢٣] وهذه المزيّة الأولى التي وعد بها نبي الله نوح -عليه السلام- قومه، ثم يقول: {وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا}،[٢٤] وقد استنتج بعض أهل العلم من هذه الآية أنّ الاستغفار يشفي من العقم، ولا شكّ بأنّ تلك المزايا والفضائل للاستغفار هي التي ينبغي للعبد أن يطمع بها ويُكثر منها والله أعلم.[٢٥]

فضل الذكر في رمضان

بعد الوقوف على بعض أنواع الذكر في رمضان وفضلها يقف المقال في هذه الفقرة مع فضل الذكر في رمضان، وسيسرد فيها المقال هذا فضائل الذكر في الكتاب والسنة النبوية العطرة؛ ليعلم المسلم ثواب الذكر وفضله فيُسارع إلى الإكثار منه في رمضان كون الأعمال تتضاعف أجورها في هذا الشهر المبارك، ومن تلك الفضائل للذكر:[٢٦]

  • أنّ فيه مغفرة من الله وأجر عظيم، لقوله تعالى في سورة الأحزاب: {وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.[٢٧]
  • أنّ فيه منجاة من عذاب الله، وأنّه -أي الذكر- أحبّ الأعمال إلى الله، يقول أبو الدرداء -رضي الله عنه- فيما يرويه عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: "ألا أُنبِّئكم بخيرِ أعمالِكم، و أزكاها عند مليكِكم، و أرفعِها في درجاتِكم، و خيرٌ لكم من إنفاقِ الذهبِ والوَرِقِ، و خيرٌ لكم من أن تلْقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم و يضربوا أعناقَكم؟ ذكرُ اللهِ".[٢٨]
  • أنّه حياةٌ للعبد، فيقول -صلّى الله عليه وسلّم- فيما يرويه عنه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: "مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ والذي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ".[٢٩]
  • أنّ عاقبته دخول الجنة، للحديث الذي يرويه معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "مَن كانَ آخرُ كلامِه لا إلَه إلَّا الله دخلَ الجنَّةَ".[٣٠]

الشواهد الدينية على مشروعية الذكر

في نهاية مقال أنواع الذكر وفضلها يقف المقال مع شواهد تدلّ على مشروعية الذكر الذي هو ذكر لله تعالى، وسيقتصر المقال في هذه الفقرة على الوقوف مع الشواهد القرآنية التي تدل على مشروعية الذكر، بل وتحث عليه كذلك، ومن تلك الشواهد القرآنية ما يأتي في نقاط عدة:[٢]

  • يحثّ الله -تعالى- عباده على الإكثار من الذكر فيقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}.[٣١]
  • يعد الله -تعالى- عباده الذين يذكرونه كثيرًا مغفرة منه وأجرًا عظيمًا، فيقول تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.[٣٢]
  • قال تعالى إنّ آية المنافقين هي أنّهم لا يذكرون الله إلّا قليلًا، فهو بذلك يحذّر المؤمنين من التهاون في ذكر الله تعالى، يقول جلّ من قائل: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}.[٣٣]
  • وأخيرًا فإنّ الله -تعالى- يحذّر المؤمنين من أن يُلهِهم شيءٌ عن ذكر الله تعالى، فيقول -سبحانه- في سورة المنافقون: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}،[٣٤] والله أعلم.

المراجع

  1. "تعريف ومعنى ذكر في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-04-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث "ذكر الله تعالى: أنواعه وفضائله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-04-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2691، حديث صحيح.
  4. سورة الكهف، آية: 46.
  5. رواه ابن حجر العسقلاني، في الاماني المطلقة، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 221، حديث حسن قوي بشواهده.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سمرة بن جندب، الصفحة أو الرقم: 2137، حديث صحيح.
  7. "الذكر والدعاء والاستغفار في رمضان"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-04-2020. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمرو بن ميمون، الصفحة أو الرقم: 2693، حديث صحيح.
  9. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 850 ، أخرجه في صحيحه .
  10. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عمارة بن شبيب السبائي، الصفحة أو الرقم: 3534، حديثٌ حسنٌ.
  11. "فضائل التهليل لا تُحصى ولا تُعد"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-04-2020. بتصرّف.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6682، حديث صحيح.
  13. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 1613، حديث إسناده صحيح.
  14. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 8878، حديث صحيح.
  15. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2695، حديث صحيح.
  16. "فضل التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-04-2020. بتصرّف.
  17. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1902، حديث صحيح.
  18. سورة النساء، آية: 82.
  19. "آداب الصيام وأحكامه"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 14-04-2020. بتصرّف.
  20. سورة النساء، آية: 110.
  21. سورة الأنفال، آية: 33.
  22. سورة نوح، آية: 10.
  23. سورة نوح، آية: 11.
  24. سورة نوح، آية: 12.
  25. "فضل الاستغفار"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-04-2020. بتصرّف.
  26. "رمضان والذكر"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-04-2020. بتصرّف.
  27. سورة الأحزاب، آية: 35.
  28. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 2871، حديث صحيح.
  29. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 6407، حديث صحيح.
  30. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 8946، حديث صحيح.
  31. سورة الأحزاب، آية: 41.
  32. سورة الأحزاب، آية: 35.
  33. سورة النساء، آية: 142.
  34. سورة المنافقون، آية: 9.
4838 مشاهدة
للأعلى للسفل
×