أنواع الشعوذة

كتابة:
أنواع الشعوذة


الشعوذة بالاستعانة بالكواكب

هل للكواكب قوة تؤثر في الأبدان؟

يُنسب هذا النوع من الشعوذة إلى السحر الذي كان يستعمله الكلدانيون والكسدانيون باستخدام الكواكب، وهم شعوب قديمة سكنت بلاد الرافدين وقد أرسل إليهم نبي الله إبراهيم -عليه السلام- كما يقول الإمام فخر الدين الرازي.[١]


قراءة الطلاسم

يزعم السحرة أنّ هنالك نوع من السحر أو الشعوذة اسمه سحر الطلسمات أو سحر الطلاسم، وهذا السحر مبنيّ على الاستعانة بالكواكب والأجرام وحركتها، والاستعانة كذلك بما أسموه "روحانيات الكواكب وأسرار الأعداد وخواص الموجودات وأوضاع الفلك المؤثرة في عالم العناصر"، غير أنّ من العلماء المسلمين من قال إنّ هذا النوع من الشعوذة ما هو إلّا سحر في حقيقته من عمل الشياطين، غير أنّ المشعوذين يزعمون ارتباطه بعالم الكواكب لإخفاء حقيقتهم الآثمة.[١]


قراءة منازل القمر

المقصود بقراءة منازل القمر هو معرفة المنازل التي ينزلها القمر خلال الزمان، فالقمر له ثمانية وعشرون منزلة، منها أربع عشرة منزلة يمانية، ومثلها شامية، وللعلماء في تعلّمها قولان بين المنع والإباحة، ومن أباحها فمن باب العلم ومعرفة الأنواء وما يندرج تحت العلم بهذا الأمر من الفوائد العلمية والحذر من أمور أخرى، ولكن قد اتخذ بعض الكذّابين هذا العلم ليدلّسوا على الناس ويزعموا أنّ القمر في كلّ منزلة له يمكن له التأثير في الكون أو في حياة الناس ونحو ذلك،[٢] فهذا من الشرك بالله تعالى، وهو محرّم شرعًا.[٣]


قراءة حركة الأفلاك

كذلك حركة الأفلاك قريبة من مسألة قراءة منازل القمر، وقد نقل الإمام البخاري عن قتادة السدوسي قوله: "خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء، ورجوماً للشياطين، وعلامات يُهتدى بها، فمن تأوّل غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه، وتكلّفٌ ما لا علم له به"، وقوله: "فمن تأوّل غير ذلك" يعني به الذين يزعمون أنّ للنجوم تأثيرًا في الكون كحياة بعض الناس أو وفاتهم أو هبوب الرياح أو نزول المطر ونحو ذلك، فمن ادعى ذلك فهو كذاب مشعوذ يكذب على الناس وفي كلامه ادعاء لعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله -تعالى- وحده.[٢]


قراءة أرقام الحروف

وعلم الحروف هو علم قديم قد ذكره ابن خلدون في تاريخه، وقال إنّه من فروع السيمياء الذي قد أدخله بعض غلاة التصوّف إلى الثقافة العربية، وملخّص هذا العلم أنّ لكلّ مجموعة من الحروف علاقة بعنصر من عناصر الطبيعة، كالهواء والماء ونحو ذلك،[٤] والغالب في هذا العلم أنّه لا بنبغي الاشتغال به، والاهتمام بتعلّم علوم الكتاب والسنة.[٥]



الشعوذة بالاستعانة بالأرواح والشياطين

ماذا يحصل للساحر إن لم يستطع تفريق الشياطين؟

وهذا النوع من الشعوذة هو سحر في الحقيقة؛ إذ يستعين الساحر بالأرواح الأرضية وهي الشياطين، ويكون ذلك من خلال الرقي والدخن والتجريد ونحو ذلك، ثم ينادي الساحر الشياطين بأسمائهم فيحضرون إليه.[٦]



الشعوذة بالعقد والنفخ

كيف يكون النفث في العقد؟

إنّ المقصود بالعقد والنفخ هو السحر الذي يصنعه بعض السحرة من خلال النفخ والنفث والعقد والتفل، وهو أن يعقد الساحر عقدًا يمزجها من ريقه النجس ثمّ ينفث فيها، وهو فوق النفخ ودون التفل، ثم يستدعي بعض الشياطين ومن ثَمّ يكون سحرًا مؤذيًا بإذن الله، وقد ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف: "من عقدَ عُقدةً ثمَّ نفثَ فيها فقد سحَرَ ومن سحرَ فقد أشرَكَ".[٧][٨]



شعوذة الدجل والخداع

ما هو الدجل؟

إنّ المقصود بالدجل هو الكذب، فالدجال هو الكذّاب، والدجل هو إيهام الناس بأنّ الرجل يمكنه معرفة الغيب أو أنّه ساحر، بينما في الحقيقة هو ليس ساحرًا وأمّا مسألة معرفة الغيب فمفروغ منها لأنّ الغيب لا يعلمه إلّا الله تعالى.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب عمر سليمان الأشقر، عالم السحر والشعوذة، الأردن:دار النفائس، صفحة 107. بتصرّف.
  2. ^ أ ب صالح الفوزان، إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد، صفحة 16 - 19. بتصرّف.
  3. عبد الرحيم السلمي، أصول العقيدة، صفحة 25. بتصرّف.
  4. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون، صفحة 664 - 665. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 11994. بتصرّف.
  6. عبد العزيز الراجحي، شرح تفسير ابن كثير، صفحة 6. بتصرّف.
  7. رواه ابن مفلح، في الآداب الشرعية، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:68، حديث حسن.
  8. عبد الرحمن بن قاسم، حاشية كتاب التوحيد، صفحة 198. بتصرّف.
  9. عمر سليمان الأشقر، عالم السحر والشعوذة، الأردن:دار النفائس، صفحة 7. بتصرّف.
3058 مشاهدة
للأعلى للسفل
×