أنواع الطباق

كتابة:
أنواع الطباق



الطِّباق المجازيّ (التّكافؤ)

هو الطِّباق الحاصل في لفظين مجازيّين لا يحملان المعنى الحقيقيّ لهما، نحو:[١]


المِثال
التّوضيح
قال تعالى: (فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ).[٢]
الطِّباق في لفظيّ (فأنجيناه) التي أتت بمعنى (خلّصناه)، ولفظ (أغرقنا) التي أتت بمعنى (أهلكنا).
*المعنى الحقيقيّ لا يُشبه المعنى المجازيّ للكلمات وهذا التّضاد ساعد في توضيح الفرق بين حال المؤمن (فأنجيناه) وحال المشرك (فأغرقناه).


الطِّباق الحقيقيّ

يكون الطِّباق حقيقيًّا إذا كان حاصلًا بين لفظين حقيقيّين؛ أي يحملان المعنى الحقيقيّ لهما، ويكون هذا الطِّباق في صور ثلاثة بحسب الألفاظ الحاصل بينهما الطِّباق، وهي:[٣]


صور الطباق الحقيقيّ
المِثال
التّوضيح
الجمع بين اسمين
قال تعالى: (.. فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).[٤]
هو الطِّباق الذي يكون بين اسم واسم آخر، وفي هذا المِثال يكون الطِّباق بين الاسمين:
(سيّئاتهم - حسنات).
الجمع بين فعلين
قال تعالى: (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ).[٥]
هو الطِّباق الذي يكون بين فعل وفعل آخره، وفي هذا المِثال يكون الطِّباق بين الفعلين:
(نموت - نحيا).
الجمع بين مختلفين
قال تعالى: (فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ).[٦]
هو الطِّباق الذي يكون بين اسم وفعل، وفي هذا المِثال يكون الطِّباق بين اسم وفعل:
(الحقّ - بَطَلَ).


طباق السّلب

هو الطِّباق الذي يجمع بين أمرين مختلفين بالأسلوب مع تشابه الألفاظ، نحو (يعمل) و(لا يعمل)، ويكون هذا الطِّباق في صورتين:[٧]


صور طِباق السّلب
المِثال
التّوضيح
الجمع بين مثبت ومنفي
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).[٨]
الطِّباق يكون بين كلمتين متشابهتين لفظًا وتختلفان بوجود أداة نفي مع فعل، وفعل آخر بدونها، وهنا الطِّباق:
(يظلم - لا يظلم).
الجمع بين أمر ونهي
قال تعالى: (اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ).[٩]
الطِّباق يكون بين كلمتين متشابهتين لفظًا وتختلفان بوجود أداة نهي مع فعل الأمر، وفعل أمر، وهنا الطِّباق: (اتّبعوا - لا تتّبعوا).



طِباق الإيجاب

هو الطِّباق الجامع بين معنيين مختلفين، سواء بالإثبات أو النّفي، وفيما يلي صوره:[١٠]


صور طِباق الإيجاب
المِثال
التّوضيح
الجمع بين مثبتين
قال تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا).[١١]
الطِّباق يكون بين كلمتين لا يسبق أيّ منهما نفي أو نهي، والطِّباق هنا بين:
(ليلًا - نهارًا).
الجمع بين منفيّين
قال تعالى: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا).[١٢]
الطِّباق هُنا يكون بين كلمتين يسبقهما أداة نفي أو نهي، وفي هذا المِثال يكون الطِّباق:
-(لا يملكون ضرًّا - ولا نفعًا).
-(لا يملكون موتًا - ولا حياة).


الطِّباق الخفيّ (المعنويّ)

هو الطِّباق الذي يجمع بين الشّيء وضدّه في المعنى لا الّلفظ، وفيما يلي مِثال توضيحيّ:[١٣]


المِثال
التّوضيح
قال تعالى: (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ).[١٤]
يكون الطِّباق هنا في معنى كلمة ولفظ كلمة أخرى، وفي هذا المِثال يكون بين:
(ضُّر - رحمة)؛ فالعارف لمعاني الضُّر المختلفة: (المرض، الهزال، القحط، الشّدة،..)، والعارف لمعنى الرّحمة (الخلاص من الشّدة)، سيعرف أنّ هناك طِباق خفيّ بين معنى "الضُّر" ولفظ "الرّحمة".


إيهام التّضاد

هو الطِّباق الحاصل بين المعاني الحقيقيّة (الألفاظ الظّاهرة) دون وجود طباق في المعنى المجازيّ بينهما (المعاني المقصودة)، ومن التّعريفات المذكورة لهذا النّوع ما ذُكر في كِتاب بلاغة القرآن؛ فهو: "أن يؤتى بلفظين يوهم في الظّاهر أن بينهما تضادّ وهما خلاف ذلك لعدم وجود التّضاد حقيقة بين المعنيين"، ولهذا تعود تسميته بإيهام التّضاد، وفيما يلي مِثال توضيحيّ:[١٥]


المِثال
التّوضيح
قول البحتريّ:
فحاجب الشّمس أحيانًا يُضاحكها...
وريق الغيث أحيانًا يباكيها
النّاظر للبيت يعرف للوهلة الأولى أنّ التّضاد الحاصل بين (يُضاحكها - يباكيها)، ولكنْ المُتمعّن في المعنى المقصود لكلّ مفردة منهما في البيت، سيرى أنّ المُضاحكة هنا هي "الإشراق والّلمعان"، بينما المباكاة فهي "سقوط الأمطار وهطولها"، ويُلاحظ هُنا لا طِباق بينهما.
*الاستنتاج:
الطِّباق يكون للألفاظ (المعاني الحقيقيّة الظّاهرة)، بينما المعاني الخفيّة لا طِباق بينهما.


تعريف الطِّباق

يُعرّف الطِّباق عند أهل البديع بأنّه الأسلوب الذي يجمع بين الشّيء سواء كان (حرفًا، اسمًا، فعلًا)، وضدّه أيضًا سواء كان (حرفًا، اسمًا، فعلًا) نحو (الأبيض - الأسود، يُظهِر - يُبطن، ميّتًا - أحييناه)، وغير ذلك من الأمثلة المُختلفة التي سبق توضيحها حسب نوع الطِّباق، كما أنّ للطِّباق أسماء أخرى معروفة وهي: (المطابقة، والتّضاد، والتّطبيق).[١٦]



المراجع

  1. حمادة علوان، الألوان البديعية في السور المكية، صفحة 23-30.
  2. سورة الأعراف، آية:64
  3. حمادة علوان، الألوان البديعية في السور المكية، صفحة 23-30.
  4. سورة الفرقان، آية:70
  5. سورة الجاثية، آية:24
  6. سورة الأعراف، آية:118
  7. حمادة علوان، الألوان البديعية في السور المكية، صفحة 23-30.
  8. سورة يونس، آية:44
  9. سورة الأعراف، آية:3
  10. حمادة علوان، الألوان البديعية في السور المكية، صفحة 23-30.
  11. سورة نوح، آية:5
  12. سورة الفرقان، آية:3
  13. حمادة علوان، الألوان البديعية في السور المكية، صفحة 23-30.
  14. سورة الروم، آية:33
  15. حمادة علوان، الألوان البديعية في السور المكية، صفحة 23-30.
  16. [عبد العزيز عتيق]، كتاب علم البديع، صفحة 76-77. بتصرّف.
9160 مشاهدة
للأعلى للسفل
×