محتويات
أنواع الفواصل القرآنية
تقسيم الفواصل باعتبار المتماثل والمتقارب في الحروف
تقسم الفواصل من حيث التماثل والتقارب بالحروف إلى نوعين هما:
- الفواصل المتماثلة
تعرف الفواصل المتماثلة التي تماثلت حروف روايتها (الحرف الروي) سواء في الحرف الأخير، كقوله -تعالى-: (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى)،[١]أو في الحرفين الأخيرين كقوله -تعالى-: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ)،[٢] وقوله -تعالى-: (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرك).[٣][٤]
قد تأتي تلك الفاصلة بالأحرف الثلاثة الأخيرة كقوله -تعالى-: (مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ)،[٥]وقوله -تعالى-: (لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ)،[٦]أو في الأحرف الأربعة الأخيرة كقوله -تعالى-: (فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ)،[٧](ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ).[٨][٩]
وردت تلك الفواصل المتماثلة بإحدى عشرة من سور المفصل (من -ق إلى آخر القرآن-) ومعظمها مكي -نزلت قبل الهجرة-، وسمى البعض الفواصل المتماثلة بالمتجانسة أو الفواصل ذات المناسبة التامة.[٩]
- الفواصل المتقاربة
يعرف هذا النوع من الفواصل بتقارب الحروف بينها تقاربا بالمخرج وبالصفة -كالذال والسين- أو تقاربا بالصفة لا بالمخرج -كالذال والجيم-،[١٠] ويمثل عليها بقوله -تعالى-: (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)،[١١]حيث يلاحظ التقارب بين الميم والنون في المقطع.[١٢][١٣]
من الأمثلة كذلك على هذا النوع الدال مع الباء في قوله -تعالى-: (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ)،[١٤]وقوله- سبحانه-: (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ).[١٥][١٣]
تقسيم الفواصل إلى متوازٍ، ومُطرَّف، ومتوازن
تجد للفواصل القرآنية تقسيما آخر ذكره العلماء في كتبهم وهي الفواصل المتوازية والمطرفة والمتوازنة، نستعرضها فيما يأتي:
- الفواصل المتوازية
وتعرف الفواصل المتوازية بأنها الفواصل التي تتفق الفاصلتان في الوزن الصرفي وفى الحروف، كقوله -تعالى-: (فِيها سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ* وَأَكْوابٌ مَوْضُوعَةٌ)،[١٦][١٧]تصنف الفواصل المتوازية بأنها أشرف الفواصل من الفواصل الثلاثة -المتوازية والمطرفة والمتوازنة-.[١٨]
- الفواصل المطرفة
وتعرف الفواصل المطرفة بأنها الفواصل التي أن تتفق الفاصلتان في الحروف دون الوزن، ويمثل عليه بقوله -تعالى-: (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً* وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً)،[١٩]فنلاحظ تشابه الفواصل بالوزن الصرفي؛ الفاصلة الأولى جاءت على وزن مفعولة أما الفاصلة الثانية فعلى وزنى فعال وأفعال.[٢٠]
- الفواصل المتوازنة
وتعرف الفواصل المتوازنة بأنها الفواصل التي تراعى في مقاطع الكلام الوزن فقط، ويمثل عليها بقوله -تعالى-: (وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ* وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)،[٢١]وَقَوْلِهِ -تَعَالَى-: (وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ المستقيم).[٢٢][٢٣]
تقسيم الفواصل إلى فواصل متمكنة وموشَّحة ومُوغِلة ومُصدَّرة
ذكر بعض العلماء للفواصل القرآنية تقسيما ثالثا نستعرضه فيما يأتي:
- الفواصل المتمكنة
تعرف تلك الفواصل بأنها تلك التي أن يُؤتى قبلها بتمهيد تأتي به الفاصلة توصف بأنها متمكنةً في مكانها، مستقرةً في قرارها، مطمئنةً في موضعها، تتعلق بمعناها بمعنى الكلام كله تعلقاً تاماً، ويمثل على هذا النوع من الفواصل قوله -تعالى-: (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً).[٢٤][٢٥]
- فواصل التصدير
ومعنى هذا النوع من الفواصل أن يكون لفظ الفاصلة مذكوراً في لفظ الآية، كما في قوله-عز وجل-: (وَما كانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً واحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيما فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).[٢٦][٢٧]
- فواصل التوشيح
أما هذا النوع من الفواصل فيقصد به أن تكون الفاصلة مذكورة بمعناها في صدر الآية فبينه وبين التصدير شبه قريب، غير أن التصدير يكون باللفظ والتوشيح يكون بالمعنى، ويمثل عليه بقوله -تعالى-: (وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ فَإِذا هُمْ مُظْلِمُونَ)،[٢٨] وقوله -تعالى-: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ).[٢٩][٣٠]
- فواصل الإيغال
يقصد بهذا النوع من الفواصل أن تفيد الفاصلة معنى جديداً بعد تمام معنى الآية في مضمونه، ويمثل على هذا النوع من الفواصل قوله -تعالى-: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً).[٣١]
وقد تم الكلام عند قوله -سبحانه-: (لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ)، ويصح الاكتفاء به، ثم جاءت الفاصلة لتضيف معنى جديداً، وهو أنهم لا يأتون بمثل القرآن ولو تعاونوا على ذلك جميعا.[١٧]
المراجع
- ↑ سورة طه، آية:2
- ↑ سورة الشرح، آية:1
- ↑ سورة الشرح، آية:2
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 249. بتصرّف.
- ↑ سورة القلم، آية:2
- ↑ سورة القلم، آية:3
- ↑ سورة الأعراف، آية:201
- ↑ سورة الأعراف، آية:202
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 249.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 250.
- ↑ سورة الفاتحة، آية:3-4
- ↑ مناع القطان، مباحث في علوم القرآن، صفحة 154. بتصرّف.
- ^ أ ب مناع القطان، مباحث في علوم القرآن، صفحة 155. بتصرّف.
- ↑ سورة ق، آية:1
- ↑ سورة ق، آية:2
- ↑ سورة الغاشية، آية:13-14
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة القرآنية المتخصصة، صفحة 497. بتصرّف.
- ↑ الزركشي، البرهان في علوم القرآن، صفحة 75. بتصرّف.
- ↑ سورة نوح، آية:13-14
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة القرآنية المتخصصة، صفحة 497. بتصرّف.
- ↑ سورة الغاشية، آية:15-16
- ↑ سورة الصافات، آية:117-118
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة القرآنية المتخصصة، صفحة 497. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:25
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة القرآنية المتخصصة، صفحة 236. بتصرّف.
- ↑ سورة يونس، آية:19
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة القرآنية المتخصصة، صفحة 236. بتصرّف.
- ↑ سورة يس، آية:37
- ↑ سورة الملك، آية:13
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة القرآنية المتخصصة، صفحة 236. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:88