أنواع القماش للخياطة

كتابة:
أنواع القماش للخياطة

الخياطة

الخياطة هي حِرفة تثبيت أو ربط الأشياء باستخدام غرز مصنوعة من إبرة وخيط، والخياطة هي واحدة من أقدم الفنون النسيجيّة التي نشأت في العصر الحجري القديم، قبل اختراع الغزل والنسيج وقبل اختراع مختلف أنوع القماش للخياطة، يعتقد علماء الآثار أن الأشخاص في العصر الحجري في جميع أنحاء أوروبا وآسيا قاموا بخياطة ملابس من الفراء والجلد باستخدام الإبر، أو قرن الوعل، أو الإبر العاجية وكانت الخيوط، وهي من أدوات الخياطة الأساسية، تصنع من أجزاء مختلفة من جسم الحيوان، وبنفس الطريقة تصنع أنواع القماش للخياطة، بما في ذلك: الجيب، والكوت، والأوردة، والخياطة لها تاريخ قديم يقدر أن بدايته كانت خلال العصر الحجري القديم.[١]

بناء القماش أو النسيج

يتم تقسيم أنواع القماش للخياطة على اساس بناء القماش، إذ يتم تصنيف بنية النسيج، أو هيكله، على أنه منسوج أو محبوك أو غير منسوج، جنبًا إلى جنب مع محتوى الألياف ونوع الغزل، والهيكل هو واحدٌ من أهم العوامل في مظهر النسيج وأدائه، وعمومًا، فإن الأقمشة المنسوجة أو المحبوكة ذات الخيوط الرفيعة وذات الشد العالي هي أقوى وأكثر متانة من خيوط الملتوية الفضفاضة، والأقمشة المصنوعة من خيوط متعددة الطبقات هي أكثر متانة من الأقمشة المصنوعة من خيوط أحادية الطبقة والأكثر استخدامًا من بين أنواع القماش للخياطة.[٢]

أنواع القماش للخياطة

تعتمد جميع أنواع القماش للخياطة على نوعين من الألياف: طبيعيّ أو مصنوع، فالألياف الطبيعيّة هي تلك المشتقّة من النباتات أو الحيوانات، كالقطن والصوف والحرير والكتان، ويتمّ إنتاج الألياف الاصطناعية عن طريق العمليات الكيميائية، وتشمل البوليستر والنايلون والدنيم وغيرها، وينتج عن الجمع بين الألياف الطبيعية والألياف الصناعية أنواع من خلطات الألياف المتعددة.[٣]

المصادر الطبيعية للقماش

تُستخدم الألياف الطبيعية -القطن والكتان والحرير والصوف- في تصنيع أنواع القماش للخياطة منذ آلاف السنين، ويتم الحصول عليها من مصادر طبيعية، وتنقسم إلى ما يأتي.

القطن

القطن عبارة عن ألياف أساسية ناعمة ناعمة تنمو في شكل وردة أو غلاف واقٍ حول بذور نباتات القطن، الألياف القطنية هي من السليلوز النقي تقريبًا، تتم زراعة الشجرة الأم في مناطق الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الأمريكتين وأفريقيا ومصر والهند، وقد تم العثور على أكبر تنوع في أنواع القطن البري في المكسيك، تليها أستراليا وأفريقيا، تم زراعة القطن بشكل مستقل قديمًا وحديثًا، وغالبًا ما يتم نسج الألياف إلى خيوط وتستخدم لصنع نسيج ناعم ومسامي، ومن المعروف أن استخدام القطن للنسيج يعود إلى عصور ما قبل التاريخ؛ إذ تم العثور على شظايا من الأقمشة القطنية التي يرجع تاريخها إلى الألفية الخامسة قبل الميلاد في الحضارات القديمة لا سيما حضارة وادي السند، وكذلك بقايا الأقمشة التي يعود تاريخها إلى 6000 قبل الميلاد في بيرو، على الرّغم من زراعته منذ العصور القديمة، إلّا أن اختراع محلج القطن هو الذي خفض من تكلفة الإنتاج التي أدت إلى استخدامه على نطاق واسع، وهو من أكثر أنواع القماش للخياطة، استخدامًا في الملابس اليوم.[٤]

الصوف

الصوف هو ألياف نسيجية يتم الحصول عليها من الأغنام وغيرها من الحيوانات المجترة، الماعز، والثور، وبعض الأرانب، وأنواع أخرى من الصوف من الإبل؛ بالإضافة إلى ذلك، بعض سلالات الماشية والخنازير، ولا سيّما تلك التي تمتلك معطف صوفي، ويتكون الصوف من البروتين مع نسبة صغيرة من الدهون، وبالتالي يمكن تمييزه كيميائيًا عن النسيج القطني، والذي يتكون من السليلوز بشكل رئيس.[٥]

يتمّ إنتاج الصوف عن طريق بصيلات الخلايا الشعرية الصغيرة الموجودة في الجلد، توجد هذه البصيلات في الطبقة العليا من الجلد تسمى البشرة ويتغلغل إلى الطبقة الثانية من الجلد تسمى الأدمة مع نمو ألياف الصوف، وتتميز الأغنام البرية بأنها أكثر كثافة في الصوف، إن أقدم أنواع الملابس الصوفية المنسوجة يرجع تاريخها إلى اثنتين إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، ويبلغ إنتاج الصوف العالمي حوالي 2 مليون طن سنويًا، يذهب 60٪ منه إلى الملابس، ويشتمل الصوف على حوالي 3٪ من سوق النسيج العالمي، لكن قيمته ترتفع، وتعد أستراليا المنتج الرّئيس للصوف الذي ينتمي معظمه إلى خروف ميرينو، لكن الصين تفوقت عليها من حيث الوزن الكلي، وتعد نيوزيلندا ثالث أكبر منتج للصوف وأكبر منتج للصوف المخلوط، وعادة ما يستخدم الصوف النيوزلندي في صناعة السجاد.[٦]

الحرير

يتمّ تصنيع الحرير في المقام الأول من شرانق يرقات دودة القز الحريرية، على عكس العديد من الألياف الاصطناعية، يحتوي الحرير على ملمس ناعم وسلس وغير قابل للانزلاق، وعلى الرغم من أنها واحدة من أقوى الألياف الطبيعية، إلا أنها تتميز بمرونة منخفضة وقد تفقد قوتها بمرور الوقت، إن البريق الجميل يجعله مثالياً والأكثر استخدامًا من بين أنواع القماش للخياطة، خاصّة للقمصان والبدلات والفساتين الرسمية والجلباب والفراش وغير ذلك الكثير، والحرير هو ألياف بروتينية طبيعية، يمكن نسج بعض أشكالها في المنسوجات، ويتكون البروتين في ألياف الحرير بشكل أساسي من الليفون وينتج بواسطة بعض يرقات الحشرات التي تكون شرانق، ويتم الحصول على الحرير الأكثر شهرة من شرانق يرقات دودة القز التوتي البومبيكس موري، التي يتم تربيتها في شكل أسر، ويرجع المظهر المتلألئ للحرير إلى البنية المثلثة للألياف الحريرية، والتي تسمح للأقمشة الحريرية بكسر الضوء الوارد في زوايا مختلفة، وبالتالي إنتاج ألوان مختلفة.[٧]

يتم إنتاج الحرير من قبل العديد من الحشرات، ولكن، بشكلٍ عامّ، يتم استخدام فقط الحرير الصادر من يرقات العث لتصنيع المنسوجات، كان هناك بعض الأبحاث في أنواع أخرى من الحرير، والتي تختلف على المستوى الجزيئي، إذ ينتج الحرير بشكل رئيس عن طريق يرقات الحشرات التي تمر بتحول كامل، لكن بعض الحشرات، مثل النمل المجنح والجراد القزم، تنتج الحرير طوال حياتها، يحدث إنتاج الحرير أيضًا في غشائيات الأجنحة مثل -النحل، والدبابير-، والخنافس والبراغيث، والذباب، والبرغش، هناك أنواع أخرى من المفصليات تنتج الحرير، وأبرزها شعبة العنكبوتيات المختلفة، مثل العناكب.[٨]

أنواع القماش للخياطة الصناعية

يمكن تصنيع مجموعة متنوعة من الخيوط النسيجية، تستعمل في صناعتها بعض مركبات البتروكيماوية، أو بعض المعالجات البلاستيكية وغيرها، وفيما يأتي مجموعة منها:[٩]

قماش الدنيم

الدنيم مادة قويّة ومتينة مصنوعة تقليديا من خيوط القطن الملتوية وغزل القطن الأبيض، هذه الخيوط متشابكة بشكل دقيق لإنشاء نسج نسيج قطني طويل معقد، ممّا يعزز من صلابة ومتانة هذه المادة، وعلى الرغم من أنه يستخدم في المقام الأول لصناعة الجينز، والسترات، والفساتين، لكن قد يتم استخدام الدنيم لصناعة الملحقات وحتى تغطية الأثاث بأسلوب ديكوري منزلي غير تقليدي.

نسيج الشعر أو اللباد

مادة قوية مصنوعة من ألياف طبيعية مثل الصوف، أو من ألياف تركيبية مثل الأكريليك، يتم تصنيعها من خلال اللف والضغط على الألياف معًا لتشكيل قطعة كاملة، تباين في السماكة والكثافة والنعومة، ويتم استخدام هذا النوع من أنواع القماش للخياطة في مشاريع الحرف السريعة والسهلة، مثل: صنع الزخارف أو الدمى أو القبعات الغريبة، أو استخدامها في حرف الأطفال.

البوليستر

تتميّز الأقمشة المصنوعة من البوليستر بشكل عام بأنها أقل طبيعية مقارنةً بالقطن أو الصوف، ومع ذلك فهي من الأقمشة المفضلة للخياطة بسبب متانتها واحتفاظها بألوانها الرائعة ومقاومتها للانكماش ومدى كلفتها، ويستخدم البوليستر عادة في المشاريع الكبيرة مثل الديكور المنزلي والقمصان والسراويل والسترات وغيرها.

الستان

يمتلك الساتان ملمسًا ناعمًا ولامعًا، يعكس الضوء لمظهر فاخر، وعادة ما يتم بناؤه بواسطة خيوط ملتوية عائمة فوق خيوط لحمية، مما يخلق لمعانًا عاليًا مثاليًا في إنشاء خامات قماشية فخمة، وتستخدم هذه المادة بشكل شائع في الملابس.

المراجع

  1. Patricia Anawalt (2007), The Worldwide History of Dress, London, England: Thames & Hudson, Page 1-10. Edited.
  2. Jeanne Stauffer (2004), Sewing Smart with Fabric, United States: DRG Wholesale, Page 7. Edited.
  3. Mair Victor (2006), Contact and Exchange in the Ancient World, Honolulu: University of Hawai'i Press, Page 191–214.
  4. Angela Lakwete (2003), Inventing the Cotton Gin: Machine and Myth in Antebellum America, Baltimore: The Johns Hopkins University Press, Page 1-6. Edited.
  5. Valerie Steele (2005), Encyclopedia of Clothing and Fashion, USA: Thomson Gale, Page 441–443.
  6. Paula Simmons (2009), Storey's Guide to Raising Sheep, North Adams: Storey Publishing, Page 315–316.
  7. T.D. Sutherland, J.H. Young, S. Weisman , et al (2010), "Insect silk: one name, many materials", Annual Review of Entomology, Issue 55, Folder 1, Page 88-90. Edited.
  8. Andrew A. Walker, Sarah Weisman, Jeffrey S. Church, et al (2012), "Silk from Crickets: A New Twist on Spinning", PLoS One, Issue 7, Folder 2, Page 30408. Edited.
  9. Donna Kooler (2009), Kooler's Encyclopedia of Sewing: Hand & Machine Sewing, USA: Leisure Arts, Page 10.
4583 مشاهدة
للأعلى للسفل
×